أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: ** رمضانيات / وجبات لا تُفطر **

  1. #1
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    Lightbulb ** رمضانيات / وجبات لا تُفطر **

    السلام عليكم

    هذه الصفحات لنقل دروس رمضانية أحببت أن يشاركني في فوائدها الأحبة في واحة الخير .

    أرجو أن تنال استحسانكم .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي



    رمضان وانطلاق مشروع النهضة

    د. عبد الرحمن البر


    أخرج البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»،
    وأخرج مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال:
    «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إلى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».

    ها نحن ندخل شهر رمضان الذي اتصلت فيه الأرض بالسماء، وجعله الله مبدأً لخير الدنيا كلها حين اختاره لإنزال القرآن الكريم فيه على أطهر قلب عاش في هذه الحياة قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان الصالحون إذا أقبل عليهم نادى بعضهم بعضًا:

    رمضان أقبل قُمْ بنا يا صاحِ *** فهذا أوانُ تَبَتُّلٍ وصلاحِ
    واغنمْ ثوابَ صيامِه وقيامِه *** تسعدْ بخير دائمٍ وفـلاحِ

    رمضان شهر القرآن:


    جعل الله شهر رمضان شهر التغيير من الأسوأ إلى الأفضل، ومن الحسن إلى الأحسن، وجعل فيه أعظم الأعطيات الإلهية، وأوَّلها: نزول القرآن
    {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، القرآن الذي غيَّر وجهَ الدنيا، وبيَّض وجهَ الحياة، وجعل الله فيه صلاحَ الناس في معاشهم ومعادهم، فأصلح به النفوس الفاسدة، وهدى به القلوب الضالة، ووحَّد به هذه الأمة المتفرقة، ورقّق به القلوب القاسية، فصارت خير أمة أخرجت للناس، وحوَّل به العربَ من رعاة بقر إلى رعاة للبشر، ومن عباد حجر وصنم إلى دعاة لسائر الأمم.

    وما أحوجنا إلى العودة لهذا الكتاب العزيز، واستمداد أسباب العز والفلاح ومناهج الخير والصلاح لأنفسنا ولأمتنا، واستلهام أسباب النجاح لنهضتنا من آياته البينات
    {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].

    رمضان شهر الانتصارات:

    في هذا الشهر الكريم حدثت غزوة بدر، التي كانت فرقانًا بين الحق والباطل، فبعد أن ظن الكفار أنهم قاب قوسين أو أدنى من الإنهاء والإجهاز على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى دعوة الإسلام، كانت النتيجة الفاصلة، حيث هزم الله أبا جهل وجيشه ونصر محمدًا صلى الله عليه وسلم وحزبه. وأحدث ذلك تغييرًا عظيمًا في الجزيرة العربية، أدرك معه الناس أنهم أمام قوة عظيمة مؤيَّدة من الله، ليست قوة عادية وليسوا بشرًا عاديين، ولكنهم بشر مؤيدون من السماء.

    ثم كان هذا الشهر الكريم شهر الفتح المبين الأعظم، فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، الذي كان محطة تحول عجيب في حياة العرب، كما جاء عند البخاري:
    "كَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلاَمِهِمِ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهْوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ، بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلاَمِهِمْ"،
    ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1-3].

    وفي شهر رمضان الكريم أيضًا نصر الله المسلمين في عين جالوت في 25 رمضان بعد سقوط جيوش بغداد بسنتين، حين قام الدعاة يذكِّرون الناس بالله ويحضُّونهم على أن يلتزموا بأخلاق الصيام، وخرجوا إلى عين جالوت لملاقاة التتار، فنصر الله المسلمين، وكانت هزيمة مدوية، من نتائجها العجيبة فيما بعد: أن التتار بدءوا يدخلون في الإسلام، ولأوَّل مرة، يدخل الجيش المنتصر في دين الشعب المغلوب، وعادت دولة الإسلام مرة أخرى لتتبوأ مكان الصدارة.

    وفي العاشر من رمضان سنة 1393هـ الموافق 6 أكتوبر1973م، رأينا كيف نصر الله المسلمين لما علت صيحات "الله أكبر" في رمضان. وهذه كله مؤشرات على أننا إذا أقبلنا على الله في شهر رمضان، جاءنا الحق جل وعلا بالخير العميم، والنصر المبين، وبدَّل حالنا إلى أحسن حال.

    نحن إذن في حاجة إلى أن نقف مع أنفسنا في هذا الشهر الكريم، إذا كنا نريد العزة والنصر والمجد وسعة الرزق، ونريد من الحق جل وعلا أن يكون معنا،
    فإن رمضان فرصتنا المواتية لنغيِّر حالنا، ليغير الله ما بنا، فالله تعالى يقول:
    {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

    وهذا أول رمضان في عصرنا الحديث يأتي على الأمة وهي تملك قرارها وتمسك بنفسها زمام أمرها، وفي ظل عهد جديد فيه حاكم جاء بإرادة شعبية حرة، ويملك برنامجًا عمليًّا متميزًا للنهضة، فضلاً عن إرادة صادقة في التغيير للأفضل، وهو ما يوجب علينا نحن الشعب الحر أن نتجاوب معه لإحداث التغيير المنشود، ومواجهة كل أسباب الإحباط التي يروجها المرجفون، وتخطي كل العوائق التي يضعها المبطلون.

