ستعود بالأمس ( قصة قصيرة )

مشاركتي الأولى معكم ..أتمنى أن تجد القبول و الفائدة :


ستعود بالأمس


كدتُ أجْرم به
أخذ زميلٌ له مصروفه، قائلا أنه سيشتري له من مقصفِ المدرسة ،واستولى على نقوده ولم يجلب له شيئا.
كدت أُجرم به

-انتظر حتى نصلَ إلى البيت !

أردد هذه الجملة طوال طريق العودة

-انتظر حتى نصل الى البيت!

امسكت بيدهِ
وولجت به لغرفةٍ جانبيةٍ في المنزل .
-كيف يأخذ منك نقودك؟..كيف تعطيه نقودك؟
صوته باك وهو يقول :
-لحظة أذهب إلى الحمام!

لن اتهاون معه في هذا الامر !

انتظره
وبكيت
على منظره وهو يعصر قدميه كي لا يتبول على نفسه.
على يديه وهو يرفعها أمام وجهه خوفا أن أضربه.
على تردد صوته في البلوغ لحلقه متحدثا.
وجاء
وكان دمعي قد تبخر من حرارة غضبي:

- كيف....؟
- اسمعي ...أمي ....أنا اعطيته النقود بعد أن اخبرني أنه سيشتري لي ( بفك ) من المقصف ...ولكنه غدر بي.
- وماذا ستفعل ؟اردفت وانا أكثر غضبا.
-غدا..والله امي ..اعدك غدا ...سأخبره أنه ما كان يجب عليه أن يأخذ نقودي.
امسكته من كتفيه
-غدا يا ذكي..
اضفت بسخرية غاضبة:
- غدا يا بطل...تقول له أريد نقودي.
- سيضربني.....أنت لا تعرفين ....أنا أصغر ولد في الفصل .....هو أكبر مني بكثير!
- فليضربك
ولتضربه
تسمع
فليضربك
مزق قميصه!
خذ نقوده من جيبه بدل مصروفك
تسمع
-طيب ...أنا عندي أيضا أصدقاء....أنا عندي ( ربع )
-لا أصدقاء ..أنت ووحدك ( ما يعينك غير يمينك ) غدا ترجع لي ومعك مصروف الأمس.
بعد أن هدأت
أخرجت مظروفا من حقيبتي
راتبي الشهري
ووضعته في الدرج الثالث على اليمين من مكتب أبيه، كعادتي كل شهر .....




ياسمين عبدالله

يا سلام

الأم توصي ابنها وتنسى نفسها ، إلا أنني أؤيد الأم في توجيهاتها إلى الطفل ، ولا أوافقها تماماً على ما تفعله لزوجها إلا إذا كان رجل بمعنى الكلمة فربماأنه من باب التعاون على البر والتقوى بين الزوجين .

بارك الله فيك يا ياسمين على هذه المشاركة الأولى وسننتظر قلمك القادم


أخوك البار
أبو القاسم

اخي ابا القاسم

أن تجد في القصة ما أثار اهتمامك و عنايتك لهو أمر مفرح ، وقراءة متأنية وعميقة تنم عن وعي تام بأحداث القصة .

شاكرة لك هذا الحضور والتشجيع .....دمت بخير


ياسمين عبدالله

الأخت الكريمة ياسمين

لقد زادت بقدومك أزهار الواحة ياسمينة جديدة

و لكنها ياسمينة مميزة في فوحها و بوحها

أحسنت إذ استمتعنا معك بأول مشاركة

لا تحرمينا تواصلك و ابداعاتك

د. جمال

الأخت ياسمين ..
تحية طيبة بعطر الندى والياسمين ..
إطلالة جميلة .. وقصة فيها عبرة وعظة ..
أعجبتني قصتك ..

أتمنى أن نرى المزيد من إبداعاتك ..

الزميلة ياسمين
أجمل تجسيد للواقع العربي وتحديدا العقلية الشرقية الرافضة الخانعة في ذات الوقت

كم من الاباء دخل ليشخض ويضرب ويغضب
وبعد ساعات نراه واقف خانع أمام مديره في الدائرة او امام شرطي ابله

وكم من شعوب صرخت وغضبت وتظاهرت ورفضت
وفي النهاية ذهبت لصناديق الاقتراع لتعطي الرئيس 99,99999%

نفس الفكرة
شكرا لك

أين أنت يا ياسمين

لا تغيبي أيتها المبدعة

تقبلي الود

د. جمال

كم نحتاج إلى مثل هذا الأدب الهادف.

أرجو أن نقرأ من مثله المزيد أختي ياسمين عبدالله.


تحياتي وتقديري

الأديب د. جمال مرسي
الأديبة فاطمة المزروعي
الأديب مهند صلاحات
الأديب الشاعر د.سمير العمري

اعتذر عن التأخير ، وشكرا لتواجدكم الطيب وحرفكم المشجع.


ياسمين عبدالله

في البداية شعرت بالحزن على ذلك الصغير الذي تم خداعه لا لسبب إلا لأنه أعطى ثقته لمن لا يستحقها وحنقت على والدته، ولكن النهاية زادتني أسى .. صعب أن لا يستطيع الواحد منا أن يقول لا والأصعب معرفته بضعفه وتخاذله، فيحاول أن يمحو تلك الصورة بإظهار السخط والغضب الآنيين وهو يدرك تماماً أن التغيير الحقيقي لا يأتي من الخارج بل من الداخل وهذا ما يجعل الشعور بالضعف أعظم لأنه في الحقيقة فاقد الإرادة وقوة التغيير الداخلية.

مع عميق تقديري لجمال هذا القلم وقوته.