أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 23

الموضوع: مقهى المحرومين (مسرحية)

  1. #11
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    المشهد الثالث

    (المذياع العتيق يتربع على الطاولة في غرفة التحقيق, و قد تدلى الضوء فوقه مباشرة, ولف عليه جنزيرمن الحديد , و ازدانت جدرانه بلصاقات طبية)
    (موسيقى حزينة تنطلق من المذياع تتخللها خطابات لرجال يمجدون في الحرية و الديمقراطية)
    صوت المحقق: شرفت أيها المذياع الخرف الخائن .
    المذياع العتيق: أهلا بك أيها الوصولي الغادر .
    صوت المحقق(يصيح بشدة): كيف تجرؤ ! و تكلمني بهذه الطريقة يا حقير ؟
    المذياع العتيق: لا ترفع صوتك لكيلا تصاب بالفتق , و تثكلك أمك , كما ثكلتك مبادئك .
    صوت المحقق: بعد التحقيق سنتواجه
    المذياع العتيق: لن أتكلم معك كلمة واحدة , حتى تطلق سراح الصبي المسكين .
    صوت المحقق: وما دخلك أنت ؟هل كنت من بقية أهله , أم أنك وصي عليه؟
    المذياع العتيق: لا يستطيع أن يتحمل هول الحمام , لا يزال صغيراً , أم أنكم تريدون قتله كما قتلتم أباه ؟
    يقاطعه صوت المحقق: اخفض صوتك أيها اللعين , ولا دخل لك فيما لا يعينك .
    المذياع العتيق: لو تعاملت بمبدأ ليس لي دخل , لما كنت أنت و غيرك الآن في مناصبكم , ولكنت و إياهم تتسكعون , أو كنتم جالسين في مقهى تندبون حظوظكم .
    صوت المحقق: دعنا نتكلم فيما حدث .
    المذياع العتيق: لن أنبس ببنت شفة , مالم تطلق سراح هذا المسكين .
    صوت المحقق يصرخ بشدة( أطلقوا سراح الصبي و معلم المقهى)
    المذياع العتيق: طلبت منك إطلاق سراح الصبي فقط , ولم أطلب منك الإفراج عن -جيمس بندق- عميلكم المصون !
    صوت المحقق: قد صار لك ما تريده ,تكلم الآن هاهو الصبي يخرج من الحمام إلى بيته .
    المذياع العتيق: عن ماذا تريدني أن أتكلم ,عن الذي جرى اليوم ,أم عن خيبة أمل مذياع عجوز خانه الأمل و الرجاء ,
    في أناس مثلكم جاحدون كالقطط ,ناكرون للجميل .
    صوت المحقق حانقاً: لا . الظاهر أنه قد حان وقت قص لسانك , لقد صرت وقحاً جداً , ووقاحتك هذه لا تحتمل.
    المذياع العتيق: وقاحتي هذه , من صنعتكم أيها المرتزقة , هي التي أيقظتكم من سباتكم ,هي حررتكم من قيودكم.
    أغانيّ , هي من زرعت فيكم بذور الحماسة و النضال, كلماتي أزالت غشاوة الظلم عن عيونكم , وكانت مشعلاً لكم , تنير دروبكم المظلمة في ساعات القحط و الجفاف.
    صوت المحقق مقاطعاً: وهاأنت تخون الرسالة و تغير بوصلتك .
    المذياع العتيق ضاحكاً: والله أنت آخر من يتكلم عن الخيانة يا رجل .
    صوت المحقق: ماذا تقصد أيها الانبطاحي الملولب ؟
    المذياع العتيق: حارتنا ضيقة , و نعرف بعضنا البعض.
    أين رفاق دربك ؟ أين من أقسمت معهم على التغيير ؟ أين أبو الصبي المسكين؟ أين رصانة و حنكة العجوز ليس لي دخل ؟ألم تكونوا معا في خندق واحد ؟
    ألم تتقاسموا معا كسرة الخبز في ظهيرة الجوع ؟
    (صوت المحقق يصيح): هم من بدلوا , هم من غيروا
    المذياع العتيق بحرقة: كلهم تخرجوا من مدرستكم التأديبية على المقابر مباشرة , أو إلى مشفى الأمراض العقلية .
    كيف طاوعك قلبك أن تدخل الحمام رجال كنت و إياهم يوما ما تعانون مرارة الاضطهاد و الحرمان؟ أهذا الوفاء و الشيمة و الثورة ؟
    صوت المحقق: هزلت ! لا أعرف من هنا المحقق ,أنا أم حضرتك ؟
    المذياع: أردتني ان أتكلم , و هاأنذا أتكلم.
    صوت المحقق يهمس بقسوة : وللمرة الاخيرة !!!
    المذياع: ههههه , سمعتك يا أفعى , وهل تحسبني أتكلم , إلا و أنا واثق أنني سأتكلم للمرة الأخيرة ,ولكني سأتكلم عسى أن يستيقظ فيكم شعور النخوة و الاباء , الذي اغتاله عشق الكرسي , و المنصب , و رنين الذهب.
    صوت المحقق: سأجعلك تندم على كل ما قلته, و على خيانتك العظمى اليوم في المقهى .
    المذياع العتيق: خيانة , خيانة!! أصبح كل من يختلف معكم بالرأي , خائن و أنتم ملوك القضية .
    أهكذا كان كلامك , عندما كنت جائعاً ضائعاً ؟
    - كنت تجلس تحت منصتي ,و تستمع إلى ما أنقله لكم عن كفاح الشعوب , و نضال الأمم.
    يقاطعه صوت المحقق: أيام سوداء ,لا تذكرني بالماضي الأليم.
    المذياع العتيق: لا يشفع لوجودكم إلا ماضيكم , ومن ليس له ماض ,ضاع حاضره.
    صوت المحقق: نحن الآن : القانون و المشرع.
    المذياع العتيق: بل: أنتم الجلاد , و السجان , و آمر الحمام.
    صوت المحقق: خنقتني كلماتك.
    المذياع العتيق: بل , خنقتك الحقيقة.
    صوت المحقق: ستعدم !
    المذياع: آن للعمر أن تطوى صفحته ,وليكن ذلك بكرامة و إباء.
    صوت المحقق منادياً( خذوه , عذبوه ,حتى يصبح -لا ينطق إلا بكلمة ليس لي علاقة)
    المذياع ساخراً( هذا أخو أم ابن عم ليس لي دخل)
    صوت المحقق: لن أدعك تنال الموت , حتى تتمناه.
    المذياع العتيق: وهل تسمي هذه حياة يا صاحب الكرش و الجاه ؟ لقد مت منذ زمن , منذ تمزيقكم للميثاق , و خيانتكم الأمانة.
    صوت المحقق: ليتفرغ مسؤولوا الحمام جميعهم لضيفنا المذياع الخائن.
    المذياع العتيق( يصيح بنفس لهجة المحقق متهكما): والله يلزمك أنت و من معك كل حمامات العالم لتغسل قذارتكم.
    تنطفئ الإضاءة , و تنطلق موسيقى ثورية من المذياع ,يعقبها صوت صراخ و صياح ..
    نهاية المشهد