    لئن كان شهر رمضان الكريم شهر الانتصارات على مدار التاريخ في ميدان المعركة مع العدو الخارجي؛ فإنه أيضًا شهر الانتصار للإرادة القوية والعزيمة الماضية على أهواء النفس وعلى أصحاب إرادة الفساد، وتلك هي معركتنا الآن، ولدينا بفضل الله كل أسباب الانتصار فيها، ولعله من توفيق الله أن تكون بداية هذه المعركة في النفس والمجتمع متزامنة مع الشهر الكريم، حيث تنشرح الصدور للخير، وتتهيأ النفوس للإقبال على الله، وتمتلئ المساجد بالذاكرين ولا تغادر المصاحف أكفّ المؤمنين، ولا تنقطع عن الدعاء والرجاء ألسنة الموحدين، وبهذا يتم البناء الروحي الذي هو أساس بناء النهضات.

    شرع الله الصيام لتحقيق التغيير:

    فلنذكر أن الله شرع الصيام لنحقق به التقوى، فأنت لا تصوم لمجرد الجوع والعطش، إنما أراد الله أن يُرقِّق قلبَك، وأن تَرِقَّ نفسُك، وأراد أن تتصل به:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
    وإذا حلت التقوى في القلوب تبدلت أحوال الناس، وتوجَّه كل إنسان إلى الحق وإلى فعل الخير وأداء الواجب من غير رقيب ولا حسيب ولا شرطيّ، وإذا خلا بنفسه علم أن الله مُطّلع عليه.

    إذا خلوت الدهر يومًا فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليَّ رقيـب
    ولا تحسبن الله يغفـل ساعـة *** ولا أن ما تخفيه عنـه يغيـب

    إذا امتلأت القلوب بهذه التقوى فلن يطلب الموظف رشوة كي يحقق لك مصلحتك؛ لأنه يخاف من الله، ومن كان عنده مصلحة لأحد من الخلق فسيبادر بتنفيذها لأهلها؛ لأن المتقي لله يحاسب نفسه، وهذا ما يريد الله أن يعلمنا إياه في هذا الشهر الكريم.

    هذا الشهر فرصة لترتقي بنفسك وتغيِّر من أحوالك، وفرصة أيها الأحبة لنجدد هذا العهد مع الله، فرصة لمن عنده خلق رديءٌ أن يصلحه، وكلنا عيوب وكل بني آدم خطّاء.

    هذا الشهر فرصة لمن اعتاد أن يأكل حرامًا أو طعامًا فيه شبهة ليرجع إلى الله ويحفظ بطنه من الحرام، ويذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صححه الحاكم:
    «إن الله أَبَى عليَّ أن يُدخل الجنة لحمًا نبت من سحت فالنار أولى به».

    فالصيام الذي يحقق غايته وثمرته، هو الذي يغيِّر حياتك، ويغير عاداتك، ويغير أخلاقك، لا مجرد الجوع والعطش، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري:
    «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

    إننا في عهدنا الجديد في حاجة إلى تنمية أخلاق النهضة، لننطلق نحو المستقبل الزاهر اللائق بأمة القرآن في ظل حكم رشيد يقدم مصلحة الأمة على كل المصالح الشخصية والحزبية، فهل ننطلق مع انطلاق شهر رمضان الكريم في التعاون في عملية البناء والنهوض؟

  3. #3
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي



    رمضان وبناء الأمة
    د. راغب السرجاني

    تعيش الأمة الإسلامية لحظات عظيمة من السعادة؛ لأنها تقترب من حدث جليل، ألا وهو قدوم شهر رمضان المبارك.
    هذا الحدث يفيض عليها كل عام باليمن والبركات والخير والرحمة، حدث ينتظره الكبير والصغير، ينتظره الرجل والمرأة،
    وينتظره الغني والفقير، ألقى الله عز وجل محبته في قلوب المؤمنين جميعًا حتى في قلوب الأطفال الذين لا يعرفون صيامًا ولا قيامًا.

    لننظر إلى وصف النبي لهذا الشهر المبارك الذي قال فيه:
    "قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ..."[1]؛
    لندرك أن فرص عمل الخير ودخول الجنة والنجاة من النار والانتصار على الشياطين، فرصٌ كبيرة جدًّا في رمضان. ثم منَّ الله على هؤلاء الصائمين بهدية لا مثيل لها،
    ألا وهي ليلة القدر، فقال رسول الله :
    "فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ"[2].

    فكان رمضان شهرًا تُبنى فيه النفوس، وركنًا من أركان الإسلام الخمسة التي اختارها الله سبحانه من كل أبواب الإسلام الضخمة ومناحيه الواسعة وجعلها أعمدة للإسلام، من هذه الأعمدة رمضان.

    إذن فشهر رمضان ليس مجرَّد شهر يمر على المسلمين ليسعدوا به لحظات ويحزنوا لفراقه لحظات ثم ننتظره العام القادم؛ فشهر رمضان عمود من الأعمدة التي تحمل الإسلام. فتخيَّل معي أن هذا العمود غير موجود، أو تخيل أن هذا العمود مغشوش أو هش. تخيل أن به خللاً في التصميم أو خللاً في التطبيق، ماذا ستكون النتيجة؟ سينهار البناء بالكُلِّيَّة، عمود واحد فقط ينهار من أجله البناء، نعم ينهار البناء الضخم بالكلية.

