عِنْدَمّا كُنْتُ طِفلاً كُنْتُ دائِمَ السُؤال
فَيأتي الجوابُ دوماً أنها مُجَرَّدُ أَلْوَان
فَلَمْ أَتَرَدَدْ أَنْ أنْتَقي اَلْأبيَض
لِأَرميهِ بِأَيّ رٌكْنٍ أَو أُطْعِمُةُ حَطباً لِلنارِ
فَأسمَعُ صَوتٌ أَجَشٌّ مِنْ أَبْي
تُبَذِرُ اَلنِعْمَةَ وَلا تَسْتَثْنيَّ حَتّى أقْلام اَلْألوان
وَبِحَنانِها اَلْمَعْروف مَعَ إِبْتسامةٍ
لِماذا ياوَلَدي تَكرةُ الأَبْيَض
فَأجاوِبُ لَالَونَ لَهُ ياأُمّي
فَهَلْ تُلَوِنُ اَلْمياة أَرْضَ اَلْدَار
وَماأفاضَ اَلْعَين نَدَماً أَنْي
بَعْدَ اَلرُشْدِ حَلَلْتُ اَلْسُؤال
نَعَمْ قَلَمٌ أَبْيَضٌ لالونَ لَهُ نَقِياً كَالْزُلال
صَادِقٌ شَريفٌ لايُزَيِّفُ الْوَقَائعُ وَالأهوَال
وَلايُلَوِنُها إِلا بِلَوْنٍ وَاحِدٍ
لَونُ اَلْحَقيقة وَالْحال
آهٍ أَيَتُها اَلْحَقيقة
لَوْ كُنْتُ أعْرِفُ ذَلك
لَما فَرَطْتُ فيك ياسَيِّدَ اَلْأَلْوان