فــريج
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
لم أفكر في صورة المستقبل ، وما سوف تكون عليه الأيام ، فقط أحيا اللحظة التي تأتي من خلال معاش يومي معتاد ، لا يحمل المفاجأة من عمل في دائرة حكومية 0
تأخرت في مغادرة معهد الإدارة العامة فرع جده ، الذي أتدرب فيه منذ عشرة أيام ، حتى يكون وصولي للطائف متناسب مع خروجها من المدرسة0
اعتدت هذا الأمر وكانت سمر تعرف نظام مواعيدنا فلا تحرص على مرافقتها في العودة للمنزل ، إذا كان حضوري0
بين كوم العربات المنتظرة تداخلت عربتي ،الوقت بطيء ، ومعلمات وطالبات الثانوية يدلقن من بوابة المدرسة الموارب0
جاءت كما هي تعانقت أصابعنا ، أخذت طريقي إلى الخروج من آتون الموقف ، لم نتبادل الحديث حتى غادرنا المكان0
أمام باب المنزل ترجلت ، على أن نلتقي بعد غروب الشمس ، وفي المساء وأنا في مكتبي بمؤسسة العقار التجاري التي فتحتها باسم زوجتي حتى أوفر مورد أخر، جاء صوتها معتذرا ، فقد جاءت شقيقتها المقيمة في الظهران مع أطفالها وزوجها لقضاء الإجازة التي حصل عليها ، وعلي أن أحضر في العاشرة ليلا 0
تأخرت في المكتب ، وما أن كانت العاشرة ليلا ، حتى كنت أترجل من عربتي في شارع مجاور ، اقتربت من باب المنزل الموارب ، دخلت لم يكن هناك أحد وسمعت حركة في رأس السلم ، العتمة تحيط بالمكان ، صوت مختلف تكلم توقفت عن الحركة ، هبطت الدرجات واتضحت قسمات القادمة ، كانت سمر التي تعرف أمرنا ، اعتذرت بأن ريم ذهبت مع شقيقتها الكبرى للمستشفى لمعالجة أحد الأطفال، أنفاسها تلفحني الموقف يرفض التنازل طوقتها بذراعي ، لم تقاوم صدرها يسحق صدري ، أعرف أنها معلمة وأنها الثانية في ترتيب الأسرة التي تضم أربع بنات وثلاثة أولاد ، عتمت المكان زادت بعد غلق الباب ، بيت الدرج ضم عبثنا 0
_ ريم _
انتهت مدة التدريب ، وانتهى العام الدراسي وظهرت نتيجة الاختبار ، كانت ريم ساقطة في مادة الأحياء ، أخذت تبكي عبر الهاتف ولم تنسى فشلها والحديث عنه في كل لقاء ، حتى توفر لها معلم يساعدها على استذكار درسها ومراجعة معلوماتها 0
تباعدت مواعيدنا ، وسافرت في رحلة عمل لمدة شهر إلى القاهرة ، عضوا في لجنة تعاقد مع تخصصات هندسية للعمل في عدة إدارات تابعة للوزارة التي اعمل في إحدى إداراتها مدير مالي 0
في رحلتي تزوجت ريم متخلية عن طموحها الدراسي ، مددت مهمة العمل شهر أخر حتى أنجز ملفات الأشخاص المختارين وتأمين سفرهم 0
لما عدت تداخل حزن عميق في تفكيري لم أجد له تفسير ، بعد أشهر جاء صوت ريم يطلب مساعدة والدتها في استخراج صك شرعي توكل فيه أحد المحاميين متابعة حقوقها لدى وزارة المالية عن أرض استولى عليها إحدى قطاعات الدولة ، كان اللقاء في باحة المحكمة 0
مترهلة الجسم تحمل مسحة جمال ، ركزت نظرها وهي تتبع إشارة فتى يسير بجوارها ، وخلفهم رجل أسمر اللون ممتلئ الجسم ملابسه بيضاء ناصعة 0
- فـرج -
بعد أيام جاء الرجل الأسمر يبحث عن وظيفة سائق ، عرفت أنه من خلال أخته التي تقيم بجوارهم ، يستفيد أفراد العائلة من خدمته لامتلاكه سيارة أجره كان الواسطة ريم تذكرت لقاء العتمة ، سألته عن سمر عرفت أنه يوصلها للمدرسه وكذلك يوصل عبد العزيز الأخ الأصغر الذي شاهدته في المحكمة ، أخذت أوراقه ورقم هاتفه ، طلبت منه المراجعة بعد عشرة أيام ، كان مستعجلا التوظيف ، جاء صوت ريم التي أنجبت منذ أيام ولدين توم يرجوني مساعدته 0
- سمر -
