أحدث المشاركات
صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 61

الموضوع: عشر ذي الحجّة

  1. #31
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    ابدأ صفحة جديدة مع الله في خير أيام الله
    الشيخ محمد بن حسين بن يعقوب

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    {وَالْفَجْرِ (1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)}

    * انتبه أخي في الله *
    إنها أعظم فرصة في حياتك ..
    إنها صفحة جديدة مع الله ..
    إنها أفضل أيام الله ..
    تخيّل أنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان !!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني أيام العشر ، قالوا : يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال « ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء » .
    انظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد ؟!!
    إنها فرصة هائلة ..
    فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله ..
    فرصة لكسب حسنات لا حصر لها تعوض ما فات من الذنوب..
    فرصة لكسب حسنات تعادل من أنفق كل ماله وحياته وروحه في الجهاد ..
    فرصة لتجديد الشحن الإيماني في قلبك..
    ماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنع ؟؟
    إذا كان الأمر بالخطورة التي ذكرتها لك :-
    فلابد من تصور واضح لمشروعات محددة تقوم بها لتكون في نهاية العشر من الفائزين ..
    دعك من الارتجال والاتكال وحدد هدفك ..
    إليك هذه المشاريع ، لا أعرضها عليك عرضًا .. وإنما أفرضها عليك فرضًا...
    افعلها كلها ولو هذه المرة الواحدة في حياتك :
    • مشروع ختم القرآن
    { وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً}
    [الإسراء :82] ..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف » ..
    لابد من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل .. بدون فصال ..
    وأنت تتلو القرآن .. أنزل آيات القرآن على قلبك دواء ..
    ابحث عن دواء لقلبك في القرآن .. فتأمل كل آية .. وتأمل كل كلمة .. وتأمل كل حرف ..
    ولكي تختم القرآن في هذه العشرة أيام عليك أن تقرأ ثلاثة أجزاء يوميًا ..
    ولكي تتحفز أبشرك :
    أن ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات تعادل نصف مليون حسنة يوميًا ..
    هيا انطلق .. نصف مليون حسنة مكسب يومي صافي من القرآن فقط ..
    ثم مفاجأة أخرى أنه في هذه الأيام المباركة تضاعف الحسنات ..
    قرآن .. وملايين .. هيا .. هيا ..
    • مشروع وليمة لكل صلاة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلا في الجنة كلما غدا أو راح »
    والنُزُل هو الوليمة التي تعد للضيف ..
    تعال معي .. أعطيك مشروع الوليمة :
    أن تخرج من بيتك قبل الأذان بخمس دقائق فقط بعد أن تتوضأ في بيتك ..
    ثم تخرج إلى المسجد وتردد الأذان في المسجد ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والدعاء له صلى الله عليه وسلم بالوسيلة والفضيلة ، ثم صلاة السنة القبلية بسكينة وحضور قلب ثم جلست تدعو الله لأن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة .
    وما أحلاك لو اصطفاك ربك واجتباك ودمعت عيناك...
    ثم صليت في الصف الأول علي يمين الإمام وقرت عينك بتلك الصلاة فجلست قرير العين تستغفر الله وتشكره وتذكره ، ثم صليت السنة البعدية بعد أن قلت أذكار الصلاة ، إذا فعلت ذلك :
    فإليك الثمرات :
    ثواب تساقط ذنوبك أثناء الوضوء .
    كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة .
    ثواب ترديد الأذان مغفرة للذنوب .
    ثواب الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم نوال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
    ثواب صلاة السنة القبلية .
    ثواب انتظار الصلاة فكأنك في صلاة .
    ثواب الدعاء بين الأذان والإقامة .
    ثواب تكبيرة الإحرام ، صلاة الجماعة ، الصف الأول ، ميمنة الصف .
    ثواب أذكار الصلاة ، والسنة البعدية ، وثواب المكث في المسجد ، و..... و...... .
    بالله عليكم .. أليست وليمة ؟!!.. بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها .. ماذا تسمونه ؟!
    • مشروع الذكر
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير » ..
    فأعظم كلمات الذكر عموما في هذه الأيام : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وهن الباقيات الصالحات ، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لكل كلمة منها شجرة في الجنة ، وأن ثواب كل كلمة منها عند الله كجبل أحد ..
    وإنني أعتقد أيها الأحبة أنه كما أن رمضان دورة تربوية مكثفة في القرآن ، فالعشر الأوائل دورة تربوية مكثفة في الذكر ..
    وتقول لي : ومتى أقول هذه الكلمات ؟؟
    أقول لك : عوّد نفسك .. عوّد نفسك .. عوّد نفسك ..
    أثناء سيرك في الطريق لأي مشوار .
    وأنت مستلق على السرير قبل النوم .
    أثناء الكلام اقطع كلامك واذكرها ، وأثناء الأكل .
    أن تذهب للمسجد مبكرا وتنهمك في هذا الذكر حتى تقام الصلاة .
    إذا التزمت وتعوّدت ما قلته لك لن تقل يوميا غالبا على حسب ظني ذكرك عن ألف مرة ، مما يعني 4000 شجرة في الجنة يوميا ، هل تعلم أنك لو واظبت على هذا في الأيام العشرة كلها كيف ستكون حديقتك في الجنة ؟؟
    هل تتخيل 100 ألف فدان في الجنة تملكها في عشرة أيام !! أليست هذه فرصة المغبون من يضيعها ؟!!
    • مشروع الصيام
    عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
    ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس )
    ( صحيح أبي داود 2129)
    فصم هذه التسعة كلها اياك أن تضيع منها يوما واحدا ..
    وإن ثبطك البطالون وقالوا لك : الحديث ضعيف فالحديث العام :
    « من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا »
    ومع فضيلة هذه الأيام ، على كل حال .. أنت الكسبان!!
