أحدث المشاركات

أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»» ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 31

الموضوع: ضُيوف

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي ضُيوف

    ضيوف


    فرّوا من بين الأظافر والأنياب في حمص ، فسلكوا الدروبَ الرعيبة حاملين ما تبقى منهم حتى دلّهم الخيّرون على بيت " أبي يَزَن " في ريف درعا ..
    أكرمهم الرجلُ الشهم بأحسن ما عنده ، وخصّهم بغرفة من بيته البسيط ، وفي المساء آثرهم بجهاز التلفزيون الوحيد في بيته .
    وحين وقعت عينا الأب على التلفزيون راح يتفحصّه بعينيه المقهورتين ، ثم نظر في عيون فتاتيه الصغيرتين .. لقد كان فيهما صحارى من الوجع المدفون ، والجروح التي لا تندمل !
    - أخي أبا يزَن ..
    - مِرني يا أخي ، إلامَ تحتاجون أيضاً ؟
    - العفو أيها الأكرم ، لقد تفضلتَ علينا .. أرجوك فقط أن تُخبرني من أين لكَ هذا التلفزيون ؟
    فاجأ أبا يَزَن السؤالُ !
    - جلبه لنا ابني يَزَن حين جاء في إجازته الأخيرة ، منذ حوالى عشرة أيام .. هو مجنّدٌ في الجيش .. لمَ تسألني يا أخي ؟!
    - وأين يخدم ابنك .. يَزن ؟
    - قال : إنه هناك .. قرب حمص .
    دمعت عينا اللاجئ الجريح ، ودبّت الرجفة في كفّيه وركبتيه .. رمقَ صغيرتيْه .. كانتا مُصفرتي الوجهين ، تنظر الواحدة للأخرى في ذهول !!
    - أخي أبا يَزَن ، أرجوك افتح غطاء التلفزيون ، هناك ستجد مئة ألف ليرة خبأتها حين اقتحموا علينا بيتنا .. إنها داخل كيس من النايلون الأزرق .
    - هل تقصد أنّه ..من بيتك .. وأنّ ابني ..؟!!
    - أرجوك ، دعنا نتيقّن ..
    عالجَ أبو يَزَن الغطاء ، ثم أخرج المبلغ بكيسه الأزرق !!
    ذهل الرجل ، ثمّ جلس مُطرقاً يُخفي وجهه بكفيه.. لكنه لم يستطع حبسَ دموع الخجل والأسف ! بعدَ قليل انتبه لضيفه يسأله :
    - وأين ابنك الآن ؟
    - في زيارة لصديقه في القرية المجاورة ، سيعود الليلة .
    - أخي الكريم ، أرجو أن تقبل مني المبلغ لقاء ضيافتك وكرمك ،لكنّ ابنك .. ليس سارقاً وحسب إنّه ..
    - إنّه ماذا ؟!! وماذا فعلَ أيضاً ؟!!
    شهقت الفتاتان معاً ، وألقيتا برأسيهما على صدر أبيهما .. وراحتا في بكاءٍ وجيع !
    اتصلَ بابنه يستعجله الرجوع لأمرٍ هام .
    وحين دخلَ البيتَ فوجئ بوجوه ضحاياه ، وأبوه بينهم يتطاير من عينيه شررٌ غريبٌ !
    استدار بسرعة ليهربَ ، لكنّ رصاصة أبيه كانت أسرع .. فاستقرت برأسه !
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد حسن النادي أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : بين رفات الذكرى
    العمر : 40
    المشاركات : 194
    المواضيع : 16
    الردود : 194
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    يا الله
    موجعه، وفيها صورة الواقع الذي لا مفر منه
    لم أقرأ هنا قصة من نسج خيالك أديبنا الجميل
    لكني وكأنني شاهدتها بعيون صقرٍ كان يُحَلِّق فوق المدينة
    هنا توجع الفؤاد
    وهنا أيضاً أخط التحية لقلمك الرائع

    cryheart
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كل اللي باقي فـ دنيتي حبة صور على ذكريات