    إذن الأمر في غاية الأهمية إن كنا نريد بناءً قويًّا صُلبًا لهذه الأمة، فلا بُدَّ أن يكون أساسه متينًا، ومن ثَمَّ لا بُدَّ أن يكون صيام رمضان على أعلى درجات الإتقان؛ حتى يحمل فوقه صرح الإسلام العظيم الرائع.

    بهذه العزيمة وبهذا الفكر ومن هذا المنطلق نريد أن ندخل إلى رمضان، نريد أن ينتهي رمضان وقد أصبحنا مؤهَّلين لحمل الصرح العظيم والأمانة الكبيرة.

    فالقضية ليست قضية صيام فقط، ولكنها قضية بناء أمة، أو قل: بناء خير أمة؛ كيف يبني رمضان أمة الإسلام؟

    ولكي نفهم الأمر من بدايته فلنراجع جزئية تاريخية لطيفة، وهي متى فرض رمضان على المسلمين، وإذا عرفنا هذه النقطة فسنعرف دور رمضان في بناء أمة المسلمين.

    فُرض رمضان على المسلمين في شهر شعبان سنة 2 هجرية، بالضبط في 2 من شعبان سنة 2 هجرية.
    لما راجعتُ الأحداث التي وقعت في هذا الشهر بالذات شهر شعبان سنة 2 هجرية، اكتشفتُ شيئًا عجيبًا جدًّا،
    اكتشفت أنه قد حدث في هذا الشهر أمور كثيرة من أعظم الأمور التي مرت في تاريخ المسلمين،
    أذكر أربعة أمور في غاية الأهمية حدثت كلها في شهر شعبان سنة 2 هجرية؛
    أوَّلها: فرض الصيام في رمضان.
    وثانيها: فرض الزكاة، وكانت مفروضة في مكة ولكن دون تحديد للنصاب والأحكام المختصة بها، فحُدِّد ذلك في شعبان سنة 2 هجرية.
    وثالثها: فرض القتال على المسلمين بعد أن كان مأذونًا به فقط، فقال الله عز وجل:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا} [البقرة: 190].

    رابعها: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة في النصف من شعبان سنة 2 هجرية،
    وكل هذه الأحداث في غاية الأهمية، حدثت كلها في شهر واحد، في شهر شعبان سنة 2 هجرية،
    لماذا؟ لأنه في الشهر القادم، شهر رمضان 2 هجرية سيحدث أمر مُهِمٌّ جِدًّا يحتاج إلى كثير إعداد،
    وإلى عظيم تربية، ستحدث غزوة بدر الكبرى في 17 من رمضان سنة 2 هجرية.

    إذن هذه الأمور الأربعة هي لإعداد الجيش المجاهد الذي يخوض المعركة الفاصلة. هذه الأمور الأربعة شرعت لبناء الأمة المجاهدة،
    الأمة التي يُرجى لها أن تنتصر على غيرها من الأمم، الأمة التي تقود غيرها لا تُقاد بغيرها، الأمة التي تسود غيرها، ولا يسودها غيرها، من هذه الأمور الإعدادية البنائية الأربعة.

    فأي شيء يفعله صيام رمضان في إعداد الجيش المجاهد أو في إعداد الأمة المجاهدة؟ يمكننا حصر ما يفعله في ثلاثة أشياء هي: تنقية، وتميز، وتربية.

    فتنقية الصف المسلم من كل شائبة تصيبه من أهم عوامل بناء الأمة، فلا بد من انتقاء المسلمين الصالحين للثبات والجهاد،
    لا بُدَّ من انتقاء المسلمين الصالحين لدخول بدر الكبرى، والصالحين أيضًا لدخول ما شابه بدر الكبرى.

    أما التميُّز فشيء عظيم أن يشعر المسلمون به، وجميل أن يشعر المسلمون بالهويَّة الإسلامية،
    فالمسلمون في السنة الأولى من الهجرة، وفي المدينة المنورة كانوا يصومون يوم عاشوراء مع اليهود،
    وكان فرضًا على المسلمين كما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

    "قدم النبي فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: (مَا هَذَا?) قالوا: هذا يومٌ نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. فقال رسول الله :
    (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ). فصامه وأمر بصيامه"[3].

    فلما فُرض شهر رمضان قال: "مَنْ شَاءَ صَامَهُ -أي يوم عاشوراء- وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ"[4].
    ولكن بعد فرض صيام رمضان تميزت الأمة الإسلامية عن غيرها؛ لأنها صامت شهرًا خاصًّا بها، فمن المؤكد أنها ستشعر بالعزة لهذا التميز.

    وفي نفس الشهر أيضًا، شهر شعبان سنة 2 هجرية، ستتحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وهذا تميُّز جديد، قبلة واحدة لكل المسلمين، وليست لأحدٍ إلا للمسلمين.

    إن هذا الشعور بالتميز والهوية الإسلامية أداة حتمية من أدوات النصر والتمكين، فالأمة التي تشعر بأنها تبع لغيرها أمةٌ لا تسود ولا تقوم.

