أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: وجهُكِ الأرابيسك / دينا نبيل

  1. #1
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي وجهُكِ الأرابيسك / دينا نبيل

    وجهُكِ الأرابِيسك


    اعذريني .. هل تعذرينني؟!
    كلُّ ما في الأمر أنني خشيتُ عليكِ!
    أنا أعرف أنكِ لا تودين الرحيل، فآثرت بقاءنا هنا.
    سأوصد الأبواب علينا كما كانت من قبل .. لم يعكّر صفونا سوى الآخرين!

    تذكرين حينما فارقتُ الجميع من أجلكِ .. لم أعبأ.
    حينما عارضني القريبُ والبعيدُ بسببكِ .. لم أهتم.
    وأتيتكِ إلى حيث أنتِ في هذا البيت الكبير .. خارج تخوم العالم ، وهناك جلستُ في محرابكِ طويلاً، معتكفاً .. متأملاً تفاصيلكِ الأخّاذة المنسجمة التعاشيق .. تركيبها المتنامق يأبى الغطاء ، يُغري الضوء بالنفاذ إليك فيتكسّرُ حول ظلك طروباً.
    قديماً قيل لي إنّ حيازة الجمال جدُّ خطيرة ، وأنّ صاحبه لابد أن يمتلك قلباً حديدياً ورأساً زئبقياً! .. أدركتُ خطورتكِ .. فبنيتُ حولكِ السياج من الشجر والحجارة خشية أن تطالكِ النظرات .

    ذات تأملٍ ..
    حينما جاءتني تلك القرعاتُ المتسارعةُ من الباب ، متناهية إلى سمعي ..
    فتحت .
    وعيناي ترتجفان من نور الشمس المفاجئ .
    اخترقني ، بعينيه الزرقاوين .. ولكنته الأعجمية المتعثّرة .. وإزاحته ذراعي .
    حاولت منعه إلّا أنّه كان أسرع مني .. أشبّ مني ، التفتَ إليّ مباغتاً بوميض كاميرته .. أعماني ، أصبتُ بالدوار ولم أعد أستبين ما حولي.
    زعقت بكِ أن احكمي الأقفال ..
    أبيتِ!
    برأسك الصلد ترفضين إلا إبهاره ، حتى الطبيعة ترفض! .. تساعدكِ وتتآمر معكِ ، ألقت بضيّ أصيلها عليكِ حتى صرتِ بالغة الحمرة .. متوهّجة كما لم أركِ من قبل!
    جثا على ركبتيه ..
    " يا إلهي .. امرأة من أرابيسك !!"
    أسرع نحوي يقبض على يدي المرتعشتين يُقبّلهما .. يُصوّرهما .. يمسحُ بهما دموعه.
    " أنت فنّان .. لا ، بل أنت عبقري! "
    وكأنّ بالزهور في وجهكِ فجأة تتفتح.
    وكأنّك ترجين عيناً أخرى لتراكِ!.
    أخذت الخطوط الهندسية تلينُ لك .. تتلوّى مع خصرك أمام عينيه ، بينما ضوء الشمس يراقص تعشيقاتك فتلتمع .. والرجل تحت قدميكِ يلهث ، يكاد يلتهمك بعدسته.