  2. #12
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي


    المشهد الرابع

    (المقهى وإضاءة خفيفة)
    (صاحب المقهى يجلس على كرسيه و قد أمسك صحيفة إخبارية وقلبها رأساً على عقب و ثقبها في المنتصف , لترى عيونه ما يجري حوله , وقد لف رأسه بضماد طبي).
    (صبي المقهى يتنقل بين الطاولات ,ينقل الطلبات و قد حمل عدته بيد, و الأخرى لفها بشاش و جبيرة.)
    منصة المذياع خلت من وجوده و استبدل بجهاز تسجيل جديد مع سماعات كبيرة) )
    الأستاذ و العجوز ليس لي دخل يجلسان سوية يتهامسان بحذر و يرقبان صاحب المقهى))
    (الزبائن كعادتهم يلعبون النرد و الورق)

    صاحب المقهى: شغل جهاز التشغيل يا ولد , دعنا نستمع إلى شيء مفيد , مادامت الناس صامتة طوال الوقت.
    صبي المقهى يضع يده على رأسه , ولا يتكلم , و كأنه فقد الكلام دلالة على سعادته بتلبية الأمر.
    صاحب المقهى: ما كان ينقصني في المقهى إلا صبي أخرس.
    (يتدارك هامساً): وما ذنبه لعلهم طلبوا منه أن يخرس طوال الوقت(يتحسس رأسه):آه يا راسي , إذا كنت أنا رجلهم و ساعدهم الأيمن قد عملوا معي العجائب.
    الصبي يشغل جهاز التشغيل تنطلق أغنية لام كلثوم:
    (أكاد اشك في نفسي لأني أكاد اشك فيك و أنت مني)
    صاحب المقهى: أطفئ . أطفئ ستفضحنا الست , ضع أغنية ثانية
    يضع الصبي شريطاً جديداً وهذه المرة ينطلق صوت فريد الأطرش بحزن:
    عش أنت إني مت بعدك , وأاطل ماشئت صدك
    كانت بقايا للغرام , فختمت بعدك

