على شاطئ الأوراق والأحلام
عمل مشترك مع الأديبة وفاء كريمة
( قريباً ستلتحق بواحتنا )
أيلول ..والطقس المزاجي الغامض والأفكار الغائبة..كان اللقاء وليدَ مصادفة..تماما كمن تبحث عن إسورة ماسية خلف الغيوم..فوجدتها ملقاة سهوا بين الرمال البحرية الحارقة..
كان أنيقا بأنامله التي تمسك الكتاب ، و كان غارقاً في التفكير..وبينما هو في حالة الذهول تلك بين الفراغ والامتلاء إذ خاطبه صوتُها..من خلف سطور الرواية التي يمسكها..
هي : كيف أنت أيها الصديق الغالي؟
هو : أساير الحياة..أو لعلها تسايرني..أفهم نفسي عبر الأبجدية بعد أن فقد الكون بريقه ..في ناظري..
هي: أراك لا ترى الشعاع..فكيف بدا لك البحر والليل وأنت من خلف الكتب تراقب اللغة وتترصد بالدلالات..؟
هو: الليل في عرفي جزء لا يتجزأ من البحر..أنا أعشق البحر عند إطلالة القمر علي..وأتسامر مع موجه عندما يرخي سدوله على هدوئي وجنوني وصخبي..أستشعر كل الحياة تسري في كياني عندما أجالس هدير الأمواج والسكينة من حولي تهدهدني..
هي : ....
هو : معلوم أن ( الشمس لا تعرف شيئا عن الغروب ) ..ما تقييمك لحالة الارتباك تلك؟
هي: لا نحس بجمالية الشروق..إلا إذا غرُبت أمانينا..حينها نبكي بألم..ونبتسم بتفاؤل..فقل لي..هل من تشابه بين طعم دمعتي..ونكهة أمواج بحرك ؟
هو : كلاهما مالح..كلاكما مغرق في التناقض..فخبريني عن الحرية..عن طيران العصافير..وتحرر البشرية..
هي : العصفور والعصفورة مجبولان بالغريزة على الانطلاق..على الانفلات من قيد الزمان والمكان..الطيور المهاجرة كسر لنواميس الطقس ورغبة في التعايش مع ما يناسبها لا مع ما يتناسب مع عالمكم..
أما حرية الإنسان محكومة بالنسبية..أحيانا أن نتحرر يعني أن نقبل التقوقع ضمن قوانين المجتمع المدني..وباسم الاحترام نفقد شرعية الصراخ والاختلاف..
دعنا من الأرض..ومن الطبيعة..من الأمطار والقحولة..دعك ودعني من الماضي والآتي..وحدثني عن الرومنسية..سر الحياة فيها ..حدثني عن العقلانية..لأنها إنجاز للإنسانية..
هو : الرومانسية هي أن تعيش الحب خارج الأزمنة والأمكنة ، وأن تحلّق خارج المنظومة الإنسانية لعلك تنتظم في سلك أصحاب القلوب المضمّخة بعبير الحياة الطيبة ...أما العقلانية في مفهومي إن لم تتقيّد بالشّرع فحتما ستضلّ ...
إلى هنا..غاب عنه صدى صوتها..وكمن كان يحلم..فرك بيديه عينيه..وتلفت خلفه..وحدق بجدران غرفته..فما وجد غير بقايا أوراق متناثرة هنا وهناك..خلفته رياحها ..بعد أن مضت..واختفت خلف السراب..
.................
19 / 09 / 2012