    ثلاثة أيام بعدها فقط ..
    واقتحم محميتنا قنّاصون ممشوقون في بدلٍ سودٍ بقهقهاتهم الصاخبة.
    ولأول مرةٍ تتحول محميتنا إلى ساحة نزالٍ .. الأركان تصدح بالموسيقى وتضجّ بالدخان .. أُحِيط بي في دائرة سميكة، الكل فاتح فاه يتكلم دون أن أسمع حرفاً.
    لحظات وجيء بكِ محمولة بين أذرعهم ملفوفة بغطاءٍ حريري ، وضعوك في ساحة البيت وانحسر عنك غطاؤك قبل أن تتجاذبه الأيدي .
    ورأيتكِ تقفين .
    كيف لم أركِ من قبل!
    لم تصيري تمثال أرابيسك ، بل غدوتِ امرأةً خضعتْ لها هندسةُ الفراغاتِ فامتلأتْ .. انبثقت الدماء دافئةً في زواياها الحادة فذابت ، وتفتّحت نباتاتُها بالندى كحديقة تضوع بالعطر ..
    ووجهك ..
    وجهك الأرابيسك بابتسامته المواربة تنفرج ، فيطقطق .. تتلألأ أصدافه تحت بريق أضوائهم ، فتتورد ثمرتا وجنتيكِ.
    أرقُبُكِ .. عيناكِ بتحدٍ تصبّان في عينيّ الذابلتين .
    أرادت الأيدي أن تمتد إليكِ ، أسرعت أحجبكِ بجسمي المتعرّق .. وجدتك تحت ثقلي تئزّين .. تعبسين.
    أخذوني من يدي .. عرضوا عليّ الأموال .. يجب أن يُوضع التمثال بمتحفٍ .. لك حقوق الملكية .. سنحميها من السّراق .. وأنا أقول " لا " .. أنتم لا تفهمون هي لا تودّ الرحيل!
    ..
    ووقّعتُ ، أجل ..
    أحدهم همس في أذني محذّراً أنهم سيهشمُونها إن لم أفعل!
    فوقّعت..
    وانصرفوا.

    رحت أبحثُ عنكِ .
    أريد أن أبثّكِ همّي ولوعة شوقي لفراقكِ المحتوم ، ولكن ..
    كنتِ ثملة بنشوة الاستعراض ، لم تسمعيني.
    أمام المرآة منشغلة .. منتشية بتفاصيلكِ المزخرفة ، لم تنتبهي إليّ!.
    وقفتُ أمام وجهك ، كان أكثر ظلمة تحت ضوء الشموع .. بدا خاوياً أجوف ، أنفخ فيه فلا يرتد إلا حرُّ نفسي .
    لم أتردد .
    جلبت القادوم وضربتك .
    حطمت وجهكِ.
    ذراعك.
    كُلك.
    هويتُ عليكِ تهشيماً .
    بقدمي سحقتُ أزهاركِ .
    مثلثاتكِ ومربعاتكِ تفسّخت .. تشظّت.
    وأنت تحت قدمي تئنين ..
    ترتجفين.
    وأنت بين أصابعي تنزفين وتبللين طرف بنطالي .. بدمائكِ .
    ووجهك الأرابيسك ..
    مهشمٌ يرتعش مترجيّاً .. يستجمعُ ما بقي فيه من ملامح تثيرُ عطفي.
    باغتني ..
    علقت قدماي الحافيتان في أخشابه .. تعلّقت بي أزهاره .. توحشّت.
    أخذتْ تنهشُ في قدميّ وتتسلّقُ ساقيّ .. تلتفُّ حولهما وتجذبني إلى الأرض .
    أرتطم بها وترشقين بأضلعي .
    واختلط نزفانا .

    لم تكوني تودّين الرحيل .. أليس كذلك ؟!.
    فاعذريني!.

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد النعمة بيروك شاعر وقاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : عيون الساقية الحمراء
    المشاركات : 1,510
    المواضيع : 102
    الردود : 1510
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    لم أستطع أن أتبيَّنَ ملامح القص في هذا البوح، فبدا لي وكأنه قصيدة نثر، أو في أحسن الأحوال خاطرة..
    وقد عمَّقَ قراءتي هذه الشكل المظهري للنص..