    ( الجميع في المقهى تنتابهم حالة من البكاء بما فيهم صاحب المقهى)
    صاحب المقهى حانقاً: اغرب عن وجهي , أنا سأضع على مزاجي.
    يقوم صاحب المقهى , و يتناول شريطاً من على مكتبه و يضعه في آلة التسجيل ,ثم تنطلق موسيقى راقصة رخيصة
    ( الجميع في المقهى يخرجون من جيوبهم قطناً , و يغلقون آذانهم استنكاراً)
    صاحب المقهى: أنتم أحرار حتى الفرح لا تريدون أن يتسلل إلى قلوبكم .
    (يعود إلى كرسيه مراقباً)
    الأستاذ يؤشر بيديه , ولا يفتح فمه , و الصوت يأتي منطلقاً من الكواليس , و يخاطب العجوز ليس لي دخل: يريد هذا المافون ان يتلف ذوقنا الفني الرفيع)
    العجوز ليس لي دخل(:بيديه كناية على انه ليس له دخل) و الصوت أيضا ينطلق من الكواليس: ليس لنا دخل و هل انتهى الأمر يا بني عند ذائقتنا الفنية , لقد أفسدوا علينا كل جميل في حياتنا , دعهم ينهوا كل ما في جعبتهم)
    صاحب المقهى مبهوتاً: ما بال القوم أصبحوا كلهم خرس و يتكلمون بالإشارة(ضاحكاً) , لعلهم جميعاً كانوا في ضيافة سعادته البارحة !!
    زبون بالإشارة: هات يا ولد كاس شاي ثقيل جداً, كدم معلمك , و سكر زيادة.
    صبي المقهى بالإشارة إلى عينيه: من عيوني يا باشا
    صاحب المقهى: لا... يبدو أن الأمر خطير , علي إبلاغ معاليه بما يحدث فوراً
    يتناول الهاتف و يضرب الرقم: احترامي معاليكم (بهمس)
    صوت المحقق: أهلا ماذا هناك ما بالك تتصل مبكراً اليوم ,عسى خيراً ؟
    صاحب المقهى: أمر خطير سيدي !
    صوت المحقق باهتمام: ماذا هناك ؟
    صاحب المقهى: الجميع هنا سيدي لا ينطق و يتفاهمون بالإشارة !!
    صوت المحقق: ما بالك يا أحمق ,كأنك سكران , أم انك تناولت ضرساً من الحشيش مبكراً.
    صاحب المقهى: و الله يا سيدي كما أقول لك , الجميع يتفاهم مع بعضه البعض بالإشارة
    صوت المحقق: و هل فهمت شيئاً مما يقولونه ؟
    صاحب المقهى: وكيف أفهمهم سيدي ؟
    صوت المحقق: غير مستغرب , طوال عمرك حمار(يهمس: لو لم تكن حماراً ما عملت معنا)
    صاحب المقهى: ماذا سيدي ؟
    صوت المحقق: لاشيء لا شيء, راقب الوضع جيداً و حاول أن تفهم ما يقولونه, و أنا سأتصرف .
    ولكن عليك أن تعلمني بالمستجدات أولا بأول. ….
    (صوت إغلاق السماعة)
    زبون يتكلم بالإشارة: وصلت الأخبار مباشرة, قبل أن يصل الرغيف الساخن عتبات الفرن.
    ( الجميع ضاحكاً)
    الأستاذ بالإشارة: متى سنخلص منك يا غراب البين؟
    العجوز ليس لي دخل بالإشارة: لا تخف , سيجدون منه الكثير في سوق الغنم.
    (قهقهات الجميع)
    صاحب المقهى متسائلاً: مالذي يضحككم , هات شاركونا ؟
    الأستاذ مؤشراً: شاركك عقرب فراشك القذر , يا جاسوس .
    صاحب المقهى: ماذا يا أستاذ؟ لا أفهم ما تقول.
