عجلتُ إليك
في تأبين المرحوم الحاج "محمد شكحان حمادي" رحمه الله تعالى
عَجِلتُ إليكَ يَحْدوني الدلالُ
وَيَغْبِطُ أحْرُفي مِنّي المَقالُ
عَجِلْتُ إليكَ نَدْيانًا بِشَوْقٍ
وَحَوْلي مِنْ سَماحَتِكُمْ جَلالُ
عَجِلتُ إليكَ يَسْبِقُني حَنيْنٌ
إلى اللقيا، ويَدْميْني سؤالُ
أحَقًّا في ليالي الصَوْمِ يَغْدو
بَعيْدًا عَنْ مَطالِعِنا الهلالُ
أحَقًّا أنَّ غائِلَةَ المَنايا
تَجَرَّعَ مُرَّها عَمٌّ، وَخالُ
وأنَّ ليالي الأسْحارِ غامَتْ
وَفي ساعاتِها قُطِعَ الوصالُ
وأنَّكَ يا سَميَّ الحَمْدِ أودى
بِقَلبِكَ حيْنَها داءٌ عضالُ
عَجِلتُ إليْكَ والساعاتُ تترى
وَمني القلبُ فاضَ بما يُقالُ
أُصَبِّرُ نَفْسي الثكلى وأرنو
هنالِكَ حيْثُ تَجْتَمعُ الخِصالُ
أُصارعُ تَحْتَ جُنْحِ الليْلِ هَمًّا
تُمَزّقُ مُهْجَتي مِنْهُ النِّصالُ
وأسعى كَيْ أفوزَ بِلَثْمِ وَجْهٍ
بِهِ الآياتُ تَشْرقُ، والجمالُ
تقودُ الرَّكْبَ في وَجَلٍ يَميْنٌ
وَتَمْسَحُ أدْمُعي مِنّي الشِّمالُ
وَكَمْ وَطَّنْتُ نَفْسي للرَزايا
وَلكنْ خانَني فيْكَ النِّزالُ
رَحَلْتَ مُنَعًّمًا في شَهْرِ صَوْمٍ
يُضاعَفُ في لياليهِ النّوالُ
وَنِلْتَ بِلَيْلَةِ الفرقانِ فَضْلا
لِخالصِ نَبْعِهِ تَسْعى الرِّجالُ
خُصِصْتَ بما وُهِبْتَ مِنَ العطايا
وَنِلْتَ بِحِكْمَةٍ ما لا يُنالُ
سَعيْتَ لِنَشْرِ هذا الديْنِ حتى
تَبَسَّمَ مِنْ شَمائِلِكَ الكَمالُ
وَحُزْتَ بِرايَةِ التوحيْدِ فَخْرًا
بِهِ في ذِلَّةٍ ديْسَ الضَّلالُ
وَرُحْتَ بِفَضْلِ ما أُوتيْتَ تَمْحو
حليمًا كُلَّ ما في الجَهْلِ قالوا
وَكُنْتَ كَحامِلٍ للمِسْكِ لما
أنارَتْ وَجْهَكَ السِّورُ الطِّوالُ
عَليْكَ سحائِبُ الرَحْمنِ غيثًا
بِما قد نِلْتَ مِنْ خَيْرٍ تُسالُ