بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12
لقد فت الحزن أفئدة كل من عرف الفقيد أبا منعم الحاج محمد شكحان عليه سحائب الرحمة والرضوان وإنَّ العبارات لتضيق بعظم الحدث وجلال الرزء ولكنا كما علمنا ديننا نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ،إن فيمن رحل عن الدنيا لعبرة لمن ينتظر ولقد أحسن من قال:
إنما الناس سائر ومقيم والذي سار للمقيم عظهْ
إننا حين نرثي الفقيد إنما نرثي المآثر ونودِّع النبل وكرم الخلق وطيب السيرة فرحمك الله أبا منعم يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث في الوفد الميمون
ومن هذه الآلام والآهات تقطرت هذه الأبيات المتواضعة
مضيت إلى ساحة الأرحم
في رثاء الحاج محمد شكحان رحمه الله تعالى
مضيتَ إلى ساحة الأرحمِ= حثُُّ خطاك (أبا منعمٍ)
وسرتَ بعزم بشهر الرضا= إلى المحسن الواهب الأكرمِ
وكنتَ بدنياك أهل التقى= من الصومِ والذكر لمْ تحرمِ
فكمْ في مساجدنا شاهدٍ= ولا يُحصَر العدُّ كمْ معلمٍ
وكمْ في مجالسنا ذكركم= فسيرتكم قد حلت في الفمِ
فذكركمُ عاطر في الورى= يَزين اللياليَ كالأنجمِ
سلامةُ نهجٍ وخلقٌ كريمٌ= وأنعمْ بمنهاجكمْ أنعِمِ
رحلتَ فأجَّجت نار الجوى= لغير الأماثلِ لمْ تُضرمِ
مصير الخلائق نحو الفنا= لحكمة خالقها الأحكمِ
فما هذه الدارُ دارَ الجزا= وتكرمةَ المؤمنِ المسلمِ
ولكنَّها سجن أهل الصلا= حِ إذ قد غدتْ جنَّة المجرمِ
أيا دائبًا في ارتيادِ العلى= ولم تتوانَ ولمْ تسأمِ
مع الأدباء لكمْ صولة= وسيفُك في السوح لم يثلمِ
(أبا منعم )فيك ننعى نهى= ورأيًا منيرَ دجى مظلمٍ
فنظمي نزرًا بكمْ قد غدا= وحُقَّ رثائي لكمْ بالدمِ
وعينٍ بأدمعها قد جرتْ= وقلبٍ بأناته مفعمٍ
حباك الكريمُ بإنعامِه= وفي جنَّة بين حورٍ نَمِ
الأربعاء 27 / رمضان /1433 هـ الموافق 15 /8 /2012