أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24

الموضوع: مدفع الإفطار

  1. #11
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    قرأت قصصا كثيرة تحكي عن يوميات الثورة ، آلامها آمالها ، دموعها ، دمها ،،،

    لكنها برغم ما فيها من روعة ، لم تعلق بالذاكرة مثلما سكنتها قصة :

    " مدفع الإفطار "

    يوحي العنوان بأننا أمام قصة عن رمضان ، و لا يحمل خصوصية ويتلقاه القارئ مباشرا لا يحتاج لإعمال فكر أو تأمل .

    هل الأمر كذلك ؟؟

    فلنقرأ لنكتشف ...


    "كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار"

    مشهد متكرر في الزمان ( كلما سمع ) يوحي بأننا في خضم الحدث ، كما يشير إلى أننا في زمن رمضان

    بذكر المدفع و الصيام ، لكن ، هل المدفع هنا يؤثث المشهد الرمضاني الإيماني المعتاد ؟

    ربما نقول نعم لو لم يستخدم الكاتب كلمة " قذيفة "

    لأنها أوحت لنا أن المدفع قاتل ، آلة مجرمة يُحركها الظُلاّم .

    وهذه البداية جعلت القارئ يشرع مبكرا في طرح الأسئلة : ترى من هو بطل القصة ؟؟

    من ذاك الذي نسي أنه صائم و تذكر عند سماع طلقة المدفع ؟؟

    ما الذي كان يشغله ؟؟

    فتأتي الصدمة قوية تلغي تأويلات عدة لاحت في أفق مطلع القصة ، يقول الكاتب :

    " يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ
    بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات .."


    فالطاولة إذن فارغة من طيبات الأكل ، هي ليست مائدة إفطار و كان من المفترض أن تكون ،لكنه حُرم مما ينعم به كثير من المسلمين ،

    ومنهم للأسف من لا يشعر بمأساة الآخرين .

    "يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ "

    لماذا كان الفعل لا إراديا ؟؟

    لعل الكاتب يريدنا أن نعي و نفهم جيدا أننا أمام طفرة حياتية ، وحالة مختلفة ،ويوم خاص من أيام رمضان .

    نظن أن البطل يتوجه إلى الطاولة ليتناول إفطاره كما يفعل كل الصائمين ، و كأننا نريد أن نبتعد عن مشهد مخيف

    نشعر أن النص سيكشفه لاحقا ، هروب لن نمكث فيه طويلا ...

    في ظل أوضاع مختلفة تفقد بعض الأشياء طبيعتها ، وبعض التفاصيل خصوصيتها ،فالصائم هنا تحيط به أجواء حرب و عنف و هلع ،

    وكثيرا ما تكون الدوافع لا إرادية ،وسط زخم من الفوضى والقلق والمهام .

    " تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، "

    لم يكن الأمر يتعلق بطلقة واحدة مسالمة ، بل بطلقات تأمر بها عنجهية الظلم ،

    ويطلقها مركزة مضغوطة الجورالمتمكن والطغيان المسيطر .

    أية موائد مهما بلغت زينتها تغري في مثل هذا الموقف ؟؟

    فصوت المدافع يقبر الشعور بالجوع و العطش و يحيي الشعور بالواجب ،فتتغير معالم الطاولة ،

    لتتحول من مائدة طعام لشيء آخر استأثر بكل تركيز البطل ،الطاولة هي هي لكن بساط لما لا يمت للطعام بصلة .

    يقول الكاتب :

    " واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، "

    مازات الحيرة تأخذ بنا ، و مازال الفكر يسرح بفهمنا ،

    إن لم تكن مائدة طعام الإفطار ، فما الذي يمكن وضعه عليها ؟؟

    " وحاول بما حباهُ اللهُ من رغبةٍ في النَّجدةِ، وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي "

    هو ذا ،،، بطلنا طبيب ...

    أخذ بنا القاص للحظات في جولة سريعة في ضمير البطل ، " رغبته في النجدة "

    هي رسالة الأطباء و برّ بقسمهم المهني ، بل إن بطلنا يمثل أعلى حالات الإخلاص ، حيث يصرف النظر عن تلبية حاجاته ،

    ويواصل صومه لينقذ حياة الآخرين ، ناكرا ذاته و حاجياته و حقوقه .

    نعم ، إنه يحاول فقط ،والله تعالى هو المنجي وهو الحافظ ، وأيضا يحاول لأن الجرح غائر والإصابة بليغة ..

    الضحية طفل !!!

    إنهم يقتلون البراءة ، ويجرحون الزهور ، ويبيدون الجمال ،حتى في رمضان والناس صيام .

    كون الضحية من عالم الطفولة يزيد من فداحة الجرم ، ويرفع درجة السخط والاستنكار إلى أعلى النسب .

    ويبقى السؤال في الأخير غصة تخنق فينا الأنفاس، ورجفة قلب يرتعش فرقا ،

    هل نجا ؟؟ هل أفلح الطبيب في إنقاذ الطفل المصاب ؟؟

    متى ستتوقف قذائف المدافع الآثمة لتفسح الفضاء لطلقات الحرية ، وأصوات تكبيرات الصائمين فرحا بيوم عيدهم ،

    عيد النصر ؟؟

    لا ريب أن ما قرأناه يستحق أفضل وأعمق من قراءةِ متذوقة، كل ما قامت به هو تحويل مشاعرها

    و إحساسها بالقصة إلى كلمات ،فاقبلوا مني راجية الصفح عن أي سهو أو خطأ .