    إنها وجهة نظري، لكنني بالتأكيد أنتظر جديدك.. وأحييكِ أختي الأديبة دينا.
    http://bairoukmohamednaama.wordpress.com/

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    وجهك الأرابيسك ... عنوان مدهش يجمع ما بين الحركة والسّكون ولغة الخطاب
    الوجه جمال طبيعيّ من صنع الخالق فيه حركة . أمّا الأرابسك فهو الجمال الجامد من صنع الإنسان
    منذ البداية يدخل القارئ في نقيضين : حركة وسكون ... إبداع الخالق وإبداع الإنسان يجمعان معا

    اعذريني .. هل تعذرينني؟!
    كلُّ ما في الأمر أنني خشيتُ عليكِ!
    أنا أعرف أنكِ لا تودين الرحيل، فآثرت بقاءنا هنا.
    سأوصد الأبواب علينا كما كانت من قبل .. لم يعكّر صفونا سوى الآخرين!

    تذكرين حينما فارقتُ الجميع من أجلكِ .. لم أعبأ.
    حينما عارضني القريبُ والبعيدُ بسببكِ .. لم أهتم.
    وأتيتكِ إلى حيث أنتِ في هذا البيت الكبير .. خارج تخوم العالم ، وهناك جلستُ في محرابكِ طويلاً، معتكفاً .. متأملاً تفاصيلكِ الأخّاذة المنسجمة التعاشيق .. تركيبها المتنامق يأبى الغطاء ، يُغري الضوء بالنفاذ إليك فيتكسّرُ حول ظلك طروباً.
    قديماً قيل لي إنّ حيازة الجمال جدُّ خطيرة ، وأنّ صاحبه لابد أن يمتلك قلباً حديدياً ورأساً زئبقياً! .. أدركتُ خطورتكِ .. فبنيتُ حولكِ السياج من الشجر والحجارة خشية أن تطالكِ النظرات .
    طلب للمسامحة على أمر الاحتجاز بسبب الخوف على المحجوز ، وحجبه عن عالم الآخرين إلّا عالمه ... تظهر رغبة التّملّك والسّيطرة حتّى على ذاته التي سجنها مع المخاطب ( لم تحدّد هويّته بعد) إنّما ذكرت بعض صفاته الجماليّة
    متأملاً تفاصيلكِ الأخّاذة المنسجمة التعاشيق .. تركيبها المتنامق يأبى الغطاء ، يُغري الضوء بالنفاذ إليك فيتكسّرُ حول ظلك طروباً.
    الجمال الذي أدّى لاحتجازه خلف سياج بسبب ما قيل عن خطورته .
    يتصرّف البطل حسب ما رآه الآخرون، وليس حسب رؤيته للأمور هنا ... عكس تصرّفه في البداية . وهذا يظهر مشكلة ما في نفسيّة هذا البطل .
    ذات تأملٍ ..
    حينما جاءتني تلك القرعاتُ المتسارعةُ من الباب ، متناهية إلى سمعي ..
    فتحت .
    وعيناي ترتجفان من نور الشمس المفاجئ .
    اخترقني ، بعينيه الزرقاوين .. ولكنته الأعجمية المتعثّرة .. وإزاحته ذراعي .
    حاولت منعه إلّا أنّه كان أسرع مني .. أشبّ مني ، التفتَ إليّ مباغتاً بوميض كاميرته .. أعماني ، أصبتُ بالدوار ولم أعد أستبين ما حولي.
    زعقت بكِ أن احكمي الأقفال ..
    أبيتِ!
    برأسك الصلد ترفضين إلا إبهاره ، حتى الطبيعة ترفض! .. تساعدكِ وتتآمر معكِ ، ألقت بضيّ أصيلها عليكِ حتى صرتِ بالغة الحمرة .. متوهّجة كما لم أركِ من قبل!
    تحوّل خطير في الأحداث ... هناك من كسر الرّوتين وما اعتاداه، لكنّ حركة المخاطبة تظهر أنّها لم تكن راضية عن العالم الدّاخلي المعزول عن الخارجي ... عزلتها ربّما كانت اللاوعي، ورفضها الانصياع لأوامره وتوهّجها أمام قارع الباب هو الوعي هو الأنا التي تحبّ أن يكون لها دور ... حتّى الطّبيعة ساعدتها ، أي أنّ الغريزة والفطرة نادتاها. ورأى هو في ذلك تآمرا؛ لأنّه يخالف أهواءه وسيطرته.