    • مشروع الحج والعمرة
    وفر 50 ألف جنيه .. وخذ 50 ألف حسنة ..
    بل أكثر مما طلعت عليه الشمس ..
    من خلال المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » .
    وفي هذه الجلسة :
    * تلاوة قرآن
    * أذكار الصباح
    * تجديد التوبة
    * الدعاء في خفاء
    * العفو عن أصحاب المظالم لديك
    * طلب العفو من الله
    * عبادات جديدة
    • مشروع قناطير الفردوس
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين »
    فإذا قمت الليل بألف آية فلك في كل ليلة قناطير جديدة من الجنة ، وإذا كنت من العاجزين وقمت بمائة آية كتبت من القانتين .
    • مشروع الأخوة في الله
    قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    « إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى » ، قالوا : يارسول الله تخبرنا من هم ؟ قال « هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } » .
    فأقترح عليك على الأقل مرة واحدة في الأيام العشر تدعو فيها أصحابك للإفطار عندك ، وقبل المغرب بنصف ساعة الذكر والدعاء ، وبعد الإفطار نصف ساعة التذكير والاستماع للقرآن أو مشاهدة اسطوانة تذكر بالله ، ثم تهدي إليهم إذا استطعت ما عندك من كتب وشرائط ، واكسب :
    ثواب تفطير صائم .
    ثواب الدعوة إلى الله .
    ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    ثواب الإعانة على خير .
    ثواب التثبيت للمترددين .
    • مشروع صلة الأرحام
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام »
    وقال صلى الله عليه وسلم :
    « الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله »
    فاحرص على :
    كل يوم نصف ساعة على الأقل أو ما تيسر من الوقت أي عمل تبر به والديك .
    زيارة لأحد الأقارب .
    أبسط إكرام للجيران .
    سرور تدخله على مسلم .
    • مشروع يوم عرفة
    أولا : أيها الأخ الحبيب .. هل تدرك خطورة هذا اليوم ؟، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده » .
    إذن احسبها معي : صيام 12 ساعة = مغفرة 24 شهر
    حبيبي .. احسبها معي مرة أخرى : اليوم 24 ساعة ، إذن كل ساعة في اليوم = مغفرة شهر
    يعني كل 60 دقيقة = 60 يوم
    إذن : كل دقيقة = يوم
    فهل هناك عاقل يضيع دقيقة واحدة في هذا اليوم ، ماذا ستفعل ؟؟
    الذهاب إلى المسجد قبل الفجر بنصف ساعة والابتهال إلى الله أن يوفقك في هذا اليوم ويعصمك.
    نية الصيام .
    نية الاعتكاف فلا تخرج من المسجد أبدا إلا عند الغروب .
    الاجتهاد في الدعاء والذكر .
    • مشروع يوم العيد
    اعلم أن يوم العيد هو أفضل أيام السنة على الإطلاق ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : « أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر » ، خطتك :
    ابدأ بصلاة العيد وكن بشوشا سعيدا في وجوه المسلمين .
    صلة الرحم : الوالدين ، الأقارب ، الأصحاب .
    الأضحية ، ستقول : إنها غالية الثمن ، اشترك أنت وأصحابك في ذبح شاة حسب الإمكانيات المادية .
    • لا تنس هذه الفرصة الذهبية
    بناء بيت في الجنة كل يوم إن صليت 12 ركعة من النوافل فقط ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بني الله له بيتا في الجنة »
    وفي 10 أيام = عشرة بيوت في الجنة .
    اقرأ سورة الإخلاص 10 مرات كل يوم يبني الله لك قصرا في الجنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    « من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة »
    فنكون قد أعددنا لك الحديقة ، وبنينا لك الفيلات ..
    لا تنس إدخال البهجة على أسرة فقيرة تذهب إليها قبل العيد : نقود ، لحوم ، ملابس .
    حاول تحقيق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن فعل في اليوم الواحد : صيام ، اتباع جنازة ، عيادة مريض ، صدقة ، تفتح لك أبواب الجنة جميعها .
    • للمشغولين فقط
    بعد كل هذه الفرص التي ذكرتها لك لا أظن أن أحدا سيعتذر لي أنه مشغول جدا ولن يستطيع ، ولكني لن أحرم أمثال هؤلاء من الأجر ، مثل الذين يرتبطون بامتحانات نصف العام ..
    لا أطلب منك إلا نصف ساعة في المسجد قبل كل صلاة أو بعدها ، وساعة قبل الفجر لكي تفعل الآتي :
    في النصف ساعة التي قبل كل صلاة تلاوة القرآن والذكر .
    الصيام يوميا ، ولك دعوة مستجابة عند كل إفطار .
    قيام الليل في الساعة التي قبل الفجر .
    * لا تحرم نفسك الخير *
    لا .. لا .. لا ..
    • تذكر كل ساعة في هذه الأيام بل كل دقيقة ، بالحساب فعلا كل دقيقة تساوي مغفرة يوم قضاه الإنسان من أوله لآخره في معصية الله لم يضيع فيه دقيقة واحدة من المعصية ، أي 86400 معصية في يوم تمحى بدقيقة واحدة في هذه الأيام المباركة ، فلا تضيع دقيقة من أغلى كنزفي حياة المؤمن .. في أفضل أيام الله ..

    يتبــــــــــــــع



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #32
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    معاني العقيدة من خلال فريضة الحج
    الشيخ د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والـســـلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ـ نبينا محمد ـ وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أما بعد: ففي الحج معان عظيمة، وحكم بالغة، ومنافع كثيرة، كـمـا قال - سبحانه -:((ليشهدوا منافع لهم))[الحج: 28]، وهنا سنورد جملة مـن معاني العقيدة ومسائل أصول الدين من خلال هذه الفريضة:
    أولاً: التسليم والانقياد لشرع الله - تعالى -:
    كم نحتاج ـ أخي القارئ ـ إلى ترويض عقولنا ونفوسنا كي تنقاد لشرع الله - تعالى - بكل تسليم وخضوع، كما قال - سبحانه -: ((فلا وربك لا يؤمـنـون حتى يحكموك فـيـمـا شـجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما))[النساء: 65].