    وأخيرًا تأتي التربية، فالصف المسلم يحتاج لنوع خاصٍّ جدًّا من التربية، ورمضان يقوم بهذه المهمة؛
    فلن يستطيع أحد أن يُجاهد أو يُضحي أو يثبت إلا إذا أخذ قسطًا من التربية. رمضان يربي فينا سبعة أخلاق؛
    يربي فينا الاستجابة الكاملة لأوامر الله عز وجل بصرف النظر عن حكمة الأمر، كما يربي فينا التحكم في الشهوات التي تصرف
    في مكانها الصحيح الذي أراده الله عز وجل، التحكم في الأعصاب والقدرة على كظم الغيظ. ويربينا أيضًا على الإنفاق في سبيل الله،
    كما يربينا على شعور عظيم هو شعور الوحدة والأخوة والألفة بين كل المسلمين في كل بقاع الأرض، الشعور بآلام الغير ومشاكل الآخرين.

    وأخيرًا إن رمضان يربي فينا أمرًا مهمًّا جدًّا، هذا الأمر هو لب الصيام، وهو الغاية الرئيسية منه، رمضان يربي فينا "التقوى".

    هكذا يجب أن نعيش ونحيا مع رمضان؛ لنبي أنفسنا وأمتنا من جديد.

    =======
    [1] رواه أحمد (7148، 9493)، وصححه شعيب الأرناءوط.
    [2] الحديث السابق نفسه.
    [3] البخاري: كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (1900).
    [4] البخاري: كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (1898)، ومسلم: كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء (1125).


  4. #4
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    رمضان شهر الثورة
    نزار رمضان


    رمضان شهر الثورة على العادات القبيحة،
    قال : "عليكم بهذا السحور؛ فإنه هو الغداء المبارك"[1].
    شهر الثورة على كسل النفس؛
    ففي الصحيحين من حديث عائشة: "كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره".
    شهر الثورة على هيجان الشهوة
    "فمن لم يستطع منكم الباءة فعليه بالصوم؛ فإن الصوم له وجاء".

    شهر الثورة على ماديات النفس،
    قال رسول الله : "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

    شهر الثورة على النمطية بالحياة
    "إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي".
    شهر الثورة على هدر الوقت
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

    شهر الثورة على حب الذات
    "من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"[2].

    شهر الثورة على الأنانية؛
    ففي الصحيحين من حديث عائشة: "كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".

    شهر الثورة على الانعزالية،
    قال : "طهرة الصائمين طعمة المساكين". شهر الثورة على اللامبالاة "اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم"[3].

    شهر الثورة على إهمال الروح
    {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].

    شهر الثورة على قطع الأرحام،
    عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه سمع النبي يقول:
    "فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله تعالى جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر،
    فيركزه على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر،
    فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب، فيبعث جبريل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم،
    ويؤمِّنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبريل عليه السلام: يا معشر الملائكة، الرحيل الرحيل.
    فيقولون: يا جبريل، ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول:
    إن الله تعالى نظر إليهم وعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة. فقالوا: ومن هؤلاء الأربعة؟
    قال: مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع الرحم، ومشاحن"[4].

    شهر الثورة على الفقر "اغنوهم في هذا اليوم عن الطواف". شهر الثورة على الاستهلاك؛
    سئل الرسول أي الصدقة أعظم أجرًا؟ فقال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان".

    شهر الثورة على جفاف العلاقات الزوجية
    {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187].

    شهر الثورة على فرقة الشعوب
    "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". شهر الثورة على حب الظهور، شهر الثورة على الرياء؛
    روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي".

    شهر الثورة على المعسرين
    {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].

    شهر الثورة على الشقاق
    "لأن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له، أحب إليَّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرًا". شهر الثورة على الخلاف، خرج النبي ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم".

    شهر الثورة على السلبية،
    قال الرسول : "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"[5].

    شهر الثورة على إلف الطبيعة،
    قال النبي : "إذا رأيتم الهلال فصوموا"[6].

    شهر الثورة على الغضب
    "‏وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ".

    شهر الثورة على المفاهيم المغلوطة
    "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ".

    شهر الثورة على الدنيا
    "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".

    شهر الثورة على الدعة
    "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ".

    =======
    [1] رواه أحمد والنسائي.
    [2] رواه الترمذي.
    [3] أخرجه البيهقي والدارقطني.
    [4] انظر: ضعيف الترغيب والترهيب رقم (594)، وقال الألباني: موضوع.
    [5] رواه البخاري.
    [6] صحيح البخاري.


  5. #5
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    رمضان غيرني
    د. خالد بن صالح الصغير


    الكثيرون منا من يربط التغيير عنده بحدثٍ ما!

    كرمضان على سبيل المثال وهذا شيء جميل، إلا أن غير الجميل فيه هو أنه قد يتخطى ذلك الشيء ويبقى الحال من المحال، ويرجع الوضع إلى أسوأ مما كان عليه في السابق!

    كنت يومًا عند أحد الأصدقاء، فقال لي: كيف أتغير فقد مللت نفسي وحياتي؟

    قلت له: إن رمضان على الأبواب؛ فالتغيير فيه فرصة أكثر من غيره، فأنت فيه تكون حالتك اليوم هي مختلفة عن الأمس،
    فتغيُّرك فيه وتقبلك للوضع الجديد والتكيف عليه، هو دليل على قدرة الشخص على التغيير، فلماذا يشتكي البعض منا بأنهم لا يستطيعون التغيير إذن، في حين نجدهم في رمضان يتقبلونه بصدرٍ رحب؟!

    إذن فنحن نمتلك القدرة على تغيير أنفسنا، والتكيف على الأوضاع الجديدة الجيدة.

