شوق من وراء حجاب !

"تتألمين ؟"
لا أستطيع سوى بكاءي تعلمين !
سافرت عمري بعد إذ أمسيت وحدي
وثنيت أطراف الحنين لعلني أكثرت وجدي
لكن دموعي من وراء الصمت حامت
فتلوت أورادي إذا ما الناس نامت
"يا رب لا أشكو ولا أدعو سواكا
يا رب أخشى من ظلام الليل فاشعلني
إذا ما الليل جاءا
يا رب لا تشمت رماد القبر في جسدي
إذا ما ضاع عمرٌ ولا جرح أصابا"
ثم استقمت إليك لكن شَدّني عنك الضبابْ
فذهبت في رؤيا أحاول ما خسرت وردني صمت الحجاب
لكنني ما زلت أؤمن أن خلف الصمت باب
فصحوت لا شيئ رجعت بنوره
و بكيت وحدي من جديدْ
أدري بأني لم يصالحني الطريق إلى يديكِ
فضمني حلم شريد
و الدمع جارٍ فأسقني يا شوق ..
هل ناء الحنين بدمعةٍ من قلب هائم؟
خذني إليها لو أسافر فوق بحر من دموعي يا مدى فالنبض صائم
التاليات الذكر في صدري تعاودني
وتشقيني
وتسبيني
كأن الذكر من نزفٍ صريح
لا تشفع الآنات للعطشى ولا تلقي بغيثٍ محض ريح
تأتي السقاية للمصابيح اتقادا إنما ليس السقاية من رؤى حلم جريح
يا أيها الظمآن شوقا يجتبيك الوجد والصبر المعاد
تبني وتبني في بلاد الدمع سؤْلك ثم تسأل في عناد
"أين السبيل السر يا مستضعفون الأرض مدوا للدماء الدم بعضا من جهاد؟!"
"أين السقاية نبئوني كيف ضاع الدرب واهتز المراد؟!"
يا رب يهجوني سؤالي بعد ذكرك ..
هزني ضعفي و تحناني إليهم و البعاد
فمتى أُغسَّلُ في دماءي قبل موتي هكذا
ومتى أُقبّلَ بالوريد ترابها الممزوج مسكا من نخيل النهر عشقا وأحتياجا
أفنى بأشواقي
وأفنى في ترابك بعدما
أسرفت بالموت أختلاجا
يا رب عفوك مسُني الإدبار حولي .. ثَمّ في قلبي أحتراقا
في قصتي صبرٌ ونارٌ .. ثَمّ في الصدر اختناقا
عبدٌ كثير الصبر شدّ العزم بعد الرفض هاجر من زمان النور حزنا ثم عادا
ثقل السؤال عن الوراء القصد فانسالت حروفي بعد إظلامي رمادا
يا سعفها المحزون نبئ نخيلك أنني باق على الأشواق باقْ
باق أعلل للحياة الصبر مهما الصبر ضاقْ
حتى إذا جال السؤال المرّ خلف الحرف تتلوه المواجع في عروقي كاظمين
"تتوجعين؟"
لكنني !!
لا أستطيع سوى انتظاري تعلمين !

الأندلسي
12 - 11 - 2004

السلام عليكم و رحمة الله
عيد مبارك للجميع

أرجو من السادة المشرفين تعديل القصيدة حيث أني أخطأت أمس في وضع الشكل النهائي لها
لذا أرجو تعديل التالي

--

لكنني يا قلب ما زلت أؤمن أن خلف الصمت باب
إلى
لكنني ما زلت أؤمن أن خلف الصمت باب

--

أدري بأني لم يصالحني الطريق إليكِ فضمني حلم شريد
إلى

أدري بأني لم يصالحني الطريق إلي يديكِ
فضمني حلم شريد

حتى إذا جال السؤال المرّ خلف الحرف تتلوه المواجع في عروقي كاظمين
"تتوجعين؟"
لكنني !!
لا أستطيع سوى انتظاري تعلمين !


ما أصدق مناجاتك أخي الأندلسي
وما أجمل هذا الشوق الذي أكسبه الزمن رونقا خاصا
كلماتك تمس شغاف القلب وتضرب على وتر الشجن
ليت كل الشوق كشوقك
أصلح الله الحال

تحياتي لك

يا أيها الظمآن شوقا يجتبيك الوجد والصبر المعاد
تبني وتبني في بلاد الدمع سؤْلك ثم تسأل في عناد
"أين السبيل السر يا مستضعفون الأرض مدوا للدماء الدم بعضا من جهاد؟!"
"أين السقاية نبئوني كيف ضاع الدرب واهتز المراد؟!"