    فالحج خير مثال لتحقيق هذا التسليم، فإنّ تنقّل الحجّاج بين الـشاعر، وطوافهم حول البيت العتيق، وتقبيلهم للحجر الأسود، ورمي الجمار... وغيره كـثـيـر: كل ذلك أمثلة حيّة لتحقيق هذا الانقياد لشرع الله - تعالى - وقبول حكم الله - عز وجل - بـكـل انـشـــراح صدر، وطمأنينة قلب.
    لقد دعا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- فقالا: ((ربنا واجعلنا مـسـلـمـيـن لـك ومــن ذريـتـنــا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم))[البقرة: 128].
    لقد دعوا لنفسيهما، وذريتهما بالإسلام، الذي حقـيقـته خضوع القلب وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح.
    ورضي الله عـن الفاروق عمر إذ يقـول عن الحجـر الأسود:
    (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقبّلك ما قبّلتك)(1)
    يقول الحافظ ابن حجر:
    (وفي قول عمر هذا التسليم للشارع فـي أمور الدين، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها، وهو قاعدة عظيمة في اتباع الـنـبــي -صلى الله عليه وسلم- فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه)(2)
    ويقــول قوام السنة إسماعيل الأصفهاني - رحمه الله -: (ومن مذهب أهل السنة: أن كل ما سمـعـه المرء من الآثار(3) مما لم يبلغه عقله، فعليه التسليم والتصديق والتفويض والرضا، لا يتصرف في شيء منها برأيه وهواه) (4)
    ويقول ابن القيم - رحمه الله -:
    إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسله على التسليم، وعـــــدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع، ولهذا لم يحك الله - سبحانه - عن أمة نبي صدقت نبيها وآمنت بما جاء، أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما، ونـهـاهـــا عنه، وبلغها عن ربها، بل انقادتْ، وسلمتْ، وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، ومــــا خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها بسبب عدم معرفته، وقد كانت هذه الأمة التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارف وعلوماً لا تسأل نبيها لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نـهـى عـــــــن ذلك؟ ولِمَ فعل ذلك؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام(5)
    ثانياً: إقامة التوحيد:
    إن هذه الشعيرة العظيمة قائمة على تجريد اـتوحيد لله وحده لا شريك له؛ قال - سبحانه -: ((وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شـيـئـا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود))[الحج: 26].
    وحذّر - سبحانه - من الشرك ونجاسته، فقال - عز وجل -: ((فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور * حنفاء لله غير مشركين به))[الحج: 3031].
    بل من أجل تحقيق التوحيد لله وحده، والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية قائلاً:
    لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
    ومن أجل تحقيق التوحيد شُرع للحاج أن يقرأ في ركعتي الطواف ـ بعد الفاتحة ـ بسورتي الإخلاص (قل هو الله أحد)، و(قل يا أيها الكافرون)، كما كان يفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم-
    كما شَرعَ الله - تعالى - التهليل عند صعود الصفا والمروة، فيستحب للحاج والمعتمر أن يستقـبل القبلة ـ عند صعوده الصفا والمروة ـ ويحمد الله ويكبّره ويقول:
    لا إلــــه إلا الله، والله أكـبـر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويمـيـت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
    ومن أجل تحقيق التوحيد أيضاً كان خير دعاء يوم عرفة أن يقال:
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير.
    وفي مناسك الحج وشعائره تربيةٌ للأمة على إفراد الله - سبحانه - بالدعاء والسـؤال والطلب، والرغبة إليه، والاعتماد عليه، والاستغناء عن الناس، والتعفف عن سؤالهم، والافتقار إليهم؛ فالدعاء مشروع في الطواف والسعي، وأثناء الوقوف بعرفة، وعند المشعر الحرام، وفي مزدلفة، كما يشرع الدعاء وإطالته بعد الفراغ من رمي الجمرة الصغرى والوسطى في أيام التشريق.
    ثالثاً: تعظيم شعائر الله - تعالى - وحرماته:
    قال الله - تعالى - ـ بعد أن ذكر أحكاماً عن الحج ـ: ((ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه))[الحج: 30].
    والحرمات الـمـقـصودة هاهنا أعمال الحج المشار إليها في قوله - تعالى -: ((ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم))[الحج: 29](6)
    وقـال - سبحانه -: ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) [الحج: 32]، فتعظيم مناسك الحج عموماً من تقوى القلوب(7)
    وتعظيم شعائر الله - تعالى - يكون بإجلالها بالقلب ومحبتها، وتكميل العبودية فيها؛ يقول ابن القيم - رحمه الله -:
    وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت(8)
    ورد في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
    (لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة [يعني: الكعبة] حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا)(9)
    رابعاً: محبّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
    إن محبّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجل أعمال القلوب، وأفضل شعب الإيمان، ومحبة الرسول تستوجب متابعته والتزام هديه، وإن التأسّي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثـنـــاء القـيـام بمناسك الحج سبب في نيل محبته، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -:
    (خذوا عني مـنـاسـكـكم)، وفي اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - تحقيق لمحبّة الله - تعالى -؛ كما قال - سبحانه -:
    ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله))[آل عمران: 31].