    ويبقى السؤال الأهم: لماذا لا نسارع بفعل ذلك التغيير؟

    ونستعد له بدءًا من رمضان؛ ليكون لنا فيه انطلاقة قوية، وتغيير نحو الأفضل، وإيجابية أمثل.

    إن هناك فئة من الناس لا يريدون التغيير، فهذا لا اختلاف عليهم فقد حدَّدوا ما يريدون من البداية، والجدال معهم هو مضيعة للوقت على حد زعمهم!

    وكأني بلسان حالهم يقول: لأنني وُلدتُ في الماء لا تخلف أقدامي آثارًا في الوحل!

    وأشدهم تشاؤمًا من يقول: بأن الزمن يتقدم والمشكلة تتأزم!

    فهؤلاء قد خفي عليهم بأن من ليس لديهم أهداف, هو محكوم عليهم للأبد أن يعملوا لمن لديهم أهداف!



    أما حقيقة ما يحيِّرنا هم من يريدون أن يتغيروا عاجلاً غير آجل، ولم يبذلوا له أي أسباب تعينهم على ما أرادوه، أو أنهم يريدون أن يصبحوا أو يمسوا وقد تغيروا فجأةً. وهذا بالطبع لا يمكن أن يكون؛ لأنهم نسوا أو تناسوا أنهم عاشوا سنواتٍ طويلة يصادمون بأنفسهم كل تغييرٍ ممكن لديهم!



    وفي كلتا الحالتين لا بد لهم أن يعلموا أن التغيير واقع لا محالة، إما للأفضل كما نريده ونتمناه،
    وإما للأسوأ وهو ما نرفضه ونحاربه؛ فالتغيير يحدث فينا ومن حولنا شئنا أم أبينا، فلو لاحظنا الزمان مثلاً وما فيه من أيام،
    فهو يتغير ما بين فجرٍ وظهر وعصر ومغرب وعشاء، وما بين نهار وليل، حتى الشهر يتغير فيه القمر من أوَّله عن وسطه وآخره،
    والسنة تتغير فيها الفصول ما بين صيفٍ وشتاء، وخريفٍ وربيع، وحتى أشكالنا هي أيضًا تتغير مع مرور الزمن، كذلك العمل، الأهل،
    الأصدقاء صفاتهم طباعهم نوعياتهم، فكل ما حولنا يتغير تدريجيًّا، حتى العمر الذي هو حياة الإنسان نفسه يتغير.
    إذن التغيير هو موجود في الكون منذ بدء الخليقة وحتى اليوم وسيستمر، ويبقى علينا أن نفهم أنه يأتي بشكل ٍ بطيءٍ وتدريجي،
    أما نحن فعكس ذلك تمامًا فنريد التغيير أن يكون مباشرًا سريعًا قويًّا فعّالاً، فهذا لا يمكن أن يكون،
    وكأننا بذلك نحاول أن نقف أمام أهدافنا وطموحاتنا بهذه الاشتراطات المستحيلة الصعبة، فعندما يقرِّر الواحد منا أن يتغير فإنه يريد التغيير أن يحدث في لحظاتٍ بسيطة وسريعةٍ!

    فنقول له: ما هكذا تورد الإبل يا سعد؟

    فقبل أن تبدأ بما عزمت عليه لا بد لك أن تتفهم معنى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

    فالتغيير أولاً يبدأ من الداخل بالأقوال، ومنها ينطلق كقاعدةٍ أساسيةٍ له، ومن ثَمَّ ينعكس على الخارج فتدعمها الأفعال،
    فالنظرة الداخلية التشاؤمية للحياة والإحباطات تتسرب من الداخل إلى الخارج فتظهر على جميع تعاملاته من خلال العمل،
    وعلاقات الشخص بالآخرين، ومواقفه الحياتية اليومية؛ فتجد الواحد منهم -وهو مثال بسيط يتكرر علينا شبه يومي-
    عندما تسلم عليه قد لا يرد السلام، أو قد يرد وهو غير مبتسم، أو أنه قد يسبِّب لك مشكلة بسبب أنك ألقيت السلام عليه!

    فهذا وأمثاله ممن يعكسون لنا ما بدواخلهم من تراكمات محبطة ومشبعة بالتشاؤم تجاه الآخرين بشكلٍ خاص، وللحياة بشكل عام!

    فقدرتك على الرد بأسلوب إيجابيّ يساعدك على كسب إيجابيات كثيرة، ويمنحك الفرصة للدخول لعالم الإيجابية والتفاؤل،
    والله قد دعانا للتفاؤل والايجابية بقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186].


    وأيضًا مما يدفعك للأمام وطلبك للتغيير هو أنه ليس لديك إلا حياة واحدة فقط، غير قابلة للتعويض،
    ولا تحتمل التأجيل ولا التردد، أو حتى تضييع الأوقات؛ فالعمر والزمن يتسابقان فينا، وكأنهما يريدان أن يتخلصا منا وبأسرع وقتٍ ممكن!

    قد يقول لي قائل: كيف تقول: إن التغيير يبدأ من الداخل؟ ما الطريقة وكيف؟

    فأقول: إن التغيير يكون بأحد أمرين: إمّا أن يكون للأفضل ومن ثَم يغيِّر الله ما حولنا للأفضل،
    وإمّا أن يكون للأسوأ فيتحول ما حولنا ويكون كحالنا، وكأنه يبادلنا نفس الشعور!