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد النعمة بيروك شاعر وقاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : عيون الساقية الحمراء
    المشاركات : 1,510
    المواضيع : 102
    الردود : 1510
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    مدهشة هذه القصة أخي القاص مصطفى.. يقشعر البدن لها بعد كل جملة، إنها تأكيد المؤكد من أن الذين يحاولون "مذهبة" ما يحدث في سوريا كاذبون، كيف لا؛ وفي عائلة واحدة رجل عظيم مثل أبي يزن، وآخر وضيع حقير مثل إبنه.. إن تركيبة القصة حَدَثِيا أقرب إلى الخيال الذي يجعل جهاز تلفاز يدخل البيت الذي يدخله أصحاب ذلك التلفاز بعد أن سلكوا تلك الدروب الرهيبة، لكن القصة واقية جدا بفحواها العظيم الذي يبرز لحمة الشعب السوري الأبي ضد الظلم والطغيان والجور، بل أن القرابة حين تمس حدود الشرف والأمانة لا تصبح لحما ولا دما ولا مذهبا أو عقيدة، بل مواطنة وإيخاء، لا انحياز فيها سوى للحق..

    رأيت العنوان "أبو يزن".. لكن عنوانك جميل..

    كما رأيتُ فعل الأمر من "أمر" مرفوع الميم "مُرني يا أخي..."

    أحيي بوحك المُعبَّر أخي القاص مصطفى حمزة، وأتمنى لك التوفيق.
    http://bairoukmohamednaama.wordpress.com/

  4. #4
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حسن النادي مشاهدة المشاركة
    يا الله
    موجعه، وفيها صورة الواقع الذي لا مفر منه
    لم أقرأ هنا قصة من نسج خيالك أديبنا الجميل
    لكني وكأنني شاهدتها بعيون صقرٍ كان يُحَلِّق فوق المدينة
    هنا توجع الفؤاد
    وهنا أيضاً أخط التحية لقلمك الرائع

    cryheart
    -----------
    أخي الأكرم ، الأديب محمد حسن
    أسعد الله أوقاتك
    حياك الله ، وأشكرك على هذا الانفعال النبيل ، والنقد الانطباعي الصادق
    دمتَ بخير

  5. #5
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد النعمة بيروك مشاهدة المشاركة
    مدهشة هذه القصة أخي القاص مصطفى.. يقشعر البدن لها بعد كل جملة، إنها تأكيد المؤكد من أن الذين يحاولون "مذهبة" ما يحدث في سوريا كاذبون، كيف لا؛ وفي عائلة واحدة رجل عظيم مثل أبي يزن، وآخر وضيع حقير مثل إبنه.. إن تركيبة القصة حَدَثِيا أقرب إلى الخيال الذي يجعل جهاز تلفاز يدخل البيت الذي يدخله أصحاب ذلك التلفاز بعد أن سلكوا تلك الدروب الرهيبة، لكن القصة واقية جدا بفحواها العظيم الذي يبرز لحمة الشعب السوري الأبي ضد الظلم والطغيان والجور، بل أن القرابة حين تمس حدود الشرف والأمانة لا تصبح لحما ولا دما ولا مذهبا أو عقيدة، بل مواطنة وإيخاء، لا انحياز فيها سوى للحق..

    رأيت العنوان "أبو يزن".. لكن عنوانك جميل..

    كما رأيتُ فعل الأمر من "أمر" مرفوع الميم "مُرني يا أخي..."

    أحيي بوحك المُعبَّر أخي القاص مصطفى حمزة، وأتمنى لك التوفيق.
    ----------------
    أخي الأكرم ، الأستاذ محمد النعمة
    أسعد الله أوقاتك
    لا أحبّذ عادةً تدخّل الكاتب في شرح نصّه القصصي ، لكنني هنا أخالف هذه العادة ، لأنه البلد الحبيب ..
    - الحدث في القصّة حقيقي- وإن كان أقرب للخيال فما يقع هناك يشيب منه الخيال ذاته ! - ووقع منذ أسابيع ، و سمعتُه من شخصين لا يعرف أحدهما الآخر قدما إلى هنا من درعا لكنني أنا من ألّف القصّة .
    - إن وجود شخص ( وضيع حقير ) في بيت ( رجل عظيم ) قام بما تُمليه عليه الشهامة لا يعني أبداً ( أنّ الذين يُحاولون مذهبة ما يحدث في سوريا كاذبون ) ، أبداً ، بل هم الصادقون صدّقني ؛ فأهل سوريا أدرى بكلابها !
    - أحترم رأيك في العنوان ، وأشكر لك تصويب ما سقط سهواً في تشكيل ( مُرني )
    تقبل تحياتي وتقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية صادق البدراني شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2012
    الدولة : بين القلوب النقيّة
    العمر : 49
    المشاركات : 628
    المواضيع : 16
    الردود : 628
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    يا الله .......... يا الله
    ما هذا الوجع القاتل ايها المصطفى استاذ حمزة
    ما هذا الذي اجترّ دموعي بلا هوادة
    الله اكبر
    الله اكبر


