ثلاثية الخلاف والإختلاف وأسسها.
يجب استيعاب ثلاث حقائق كأسس الثورة الفكرية التي أود أن ترتكز عليها ثورات الربيع العربي:
(1) الحقيقة الأولى
شعوبنا مبنية على أصل : التعددية سواء في الفكر أو التطبيق . ففكرة حب الوطن هي عند الصادق منطلق معياري يميز بها من يكذب على نفسه عمن يصدق مع ذاته وتميز من يبيع الوطن عمن يبيع دمه وماله للوطن. والتعددية نجدها في الفيزياء فمثلاً : تصلح قوانين نيوتن فوق الأرض ولاتصلح خارجها . ونحن كمواطنين نشبه النبات فنلحظ من النبات يتحمل العطش في الصحراء ومنه يعيش في أعماق البحار ومنه من يحب الظل ومنه من لايعيش إلا في الشمس. أما بعضنا ففي طبقات ثلاث كالحيوان فيه الطير يعيش فوق الأرض وفيه الأسماك تعيش تحتها وفيه من هو بحجم الأصبع ويقتل الإنسان كالعقرب وفيه من يزن نصف طن وهو ذليل أمام أصغر طفل منا كالفيل .
قانون التعددية يسري في كل الكون فمن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه وهكذا هي شعوبنا.
(2) الحقيقة الثانية:
إن الكون خلق بالأصل بالخلاف ، قال تعال (ولذلك خلقهم ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة). و أمتنا الواحدة تجد فيها من يفهم الإسلام على طريقة المهدي في السودان وتجد من يفهمه على طريقة الخميني في ايران وتجد من يفهمه على طريقة غلام أحمد القادياني في الشرق ، ومنهم ومنهم ومنهم .وفي القرآن تجد من الصحابة من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة . ويصف القرآن بعض الناس بأنهم أقرب للكفر من الإيمان ولكن تجد أن جميع من ينطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله فنقول بأنه مسلم .
(2)الحقيقة الثالثة:
الإختلاف صورة ذات وجهين أو أكثر من وجه إن أحسن فهمه كان مصدراً للثراء وإلا فهو أبسط وأسهل وأرخص وسائل تدمير الحياة ( وقد أجاد عدونا استغلال ذلك) فاجتماع المؤمن والمنافق في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تم وشاهدناه لغاية محددة هي لتمحيص مافي القلوب فيحيق النافع الضار ولايبقى إلا الكلام والفعل والبلد(الطيب) كما نتمنى أن يحصل في مجتمعنا العراقي أو اللبناني أو المصري فنتشقق إلى أقليات كل أقلية تعاضد أختها ولا تتبادل الكراهية ولكن كل مانحتاجه هو تبادل فهم أحدنا الآخر ... فسوء الفهم سيوصلنا للهاوية وعندما طلب الناس من الرسول أن يقتل زعيم المنافقين رفض ذلك وعلل ذلك : حتى لايقال أن محمداً يقتل أصحابه. فمتى نعي ثلاثية الخلاف والإختلاف وأسسها.