ما مُتَّ بل ما مَاتَ نَبْعُ الطِّيب
لكنّها نفس ٌ تعيدُ لَهِيبي
مِنْ قبل هذا اليوم كنْت َ تَبرُّنِي
وتـُسيء بالحُسْنَى وبالتّرحيب ِ
مَن ْ أجْهَشَت ْ ونجَوْتَ منك َ مبرَّأ ً
من ْ ذارفات ِ الدّمع ِ ثُمَّ نحيبِي ؟
أتلَفْتُ هذا اليوم َ نصْفَ رجولتِي
ورجوْتُ أنْ أجتاز َ موتَ حبيبي
يا مصطفى هل كان عزْمُك َ عاليًا
والموت ُ ينزع ُ مُهْجَةِ المَوْهُوب ِ ؟
فاجأْتَنِي في غفْلَتِي... ما شلَّنِي
إلا َّ رَحِيلكَ في ظُرُوف ِ غريب ِ
هل ذاك َ أن ْ أعطاك َ ربِّي روضَهُ
أم أنت َ من ْ أوقفْتَ فيكَ نصيبي ؟
كُلِّي سيشْهدُ في القيامة ِ واثقًا
أن ّ البلاغة َ في مدى المحجوب ِ
فَتَّشْتَ في متْنِ الفصاحة ِ ماردًا
مذ ْ كنت َ تعْزفُ في رياضِِ عجيب ِ
يا مصطفى أتلَفْتُ كلَّ جَسارَتِي
وَمزجْتُ بعضَ الفَقْدِ بالمكتوب ِ
ها أنت َ في الأكفان ِ تَبْسِمُ راحلا ً
مثل الحمام ِ يطير ُ نحوَ غُروب ِ
أشكوكَ إذْ سافَرْتَ دون َ إشارة ٍ
وتركتَ لي قلبًا يديرُ شحوبِي
من ْ بيْتيَ المحزون َ أكتم ُ زفْرَة ً
أقْصَى الذي بَلَغَتْ جِِيَادَ هُروبي
أشكوك َ إذ أخفَيْتَ داءً صامتًا
وتركْتَ لي شعري وكل ّ دروبِي
... مجذوب العيد