    ليس لي دخل مؤشراً : لو فهمت , كنت معنا الآن تلعب لعبة الخرسان.
    الأستاذ بحزن: ايييييه . رحمة الله عليك أيها المذياع العتيق, عشت شاهداً ومت شهيدا.
    (الجميع يرفع يديه إلى السماء وبصوت واحد: ألف رحمة ونور عليك )
    صاحب المقهى: ما بالكم كأنكم تدعون لشخص ما ؟
    ( الجميع و بصوت واحد: اللهم خلصنا من صاحب المقهى الخسيس)
    صاحب المقهى يرد وهو لم يسمع ما يقولونه: آمين يارب , إلى من دعوتم
    (الجميع يمد بسبابته إليه)
    صاحب المقهى: شكراً لكم , ولكن لماذا أصبحتم جميعاً لا تتكلمون ؟
    ( الجميع يرسم إشارة سكين على رقبته)
    صاحب المقهى: ومن سيذبحكم
    (الجميع يمدون ألسنتهم و يؤشرون عليه )
    صاحب المقهى بغباء: ومنذ متى كان اللسان جلادا ؟ً
    (الأستاذ بصوت خارج من الكواليس ويشير إليه): منذ وضعوك جاسوساً علينا.
    الجميع يقهقه)
    احد الزبائن يقف و يلوح بيديه و صوته ينطلق من الكواليس): هل سمعتم آخر نكتة شباب ؟
    الجميع): هات لنرى.
    الزبون): لا اعرف إذا كانت نكتة , أم حقيقة ؟ ولكن يحكى أن أحد الجواسيس و بعد أن فرغ من كتابة التقارير الإخبارية بحق كل من يعرفهم , و أودعهم السجون, لم يتبق أحد!!!.
    فكتب بنفسه تقريراً إلى الأجهزة الأمنية…
    ( الجميع): وماذا قال ؟
    (الزبون): كتب: سيدي أشك في نفسي بأني أحاول العبث بأمن البلاد!!
    (الجميع ضاحكاً)
    العجوز ليس لي دخل: هذه حقيقة , و ليست نكتة .
    (الجميع): كيف ؟
    (العجوز ليس لي دخل): كان معي في أحد المرات-في المعتقل شخص فعل نفس هذه الفعلة, بل إنه في احد المرات و كانت زوجته تعاني مرضاً قلبياً, مما اضطرها للسفر و العلاج في الخارج...
    الجميع باهتمام و بصوت واحد: ايييييييييييه
    العجوز: نسفها تقرير, بأنها ذاهبة للتآمر على أمن البلد , بالتعاون مع جهات أجنبية !!!!
    ( الجميع يضحكون و يضربون كفاً بكف)
    الأستاذ: ياللهول هذه امرأته ! فما بال حماته ؟
    العجوز ليس لي دخل: حماته دخلت السجن بعد زفافه بأسبوع!
    (الجميع): والتهمة ؟
    العجوز ليس لي دخل: تعكير صفو الأمن القومي.
    (الجميع يقهقه)
    الأستاذ: اخ . صحيح أن شر البلية ما يضحك.
    (يتابع متسائلا): وكيف زج هذا الجاسوس في السجن بعد كل هذه الخدمات الجليلة ؟
    العجوز ليس لي دخل: جاءته صحوة للضمير وصاح بلا!!!
    الأستاذ: يا لطيف !!! كل شيء إلا كلمة لا!!!ً
    العجوز: نعم إنهم يكرهون هذه الكلمة.
    ( صاحب المقهى وهو يقف بحمق ولا يستطيع فهم ما يقولونه): يا الهي كأنهم وجدوا وسيلة سرية للتخاطب فيما بينهم!
    يؤشرون و يضحكون و يدعون صمتاً, لقد استفحل الأمر علي إبلاغ القيادة بالمستجدات.
    يتبع