    جثا على ركبتيه ..
    " يا إلهي .. امرأة من أرابيسك !!"
    أسرع نحوي يقبض على يدي المرتعشتين يُقبّلهما .. يُصوّرهما .. يمسحُ بهما دموعه.
    " أنت فنّان .. لا ، بل أنت عبقري! "
    وكأنّ بالزهور في وجهكِ فجأة تتفتح.
    وكأنّك ترجين عيناً أخرى لتراكِ!.
    أخذت الخطوط الهندسية تلينُ لك .. تتلوّى مع خصرك أمام عينيه ، بينما ضوء الشمس يراقص تعشيقاتك فتلتمع .. والرجل تحت قدميكِ يلهث ، يكاد يلتهمك بعدسته.
    كشف عن المخاطب وبطريقة مقدّسة ( جثا على ركبتيه) إنّه تمثال امرأة من أرابيسك... الأرابيسك الفنّ العربيّ العريق الصعب الصّنع، كيف يصنع منه تمثال يثير الدّهشة من قبل (الضّيف) ويفرض العزلة على من صنعه؟
    تقبيل يديّ الفنان يعكس روعة الصّنع . لكنّ الإعجاب به كفنّان لم ينسه غيرته على المصنوع، فأحسّ أن ما صنعه يخونه بحركاته المغرية التي أثارت الطّرف المعجب.
    ثلاثة أيام بعدها فقط ..
    واقتحم محميتنا قنّاصون ممشوقون في بدلٍ سودٍ بقهقهاتهم الصاخبة.
    ولأول مرةٍ تتحول محميتنا إلى ساحة نزالٍ .. الأركان تصدح بالموسيقى وتضجّ بالدخان .. أُحِيط بي في دائرة سميكة، الكل فاتح فاه يتكلم دون أن أسمع حرفاً.
    لحظات وجيء بكِ محمولة بين أذرعهم ملفوفة بغطاءٍ حريري ، وضعوك في ساحة البيت وانحسر عنك غطاؤك قبل أن تتجاذبه الأيدي . ...... فوقعت وانصرفوا "
    تطوّر خطير ... موت . مات التّمثال، واقتحام القّناصة يعني المواجهة وعمليّة اغتيال... هو خطير (أحيط به في دائرة سميكة) . ربّما جعلته الغيرة يقتل ما رآه حيّا بعد أن صنعه بنفسه. الأوصاف تعكس ما أراد رؤيته من جمال حسيّ حيويّ وليس جمالا جامدا . وهنا تظهر أسطورة (بجماليون) النّبوءة التي تحقّق ذاتها ... لقد عامل الفنّان التّمثال الذي صنعه بيديه مثلما أرادت أهواؤه أن يكون ...
    أريد أن أبثّكِ همّي ولوعة شوقي لفراقكِ المحتوم ، ولكن ..
    كنتِ ثملة بنشوة الاستعراض ، لم تسمعيني.
    أمام المرآة منشغلة .. منتشية بتفاصيلكِ المزخرفة ، لم تنتبهي إليّ!.
    وقفتُ أمام وجهك ، كان أكثر ظلمة تحت ضوء الشموع .. بدا خاوياً أجوف ، أنفخ فيه فلا يرتد إلا حرُّ نفسي .
    لم أتردد .
    جلبت القادوم وضربتك .
    حطمت وجهكِ.
    ذراعك.
    كُلك.
    هويتُ عليكِ تهشيماً .
    بقدمي سحقتُ أزهاركِ .
    مثلثاتكِ ومربعاتكِ تفسّخت .. تشظّت.
    وأنت تحت قدمي تئنين ..
    ترتجفين.
    [/QUOTE]

