الضيفُ الكريمُ
رمضانُ، يا طيْفاً لَطيفاً حلّ ضَيْفاً وارْتَحَلْ
مَلأ الجِفانَ وجاءنا ، مِنْ كُلّ خيرٍ قدْ حَمَلْ
الضيفُ يُؤتى بالقِرى،ومُضيفُهُ مِنـهُ أكلْ
سَكبتْ يداه رحمة الرحمنِ أوّلَ ما وصَلْ
ودعا إليها أنفُساً ترنو إلى خيْر العَمَلْ
فإذا القلوبُ رئيفةٌ، ووديعةٌ مثل الحَمَلْ
وإذا الأنامُ بألفةٍ، كالسّمْنِ خالطهُ العَسَلْ
وأذاقَ مغفرةً تُروّي كُلّ يأسٍ بالأملْ
لمْ يبقَ بعدَ مذاقها،في أيّ قلبٍ مِنْ وَجَلْ
واستبشَروا أنّ الذنوبَ جميعَهَا ربّي كَفلْ
وقُبَيْلَ أنْ يمضي أبى- بعدَ العَطا-إلا النّفَلْ
أهداهُمُ عَتْقاً من النيرانِ في اليومِ الجَلَلْ
****
يا أيّها الشهرُ الفضيلُ،وأنتَ أكرمُ مَنْ نزلْ
إنّا بشوقٍ أنْ تعودَ، فلا تُطِلْ ذاكَ الأجَلْ