    خامساً: تحقيق الولاء بين المؤمنين والبراءة من المشركين:
    كم هو محزن حقاً تفرّق المسلمين شيعاً وأحزاباً.. وتمزّقهم إلى دول متعددة ومتناحرة.. وقد غلبتْ عليهم الـنـعــــرات الجاهلية المختلفة، وإن فريضة الحج أعظم علاج لهذا التفرق والتشرذم، فالحج يجمع الشمل، وينمي الولاء والحب والنصرة بين المؤمنين، وإذا كان المسلمون يجمعهم مصدر واحد في التلقي ـ الكتاب والسنة ـ وقبلتهم واحدة، فهم في الحج يزدادون صلة واقتراباً، حيث يجمعهم لباس واحد، ومكان واحد، وزمان واحد، ويؤدون جميعاً مناسك واحدة.
    كما أن فـي الحج أنواعاً من صور الولاء للمؤمنين: حيث الحج مدرسة لتعليم السخاء والإنفاق، وبذل الـمعروف أياً كان، سواء أكان تعليم جاهل، أو هداية تائه، أو إطعام جائع، أو إرواء غليل، أو مساعدة ملهوف.
    وفي المقابل: ففي الحج ترسيخ لعقيدة البراء من المشركين ومخالفتهم؛ يقول ابن القيم:
    استقرّت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لا سيما في المناسك.(10)
    لقد لبّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتوحيد، خلافاً للمشركين في تلبيتهم الشركية، وأفاض من عرفات مخـالـفـاً لقريش حيث كانوا يفيضون من طرف الحرم، كما أفاض من عرفات بعد غروب الشمس مخالفاً أهل الشرك الذين يدفعون قبل غروبها.
    ولما كان أهل الشرك يدفعون من المشعر الحرام (مزدلفة) بعد طلوع الشمس، فخالفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم- فدفع قبل أن تطلع الشمس.
    وأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - عـوائـد الجاهلية ورسومها كما في خطبته في حجة الوداع، حيث قال:
    (كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع)(11)
    يقول ابن تيمية:
    وهذا يدخل فيه ما كانوا عليه من العادات والعبادات، مثل: دعواهم يا لفلان، ويا لفلان، ومثل أعيادهم، وغير ذلك من أمورهم(12)
    سادساً: تذكّر اليوم الآخر واستحضاره:
    فإن الحاج إذا فارق وطنه وتحمّل عناء السفر: فعليه أن يتذكّر خروجه من الدنيا بالموت إلى ميقات القيامة وأهوالها.
    وإذا لبس المحرم ملابس الإحرام: فعليه أن يتذكر لبس كفنه، وأنه سيلقى ربه على زيّ مخالف لزيّ أهل الدنيا.
    وإذا وقـف بعرفة: فـليتذكّر ما يشاهده من ازدحام الخلق وارتفاع أصواتهم واختلاف لغاتهم، موقف القيامة واجتماع الأمم في ذلك الموطن(13)
    قـال ابن القيم:
    فلله ذاك الموقف الأعظم الذي///كموقف يوم العرض، بل ذاك أعظم
    نسأل الله - تعالى - أن يتقبّل منّا ومن المسلمين صالح الأعمال، وبالله التوفيق.
    ـــــــــــــــــــــــ
    الهوامش:
    (1) أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب تقبيل الحجر.
    (2) فتح الباري، جـ3ص463.
    (3) أي: الآثار الصحيحة.
    (4) الحجة في بيان المحجة، جـ2 ص435.
    (5) الصواعق المرسلة، م4، ص1560، 1561.
    (6) انظر: تفسير ابن عطية، جـ4 ص120.
    (7) انظر: تفسير الطبري، جـ17 ص157.
    (8) مدارج السالكين، جـ1 ص495.
    (9) أخرجه ابن ماجة: كتاب المناسك، باب فضل مكة، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن؛ انظر: فتح الباري، جـ3 ص449.
    (10) تهذيب سنن أبي داود، جـ3 ص309.
    (11) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ح/147.
    (12) اقتضاء الصراط المستقيم، جـ1 ص301.
    (13) انظر: مختصر منهاج القاصدين، ص48.

    يُتبــــع


  3. #33
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    رسالة إلى حاج
    صالح بن علي أبو عرَّاد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أيها الحاج الكريم
    يا ضيفاً من ضيوف الرحمن
    يا من لبَّيت النداء الخالد لخليل الرحمن -عليه السلام -
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
    فإن الحج من أكثر العبادات تحقيقاً لمعنى العبودية الحقة لله -سبحانه وتعالى- ، كما أنه عبادة تزكّي النفس البشرية من العداوة والبغضاء والشح والإيذاء يوم يهرع المسلم ببدنه لإجابة النداء الخالد مخلفاً وراءه المال والأبناء، والأهل والأصدقـاء، قاصداً بيت الله الحرام ليؤدي هذه الفريضة امتـثالاً لقوله -تعالى-:
    (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(آل عمران: من الآية 97)
    واقتداءً بهدي وسنة سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- الذي صح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:
    سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
    "من حجَّ فلم يرفث، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أُمه " (البخاري، الحديث رقم 1521، ص 247).
    وهنا أوجّه هذه الرسالة لكل حاجٍ مسلمٍ مؤملاً أن ينفع الله بها، وأن تكون من باب التذكير الذي قال فيه الحق -سبحانه وتعالى-:
    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات: 55)،وأقول مستعيناً بالله وحده:
    ***يا من شددت الرحال إلى بلد الله الحرام وتركت الأهل والأبناء، والديار والأوطان، وتجشّمت المتاعب والصعاب حتى تصل إلى حرم الله الآمن، اخلص النية لله -تعالى - في حجك، واقصد به وجه الله ومرضاته، وكن متبعاً لهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- في قولك وفعلك ونسكك، ولا تتردد في سؤال أهل العلم الموثوقين عما أشكل عليك؛ حتى تكون على بيّنةٍ من أمرك، ويكون حجّك صحيحاً إن شاء الله -تعالى-
    قال -سبحانه-:
    (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل: من الآية 43).