    ولمّا لم يعد كذلك قام بالتّخلّص منه!
    الغيرة وحبّ التّملك والسّيطرة جعلت من صانع التّمثال الهدّام ... إمّا أن تكون لي أو لا تكون ... عرض جميل لغريزة التّملّك عند الإنسان. وبما أنّ التّمثال أنثى فلربّما في ذلك إشارة لرغبة الرّجل في امتلاك المرأة بدون السّماح لأحد برؤيتها. واعتراض على تنفيذ ما ترغب.
    وأنت تحت قدمي تئنين ..
    ترتجفين.
    وأنت بين أصابعي تنزفين وتبللين طرف بنطالي .. بدمائكِ .
    ووجهك الأرابيسك ..
    مهشمٌ يرتعش مترجيّاً .. يستجمعُ ما بقي فيه من ملامح تثيرُ عطفي.
    باغتني ..
    علقت قدماي الحافيتان في أخشابه .. تعلّقت بي أزهاره .. توحشّت.
    أخذتْ تنهشُ في قدميّ وتتسلّقُ ساقيّ .. تلتفُّ حولهما وتجذبني إلى الأرض .
    أرتطم بها وترشقين بأضلعي .
    واختلط نزفانا .
    نهاية انتصار للطّرف الذي أوحت القصّة بانهزامه ... واختلط نزفانا.
    اختلطت الدّماء. إشارة إلى أنّ دمّ المقتول يطارد القاتل كل الوقت لذلك كان السّؤال في النّهاية وطلب المسامحة :
    لم تكوني تودّين الرحيل .. أليس كذلك ؟!.
    فاعذريني!.
    المظلوم ينغصّ على الظّالم عيشه، ويظلّ شبحه مطاردّا إيّاه .
    قصّة جمعت بين الأسطورة وعلم النّفس والفنّ بأسلوب جميل ، وإن كان فيه من غموض الرّمز .
    أبدعت أخت دينا ... بارك الله فيك
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    قرأتها مسبقاً لكن الاعجاب يزيد كل مرة



    الله يا دينا
    رأيت الدهشة والجنون وعشق الصانع لصنعته ، عشقاً يصل الى حدود الجنون
    فعلاً كان يجماليون
    وكانت هي جلاتيا
    أرادت أن ترحل فحطمها
    انه بيجماليون العاشق المفتون ، الرومانسي الى آخر حد ، الفنان بلا حدود
    وانها جلاتيا التي أصابها الغرور ، واغترت بجمالها ، وتركت حبيبها الأول وصانعها

    أحييك أ دينا على استحضار الأسطورة في نصٍ باهر كهذا

    ربما هي زوجة أطرى عليها آخرون فاستمعت لكلمات الاطراء
    وأصيبت بالغرور
    وربما هي أنثى غرتها نفسها حين تهافت المعجبون
    لكنها في النهاية لقيت مصيراً مؤسفاً
    على يد من صنعها

    تقديري واعجابي بقلمك الرشيق
    أموتُ أقاومْ

  5. #5
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد النعمة بيروك مشاهدة المشاركة
    لم أستطع أن أتبيَّنَ ملامح القص في هذا البوح، فبدا لي وكأنه قصيدة نثر، أو في أحسن الأحوال خاطرة..
    وقد عمَّقَ قراءتي هذه الشكل المظهري للنص..

    إنها وجهة نظري، لكنني بالتأكيد أنتظر جديدك.. وأحييكِ أختي الأديبة دينا.
    أ / محمد النعمة بيروك ..

    كل الشكر والتقدير على مرورك الطيب وقراءتك النص ..

    في الحقيقة يسيطر المونولوج على هذا النص مما جعله يشبه البوح ولكن أختلف مع حضرتك سيدي أرى أنها ليست قصيدة نثر ، لأن هذا ليس شعرا ربما اللغة شاعرية ولكن هنا لا موسيقى ، وليست خاطرة كذلك لأنها تسرد حدثا

    ربما وجدت عناصر الخطاب السردي هنا موجودة

    الحدث- الزمان - المكان - الشخصيات - الحبكة .. ولكن لا ينفي طبعا أن هناك سيطرة من المونولوج بسبب الرواية بضمير المتكلم .. ورمبا لذلك رسالة وهدف من القص ..