    إن ممارستك لتحطيمك ذاتك الداخلية وكثرة التفكير السلبي وملء العقل بالأفكار السوداء غير المحببة،
    ورسم أشياء توهميَّة خيالية لا أساس لها من الصحة، هي -في الحقيقة- من يمنع تقدمك ولو بخطواتٍ بسيطةٍ نحو الأمام،
    قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53].
    أما لو تغير هذا التفكير لديك وأصبح إيجابيًّا بمعنى أن تتحدث مع نفسك بالكلمات الراقية القوية الإيجابية الفعالة، كما في قوله تعالى:
    {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24].
    فهي تعتبر بمنزلة الوقود الداخلي الذي يشعل فيك الحماس والدافعية نحو تحقيق الذات والنجاحات.


    ولذلك يقول المثل الإنجليزي: "التكرار أم المهارات"، بمعنى تكرار الكلمات والمواقف يبرمج عقلك الباطن على ما تريده،
    فإذا أردت اكتساب عادة جديدة، أو إحلال عادة إيجابية محل أخرى سلبية، فعلينا أن نفكر بها، وأن نطبقها مراتٍ ومرات حتى تصبح عادةً عندنا..
    ألا تلاحظ أن قطرات الماء حينما تجتمع معًا تشكل في النهاية بحرًا.

    وكان (جيم كون) يقول: "فإذا أصبحت كما تريد اجتذبت إليك من تريد". أما غاندي فكان يقول: "إذا أردت التغيير كن أنت التغيير".

    وبعد هذا كله أعتبرك قد خطوت خطوةً ليست بالهينة نحو الأمام، وهذه الخطوة سيتبعها العديد من الخطوات في قادم الأيام، قد تكون ثقيلة في بداية الأمر، إلا أنها سرعان ما تتسابق الخُطَا، وتتسع الدائرة لدينا تجاه الأفضل، يقول علي بن أبي طالب : "لو تعلقت همة أحدكم بالثُّريا لنالها".

    دعني أضرب لك مثالاً حيًّا من خلاله يتبين لك أن التغيير يكون تدريجيًّا ومستمرًّا لكي يعطي نتائج فعّالة،
    فلو وضعت أمامك قطعة من اللحم الكبيرة وطلبت منك أن تأكلها دفعة واحدة، فهل تستطيع فعل ذلك؟

    بالتأكيد لا.

    إذن ما الحل لها؟

    الحل الأفضل لها هو أن تبدأ بتقطيعها إلى قطع ٍ صغيرةٍ تستطيع من خلالها مضغها ومن ثَم بعلها،
    وبالتالي تجد نفسك قد التهمتها كُلَّها وأنت مستمتع بها دون أي ضرر، مجرد مسألة وقتٍ وصبر وينتهي كل شيء.

    فالبداية بسيطة وتستطيع تطبيقها دون أدنى أي مجهودٍ يذكر، وهي أن تجعل مفهوم:

    "أنا إيجابي، أنا متفائل، أنا ناجح، أنا مبدع، أنا أستطيع"، وغيرها من الألفاظ الإيجابية هي لصيقة لك لا تنفك عنك بترديدها وبتكرارها،
    وبالتكرار يثبت الأمر، بمعنى أنك تكررها في أي لحظةٍ من اللحظات وفي سائر الأوقات، حتى تتعود عليها وتصبح شعارًا لك،
    فعندها تكون إيجابيًّا، بل ودائم البحث عن الإيجابية، وأكثر تفاؤلاً في الأمور؛ مما يعني أنك ستجد الكثير من الخيارات في كثيرٍ من المواقف الحياتية
    التي قد تأتيك أو تفاجئك يوميًّا، وقد تقف عندها ولا تتعداها بسبب أنها لا ينفع معها أي شيء!

    نعم إنها السلبية التي قد طغت عليك، وأبعدتك عن التمتع بالأشياء على حقيقتها.

    وبالتالي إن كنت متفائلاً ستكون أكثر تحكمًا في استجابتك لوقائع الأحداث، وتستطيع أن تختار ما شئت مما وضعته من خيارات بدون تردد،
    أو خوف، أو قلق، أو شك، أو حتى اضطراب في الشخصية. يقول هلمستر: "إن ما تضعه في ذهنك، سواء كان سلبيًّا أو إيجابيًّا ستجنيه في النهاية".

    فلا بد لنا هنا من تحذيرٍ مهم مما يسمى بالقاتل الداخلي؛ فهو يجعلك فاقد للأمل، ويشعرك بعدم الكفاءة، ويضع أمامك الحواجز والصعوبات،
    مثل: (أنا خجول - أنا ضعيف - أنا لا أستطيع - أنا غبي - أنا لا أفهم)، وغيرها من هذه الألفاظ المدمرة للنفس، فتحدثك السلبي مع نفسك
    بشكل مستمر يرسل إشارات سلبية للعقل الباطني، فتصبح جزءًا من حياتك، ثم يؤثر هذا الحديث النفسي السلبي على تصرفاتك الخارجية،
    ولتعلم أن ألد أعدائك إليك هي نفسك التي بين جنبيك!

