وكانوا .... قديماً يتخيرون قصائد بأعيانها، ويخلعون عليها ألقاباً تُجمِل رأيَ الناقد أو الحَكَم فيها.
وهو تَلقيب بعض القصائد بالجيدة وتفضيل الشعراء على غيرهم،
فإن الناقد يصغي ويحكم غير معلّل للحكم، بل متأثراً بذوقه الفطري.
ومن هذا النوع روى أبو عمر الشيباني أنّ عمرو بن الحارث الغساني أنشده علقمةُ بن عَبَدَة قصيدته
:[/COLOR]
طَحَابِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ **** بُعَيْدَ الشَّبابِ عَصرَ حَانَ مَشيبُ
وأنشدهُ النابغة:
كِلينـي لِهَمِّ يا أميمـةَ نَاصبِ *** وَلَيلٍ أقاسيهِ بَطـيءَ الكَواكِبِ
وأنشدهُ حسّان قصيدتهُ:
أَسألتَ رسمَ الدارِ أم لَم تَسألِ**** بَين الجَوابِي فالبُضَيعِ فَـحَومَلِ
ففضلَ حساناً عليهما وعدها قصيدته "البَتّارة" لأنّها بترت غيرها من القصائد.
[SIZE][/SIZE]