أسماء المحبّة
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابنُ قيّم الجوزية رحمه الله في كتابه القيّم ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 44 ) للمحبة وآثارها وصفاتها خمسين اسماً ، ارتأيتُ وعنّ لي أنّ أنقله في واحتنا المثمرة لتعمّ الفائدة ..
يقولُ :
لمّا كانَ الفهمُ لهذا المُسمّى أشدّ ، وهو بقلوبهم أعلقُ ، كانت أسماؤهُ لديهم أكثر . وهذا عادتهم في كلّ ما اشتدّ الفهم له ، أو كثُرَ خُطُورُهم على قلوبهم ، تعظيماً له ، أو اهتماماً به ، أو محبةً له . فالأوّل كالأسد والسّيف ، والثّاني كالدّاهية ، والثالث كالخمر . وقد اجتمعت هذه المعاني الثلاثةُ في الحبّ ، فوضعوا له قريباً من ستين اسماً وهي : المحبّةُ ، والعلاقةُ ، والهوى ، والصّبوة ، والصّبابة ، والشّغف ، والمِقَةُ ، والوَجدُ ، والكَلَفُ ، والتّتيّم ، والعشقُ ، والجوى ، والدّنفُ ، والشّجو ، والشّوقُ ، والخلابةُ ، والبلابلُ ، والتباريحُ ، والسّدَمُ ، والغمراتُ ، والوهَلُ ، والشّجنُ ، ، واللاّعجُ ، والاكتئاب ، والوصَب ، والحُزن ، والكمَدُ ، واللّذْعُ ، والحُرَقُ ، ، والسّهدُ ، والأرقُ ، واللّهف ، والخبلُ ، والاستكانة ، والتّبالةُ ، واللّوعةُ ، والفتونُ ، والجنُون ، واللّممُ ، والحنين ، والرّسيسُ ، والدّاء المخامر ، ، والودّ ، والخُلّة ، والحِلمُ ، والغرامُ ، والهيامُ ، والتّدليه ، والولَه ، والتّعبّد .
وقد ذُكِرَ له أسماء غير هذه وليست من أسمائه ، وإنّما هي من موجباته وأحكامه ، فتركنا ذكرها .
واختيار المرء قطعة من عقله تدلّ على تخلّفه أو فضله