بينما أرهقت خيالاته حرارة الشمس . وهما عائدان من وعظِ مابعد العصر في مسجد المنطقة ،
قطع عليه ابنه البكرُ (وكان ذكيّاً ، مطيعاً ، صالحاً) وحدة سيره قائلاً :
- ابي . هل اخذ العطش منك مأخذا ، كما حدثَ لي ؟
بشئ من الخجل أجابه :
- لا عليك .. أنه اليوم الأول من رمضان . وسيعتاد جسدك على هذا تباعاً .
وعلى خلاف ما ظن الوالد ... استرسل الابن بالسؤال قائلا :
- وماذا يعني ان الوقتَ نسبيٌّ لا مطلق ؟!
بتردد الباحث عن توازنٍ يرضي تساؤله ، ويمنح الموضوع شيئاً من الاقتضاب رد بالقول :
- حين تمنعك امك من اللعب في الوقت المخصص للدراسة . كنتَ دائمَ الشكوى :( انني وطالما فهمتُ . ما الذي يستوجب دوام القراءة ؟!)
وهذا يعني انك شعرتَ بطول مدة الدراسة لأنها ثقيلةٌ على نفسك التي أرادت اللعب .
فضحك الولد قائلا :
- نعم . نعم . فهمت !
فسارع الأب الى سؤاله :
- وما الذي فهمتهُ ؟!
قال :
- أدركتُ سر شعوري الغريب قبل قليل ، من اننا البارحة وفي مثل هذا الوقت على ما أظن ، كنا نتوضأ استعداداً لصلاة العشاء.......
فضحك الاب حتى اغرورقت عيناه . وضمّه الى صدره وهو يردد :
- وولدٍ صالحٍ يدعو له ..... وولدٍ صالحٍ يدعو له ..... وولدٍ صالحٍ يدعو له