قصصٌ رمضانيّة

... دَمْعَة ...

- هل أستطيع ........ ؟
لم أكمل السؤال فقد لمحت الطبيب يميل برأسه يمينا ويسارا وعلى وجهه ابتسامة باهتة بينما لم يرفع رأسه عن بطاقة العلاج التي يدون فيها أنواع الحبوب والحقن التي يكررها في كل مرة أزور فيها عيادته . اغرورقت عيناي بالدموع وأخفيت وجهي وأنا أغادر غرفة الكشف .عندما وصلت أسفل العمارة التي أسكن في الدور الثاني منها امتدت يدي بدون وعي تدق على باب أم الخير التي تسكن حجرة بجوار السلم . مددت يدي في جيبي وأخرجت بعض النقود ووضعتها في يدها وأنا أقول : سأمر عليك كل ليلة ياخالة . فقبضت على يدي بقوة ثم انحنت قليلا وطبعت عليها قبلة قبل أن أتمكن من سحب يدي . وأنا أصعد درجات السلم وصوت دعائها لي بطول العمر يرن في أذني . وعندما فتحت باب الشقة اندفعت طفلتي الصغيرة ترتمي في أحضاني وهي تردد : كل سنة وأنت طيب ياأبي غدا أول أيام رمضان .مدت زوجتي يدها تمسح دمعة سالت على خدي ......

============

أخي الأديب عصام ميره ،

قصة رائعة ،

لقد وصفت حالة إنسانية ببراعة مما جعلنا نعيش فصول القصة ما قبلها وما بعدها ونتأثر بكل تفاصيلها .

أحييك .

غياب

تَزْخَرُ المائِدةُ بأشهى الأطعمة والحلوى الرّمضانيّة، والأولاد يتحلّقون حولها منتظرين وقت الإفطار.
حرارة الجوّ مرتفعة، والصّغار يتلوّون جوعا وعطشا، فيما ينادي أحدهم أخاه الذي يصغي لصوت أذان المغرب معلنا إنهاء الصّيام كي يحظى بالجلوس إلى جانبي.
كلمات الاستغفار والأدعية توحي بالرّضا بهذه الأجواء ، والفرحة ببركة الأيّام تغازل العيون، وتجمّع أفراد العائلة لتناول الطّعام معا يثلج الصّدر.
في ليلة القدر أطال الصّغير العودة حاملا بشارة سماع الأذان. ينظر أفراد العائلة إلى السّاعة المعلّقة قبالتهم، ويوقنون أنّ موعد الإفطار قد حان، ولكن تلبية لرغبة الصّغير لا ينتهي الصّيام إلّا بسماع صوت المؤذّن. (تكّات) السّاعة تضاهيها حدّة دقّات قلبي التي بدأ وجيبها يضايقني، حين راودني شعور أنّ ابني قد وقع عن حافّة الشّرفة وهو يصغي للمؤذّن، ولم أشأ إزعاج عائلتي بوسوساتي. ولكن لمّا رأيت نظرات الصّائمين تلتهم الطّعام، وتعجز الأيدي عن تناوله لأنّها تسوّر أكواب الماء البارد بانتظار الإشارة، قمت ونظرت من الشّرفة التي لم أجده قربها، وإذ به يجري نحو البيت.. فجرجرتني سود أفكاري نحوه للاطمئنان عليه سائلا إيّاه:
ما بك يا بنيّ؟ أين كنت؟ .. وفجأة أحسست ببرد كلماته يطفئ ظمأ قلبي حين قال لي: ذهبت لأخبر جارنا العجوز الأصمّ بأنّ وقت الإفطار قد حان؛ لأنّ أولاده لم يأتوا اليوم إليه!.
تنهّد أبو قاسم وظلّ ناظرا نحو الشّرفة، ونسائم الشّوق تحرّك خصلات تفكيره ومشاعره، فأزعج ذلك زوجه التي نادته مرارا ليبدأ بتناول طعام الإفطار ولم يستجب. فسألته ألا يعجبك الطّعام ؟ ها هي ذي المائدة تعجّ بالأصناف التي تفضّلها، فما بك؟ تفضّل واشرب هذا الكوب من الماء البارد!
تناوله، والزّفرات والآهات أمواجٌ تهزّ الماء في الكوب قائلا:
المائدة ملآى بالطّعام، لكنّ الحلوى التي زيّنتها سنين قد غابت!.

==========

قصة أبدعت في تصويرها ، وأتقنت فيها الكشف عن زوايا يسكنها الألم .

