|
خُدعَ العراق وظنهُ لا يُخدعُ |
إذ بالعروبةِ سيفهُ يتصدعُ |
قد خانه الفكر الذي في نفسه |
فكرُ العروبة والعروبة مهجعُ |
ترك التمسك بالشريعة إنما |
في طيها عزاً يزيدُ وينصعُ |
مثل الجبال الراسيات ثقالة ً |
كم يستحال بأنها تتزعزعُ |
رضي الجميع لهُ المذلة دونما |
وعي بأن الموت فيهم يـُزرعُ |
ما فادهم نسب العروبة إنما |
نسبٌ مع الإسلام دوماً أشجعُ |
نسبٌ مع الإسلام أضحى درةً |
من دونه كل المكاسب توضعُ |
يا سائلاً عن حالنا ماذا ترى ؟ |
وبلادنا في غيها مستنقعُ |
تربو بها كل المشاكل جمة ً |
ويزيدها ظلمٌ بها متمتعُ |
قد هُدمت آمالنا في قادةٍ |
لا خير يرجى فيهم أو مطمعُ |
ذلوا لكلب الروم لما هاجهم |
فتضعضعوا واستـُحقِروا واستوضعوا |
وشعوبنا تلهو بما لا يرتجا |
خيراً به أو قد يفيد فينفعُ |
خلف الظنون وخلف كل رذيلةٍ |
كم هم لدين الله دوما ضيعوا |
زادوا نزاعاً ثم زادوا فرقة ً |
وعدوهم بخلافهم يستمتعُ |
جعلوا لهم في كل شبر رقعة ً |
كبرت فما عادت بيومٍ تـُرقعُ |
والقابضون لدينهم لم يسلموا |
دوماً تراهم بالعبادةِ خُـشعُ |
حرب الصليب على الهلالِ تجددت |
وجيوشهُ عن أرضنا لن ترجعُ |
قدم الفرنجة للقتالِ جميعهم |
وطلائع الأذناب دوماً تتبعُ |
لما غدى أمر البرية عندهم |
زاد التجبر فيهم فاستوسعوا |
وبمجلس الأمن الذليل مخطط ٌ |
دوماً يَعدُ لديننا ما يُفزعُ |
هتفت لهُ كل الشعوب بحالها |
ماذا عساهُ يرد من لا يسمعُ؟ |
ما قصدهم أمناً فذلك مطلبٌ |
بل كان للبترول جل المطمعُ |
أمرُ السلام يخوض فيه عدونا |
فسلامه بالسم ِ دوماً يُنقعُ |
فإذا به أمر السلام يصوغهُ |
غاب السلام وذاك فيه يُشرِعُ |
قتلوا الطفولة في العراق فجرمهم |
تدمى به كل القلوب وتُصفعُ |
قتلوه طفلاً دونما ذنبٍ له |
وكأنه الذنب الذي لا يُدفعُ |
بالأمس تفرح بالصغير دياره |
والآن تبكيه الديار وتدمعُ |
يأتي على كرهٍ وياتي مرغما |
لا قصده يأتي ولا هو يمنعُ |
مسترضع الذل الذي في أهله |
ومماته عند الولادة أنفعُ |
فيه الدواء يموت دون مفازةً |
وطبيبه يشقى فماذا يصنعُ؟ |
مستاء يمضي والبلاء بنفسه |
تجري به مثل الدماء ويشبعُ |
لا بسمة لا فرحة في عمرهِ |
وكأنه مثل الخيال يُصنعُ |
همساته ألم يضج بأنةٍ |
وحياته شجن طويل مسرعُ |
لو أرضعته الأم يوماً روحها |
فكأنها تسقيه كأس يصرعُ |
تمضي به كل البيوت لعلها |
تلقى علاجاً يستطاب فينفعُ |
تمضي به وهي التي في علمها |
ما من علاج في العراق سيقنعُ |
حرموا العراق من الدواء لأنهم |
عزموا عليه فلا يعيش ويرجعُ |
تفنى الشعوب ولا يغيب تراثها |
طول الزمان لها المقام الأنجعُ |
وثراك يا أرض العراق كواكبٌ |
طول الزمان لها بريقاً يلمعُ |
لا لن يغيب المجد عنك وإنما |
( أبشر بطول سلامةٍ يا مربعُ ) |