لازالت تتذكر ملامحه،ذلك الرجل العربي،تعلوا محياه سمرة خفيفة.لتوها لمحته من الحافلة التي تستقلها،يقف هناك كما العادة يلوح بيده لسيارة اجرة ليلتحق بمقر عمله.
اشتغلت معه مدة من الزمن كمتدربة كان رئيس المصلحة حينها،كان نعم المثال للرجل العربي المسلم،لم يرفع عينيه من قبل فيها دوما كان يكلمها وعيناه اما بالملفات التي فوق مكتبه او بقلمه الذي لايفارق يده.
ابتسمت ابتسامة خاطفة،تذكرت يوم طلبت منه ان يمدد مدة تدريبها لانها لم تكتسب خبرة بعد وعليها تعلم المزيد والاستفادة من خبراته اكثر،ففطن الى مبتغاها فحسم الامر بلباقة وذكاء"لااعتقد انك قليلة خبرة،وفوق ذلك لم يعد لدي ما القنك اياه".خرجت يومها من مكتبه ناقمة،خجلة،اكملت دواماها ودعته ورحلت.
انطلقت الحافلة فرن هاتفها المحمول،فتحت حقيبتها،اخذت منها الهاتف،فاذا بحموها:-"اين انت الآن ياخديجة؟"
-"انا!؟بالحافلة،ذاهبة الى مكتبي!لما؟ما الامر؟"
-"فلتأتي بسرعة الى البيت "
اسرعت نحو باب الحافلة رفعت يدها للسائق راجية منه ان يوقف الحافلة،نزلت الدرج، لوحت بيدها لسيارة اجرة،اذا باحداها تتوقف مع ان بداخلها راكب،فتحت الباب واستقلت الطاكسي مسرعة"ارجوك بسرعة شارع الحسن الثاني"،التفت الراكب الامامي فاذا به يلقي عليها التحية "السلام عليكم "،رمقته نظرة خاطفة واذا بها تعيد النظر وعيناها شاخصتان ""انه هو الاستاذ عبد المجيد!!"".
-وعليكم السلام ورحمة الله،كيف حالك سيدي؟
-الحمد لله وانت؟
-في احسن حال-مع ان ملامحها لاتوحي بذلك-.
-لما انت مسرعة؟
-نسيت ملفا مهما بالبيت-قالتها في ارتباك كبير-
-حسبت مكروها ما حدث لعجلتك،الحمد لله.
اذا بسيارة الاجرة تتوقف ،ودعته،ولكم تمنت لو ان الظرف كان غير الظرف، لو ان الصدفة كانت غير الصدفة ،لو ان المكان كان غير المكان ولو ان امورا اخرى كثيرة كانت غير ماهي عليه.
اعطت صاحب الطاكسي اجرته،وتثاقلت خطاها-مع انها كانت مسرعة- وصلت الى البيت،فتحت الباب فاذا بها تجد زوجها العربيد مرمي على الارض في حالة مخزية من شدة السكر.