    اشكرك على تفاعلك ورأيك الثمين سيدي القدير ..

    تحياتي

  6. #6
    الصورة الرمزية رعد حيدر الريمي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 140
    المواضيع : 21
    الردود : 140
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    أؤيد ما جنح له محمد النعمة ،طفت لغة الشاعرية على النص
    الشكر لك مع هذا فهي بآذخة الجمال الشكر لك

  7. #7
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    وجهك الأرابيسك ... عنوان مدهش يجمع ما بين الحركة والسّكون ولغة الخطاب
    الوجه جمال طبيعيّ من صنع الخالق فيه حركة . أمّا الأرابسك فهو الجمال الجامد من صنع الإنسان
    منذ البداية يدخل القارئ في نقيضين : حركة وسكون ... إبداع الخالق وإبداع الإنسان يجمعان معا


    طلب للمسامحة على أمر الاحتجاز بسبب الخوف على المحجوز ، وحجبه عن عالم الآخرين إلّا عالمه ... تظهر رغبة التّملّك والسّيطرة حتّى على ذاته التي سجنها مع المخاطب ( لم تحدّد هويّته بعد) إنّما ذكرت بعض صفاته الجماليّة
    الجمال الذي أدّى لاحتجازه خلف سياج بسبب ما قيل عن خطورته .
    يتصرّف البطل حسب ما رآه الآخرون، وليس حسب رؤيته للأمور هنا ... عكس تصرّفه في البداية . وهذا يظهر مشكلة ما في نفسيّة هذا البطل .

    تحوّل خطير في الأحداث ... هناك من كسر الرّوتين وما اعتاداه، لكنّ حركة المخاطبة تظهر أنّها لم تكن راضية عن العالم الدّاخلي المعزول عن الخارجي ... عزلتها ربّما كانت اللاوعي، ورفضها الانصياع لأوامره وتوهّجها أمام قارع الباب هو الوعي هو الأنا التي تحبّ أن يكون لها دور ... حتّى الطّبيعة ساعدتها ، أي أنّ الغريزة والفطرة نادتاها. ورأى هو في ذلك تآمرا؛ لأنّه يخالف أهواءه وسيطرته.


    كشف عن المخاطب وبطريقة مقدّسة ( جثا على ركبتيه) إنّه تمثال امرأة من أرابيسك... الأرابيسك الفنّ العربيّ العريق الصعب الصّنع، كيف يصنع منه تمثال يثير الدّهشة من قبل (الضّيف) ويفرض العزلة على من صنعه؟
    تقبيل يديّ الفنان يعكس روعة الصّنع . لكنّ الإعجاب به كفنّان لم ينسه غيرته على المصنوع، فأحسّ أن ما صنعه يخونه بحركاته المغرية التي أثارت الطّرف المعجب.

    تطوّر خطير ... موت . مات التّمثال، واقتحام القّناصة يعني المواجهة وعمليّة اغتيال... هو خطير (أحيط به في دائرة سميكة) . ربّما جعلته الغيرة يقتل ما رآه حيّا بعد أن صنعه بنفسه. الأوصاف تعكس ما أراد رؤيته من جمال حسيّ حيويّ وليس جمالا جامدا . وهنا تظهر أسطورة (بجماليون) النّبوءة التي تحقّق ذاتها ... لقد عامل الفنّان التّمثال الذي صنعه بيديه مثلما أرادت أهواؤه أن يكون ...