اخي الحبيب

الاندلسي

رائع كما عهدناك سيدي

يا لها من همسات تخاطب الروح والوجدان

ويأنس لها القلب المعنى

فيسترح ساعة كالطفل الغرير.


تحياتي واعجابي وحبي

المخلص

عبدالوهاب القطب

"تتوجعين؟"
لكنني !!
لا أستطيع سوى انتظاري تعلمين !



كلنا لا يملك سوى انتظاره
ونسأل الله أن لا يطول

سلمت يداك يا صديقي
ودمت بخير لأخيك

استاذى الاندلسى

يامن حملت الأحزان على كف الكلمة


وأدميت ما تملكه من إحساس على كفن الورقة الخالد

ابيات تحمل من الصدق والشفافية والجمال الكثير

كل التحية لجمال تعبيرك

مها

أخي الحبيب الأندلسي:

لا أزال عند رأيي بأنك ستكون واحداً من أعظم شعراء التفعيلة. أنت على الأقل من المفضلين عندي.

تناولك المميز بجرسك الحالم الحزين يقدم لنا الكلمات على طبق من زبرجد أو عقيق صقيل.

ولعلي أشير على استحياء إلى بعض الهنات لتكتمل روعة القصيدة:

بكاءي .... بكائي

لا شيئ ... أراها لا شيئاً وإن أردتها أنت كما هي فتكتب إملائياً هكذا: لا شيء.

"أين السبيل السر يا مستضعفون الأرض مدوا للدماء الدم بعضا من جهاد؟!"
في حالة الإضافة تحذف النون وكذلك ينصب المنادى المضاف وعليه توجب عليك نحوياً أن تقول "يا مستضعفي الأرض".

في دماءي .... في دمائي

يا رب عفوك مسُني الإدبار حولي .. ثَمّ في قلبي أحتراقا ... احتراق.

في قصتي صبرٌ ونارٌ .. ثَمّ في الصدر اختناقا .... اختناق.

ثقل السؤال عن الوراء القصد فانسالت حروفي بعد إظلامي رمادا
ثقل التساؤل عن "وراء القصد" فانسالت حروفي بعد إظلامي رمادا

يا سعفها المحزون نبئ نخيلك أنني باق على الأشواق باقْ
هنا كسر في الوزن في "نبئ"


تحياتي وتقديري

السلام عليكم جميعا بأرض الواحة الخضراء الطيبة

بداية إعتذار مكرر لغيابي الذي لا أملك حياله إلا الدعاء بالعودة, حاليا أنتقلت لبلد عربي شقيق , ولا أستطيع أن أستعمل الشبكة في خارج نطاق العمل إلا بأوقات الراحة وما زلت أؤسس منزلي الجديد وليس به هاتف بعد ولا أميل لمقاهي الشبكة المنتشرة هنا و هناك

فقط أحببت أن أمر و أعتذر ,
إعتذار عن حروفي التي كعادتها لا تستطيع أن ترتقي مدارج اللغة الحبيبة بتمكن وليس لي من عذر لذلك

و إعتذار لكل من سأل عن أحوالي فلم أجيب , وما شغلني إلا تلك الدروب الطويلة التي نسيرها فننسى أن هناك أشياء تتسرب منا رغما و كثيرا ما لا تعود

لكم جميعا عميق التحيات و وعد بعودة لهذه المتعة بين حروفكم

الأندلسي

أهلاً ومرحباً بك أخي الحبيب الأندلسي متى عدت وأنى عدت فما أنت إلا في مكان مكين وتقدير كبير في ضمير الواحة وأسرتها.

تالله إني ليسعدني أن أرى حرفك يضيء صفحات الواحة ونعلم أنك ستعود إلى محبيك وإلى واحتك التي تتوق دوماً لسقيا حرفك.

أنت ممن لا ينسى أخي الحبيب ، نعلم من ظروفك ونبقى دائماً على أمل بعودتك التي تسعد القلوب.


أهلاً ومرحباً بك.


تحياتي ومودتي

الأندلسي المبدع:
لا أراك إلا فارسا تمتشق صهوة الحرف ، وتسطر معزوفة رائعة ..إنني أبحث بين حروفك عن لغة جديدة .. تفتح الأبواب الخلفية للكتابة ، لندخل من أبوابها الأمامية قراء منتشين بما رأينا..
اسمح لي بتحيتك؛ فلك مني خالص التقدير