  3. #13
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    المشهد الخامس

    صاحب المقهى هامساً : الو سيدي , احترامي
    صوت المحقق: ها . أخر الأخبار؟
    صاحب المقهى: مازال الوضع كما هو عليه سيدي, يتناقشون و يضحكون و يلعبون بلا أي صوت, ورغم محاولاتي المتكررة لاستدراجهم بالكلام لا أرى منهم سوى الإشارة, ما السبب برأيكم سيدي؟
    صوت المحقق: الظاهر أن فقدهم للمذياع العتيق, و شدة محبتهم له , أثرت على عقولهم !
    صاحب المقهى: صحيح سيدي ماذا حصل للمذياع العتيق؟ هل اختفى من الوجود سيدي كما اختفى الكثير من أمثاله؟
    صوت المحقق: اخرس يا غبي ! ليس لك علاقة, لا لم ينته, وهل أنا مجنون لأجعله بطلاً و شهيداً في نظر الناس ؟!
    صاحب المقهى ببلاهة: و الله لم أفهم شيئاً, المهم سيدي ماذا تأمروني أن أتصرف؟
    صوت المحقق: انسفهم بخطاب قومي مجلجل, عن الوطنية و الانتماء , عسى أن تدب الحمية في قلوبهم ثم أخبرهم بان مذياعهم يخضع للتصليح , و عما قريب سيعود إليهم في المقهى.
    صاحب المقهى: حسناً سيدي , سأفعل.
    صوت المحقق: ودائماً و ابداً أي طارئ جديد يجب عليك إعلامي به فوراً
    (صوت إغلاق السماعة)
    صاحب المقهى يقف و يعدل هندامه و يتجه إلى آله التسجيل ويقفلها:
    أبنائي و إخوتي الكرام :أيها الشعب الكادح العظيم أي.....
    ( الجميع يصفق بحدة, ثم يتجهون إلى الأستاذ و يحملونه على الأكتاف ومازالت أصواتهم تنطلق من الكواليس): بالروح بالدم نفديك يا وطن! بالروح بالدم نفديك يا وطن
    صاحب المقهى: مهلاً إخوتي , مهلاً لم نقل شيئاً, انتظروا حتى نفرغ من الخطاب.
    العجوز ليس لي دخل مؤشراً بيديه: صار لدينا رد فعل انعكاسي , فما إن يعتلي أحدهم منبر الخطابة حتى تنطلق ألسنتنا بالهتاف و التشجيع, الويل لشعب يرقص كالمهرج و يفرح كالنسانيس , و في أعماقه مذبوح كدجاج العيد.
    (الجميع يرجعون إلى كراسيهم بانكسار و ندم)
    الاستاذمؤشراً و الدمعة على خديه: ما أصعب اغتيال نشوة الفرح و الانتصار, ورفرفة رايات الخيبة و الانكسار , فوق جبال الجوع و الحاجة. تعست تلك اللقمة ,وتعس ذاك الطاعم.
    صاحب المقهى يتابع خطابه: يا أهالي مقهى الدمعة , أيها الحشد الكريم
    إنه لمن دواعي سروري , أن تجتمع هذه النخبة الجميلة من أطياف شعبنا المقاوم في ساحة مقهانا الجميل , لنتشارك الأفراح و الأتراح( يتحسس رأسه المضمد متألما) ولكنني في هذا اليوم رأيت شيئاً عجبا ً!
    رأيت الناس قد لبست الصمت و استبدلت ثوب الحرية الناصع بعباءة الإشارة و البكم
    (احد الزبائن مؤشراً): ثوب الحرية يغسل في حماماتكم القذرة كل يوم.
    صاحب المقهى: ماذا. ماذا ؟ دعني يا بني أتابع خطابي كي لا أنسى التتمة ثم لوح بيديك كما تريد.
    (يتابع): هكذا تعلمنا من سنين النضال و المقاومة ودروس الثورة و التحرير.
    الأستاذ مؤشراً: لعنة الله عليكم مازلتم تتاجرون بالثورة و التحرير و هي آخر ورقة توت لديكم.
    صاحب المقهى: أين ألسنتكم الهدارة و انفعالاتكم الشامخة ؟
    العجوز ليس لي دخل: أكلها قط التسلط , و قلمكم المتدفق خيانة و غدرا.
    صاحب المقهى: أين بيارق أجدادكم المكللة بالمجد و الغار؟
    صبي المقهى مؤشراً: بعتها يا معلمي , كما بعت أوسمة أبي و جدي لقاء لقيمات قليلة.
    الأستاذ: وأثمانها أودعت في بنوك سويسرا,
    صاحب المقهى: ايها السلبيون مالكم لا تتكلمون..؟
    زبون: حتى الكلمة خنقتموها في حلوقنا بليل ظلمكم و استبدادكم.
    صاحب المقهى: ويل لأمة صامتة تتفاهم بالإشارة
    العجوز ليس لي دخل: وويل لساسة رعيتها خرساء! اذهبوا و اقطعوا ألسنتكم حتى يكون لكم شرف القيادة.
    الأستاذ متحسساً رقبته: وهل يتكلمون بألسنتهم لعنهم الله, لا يتكلمون إلا بأيد من حقد و غل و قسوة.
    صاحب المقهى: على فكرة مذياعكم العتيق سيعود إليكم قريباً بعد أن ينتهي المعنيون من إصلاحه !