    ولمّا لم يعد كذلك قام بالتّخلّص منه!
    الغيرة وحبّ التّملك والسّيطرة جعلت من صانع التّمثال الهدّام ... إمّا أن تكون لي أو لا تكون ... عرض جميل لغريزة التّملّك عند الإنسان. وبما أنّ التّمثال أنثى فلربّما في ذلك إشارة لرغبة الرّجل في امتلاك المرأة بدون السّماح لأحد برؤيتها. واعتراض على تنفيذ ما ترغب.

    نهاية انتصار للطّرف الذي أوحت القصّة بانهزامه ... واختلط نزفانا.
    اختلطت الدّماء. إشارة إلى أنّ دمّ المقتول يطارد القاتل كل الوقت لذلك كان السّؤال في النّهاية وطلب المسامحة :

    المظلوم ينغصّ على الظّالم عيشه، ويظلّ شبحه مطاردّا إيّاه .
    قصّة جمعت بين الأسطورة وعلم النّفس والفنّ بأسلوب جميل ، وإن كان فيه من غموض الرّمز .
    أبدعت أخت دينا ... بارك الله فيك
    تقديري وتحيّتي
    [/QUOTE]

    أ / كاملة بدرانة الحبيبة ..

    كم اسعد بمرورك أستاذتي الكبيرة ولكن هذه المرة وقفت خجلانة أمام هذا النقد الرائع والتحليل المتميز منك استاذتي ، فلا أجد كلمات توفيك حقك
    أشكرك على مجهودك وتفسيرك وكل حرف كتبتيه .. وكم أعجبني ربطك بين ( الوجه ) كصنعة ربانية ، ( والأرابيسك ) كصنعة بشرية ، ثم ذلك التفسير والتحول في كل تمفصل في النص

    لك تقديري على هذا التفضل والكرم منك سيدتي الحبيبة

    تحياتي

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اللغة شاعرية مبهرة، والحوار الأحادي الناطق باستحواذ الأنا ودوران فكرة النص حولها
    الأنانية وغريزة التملك ومحاولة صهر الآخر في بوتقة الأنا بما يحمل من إلغاء لكيانه وكينونته، واستهجان ثورته ضد إلغائه حين تصبح حتمية ذات رغبة بالوجود
    قرأتها بإسقاطات متنوعة
    نجمة في وسط فني صنعها مخرج ما
    وامرأة مكبلة في وسط ذكوري مستبد
    و زوجة معشوقة ومحاصرة
    وشعبا في ظل قيادة وطنية مخلصة لكن مستبدة
    وما زالت تحتمل المزيد من التنويع

    مدهشة كنت هنا بحرفك ومعالجتك لفكرتك وروعة أدائك المتمرد على كل قيد إلا الإبداع للإبداع

    أهلا بك غاليتي في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #9
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    تذكرت عندما قرأتها بجماليون
    وكنت سأكتب ردي حول هذه الاستنارة بها فسبقني أساتذتي بالإشارة إليها

    وتركوا لنا قصتك الرائعة نتأمل فيها عذاب البطل لما يراه من رغبتها بالرحيل
    ونحزن لتحطمها بقادومه

    قصة رائعة أختي

    بوركت

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    أؤيد أ. أحمد عيسى في رؤيته ـ إنه عشق الفنان المبدع لما يبدع إلى حد الجنون
    ( كما في أسطورة بجماليون) ـ وقد برعت بلغة شاعرية جذابة أن تصفي الأحداث
    بأسلوب سردي رائع يظهر أنانية الصانع وغيرته ورغبته في التملك
    فإما أن تكون له وحده أو لا تكون.
    أبدعت دينا في نص تسكنه الروعة مفعم بعذوبة التعبير
    فشكرا لك على الإمتاع.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. أنا طالع الشجرة !! / دينا نبيل
    بواسطة دينا نبيل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-11-2022, 07:41 AM
  2. شَريطَة حمْراء / دينا نبيل
    بواسطة دينا نبيل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 08-09-2022, 07:22 PM
  3. قراءة في قصة وجهك الأرابيسك لدينا نبيل
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-03-2022, 05:25 PM