اتصلت بفرج الذي تردد في قبول عمل مراسل في مكتب فرعي للإدارة خارج الطائف ، قرن قبوله بوصف المؤقت حتى لا يبتعد عن أخته الأرملة نوره ، كان يكذب عرفت ذلك من سمر التي دعتني ذات ليلة ، وضمتنا شقة الدور الأرضي من المنزل ، لم تقاوم شبقي وتنبهنا على خطوات والباب الخارجي يغلق 0
- نوره -
اعتدت وجه فرج حتى تحقق طلبه ، أثر حفل عشاء خاص أقامته نوره على شرف المدير العام الذي يعرف زوجها ، استرعى فيه عبد العزيز اهتمامه ، وحرص فيه على ملاطفة أولادها الثلاثة ومعانقة ابنتها ذات السنوات العشر الممتلئة الصدر ، وعرفت أن زوج نوره يعمل في قصر أحد الأمراء بالرياض وان أقامتها في الطائف لمجاورة والدتها المريضة 0
- عبدالعزيز -
قام فرج بدعوتي ومجموعه من الزملاء ، لحفل عشاء بمناسبة نجاح عبد العزيز من الثانوية العامة ، وجاء صوت ريم تسعى لتأمين عمل صيفي لعبدالعزيز 0
ريم التي اختفى أثرها ، حضرت لتشارك عزاء والدها الذي مات فجاءة تعرفت على زوجها أثناء العزاء ، واخوتها المقيمين في أمريكا منذ عشر ة أعوام بعد أيام علمت من فرج أن والد ريم ، أقام مصنع للخمر في إحدى غرف الورشة التي يشرف عليها لصيانة معدات وسيارات المشفى الذي يعمل به ، ويشاركه في ذلك مدير المشفى الذي أوقف عن العمل بسبب عجز مالي وسندات مزوره عثر عليها في خزنة المكتب الرئيس للورشه 0
الأم متمالكة أمرها ، هاتفة ريم حتى نتقابل ، حددت العاشرة ليلا للقاء ، الباب الخارجي مغلق شعرت بالغيظ ، شيء دفعني للعوده بعد نصف ساعة ، كان الباب موارب لأجد سمر في ثوب فضفاض يستر عريها 0
- 000 -
قال فرج صباح يوم أن نوره سافرت للرياض ، وطلب إجازة للحاق بها حتى يتزوج ابنة شقيق زوج أخته ، عرفت إن والدته توفت 0
جاء صوت ريم يطلب مساعدة إحدى زميلاتها في الدراسة على العمل في مدرسة أهليه ، لا أعرف أحد فيها ، سلمني فرج أوراق زميلة ريم ، عثرت بين الأوراق على رسالة رقيقه من ريم التي أعرف حروفها ، تابع فرج الأوراق ، حتى حصلت الوظيفة المطلوبة ، عرفت أن الزميلة كانت زوج فرج 0
عبد العزيز التحق بجامعة الملك عبد العزيز في جده ، وطلب فرج النقل لفرع الإدارة في جده ، بقيت سمر وجاءت شقيقتها الكبرى مع أولادها وزوجها المنتقل لقيادة أحد فروع القوات المسلحة 0
طلبت ريم إيصال سمر إلى جده حتى تسافر إلى لندن ملتحقة بزوجها الذي يعمل في السفارة السعودية ، لم أسأل عن أسم الزوج 0
جاء جلوسها في المقعد الخلفي ، وطفل في السادسة بجواري يرافقها الطريق ، وأنا أزود السيارة بالوقود انتقلت للمقعد المجاور ، ونحن نلج جده طلبت مني الاتجاه إلى فندق على البحر لتناول العشاء ، الطفل أنتقل إلى باحة الألعاب 0 استأجرت غرفه في الفندق بدلت ملابسها وتمددت في الفراش ، قالت قبضت الشرطة على العبد فريج الذي تعرض لحادث مروري عثرت فيه الشرطة داخل سيارته على مسحوق مخدر ولفائف حشيش ، قرع باب الغرفة كان الطفل ومعه أحد خدم الفندق ، في العاشرة ليلا كنا نقف أمام بوابة منزل محيطه سياج من الأشجار 0
كان في استقبالنا عبد العزيز وأحد أخويها المسافرين ، سمر اختفت داخل المنزل مع حقائبها التي حملها عاملين أجنبيين ، الطفل ذي السنوات الست يقف بجواري ، رفضت دعوتهم للدخول 0
عدت للغرفة في الفندق ، نمت بملابسي رائحة سمر تملا المكان ، تحت المخده قارورة عطرها ورباط شعر أبيض ، في الصباح وأنا أستعد للعوده ، وجدت بجوار جهاز الهاتف مظروف أبيض بداخله عدد من صورها العائلية ، كان فيها زوجها الذي اكتشفت أني اعرفه وباقي أخوتها ، لم أجد ريم ولم أجد والدها ، تناولت الغداء في مطعم الفندق 0
6/5/1424 هـ