    صبي المقهى يصيح بفرحة طفولية و يتكلم للمرة الأولى بدون إشارة: حقاً يا معلم, هل سيعود ؟
    صاحب المقهى يعود إلى كرسيه ويهمس منتصراً: الظاهر أن الخطبة الحماسية بدأت تؤتي أكلها.
    الاستاذمؤشراً: اصمت يا أحمق. انه يخدعك.كما خدع أسرتك سابقاً حين قال لهم أن أباك سيعود...
    صبي المقهى يعود مؤشراً وبصوت متسائل حزين من الكواليس: أبي, وما علاقة أبي رحمه الله بالموضوع؟
    العجوز ليس لي دخل: أصلحك الله يا أستاذ, ماالذي ذكرك بقصة شهيد مقهانا,( ينظر إلى الصبي): لا شيء يا بني
    لقد خلط الأستاذ بين زيد و عبيد
    يقترب الفتى من العجوز مناشداً: لقد قلت للتو شهيد! و كل علمي أن أبي مات مريضاً فقيرا
    الأستاذ: دعه أيها العجوز فقد كبر, و آن له أن يعلم أن أباه لم يمت مريضاً, بل مات تحت وقع الضرب و التعذيب لأنه أبى أن يبيع نفسه لهذه الحثالة .
    (موسيقى حزينة و الإضاءة مركزة على وجه الصبي الذي يعتصر ألما): لقد خدعوني كل هذه السنين,و انتم خدعتموني أيضا, حتى شرف أن أكون ابن شهيد حرمتموني منه؟
    العجوز ليس لي دخل: لم نجرؤ يا بني أن نقول لك هذا , كنت صغيرا ولن تعي ما نقوله, وكان يجب عليك الاعتناء بأسرتك بقلب صاف و همة عالية , لا بقلب جريح و حقد دفين.
    صبي المقهى: وهل لهذا الحقير يد في موت أبي؟ يؤشر إلى صاحب المقهى
    ( الجميع صامت لا يتكلم)
    صبي المقهى: أرجوكم لا تتظاهروا بالصمت !
    الأستاذ: ذاك ماض قديم, عش الآن لأسرتك و فكر بمستقبلهم و مستقبلك
    صبي المقهى: و أي مستقبل هذا يا أستاذ وأنا ليس لي ماض أو أكاد اجهله, كل ما كان لأبي رحمه الله ,اشتراه هذا الكلب مستغلاً فقرنا و جوعنا, حتى الأوسمة وكانت أعز ما نملك اشتراها بثمن بخس , بعد أن دفع جدي و أبي ثمنها دماءً و تضحية, أمي تبكي كل يوم حين تتذكر بيعها للأوسمة وتقول لي: كان صوت صراخكم جوعا أقوى من بريق الأوسمة و شموخ الذكرى.
    وهل استحق أن أكون أنا ابن شهداء و أعمل عند خونة؟
    العجوز: لو كل إنسان منا ترك عمله لأنه يعمل عند خائن , لوجدت الناس كلها في الشوارع تشحذ يا بني بلا عمل!
    (الصبي منكسر و غاضب و يتجه إلى صاحب المقهى): أين أبي! ؟
    صاحب المقهى بتعجب: أراك قد نطقت , و لكنك جننت أيها الولد, أبوك أضحت عظامه مكاحل.
    الصبي: تكلم باحترام عن من هم اشرف منك , يا غادر
    صاحب المقهى يقوم غاضباً: أجننت أيها الحقير ؟ سألقنك درسا لن تنساه.
    (يتناول عصا و يهم بضرب الفتى الذي يمسك بيده و يعيد سؤاله بجدية و غضب): أين أبي؟
    صاحب المقهى: مات أبوك منذ زمن .
    الصبي:ومن كان السبب في موته؟
    صاحب المقهى: لسانه الطويل
    الصبي: كنت منذ قليل تقنع الناس أن يغردوا بألسنتهم
    صاحب المقهى: هذا عملي ,قياس الألسنة و استئصال الطويل منها.
    الصبي: أريد أن اعرف شيئاً واحداً , و اصدقني فيه
    صاحب المقهى: هات ما تريد يا وقح , و اغرب عن وجهي وإلا أرجعتك للحمام .
    الصبي: هل أذعن أبي؟
    صاحب المقهى: لو أذعن ما مات! كان عنيداً جلفاً
    الصبي: بل كان شريفاً كريماً, ولا استحق أن أكون ابنه مالم اخلص هذا العالم من شرك و شر أمثالك أيها الحقير
    ( يتناول الصبي سكيناً من تحت مريلته و يطعن صاحب المقهى وسط صراخ الناس)
    الأستاذ: مالذي فعلته يا مجنون ؟
    الصبي: سكنت صرخات أبي في قبره, فلتزغردي يا أماه , فانا ابن أبي و جدي.
    العجوز ليس لي دخل: سيعدمونك و تخسر حياتك
    الصبي: وهل تسمي هذه حياة أيها العجوز, أتريدني أن أسميّ نفسي , ليس لي علاقة ,أو ليس لي صالح , وادع هذه الذئاب تنهش في جسمنا للأبد ؟.
    الأستاذ: و أهلك ؟
    الصبي: سأتركهم لمن يقوم برعايتهم أفضل مني ألف مرة
    الجميع: لمن
    الصبي: للواحد القهار المنتقم الجبار
    ( أصوات سيارات الشرطة تدوي صارخة)

