حكاية شرهان

كان في البرية ذئب اسمه شرهان

وكان شرهان يعشق طعم الخرفان

وكلما أراد صيدها يجد القطيع موحدا

فلما فشل كل صيدٍ محددا

فكر في حيلة لتفريق شملهم

وتشتيت جمعهم

نادى أفكاره لتعطيه الآراء

وجاءه رأي لا مثيل له ولا شبيه

يقول هذا الرأي العجيب :

اذهب يا شرهان اللبيب

وتقمص شخصية الخروف الحبيب

وارتدي ثوبا كألوان الزبيب

فالقطعان لن تعرفك بصورة الألوان

ولن تقع عليك بشك أو برهان يا شرهان

فإذا صرت واحداً منهم

اعمل على مصاحبتهم

ووسوس في رؤوسهم

أن تقليد بعضهم بعضاً لن ينفع

وأن تشددهم وتقربهم لبعضهم هو تقليد جاهل مجمع

وأن لهم في الحرية تفوق وتقدم ومرتع

وإني لكم ناصح لئيم ... أقصد ناصح كريم

فكونوا أحراراً بأفكاركم وتحرير نعاجكم

******

انتهى وسواس شرهان الغدار

فسار بسرعة إلى التنفيذ حتى طار

وذهب إلى متجر الشطار

واشترى لباسا ومكياجاً ومحسن أصوات

وصنع التعديلات وأجرى العمليات

يا للعجب !!

كيف يصير الذئب خروفاً بلا ذنب ؟؟؟؟

***

ولكنه المكر والخبث وحقد الحسود

فلا هو يريد النجاح ولا الصعود

شرهان ذلك الذئب الجوعان

أتم الخطة ودخل فعلاً في القطيع مثل الشيطان

وفجأة بدون توقع ولا تصوّر رأى أن القطيع لم يكن إلا

*

*

*

*

*

*

*

*

*

*

*

*

ثلاثة أرباعهم من الذئاب الإخوان

والباقي خراف مريضة وكبيرة في الزمان

يا فضيحتك يا شرهان !!!