    ***يا من قصدت بيت الله - تعالى - وحرمه الآمن لا تؤذِ غيرك من حجاج بيت الله الحرام بالقول أو بالفعل، واحذر من مزاحمتهم أو مضايقتهم وبخاصةٍ متى كنت قوي البنية مكتمل الصحة والعافية، فإن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد حذّر من إيذاء الناس فقال:
    " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " (البخاري، الحديث رقم 4، ص 5). وعليك -بارك الله فيك- بضبط النفس والجوارح، ومحاولة كظم الغيظ، و الحرص على تجنب الجدال مع الآخرين عملاً بقوله -تعالى-:
    (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: من الآية 83)
    ***يا من أكرمك الله بإدراك هذه المناسبة العظيمة، والوصول إلى هذه البقاع المقدسة؛ تذكّر أنك في موسمٍ عظيمٍ، وأيامٍ مباركةٍ يُضاعف الله -تعالى- فيها الأجر والثواب لمن عمروا أوقاتهم بالطاعات وشغلوها بالعمل الصالح الذي شرعه الله -تعالى- لعباده
    وتذكّر أنه قد روي عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    "ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ (يعني أيامَ العشر). قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء " (ابن حبان، ج 3، الحديث رقم 324، ص 30).
    ***يا من أجبت النداء الخالد، ولبّيت دعوة أبينا إبراهيم -عليه السلام- عليك بالسكينة والوقار في كل شأنك، وترفّق بإخوانك الحجاج أثناء الطواف والسعي، وعند رمي الجمرات ونحر الهدي والأضاحي، وأثناء التنقل بين المشاعر. وإياك أن تؤذي غيرك من الحجاج بقولٍ أو فعلٍ وبخاصةٍ عند استلام الحجر الأسود، وكن مع الناس لطيفاً يكن الله بك رحيماً
    قال - تعالى -:
    (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب: 58).
    وأعلم غفر الله لي ولك أنه لا يلزم الحاج أو المعتمر استلام الحجر الأسود وتقبيله، ويكفيه الإشارة إليه بيده والتكبير متى كان الزحام شديداً.
    ***يا من جعلت قدوتك في كيفية القيام بالعبادات وأداء الشعائر والمناسك ما جاء به سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- ؛ إياك أن تقع في بعض البدع التي يقع فيها كثير من الحجاج -عن جهلٍ منهم- فلا تخص كل شوطٍ من الطواف أو السعي بأذكارٍ مخصوصةٍ أو أدعيةٍ معينة لأن هذا أمرٌ لا أصل له، وعليك الإكثار من الدعاء في طوافك وسعيك بما تيسر، أو الانشغال بذكر الله -تعالى- تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً واستغفاراً ونحو ذلك، أو قراءة وترتيل القرآن الكريم. وأعلم أنه ليس لعرفة دعاءٌ مخصوص، ولا للمشعر الحرام بمزدلفة بل على الحاج أن يدعو بما تيسر، وما أُثِرَ عن نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- من الأدعية الثابتة الصحيحة الجامعة للخير.
    ***يا من تبتغي بحجك وأداء مناسكك وجه الله -تعالى- ومرضاته؛ اعلم أن تقبيل الركن اليماني من الكعبة الشريفة أثناء الطواف بها خطأٌ لا ينبغي لأنه يُستلم باليد اليمنى فقط، ولا يُقبّل مثلما يُقبّل الحجر الأسود؛ فلا تفعل ذلك عند طوافك، ولا تُزاحم غيرك لاستلامه متى كان ذلك شاقاً عليك. وامضِ في طوافك دون إشارة أو تكبير عنده.
    ***يا من تحرص على تمام عملك وترجو قبوله كاملاً غير منقوص؛ لا تُبقِ كتفك اليمنى مكشوفةً عند الإحرام؛ فهذا خطأ يقع فيه كثير من الحُجاج الذين يجهلون أن كشف الكتف اليمنى لا يُشرع للحاج أو المُعتمر إلا في طواف القدوم، ويُسمى (الاضطباع) فإذا ما انتهى الطواف فإن على الحاج أو المعتمر أن يُعيد رداءه على كتفيه وصدره وأن يُكمل باقي نسكه.
    ***يا من تعرف لبيت الله الحرام قدره ومنـزلته؛ إياك وبعض أفعال الجُهال كرفع الصوت بالذكر، أو الدعاء بشكلٍ جماعيٍ مزعج يُشوش على الآخرين، أو لمس جدار الكعبة وثيابها أثناء الطواف، أو رمي الجمرات بالحجارة الكبيرة والقوارير والنعال ونحو ذلك من الأفعال التي لم تثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام.
    ***يا من قصدت بحجك طاعة الله -تعالى- ومرضاته جل في علاه لا تُخطئ في فهم معنى التعجل الذي قال فيه -تعالى-:
    (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة: من الآية 203).
    لأن المراد باليومين الحادي عشر والثاني عشر، وليس يوم العيد ويومٍ بعده كما يُخطئ كثير من الحجاج في فهم ذلك جهلاً.
    وأعلم -تقبّل الله مني ومنك- أن من تأخّر إلى اليوم الثالث عشر فرمى الجمار بعد زوال الشمس ثم نفر فإنه يكون قد أتى بالأفضل والأكمل، وجنّب نفسه مشقة الزحام والعناء.
    ***يا من تحرص على الحج المبرور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور؛ إحذر المبالغة في الاهتمام بأمور الدنيا، وصرف الوقت الطويل في شؤونها كالبيع والشراء، والتجوّل في الأسواق، والانشغال بشراء الهدايا، ونحو ذلك مما يُضيع وقتك، ويحرمك فضل هذه الأيام الكريمة وثوابها العظيم، والتي لا تدري هل ستعود إليها أم لا؟!