    =======

    الأديب المتألق وليد عارف الرشيد ،

    إن مضمون بعض القصص نراه متمثلا أمام العين ، بارز الفكرة قريب الشخوص ،

    نعيش معه الأحداث لحظة لحظة ، ننسجم مع ماهيته وكينونته ، نتوحد مع جزيئات مشاهده كلها .

    هي قصة شعرنا بثقل أحزانها ، وأتبعنا آخر كلمة فيها زفرة لم تزد جوفنا إلا التهابا .

    أحييك على نصك الثائر بامتياز ، و من خلال ومضتك الإنسانية الرائعة ، أحيي الصابرين المرابطين المجاهدين ،

    وأحيي كل من سخر علمه وجهده لإسعاف ضحايا الظلم ، ورحم الله من استشهد منهم في سبيل ذلك .

    بوركت ونبضك .



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كتبت ردي أختي المبدعة الرائعة نادية هناك في قسم النقد وهنا أكرر شكري وتقديري بلاحدود
    دمت والألق

  2. #12
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي !!!!
    صورة مؤلمة وقفلة رائعة للقصّة
    بوركت أخي الأستاذ وليد
    تقديري وتحيّتي

    بوركت وبورك مرورك الأنيق الجميل مبدعتنا الكبيرة وشهادة أعتز بها
    مودتي وشكري وتقديري

  3. #13
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راوية رشيدي مشاهدة المشاركة
    موجعة صارخة جعلتني أذرف الدمع مشهد بتنا نراه كثيرا ولا حراك إلا الشجب والاستنكار
    سرني مرورك وردة فعلك مع أنها بطعم الشجن والدموع .. بوركت وسلمت
    لك مودتي وشكري وتقديري

  4. #14
    الصورة الرمزية عمر الحجار أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    الدولة : حيفا \ اجزم
    العمر : 53
    المشاركات : 767
    المواضيع : 37
    الردود : 767
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    الاستاذ القدير وليد عارف رشيد


    ان ابداع هذه القصة باسقاطاتها الواعية والدقيقة انما تعبر عن حقيقة الانتماء الواعي والصادق للوطن واهله
    وهي كذلك تعبير عن معايشة الحدث وارهاصاته وتحولاته التي تعيد تشكيل الحالة الوطنية وحالة الهوية من وطن مقيد باسم فرد الى وطن مقيد باسم امة وشعب عظيم
    هذا هو الاساس الانتماء الصادق والفهم الدقيق للحالة كي نستطيع الوصول للمخرج الذي يحقق الاهداف والامنيات


    دمت لوطنك العزيز ودام هو لاحبائه
    وأنا الذهاب المستمر إلى البلاد

  5. #15
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.25

    افتراضي

    التناول الموضوعي في هذا النص منطلق من أرض الواقع ومرتكز على ما يقع من أحداث ، والتناول البنائي هنا جاء مميزا باعتبار التكثيف الذي يجعل كل حرف في النص يؤدي دورا بل أدوارا متعددة ويوصل معلومات مهمة للمتلقي.

    الربط في صوت المدافع وإن بدا مطروقا إلا أنه جاء هنا في إطار ذكي للتأطير للحدث وللتوضيح على الزمكانية ، والخاتمة جاءت مدهشة ومركزة وكاشفة لمقدار الألم المصاحب.

    نص مميز أشكره لك وأشكرك عليه!


    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    عندما نتذكر أن القصة رمضانية وأن هذا الجراح صائم تتضح الصورة أكثر
    ونفهم الحدث والحركة باتجاه طاولة الطعام التي يستخدمها في طوارئ الحرب طاولة جراحة

    قصة واقعية عشنا ما يشبهها قبل أن نهرب للمجهول

    شكرا لك اخي

    بوركت

  7. #17
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    استعيد النص
    "كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار .. يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات .."
    بعد تكرار القراءة تنبهت للنقطتين تفصلان يتحرك عن الأفطار
    وكنت في قراءتي الأولى تخيلته يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه الطاولة كلما سمع انفجار قذيفة فتكر الإفطار

    مؤثر جدا هذا النص
    الأستاذ وليد عارف الرشيد
    أشكرك

  8. #18
    الصورة الرمزية ناصر أبو الحارث شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : حيث راية الإسلام
    المشاركات : 336
    المواضيع : 5
    الردود : 336
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ أخرى وتذكر لحظةَ الإفطار .. تحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات ..
    تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، باحثا عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ الصَّبي

    هكذا رأيتها أكثر تكثيفا
    قصة جميلة وفكرتها حزينة جدا

  9. #19
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.65

    افتراضي

    مَدْفَع ورصاص ومصاب وطبيب تائه الحسّ بين رغبته بالطّعام ورغبته بالإنقاذ

    ومضة باحت بالكثير وحقّقت الدّهشة

    دمت بودّ أستاذنا

    فاتن

  10. #20
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.12

    افتراضي

    على مائدة رمضانية مليئة بالوجع على أرض الحدث كانت صورة ناطقة اختلط فيها صوت مدفع الإفطار بصوت مدافع الغدر
    نص مدهش بتصويره ولغته
    بوركت واليراع أديبنا الفاضل
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مدفع الإفطار
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 21-05-2013, 10:39 PM
  2. قراءة في قصة مدفع الإفطار للأديب وليد عارف الرشيد
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 29-08-2012, 04:39 PM
  3. مدفع رمضان مبقاش يضرب
    بواسطة رباب جوده في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-08-2012, 03:03 AM
  4. الف مدفع رشاش
    بواسطة مجدولينا ناصر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-04-2010, 10:14 PM
  5. مدفع الافطار
    بواسطة غازى كلخ في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-09-2007, 05:44 AM