شهيد العلم
الشيخ الدكتور (عبد الجليل) الذي نال الشهادةَ صابرًا محتسبا قبل أيام
على شَفة النوى يُدمى السؤالُ
وتحيا في شهادتها الرجالُ
وقلنا والتثبُّتُ محضُ كذبٍ
بأنَّ الغدرَ يا بلدي محالُ
وأنَّ السيفَ تكلؤهُ أكفٌّ
بصدق فعالها يسمو القتالُ
صبرنا والنوائبُ فيك تترى
إلى أنْ ضامنا عمٌّ، وخالُ
فيا بلدَ الجراحِ وذاك أمرٌ
على ما قلتُ من ضيمٍ مثالُ
ويا عبدّ الجليلِ تركتَ جرحًا
يُثارُ بنزفه قيلٌ وقالُ
تمزَّق حائرًا يشكو جنوبٌ
وبات يئنُّ من أسفٍ شمالُ
تأبَّطتِ النجومُ هوانَ ليلٍ
على أنّاته حزنَ الهلالُ
وأُبنا والخلاصُ نذيرُ شؤمٍ
به فُقد التقدُّم والنضالُ
وأُسقط تحت أرجلِنا شموخٌ
على أوحالِه دُرس الجمالُ
وتلك مرابعُ الأبطالِ ثكلى
على عرصاتها يبكي الدلالُ
أبثُّك يا شهيدَ العلمِ همَّا
يطولُ على مرارته المقالُ
تبدّدَ مجمعُ الآمالِ فينا
وسايرنا التفكّكُ والزوالُ
يلوكُ بلحمنا المسمومِ جمعٌ
لهم في كلِّ مخزيةٍ فعالُ
تركنا خلف أظهرنا اقتدارًا
وجئنا يسحبُ الركبَ اتكالُ
نُعطِّرُ مسمعَ الدنيا بقولٍ
تناوشه من الغرب احتيالُ
نُصفّقُ جاهدين لكلِّ غرٍّ
ونسعى كي تُشدَّ له الرحالُ
إذا ما سالتِ الوديانُ غيثًا
فمنا الغدرُ عن جهلٍ يُسالُ
بلى أزرى بطلعتنا خؤونٌ
ومنه أصابّنا داءٌ عضالُ
ونضحكُ هازئين بكل فخرٍ
على أمجاده غنّى الرجالُ
فلا سيفٌ لسعد في حمانا
ولا الاذانُ يرفعه بلالُ
على ذمم الكرامِ رحلت شيخًا
بما خلفته طاب النوالُ
لقد تعبت قصائدُنا وهذي
فعائلنا تموت بما يُقالُ
نُقطّع ساعةَ التوديع شعرًا
وقولاً فيه يُمتدحُ الخيالُ
ونُغضي الطّرفَ من وجلٍ خنوعًا
وفيما آل يقتلنا المآلُ
ونرقبُ للغد الآتي شهيدًا
يطولُ بحزنه منا السؤالُ