    ثم تذَّكر - أخي الكريم - أنك في بلد الله الحرام الذي تُضاعف فيه الحسنات بالأعمال الصالحة، كما تُضاعف فيه السيئات باقتراف المعاصي والآثام؛ فلا تدع الفرصة تفوتك، واغتنم فترة وجودك في هذه الرحاب الطاهرة والبقاع المقدسة في الإكثار من صالح الأعمال والأقوال كأداء الفرائض، والإكثار من النوافل، والانشغال بتلاوة القرآن الكريم، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحرص على الصدقة، والإحسان إلى الغير، ومساعدة المحتاج، وإرشاد الضال، ونحو ذلك من أعمال البر وأفعال الخير.
    ***يا من أكرمك الله - تعالى - بإتمام مناسك الحج، وأداء شعائره كاملةً غير منقوصة؛ لا تنسَ أن تحمد الله -جل في عُلاه- على أن وفقك لإتمام حجك، وأن تشكره -سبحانه- أن يسر لك ذلك، وعليك أن تسأل الله -تعالى- أن يكون عملاً صالحاً مقبولاً.
    وختاماً
    أسأل الله -تعالى- لنا ولكم حجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً، وأن يهدينا جميعاً إلى خير القول وصالح العمل، وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    يُتبـــــــــــــــع


  4. #34
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    إمساك المُضحّي عن ظفره وشعره في العشر
    خالد بن سعود البليهد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد
    فيشرع لمن أراد أن يُضحّي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يُمسك عن ظفره وشعره وبشرته حتى يضحي لحديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يُضحّي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يُضحّي). رواه مسلم .
    وفي رواية:
    (ولا من بشرته)
    والنهي عن ذلك يشمل شعر الرأس والعانة والشارب والإبط وغيره من جميع شعور الجسم وكذلك يشمل أظافر اليدين والرجلين وجميع البشرة خلافا لمن خصه بشعر الرأس أوغيره.
    والصحيح أن هذا الإمساك سنة ليس بواجب لأنه تابع لأمر مسنون وهو الأضحية
    فيكون سنة كحكم المتبوع ولأنه من باب التعظيم المسنون بدليل أنه لم يؤمر بالإمساك عن غير الظفر والشعر.قال الخطابي:
    (وأجمعوا أنه لا يحرم عليه اللباس والطيب كما يحرمان على المحرم فدلَّ ذلك أنه على سبيل الندب والاستحباب, دون الحتم والإيجاب).
    ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُمسك عن شيء في إهدائه والهدي نسك مثل نسك الأضحية في التقرب لله بالذبح بل آكد لتعلقها بالحرم فهما جنس واحد فلو كان واجبا لأمسك في حال تقرّبه بالهدي فدل على أنه غير لازم كما استدل الشافعي بذلك.
    قالت عائشة رضي الله عنها:
    (فتلت قلائد بدن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيدي ثم قلّدها وأشعرها وأهداها فما حرم عليه شيء كان أحل له).
    وفي رواية:
    (ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم).
    ولأنه لا يمكن إلزام الناس بأمر والتشديد عليهم وتأثيمهم بحديث مختلف في ثبوته ودلالته
    فالحديث أعله الدارقطني بالوقف وأشار مسلم لعلته واستشكل متنه الأئمة كالليث وابن مهدي وغيرهما
    والقول بالكراهة قول وسط بين من يحرمه وهم قلة كأحمد وبين من يبيحه وهم أكثر الفقهاء كمالك وأبي حنيفة.
    وفيه توسعة على الخلق لا سيما من احتاج لذلك وشق عليه تركه. وهو قول الشافعي ووجه عند الحنابلة وقال في الإنصاف لما حكى الكراهة:
    (قلت وهو أولى وأطلق أحمد الكراهة).
    فعلى هذا يكره للمضحي أخذ ظفره وشعره ولا يأثم بذلك لكن لا ينبغي له فعل ذلك إلا عند الحاجة اتباعا للحديث وآثار الصحابة.
    وتبتدئ مدة الإمساك عند تحقق دخول العشر
    وبلوغ ذلك لمن أراد أن يُضحّي ويتحقق الدخول برؤية هلال ذي الحجة أوإكمال عدة ذي القعدة ثلاثين لقوله صلى الله عليه وسلم:
    (من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي)
    ولا يلزم الإمساك قبل ذلك من باب الاحتياط لأن ذلك من التكلف المنهي عنه شرعا وتكليف زائد لم يثبت في الشرع فلا يمسك مثلا قبل غروب ليلة الثلاثين ولا في غيرها وإنما يمسك إذا ثبت عنده دخول شهر ذي الحجة في أي وقت ولو كان متأخرا.
    وهذا الحكم خاص بالشخص العازم على شراء الأضحية من ماله فقط
    سواء تولّى الذبح بنفسه أو بنائبه ولا يثبت في باقي أهل بيته ممن يُضحّى عنهم لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- خصّه بالمُضحّي ولأنه لم يُنقل أنه أمر أهله بذلك
    ولا يمسك الوكيل الذي وكّل بذبح الأضحية
    ولا يتعلق الحكم به لأنه غير مخاطب به.
    ومن كان مترددا عند دخول العشر في ذبح الأضحية
    لم يثبت له الحكم ولم يشرع له الإمساك لأنه غير عازم على الأضحية
    فإن عزم في أثناء العشر
    أمسك لما بقي ولا شيء عليه فيما مضى من المدة لأنه لم يكن مكلفا حينئذ.
