أدعو إلهي خيفةً وتضرّعا
أرجو النوال بفوزه إن أزمعا
فهو العظيم ولا ُينال ثناؤه
وهو الرحيم بعفوه قد أبدعا
هذا هلال الخير هل مبشراً
قل حيهلا , شهر أطل لنزرعا
اغرس فسائل طيبة لا ترعوي
ماخاب من رقب الجنا لو أينعا
في غرة العشر الأوائل رحمة
وسعت عباب الكون نورأسرعا
في نصفه غفرت خطايا من عصى
من تاب عن هفواته وتمنّعا
ونهاية الشهر الكريم من اللظى
عتق وفاز بها الصدوق إذا سعا
إبليس في قاع الخنا متمرغٌ
أتباعه في الأسر تقبع ُخضّعا
وملائك الرحمن تغدو ترتجي
فيض الفضائل من إله شفّعا
به ليلة خير الليالي في الدنى
من ألف شهر والسلام لمن دعا
تتنزل الرحمات فيها والهدى
حتى طلوع الفجر يشرق أنصعا
وكتاب ربي كان فيها آية
نزلت لمن عقل البيان الأروعا
طهر صحيفة ذنبٍ من رجسها
تقوى القلوب ملاذ كل من وعا
دع عنك كل ضلالة وغواية
اشكر كريماً إذ عطاك وأوكعا
واذكر به جوعاً ألم بعصبة
ربطوا البطون وزادهم قد أدقعا
ودموع أطفال ستشكو فاقةً
لو أقبل العيد الجميل مرقّعا
بسماتهم في يومه لو أطلقت
نشرت عبير السعد فاضت أنبعا
قد تدبر الأيام عنك وتنثني
وتصير من بعد الضفائر أقرعا
كم غيرت حال الغني مصائب
وفوائد رفعت فقيراً أذرعا
هي ساعة من مولد لجنازة
خاب الشقي اذا أضاع وضيّعا
فاز الفطين بجنة لو عافها
وأد الخطايا راضياً مترفّعا
إياك أدعو يا قدير و حاجتي
أن تصرف الغضب الرهيب ,وتدفعا
أن تلجم النفس الشغوف عن الهوى
اغفر لرأس من جلالك أهطعا