المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة
--------------
RIGHT]----
أختي الفاضلة مليكة
أسعد الله أوقاتك
تملكين قلماً ثراً ، وتختزنين صوراً جميلة ، وتحملين فكراً نبيلاً
أما ما كتبتِ فأقربُ إلى النثر الشاعريّ الجميل ، فافتقاده إلى الحدث المحدد المتصاعد بسرعة ، وإلى الخاتمة الفاجئة المثيرة ، فضلاً عن أن سرده مباشر ..كل أولئك أبعده عن القصّة القصيرة جداً إلى حد بعيد
بانتظار جديدك دائماً
تقبلي تحياتي وتقديري
السيد مصطفى حمزة
السلام عليك
شكرا لقراءتك
تستطيعون نشر النص في ركن الخاطرة
وهاهو نص صيغ على منوال الأول مع وجود الفارق .
بعد الاطلاع عليه لكم اليد الطولى في نشره ضمن ركن القصص:
بوح الصمت
زفت فلسطين الفتاة البدوية إلى عريسها في قطاع غزة .. سارت في موكب الاحتفال حفنة من الجيران..
ترجلت من الحافلة .. وأمسكت بطرف ثوبها اُستعدادا للمسير.
تهاطلت زخات زغردات إعلانا عن الفرح وحفاوة الاستقبال..
تفحصت فلسطين الوجوه لعلها ترمق وجها يشبه ملامح أمها أو والدها أو إخوتها
أو أحدا ممن اُستشهدوا في غارة غاشمة على البلدة في السنة الماضية بينما
تمنت لو أن تلك الوجوه قربها تشاركها سعادتها ..
أمسك العريس يدها ,دخلت غرفتها وسكتت عن الكلام المباح قيد زفرات وآلام..وذات إفصاح نثرت عبارات مبحوحة جريحة كسيحة..بينما كان العريس يتأهب لشطحاته ,ينثر الورود ويشعل الشموع اُحتفاء بيوم العمر..
في لحظة أنس عادت تتهجى لغة البوح من جديد ..فحتى يوم عرسها لم تنس الحقول الملتهبة والشوارع المقفرة إلا من نبض متسارع عند منعطف كل شارع, هناك حيث البوح ينازع .
بكت أراضي البلدة المصادرة .. و أطرافها الملتهبة وحرماتها المنتهكة..
على إثر الاغتصاب القسري المتكرر أمام أعين لا تنام إلا في خدر التجاهل واللامبالاة..
صدحت فلسطين بعد خرس لتدين التجاهل والقهر.. وأخذت على عاتقها أن تقلد الطبيعة إكراما لفلسطين , بطون تدفع وأرض تبلع ..