    اقسم بالله الذي لا أله الا هو
    جرّدَتْني هذه الاقصوصة كل معاني القدرة
    فلن اضيف بنتَ شفه

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    موجعة وموجوعة ..
    تحكي معاناة أسرة مفجوعة كآلاف الأسر السورية الحرّة في حمص وغيرها
    بمهارة قصية ملفتة، وحذق في معالجة الفكرة وتصاعد الوتيرة الحدثية نحو أزمة تحل معقودها قفلة بديعة تشهد للشعب السوري بالأصالة والوحدة والتماسك، رغم حفنة كلاب وثلة موتورين منثورين بين أبطاله وأحراره منهم المقنّع بجهل اهله لحقيقته ومنهم المكشوف المباهي بقذارته وكلهم مرذول مدحور

    أبدعت كدائما لا حرم حرفك الجمال

    وأهلا بك اديبنا في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    قصة رائعة أستاذنا الحبيب وموجعة ومفرحة وتنتابني جميع المشاعر بعد قراءتها .. أليس هذا غريبًا؟
    نفس الحادثة سمعتها من أشخاص من محافظات مختلفة ولا يعرفون بعضهم أيضًا .. وكما تعلم أستاذي في مثل هذه الظروف تكثر الحكايا ومع إيماني بقيمها العالية وتأثيرها فقد كنت أتمنى عدم تحديد المسميات كأماكن وكانت ستؤدي بزعمي نفس الغرض
    محبتي لك مبدعنا الكبير وكثير تقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية عبد المجيد برزاني أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : فاس المغرب
    المشاركات : 607
    المواضيع : 63
    الردود : 607
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    في الشرف والنبل إما ان نكون أو لا نكون ....
    حبكة وظفت الواقع بوجع كبير.
    محبتي.

  10. #10
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    وحين دخلَ البيتَ فوجئ بوجوه ضحاياه ، وأبوه بينهم يتطاير من عينيه شررٌ غريبٌ !
    استدار بسرعة ليهربَ ، لكنّ رصاصة أبيه كانت أسرع .. فاستقرت برأسه !


    السلام عليكم أخي العزيز مصطفى
    قصة مؤلمة حتى النخاع ,قصصتها بمهارة عالية أخي
    الويل من هذة الحروب ,,والويل للشعوب كم قاست وتقاسي
    ذكرتني بالمصائب التي سمعنا عنها كثيرا في لبنان أيام الحرب الأهلية
    تقشعر الأبدان ,,ويشعر المرؤ برغبة بالتقيؤ ,ولا يشعر برغبة في التقيؤ إلا من كان وجعه الداخلي لا يحتمل
    الحروب دائما تحدث الفوضى الرهيبة, وهي حقل خصب لأصحاب النفوس المنتنة
    حتى الحروب برأيي لها أخلاقياتها مهما كانت أسبابها
    لعنة الله على ذاك الولد الحقير ,إنه يستحق الرصاصة وألف رصاصة
    شكرا لك أخي العزيز
    ماسة

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ضيوف للإيواء
    بواسطة محمد المختار زادني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 16-02-2015, 07:07 AM
  2. ضُيوفُ الإجازة
    بواسطة مصطفى حمزة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 24-09-2014, 06:44 AM
  3. ضيوف الرحمن من ديوان الفرار الى الله
    بواسطة د. حكمت صالح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-08-2004, 09:47 AM
  4. " الديمقراطية " الامريكية ، و ضيوف بركرستيس
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-09-2003, 10:58 AM