|
رمضان يا أهل المكارم جانا |
هيا نزيّن بالتقى الوجدانا |
ونهيئ الخفاق بالشهر الذي |
بالصبر والنور السنيِّ أتانا |
ونعطّر الأرواح بالصوم استقت |
منه الجوارح عبقه يغشانا |
ونطهّر النفس التي تاقت له |
شوقا لتلفظ بالدجى العصيانا |
وننقي الأنفاس مما حفها |
من ضيمها بالمنكرات دهانا |
ونوطد العزم الصدوق بسعينا |
بالصوم جاء بشهره ريَّانا |
عذبا جميلا باهرا متألقا |
فخما مهابا رائعا وافانا |
أهلا وسهلا بالصيام وشهره |
مرحى بميقات المآثر حانا |
أحبب بمحبوب القلوب هلالُه |
عرجونُ يُمْنٍ زَيَّن الأكوانا |
فتجمَّلت منه النواحي أشرقت |
بِشْرَاً تلاقي بالهنا اطمئنانا |
قد جاء يا أهل اليقين حبيبُنا |
هيا نحقق بالصيام مُنَانَا |
هيا نوثّق بالخشوع قيامنا |
فاللهُ بسطا شاسعا أعطانا |
هيا نفوز بمعطيات إلهنا |
لننال في خلد النعيم جِنَانَا |
ونحوز ما نرجو بفردوس به |
نغشى الصفاء ونغنم الرضوانا |
رمضان ميعاد الفضائل أقبلت |
هيا لنبلغ بالفلاح عُلانا |
في ملتقى الآلاء نحصد ربحنا |
بصلاحنا نستثمر الأزمانا |
فالله في شهر الصيام بجوده |
وسخائه فضلا له أولانا |
ولأجل تيسير العبادة للورى |
في صومهم قد صفَّد الشيطانا |
فترى الأبالسة اللئام بذلهم |
يتجرعون بحسرة خذلانا |
وترى الملائك باتصال مشرق |
بالمؤمنين على الدوام عيانا |
فالصوم يسمو بالعباد لمرتقى |
عالٍ به يستعذبون أمانا |
في روضة الصوم البهيج قلوبنا |
تهفو تروم بدهره البستانا |
وبه التراويح التي بضيائها |
بعد العشاء تشنف الآذانا |
بتلاوة القرآن جل مقامه |
فينا نعظّم كلنا القرآنا |
بتهجد الليل الجميل صفوفنا |
بخشوعها تستقبل الفرقانا |
شهر اعتكاف بالأواخر نرتجي |
فيه الرضاء ونبتغي الغفرانا |
وبه انتصار المسلمين بغزوة |
في (بدر) كانت للهدى تبيانا |
عَزَّ الإلهُ حبيبَه ورسولَه |
وأذَلَّ في شهر التقى الكفرانا |
وبفتح مكة عبرة وعلامة |
بالصوم جاءت بالوفود بيانا |
أفواج خلق الله تدخل مكة |
في الدين تعبد ربها الرحمانا |
وبليلة القدر التي بأجورها |
تزداد قدرا باهرا صافانا |
بالعفو يسخو ربنا بأواخر |
تأتي تبث على الملا إحسانا |
وزكاة فطر في تكافل رحمة |
فيه الجميع ببذله يتفانى |
رمضان يسرع بالرحيل فسارعوا |
في الخير هيا نصطفي رمضانا |
فلنسأل اللهَ المهيمن عتقنا |
من ناره بنعيمه يرعانا |
فامنن بذلك يا إلهي إننا |
جمعا دعونا ربنا المنَّانا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما شهر صوم بالمحاسن جانا !! |