    فدعوني أذكر لكم هذه التجربة، التي قد توضح شيئًا مما نقوله:

    أجرى بعض العلماء تجربة على ضفدعة، فقاموا بوضعها في إناء به ماء يغلي، فقفزت الضفدعة عدة قفزات سريعة تمكنها من الخروج
    من هذا الجحيم التي وضعت فيه. لكن العلماء عندما وضعوا الضفدعة في إناء به ماء درجة حرارته عادية، ثم أخذوا في رفع درجة حرارة الماء
    تدريجيًّا وتسخينه إلى أن وصل إلى درجة الغليان، وجدوا أن الضفدعة ظلت في الماء حتى أتى عليها تمامًا، وماتت دون أن تحاول أدنى محاولة للخروج من الماء المغليّ!

    العلماء فسروا هذا بأن الجهاز العصبي للضفدعة لا يستجيب إلا للتغيرات الحادة والسريعة، أما التغيرات البطيئة على المدى الطويل فإن الجهاز العصبي للضفدعة لا يستجيب لها!

    تمامًا كما هو حال الحياة معنا؛ فالتغيرات المحيطة بنا تغيرات بطيئة تكاد تكون مملة في مجملها ولكنها تغييرات مهمًّة وحاسمة في معظمها،
    ثم قارنْ بين حياتك السابقة ولنقلْ قبل ثلاث سنين وحالك الآن؟




    ماذا اكتشتفت؟ وماذا اكتشتفتِ؟

    هل اكتشفت الفروقات الكبيرة بين الأمس واليوم؟

    هل شعرت بأن صغائر الأمور هي في حقيقتها أمور جلل، وأن معظم النار من مستصغر الشرر؟!

    هل عرفت أن كل ما هو موجود في هذه الحياة قد بدأ صغيرًا ثم كبر بعد ذلك تدريجيًّا؟

    إذن ماذا تنتظر؟

    عَلَى قَدْرِ أَهْلِ الْعَزْمِ تَأْتِي الْعَزَائِمُ *** وَتَأْتِي عَلَى قَدْرِ الْكِرَامِ الْمَكَارِمُ

    وَتَعْظُمُ فِي عَيْنِ الصَّغِيرِ صِغَارُهَا *** وَتَصْغُرُ فِي عَيْنِ الْعَظِيمِ الْعَظَائِمُ

    وختامًا أستطيع أن أقول لكم:

    قد بينت شيئًا بسيطًا من بدايات التغيير التي أعتبرها مهمَّة، وهي المنطلق للكثير من الناجحين؛
    فمشوار 1000 ميل يبدأ بخطوةٍ واحدة صغيرة كما يقولون؛ فعن إبراهيم الحربي أنه كان يقول عن الإمام أحمد بن حنبل:
    "لقد صحبته عشرين سنة، صيفًا وشتاءً، حرًّا وبردًا، ليلاً ونهارًا، فما لقيته في يومٍ إلا وهو زائد عليه بالأمس".

    فلماذا إذن لا نرفع لأنفسنا شعارًا في رمضان هذه السنة، ونجدده في كل سنة؟

    بدلاً من أن يقول لنا قائل: عندما انتهيت من بناء سفينتي، جفَّ البحر!

    أما أنا فهذا شعاري، رمضان غيَّرني!

    نعم، رمضان غيرني ورفعني من أحط الدركات إلى أعلى الدرجات، ومن الدنوّ إلى هامات العلو والسمو.

    وتذكر أنه لا يستطيع أحد العودة إلى الماضي والبدء من جديد، بل يستطيع كل واحد منا أن يبدأ الآن ويصنع لنفسه نهاية جديدة سعيدة.





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    أولادنا في رمضان
    عزة محمد حسن

    بوَّب البخاري في صحيحه عن الربيع بنت مُعوِّذ قالت:
    "كنا نصوم ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".
    العهن: أي الصوف.

    وقال العلماء: وهو ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه، وقاسوه على الصلاة، والأمر بها:
    "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر".

    فما هو دورك أيتها الأم مع أولادك في رمضان؟

    1- عند الاستعداد لاستقبال الشهر يجب الاهتمام بإظهار الفرحة وتزيين البيت؛ ليشعر الأولاد بأهمية الزائر الجديد.

    2- لتكن لك جلسة مع أولادك في بداية رمضان -ويفضل أن يحضرها الوالد-، وحدثيهم عن فضل الشهر الكريم وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل واحد أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله، وانزلي لمستواهم في التفكير، وحدثيهم بما يفهمونه هم عن حب الله وطاعته.

    3- ضعي معهم نظامًا لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلاً صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة
    وأداء واجبات، ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان.

    4- حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتًا محددة في الجدول مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار
    والصلاة في المسجد، وكذلك الأخلاق والسلوكيات مثل العفو وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة.. وهكذا.
    وفي نهاية كل يوم يتحدث كل واحد منا ما فعل من خير في يومه، وهل وقع في محظور أم لا؟

    5- قولي لهم بأنك أنت أيضًا تريدين الاستفادة من رمضان؛ لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي
    ثواب رمضان أنتِ أيضًا، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وأهمها تنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

    6- أما الصوم فعليك بالتدرج مع الصغير عدة ساعات، ثم عدة أيام.

    واجعلي مكافأة عن كل يوم يصومه، وعن أول شهر يصومه كاملاً. أما الأطفال الذين لا يصومون، فاجعلي وجبتيهم الأساسيتين: الإفطار والسحور؛ ليسمعوا الدعاء ويشاركوا الكبار فرحتهم، وراعي الفروق بين الأولاد في التحمل.