    وإذا كان الانسان ناويا للأضحية في أول العشر ثم حلق شيئا من ظفره أو شعره أو جلده
    كان مخالفا للأولى بفعله على الصحيح وليس عليه كفارة لأنه لم يرد في الشرع تعيين كفارة لذلك
    قال ابن قدامة:
    (ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً)
    أما إذا أخذ شيئا من شعره ناسيا أو جاهلا أو مضطرا
    فلا كراهة فيه وأضحيته صحيحة لا يتأثر حكمها بذلك.
    ولا يشرع للمضحي أن يمسك عن شيء آخر غير ظفره وشعره وجلده ولا ينهى عن الطيب أو مباشرة النساء أو غيره لأنه لم يرد
    وما شاع عن بعض العامة تحريم النساء وغيره على المضحي قياسا على المحرم بالحج قول محدث ليس له أصل في الشرع ولا علاقة في الأحكام بين المضحي والمحرم بالحج.
    ولم يرد في السنة الصحيحة ذكر للحكمة من النهي عن قص الأظفار والشعور على المضحي
    وقد حاول بعض الفقهاء التماس الحكمة فمنهم من قال نهي المضحي عن ذلك تشبيها بالمحرم بالحج فكما شارك المحرم في ذبح القربان ناسب أن يشاركه في شيء من خصائص الإحرام
    وقال بعضهم الحكمة توفير الشعر والظفر ليأخذه مع الأضحية فيكون ذلك من تمام الأضحية عند الله
    وقيل لتشمل المغفرة والعتق من النار جميع أجزائه
    وأصل الحكمة
    التعبد لله بالإمساك وتعظيم الله وإظهار التذلل له
    والله أعلم.

    يُتبــــع


  5. #35
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    أطفالنا وعشر ذي الحجة
    عادل بن سعد الخوفي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جاء عن ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
    "أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ: مَاذَا أَدَّبْتَهُ، وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ"[1]
    وقال بعض العلماء:
    "اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَسْأَل الْوَالِدَ عَنْ وَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْل أَنْ يَسْأَل الْوَلَدَ عَنْ وَالِدِهِ" [2]
    لقد كان دَيدَنُ السلف الصالح في تربيتهم لأولادهم:
    بناء معتقدهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتحصينهم ضد الشهوات والشبهات، وتأهيلهم للأعمال الجليلة، والواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة، وقد وردت النصوص في تأكيد ذلك وبيانه. جاء عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ:
    "أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتي حَوْلَ الْمَدِينَةِ "مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ). فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ". [3]
    هكذا كانوا، وهكذا ينبغي لنا أن نكون مع أطفالنا في خير أيام الدنيا؛ عشر ذي الحجة، يقول صلى الله عليه وسلم:
    "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة" قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". [4]
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". [5]
    قال الإمام ابن حجر:
    "الْمُرَادَ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ". [6]
    فهل ترى من النَّجابة في شيء أن نُفوِّتَ أياماً عظيمة كهذه الأيام دون أن ننقش من آثارها على أولادنا، فيشب أحدهم وقد اعتاد القيام بشعائر الإسلام، وتمرَّس على واجباته ومستحباته، ونشأ وقد وقَرَ في قلبه عظمة ما نُعظِّمه، وصارت أعظم الأشياء عنده ما نعتقده، متين المعتقد، سليم القلب، طاهر اللسان، شاباً صالحاً، وعضواً نافعاً في المجتمع؟!
    إننا لنُحَقِّقَ هذه الخِصال مع أطفالنا في أعظم الأيام عند الله، ينبغي أن تكون لنا خُطوات أسرية إيمانية مدروسة، نستجلبُ بها رحمة الكريم المنَّان، ونؤكِّد فيها التقارب معهم، ونرسم أهدافاً سامية يسعى الجميع إلى تحقيقها في دنياه لعمارة آخرته وبنائها.
    الخطوة الأولى (لفت الانتباه):
    وذلك بطباعة حديث الإمام البخاري، وحديث الإمام أحمد، وقول الإمام ابن حجر -رحمهم الله- التي ذُكرت مطلع هذا المقال، بصورة واضحة، وتعليقها في غرفة الجلوس، أو في مكان بارز في البيت؛ ليتمكن الجميع من قراءتها.. ولو أمكن إعلان جائزة مناسبة لمن يحفظها من أفراد الأسرة، لكان هذا جميلاً.
    الخطوة الثانية ( التهيئة النفسية):
    حيث تجتمع الأسرة في حلقة حول الأب، أو غيره من أفراد الأسرة، لبيان عظمة هذه الأيام العشر، فقد ذكرها الله -تعالى- في كتابه:
    (وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [7]
    وجاءت الأحاديث وأقوال السلف في فضلها [8] ، وأنها أعظم أيام الدنيا، وقد حثَّ نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير، ثم فيها يوم عرفة، ويوم النحر، واجتمعت فيها أمهات العبادة: الحج، والصدقة، والصيام، والصلاة. [9] .
    يتم عرض هذا كله بأسلوب مشوِّق يتناسب مع الفئة العمرية لأفراد الأسرة، وبمزيد من المراعاة لفُهُوم الأطفال فيها.
    الخطوة الثالثة (التعرّف إلى أَعْمال العَشر):
    دلَّت النصوص من الكتاب والسنَّة وأقوال أهل العلم على استحباب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه العشر، ومن ذلك:
    أولاً:
    أداء الصلوات المفروضة على وجهها الأكمل، بأدائها على وقتها، والتبكير لها، وإتمام ركوعها وسجودها، وتحقيق خشوعها، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
    "سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا". [10]
    ثانياً:
    التقرب إلى الله بالإكثار من قراءة القرآن، والصدقات، وإعانة المحتاجين، والتوبة والاستغفار، وصلاة النوافل، وأداء السنن الرواتب، وصلاة الضحى، والوتر، وقيام الليل، فقد جاء عن سعيد بن جبير قال:
    "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر". [11] ، كناية عن القراءة والقيام.
