إنه يبيع القمع
في لجة المقهى وصخب الزبناء كنت تائها أبحث لعيوني عن شيء أستكشفه ذلك الصباح .فقد مللت من إرتشاف البن القاحل دون سكر .. وضجرت من لوك الكلام الفارغ من أي معنى ..فمنحت الفرصة لعيوني كي تتسكع في جنبات المقهى ...بصمت رصدت عيوني شاب يدلف بصمت إلى داخل المقهى,,, قروي الملامح قوي البنيان إبتسامته جميلة وعريضة حسبته يوغورطا زمانه ...يحمل على كتفيه كيسا أسودا مملوءا .بيده يقبض على عصا أنيقة غليظة مزركشة بالأبيض والأحمر ..ينحني على الزبناء يحاورهم ويبادلهم الضحكات ..شغلني أمره فاردت معرفة البضاعة التي يساوم فيها .ف
فسالت صديقي :
-أي شيء يبيع هذا الفتى ؟
_ ألا ترى أنه يبيع القمع ؟ أجابني بعصبية .....
-مادا تقصد بالقمع ؟ سألته مندهشا .....
-ياصاحبي مالك سطل ؟ الا ترى العصا بيده ؟ إنه يبيع الزراويط ؟والزرواطة أداة للقمع...
لم أهتم لعصبية زميلي وتضايقه الظاهر من أسئلتي...وواصلت رجمه بالأسئلة ..
-لكن ما الغرض من هده الزراويط ؟
-ناد عليه.... ياصاحبي ........وأسأله بنفسك ..اووووواه ....
....إقترب يوغورطا من ناحيتنا مبتسما وقف جنب الطاولة مندهشا من نظراتنا المصوبة إليه ..حط كيسه أرضا وسلم علينا ..ثم جلس كانه يعرفنا جيدا...........
-مرحبا ولدي ..ماذا تبيع ؟
-العصي... أستاذ.......
بكم الواحدة.؟..أقصد.. الزرواطة الواحدة....
- 20درهما للواحدة ...
--الإشكال ياولدي عندي في مناسبات إستعمالها ؟
إسمع .... أستاذ إستعمالاتها كثيرة لا تخفى عن العقلاء مثلكم .... منها وضعها في السيارة لاستعمالها عند الاقتضاء ضد اللصوص وقطاع الطرق ...أو عند باب العمارة او الشقة ......لنفس الأغراض...أو وراء خزانة النقود .سواء.في المتجر ..أو في غرفة النوم ....
(.وسكت قليلا وهو يفكر .......تم واصل الحديث وعيناه ترقصان في حجرهما )..ويمكنك وضعها على مكتبك كدلك...... ربما تعيد لك الهيبة المفقودة مع الأولاد المشاغبين ....
لم أتمالك نفسي من الضحك عاليا ... إستلقيت على الكرسي ..أخدت منه واحدة وناولته الثمن بدون مساومة ...
فغادر... والإبتسامة العريضة الجميلة لا تفارقه ....
==================
عبدالغني سهاد
30/05/2012
حاشية النص
الزرواطة = العصا
يوغورطا = بطل امازيغي مغاربي قاوم الرومان
سطل = تعني غبي باللهجة المغربية