    7- اهتمي بالبنات، وخاصة القريبات من البلوغ، وعلميهن فقه الصيام.

    8- اهتمي بابنك المراهق في مرحلة البلوغ، وحاولي أن تعقدي صداقة معه تقوم على الثقة والتقدير بجانب العطف والحنان.

    9- وفي رياض القرآن اجعلي للطفل الذي يحسن القراءة وردًا يوميًّا، وليقرأه من المصحف، ويستمع إلى قراءتك، واجعليه يقلدك ما استطاع.

    ويمكن أن يقرأ مقرر المدرسة، ولكن عليك أن تحددي مكانه من المصحف، فهذا يشبع الإثارة عنده ويزيد رغبته في تقليد الكبار.

    ولماذا لا يحفظ قدرًا ولو يسيرًا من القرآن في رمضان؟

    10- عودي طفلك على الجود في رمضان، وأن يدخر من مصروفه لذلك، واروي لهم بعض القصص حول الصدقة مثل: ليته كان كاملاً.

    11- اصطحبي -أنت والوالد- طفلك إلى صلاة القيام وصلاة الفجر، واهتمي بمحافظتهم على الصلوات الخمس.

    12- أفهمي ابنك وابنتك أن الصيام لا يصلح بدون الخلق الحسن.

    13- هل ستتركين ابنك فريسة للتليفزيون؟! حاولي توظيفه جيدًا واهتمي بالشروط الصحية للمشاهدة.

    14- وأخيرًا استعيني بالله وتوجهي إليه بالدعاء أن يتقبل الصيام والقيام، وأن نخرج من رمضان بحال أفضل مما دخلنا بها.

  7. #7
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    فالصيام الذي يحقق غايته وثمرته، هو الذي يغيِّر حياتك، ويغير عاداتك، ويغير أخلاقك، لا مجرد الجوع والعطش، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

    رمضان يربي فينا سبعة أخلاق؛ يربي فينا الاستجابة الكاملة لأوامر الله عز وجل بصرف النظر عن حكمة الأمر، كما يربي فينا التحكم في الشهوات التي تصرف في مكانها الصحيح الذي أراده الله عز وجل، التحكم في الأعصاب والقدرة على كظم الغيظ. ويربينا أيضًا على الإنفاق في سبيل الله، كما يربينا على شعور عظيم هو شعور الوحدة والأخوة والألفة بين كل المسلمين في كل بقاع الأرض، الشعور بآلام الغير ومشاكل الآخرين.

    كنت يومًا عند أحد الأصدقاء، فقال لي: كيف أتغير فقد مللت نفسي وحياتي؟
    قلت له: إن رمضان على الأبواب؛ فالتغيير فيه فرصة أكثر من غيره، فأنت فيه تكون حالتك اليوم هي مختلفة عن الأمس،
    فتغيُّرك فيه وتقبلك للوضع الجديد والتكيف عليه، هو دليل على قدرة الشخص على التغيير، فلماذا يشتكي البعض منا بأنهم لا يستطيعون التغيير إذن، في حين نجدهم في رمضان يتقبلونه بصدرٍ رحب؟!


    12- أفهمي ابنك وابنتك أن الصيام لا يصلح بدون الخلق الحسن.
    13- هل ستتركين ابنك فريسة للتليفزيون؟! حاولي توظيفه جيدًا واهتمي بالشروط الصحية للمشاهدة.


    جميل ما نقلت وبديع ما اخترت
    دروس تربوية وفوائد مهمة
    ولا زال من هذا الشهر المبارك بقية للتوبة والاوبة
    تحياتي لك اختي الكريمة نادية
    وحفظك المولى ورعاك

  8. #8
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة
    جميل ما نقلت وبديع ما اخترت
    دروس تربوية وفوائد مهمة
    ولا زال من هذا الشهر المبارك بقية للتوبة والاوبة
    تحياتي لك اختي الكريمة نادية
    وحفظك المولى ورعاك
    ============

    زيارة تهللت لها الصفحات ،

    شكرا لك يا أخي عبد الرحيم .

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    لله أنت من نحلة تقع على أروع الزهر لتختار أطيب الرحيق
    وجبات رمضانية دسمة عظيمة النفع لا حرمت أجر اختيارها ونشرها هنا لتعم الفائدة

    أهلا بك أديبتنا الكريمة في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  10. #10
    الصورة الرمزية عصام ميره شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 987
    المواضيع : 41
    الردود : 987
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي



    وجبات لاتفطر ** !!!
    أظن أنها تفطر أختنا الكريمة ..
    هناك مائدة عامرة شهية بمالذ وطاب ..
    وهنا وجبات دسمة ..
    ماأسعد المسلم الذي يفطر على مثل هذه الموائد ويتناول مثل هذه الوجبات ..
    رمضان كريم ... والله أكرم

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رمضانيات
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-08-2008, 06:34 AM
  2. رمضانيات
    بواسطة محمدعثمان جبريل في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-10-2007, 06:52 PM
  3. رمضانيات
    بواسطة سيد الموجى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-09-2007, 12:54 PM
  4. رمضانيات !!!!!!
    بواسطة د. حسان الشناوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-10-2006, 09:30 PM
  5. رمضانيات شاعر
    بواسطة سامر هشام سكيك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-11-2005, 01:43 AM