    يتبع المشهد الاخير

  4. #14
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    المشهد الأخير


    ( زنزانتان متجاورتان في أحدها قبع الصبي ,و الأخرى فيها المذياع العتيق)
    و قد كبل بالسلاسل ووضعت على جدرانه لصاقات طبية و ضمادات)
    الصبي وقد جلس في زاوية الزنزانة و قد سلط عليه ضوء خافت يدفن رأسه بين يديه)
    المذياع: ماذا فعلت يا بني ؟
    الصبي: قتلوا طفولتي , وقد ثأرت لها .
    المذياع: وأمك , و إخوتك ؟
    الصبي: لهم الله .
    المذياع: كان من الممكن معالجة الأمر بشيء من الحكمة .
    الصبي: لا تجتمع الحكمة و الغضب في صدر آدمي .
    المذياع: لقد جعلت من الجاسوس شهيداً , و كنت أنت الضحية.
    الصبي: كلنا ضحايا.
    المذياع: وأنت كبش الفداء!
    الصبي: غيري كثير!!
    المذياع: كنت الأمل.
    الصبي: أي أمل بلا رؤية , والضباب يحيط بذاكرتي منذ ولدت ؟
    المذياع: الأيام كانت ستبدد ظلام جهلك.
    الصبي: لماذا لم تخبرني عن كل ما جرى ؟ لماذا بقيت أجهل كل شيء , والكل يعرف كل شيء , كأنني أصم في ليلة عرس ؟
    المذياع: كنا سنعلمك في الوقت المناسب , عندما يشتد ساعدك و تتفتح مداركك. أحيانا الحقيقة تلوذ بالنسيان ,لكي لا تجرح الشعور و الأفئدة.
    الصبي: وهل بات للحقيقة في يومنا هذا ملاذ ,إلا في حمامات معاليه.؟
    المذياع: صدقت يا ولدي , لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
    الصبي: لينني أكون أول حرف في أبجدية الصحيح , وآخر باب في قاموس الضحايا.
    (الصبي يحاول أن يرسم الفرح على وجهه , و يمازح المذياع العتيق): المهم أننا تخلصنا من هذا المخبر القذر
    (المذياع بحسرة و ألم): سيجدون من شاكلته الكثير .
    الصبي: يا ويلي , و هل هناك الكثير من هذه الماركات ؟
    المذياع: لقد فرخت القسوة , و تناسلت في بلادنا , و صنعت من نمط المعلم كثيراً !!
    الصبي: وما السبب ؟
    المذياع: الجوع و الأمان و الشهرة و الكرسي وووو.... ماذا أقول لك تنوعت الأسباب و المخبر واحد!!!
    الصبي: والله لم يخرب بيتي غير كلامك هذا , دعني أيها الطيب , دعني لأفكر في كلامك هذا , وألملم شتات أفكاري , و أتجرع حرقتي وألمي.
    (تنطفئ الإضاءة من على الصبي و تركز إضاءة شديدة على المذياع العتيق)
    المذياع: كنت أتمنى يا أحبتي أن اختم هذه الحكاية بسعادة وفرح , لكن يبدو أن زمان النهايات السعيدة قد انقرض ,
    وتاهت أحرفه بين دموعنا و أمانينا , و رغيف خبزنا المغشوش المدعوم,
    (تشويش و تداخل في محطات المذياع , تتخلله خطب وطنية , و أغاني حزينة , و أغاني شعبية تافهة المعنى وسيمفونية صاخبة)
    المذياع: هذا زماننا خليط و تناقض , خوف و رجاء , رفعة وحضيض , وما زلنا بانتظار الفجر المشرق ليغسل ظلمة الدنس و التجبر من قلوب البعض , و يحي بنوره الشجاعة و الإقدام من الآخر.
    هذه حكاية مقهى عادي ينتشر منه الآلاف , بل الملاين في أرجاء عالمنا , الذي أعلن الحداد بوفاة أبسط المبادئ و القيم.
    ولكن لالليأس , فللعمر بقية , ولا بد يوماً أن أخرج من هذا السجن المظلم مرة أخرى , لأفتح عيونكم الناعسة , و أغني لكم نشيد الحرية و البقاء.
    ينطلق صوت العندليب( خللي السلاح صاحي صاحي لو نامت الدنيا صاحي مع سلاحي
    سلاحي في أيديه نهار و ليل صاحي بنادي يا ثوار عدونا غدار
    خللي السلاح صاحي صاححححححححححححححححي