دمت مبدعة .

إفطار

كان انتظار دوي المدفع طويلا، تترقـّبـُهُ، في خشوع ٍ، الآذانُ والعيونُ العالقةُ بالسماء...
وحين دوى، تعالى التكبير وجرى القوم للمساجد بالمحامل والأكفان.

إفطار

كان انتظار دوي المدفع طويلا، تترقـّبـُهُ، في خشوع ٍ، الآذانُ والعيونُ العالقةُ بالسماء...
وحين دوى، تعالى التكبير وجرى القوم للمساجد بالمحامل والأكفان.

----------------
للعام الثاني يأتي رمضانُ على أهلنا باللحم والدم ، والقصف والهدم .. لأن الجزار القاصف الهادم ورث عن جدّه قرمط
كُرْهَ ( الله ) وما يُذكّر به ! ولكنّ نورَ الله سيبقى باهراً في الشام ، ولو كره المُشركون .
نصٌّ قصير بليغ ، مُدمع موجع ... وأثارت الومضة مشاهد الشهداء الذين يتسابقون إلى الجنان يومياً !!
حياك الله أخي الأكرم ، الأستاذ عبد المجيد
دمتَ بألف خير

إفطار

كان انتظار دوي المدفع طويلا، تترقـّبـُهُ، في خشوع ٍ، الآذانُ والعيونُ العالقةُ بالسماء...
وحين دوى، تعالى التكبير وجرى القوم للمساجد بالمحامل والأكفان.

======

قصة قصيرة تحكي أيام من الوجع طويلة .

الأخ عبد المجيد ،

لقد اختزلت مأساة شعب في ضمير الإنسان ،

فكانت صفعة عتاب ، لا تسعه معها أميال اعتذار .

بارك الله فيك .

أجدني منذ الآن في حيرة ، أي القصص أختار عند بدء التصويت ؟؟

لن يكون الأمر سهلا .

تحية للجميع .

في الحقيقة أشارك الأخت نادية في حيرتها .. كانت فكرةً رائعة لأديبٍ رائع أفرزت لنا من بديعات القص ما يستحق التقدير والتصفيق والتحية
وسأترك التعليق على القصص إلى وقت يفرد لها كل اديبٍ صفحة خاصة
دمتم جميعًا بخير وإبداع

============

أخي الأديب عصام ميره ،

قصة رائعة ،

لقد وصفت حالة إنسانية ببراعة مما جعلنا نعيش فصول القصة ما قبلها وما بعدها ونتأثر بكل تفاصيلها .

أحييك .

شاعر عامية ... أمير العامية ... الأديب .
لو أعلم ذاك المحل الذي يشري تلك الألقاب ..
يبدو أنه يقوم بعمل تخفيضات موسم الصيف ورمضان والأعياد ..
تُرى لو طلبت منه ألقابا للأستاذة نــاديــــــــــــــة ..
هل تكفي جميع الألقاب الموجودة بالمحل ومخازنه ؟ ..
أعتقد أنه قد يضطر لاستعارة بعض الألقاب من المحال المجاورة لتلبية الطلبية ..
تحية تقدير وإعزاز واحترام ..
رمضان كريم ... والله أكرم

[SIZE="5"] الرزق
=========
كثر العيال ...وشح المال ..فاستحالت حياتهم ضنكا .عزمت اجهاض الحمل , دخل أطفالها يهللون :( غدا رمضان شهر الخير والبركات ) حضنتهم ودموع الاستغفار تقرأ :"ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين"[/SIZE]

----------------
للعام الثاني يأتي رمضانُ على أهلنا باللحم والدم ، والقصف والهدم .. لأن الجزار القاصف الهادم ورث عن جدّه قرمط
كُرْهَ ( الله ) وما يُذكّر به ! ولكنّ نورَ الله سيبقى باهراً في الشام ، ولو كره المُشركون .
نصٌّ قصير بليغ ، مُدمع موجع ... وأثارت الومضة مشاهد الشهداء الذين يتسابقون إلى الجنان يومياً !!
حياك الله أخي الأكرم ، الأستاذ عبد المجيد
دمتَ بألأف خير

مأوى الشهداء الجنة.
ومأوى الظلاميين مزابل التاريخ وخزي الدنيا وخزي الآخرة.
رمضان هذا العام أظلم على إخواننا السوريين،
وأشد وقعا وألما على قلوبنا وقلوب كل العرب.
عجل الله بالفرج.
كل المودة.