    انتهى


  5. #15
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    كتبت قبل سنتين من اندلاع ثورة العز والكرامة في سورية . ولعلها كانت سبراً لشارع يغلي ويحتقن.

  6. #16
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    تمتعت بالنص فكتابة المسرحية فن راق وعصي ..
    شكرا جزيلا أخي الحبيب بشار
    ما أكثر ماقلت
    وكأنك لم تقل شيئا.

  7. #17
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,204
    المواضيع : 318
    الردود : 21204
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    كم تمتعت بقراءتى لهذه المسرحية , وراقت لى
    الحوارات والأسلوب الرائع .. نصك موجع ياسيدى
    وهذا ما يسمى بالكوميديا السوداء ـ ويعكس واقعا
    مرا تتكرر شخوصه وأحداثه فى كل بلادنا العربية .
    أبدعت وأكثر ـ سلمت يداك .

  8. #18
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوادري علي مشاهدة المشاركة
    تمتعت بالنص فكتابة المسرحية فن راق وعصي ..
    شكرا جزيلا أخي الحبيب بشار
    متعك الله بالصحة والعافية أستاذي الفاضل , وشكراً على طيب مروركم.
    شكري وتقديري

  9. #19
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    كم تمتعت بقراءتى لهذه المسرحية , وراقت لى
    الحوارات والأسلوب الرائع .. نصك موجع ياسيدى
    وهذا ما يسمى بالكوميديا السوداء ـ ويعكس واقعا
    مرا تتكرر شخوصه وأحداثه فى كل بلادنا العربية .
    أبدعت وأكثر ـ سلمت يداك .
    شهادة أعتز بها , من أستاذة وأديبة قديرة .
    هذا واقعنا الذي عشنا فيه يا أخية , لخمس عقود , والذي كان من نتائجه قيام ثورة لهؤلاء المحرومين , منادين بالحرية والكرامة.
    تعمدت الكتابة بلهجة سهلة , وابتعدت عن البديع والتقعر والاستعارة , طمعاً في أن تصل كلماتي لكل الناس.
    لكم شكري وتقديري

  10. #20
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    مسرحية كتبت باحتراف ومشهدان بحركتهما السريعه كادا السطور تنطق
    أتابع بشعف
    وأشكرك

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مقهى المهرجان
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى مهْرَجَانُ رَابِطَةِ الوَاحَةِ الأَدَبِي الأَوَّلِ 2006
    مشاركات: 344
    آخر مشاركة: 03-08-2006, 01:19 PM
  2. مقهى بوجشتر
    بواسطة عبد الرحيم ناصر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-02-2006, 08:24 PM
  3. مقهى الغرباء
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-11-2005, 06:30 AM
  4. على مقهى
    بواسطة عادل عبد القادر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 08-10-2005, 09:12 PM
  5. العيد غدا-مهداة لكل المحرومين من فرحة العيد
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-12-2003, 03:49 PM