    ثالثاً:
    صيام ما تيسر من أيام هذه العشر؛ فهو داخل في جنس الأعمال الصالحة، وآكدها صيام يوم عرفة لغير الحاج، قال صلى الله عليه وسلم:
    "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ". [12]
    رابعاً:
    الإكثار من التهليل، والتكبير، والتحميد، لقوله صلى الله عليه وسلم:
    "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". [13] ، كما أنه يُستحَبّ التكبير المطلق في البيت، والسوق، والعمل، إلا ما دلَّت النصوص على كراهة الذكر فيه، قال تعالى:
    (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ). [14]
    وصفته: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) [15] ،"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ ... وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا" [16]
    خامساً:
    ومن أعظم الأعمال في هذه العشر حج بيت الله الحرام، وقصد بيته لأداء المناسك لمن تيسر له، قال صلى الله عليه وسلم:
    "الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة". [17]
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". [18] .
    سادساً:
    ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر المباركة؛ ذبح الأضاحي تقرباً لله، فإنه:
    "صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صِفَاحِهِما". [19]
    الخطوة الرابعة (الجانب التطبيقي التربوي):
    1- تشجيع الأطفال على حفظ الذكر المطلق في أيام العشر، وكذا حفظ شيء من نصوص فضائل الأعمال فيها، من خلال إعلان مسابقة لذلك وجوائز حسية ومعنوية، فإن لذلك أثره الكبير في صياغة عقلية الطفل واهتماماته في المستقبل، قال إبراهيم بن أدهم: "قال لي أبي: يا بني، اطلبِ الحديث، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم. فطلبت الحديث على هذا". [20]
    2- اعتياد الصغير للعبادة سبب في محبتها وإلْفها، فتكون سهلة ميسورة حين كِبَره، كيف وهو يرى والديه جعلا أعمال العشر برامج تطبيقية عملية في حياتهم، يذكِّرون بالصلاة على وقتها، ويُرَدِّدُون على مسمعه كلمات الأذان، ويُرَطِّبُون أسماعه بترداد التكبير المطلق، ويصطحبونه لإيصال الصدقات وإعانة المحتاجين، يُعَرِّفونه بالسنن الرواتب وأجورها، ويُعوِّدونه صيام جزء – ولو يسيراً جداً – من اليوم.
    3- الجلسات الحوارية الأسرية الهادئة لها أثرها البالغ في حياة الطفل، ولو كانت إحداها في شرح معاني مفردات التهليل والتحميد والتكبير، وشيء من دلالات أسماء الله وصفاته، وبيان الحكمة من الصلاة، والصوم، وإعانة المحتاجين، وأثر أيام العشر، ويوم عرفة على العباد، لكان في ذلك ترسيخ لمحبة الله سبحانه، وتعظيمه، وتوقيره، وقدره حق قدره، وترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب في أن ترتبط نفس الطفل بمولاه سبحانه، وتنمو روحه وتَسْلَمُ فِطرتَه، ويبقى مستظلاً بظلها، يعيش معناها في كِبَره شيئاً فشيئاً.
    4- استثمار المزايا العظيمة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم للعمل الصالح في هذه الأيام العشر، لتبيان أن الله جعلها أمام عبيده؛ ليتقربوا إليه، فتزيد حسناتهم، وتُحطّ سيئاتهم، فيفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض. ما أنها تدل على محبة الله لعباده المؤمنين، وأن قَدْرَ الموَحِّد عند الله عظيماً؛ فلا يجوز تخويفه، أو رفع السلاح في وجهه، أو التنابز معه بالألقاب الفاحشة، فقد نظر ابن عمر -رضي الله عنه- يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". [21]
    5- في الأضحية إحياء لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، وفيها تذكير بقصَّة الفداء والتضحية والتقرب إلى الله، وفيها هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم العيد، وحين إلقاء الوالدين على أطفالهم قصة نبي الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل؛ إذ أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يُسمَّى بعيد الأضحى، يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله، وتخليدًا لهذه الذكرى، تبقى هذه القصة مؤثرة في عقولهم ووجدانهم، يعيشون حياة أبطالها، يستمعون بشغفٍ إليها، ويتقمَّصون ما فيها من حِكَم أو دلالات، وينسجون لنفوسهم خيالات واسعة بين أحداثها، فيؤمنوا بما دلَّت عليه، وتفتح لهم ملكة التفكير للتعبير والإبداع النافع.
    أطفالنا، أكبادنا تمشي على الأرض، أمانة في أعناقنا، يتعلَّمون خلال سِنِيِّ حياتهم مَعَنا ما يُعينهم على القيام بأدوارهم المستقبلية، تارة بالتقليد والمحاكاة، وتارة بالمحاولة والخطأ، وتارة بما اعتادوا عليه؛ فإنه من المعروف أن الطفل يتأثر بوالديه، وهذا الأثر يبقى لفترة طويلة، قد تمتد طوال عمره، وقِيَم الوالدين والأخوة تنتقل للأطفال بصورة مباشرة بحسب مجريات الحياة اليومية ومستجداتها، ولذا فعلى الوالدين إشباع أطفالهم بمنظومة قيمية، ومعرفية، وروحانية، ومهارية؛ تجعلهم مؤمنين بربهم، صالحين في أنفسهم، بَنَّائين في مجتمعهم.
    ----------------------------------
    [1] : تحفة المودود لابن القيم رحمه الله. ص 137
    [2] : تحفة المودود لابن القيم رحمه الله. ص 139
    [3] : رواه مسلم رحمه الله.
    [4] : رواه البخاري رحمه الله.
    [5] : أخرجه الإمام أحمد. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
    [6] : فتح الباري، ج: 2 ص: 534.
    [7] : سورة الفجر: 1/2، قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: إنها عشر ذي الحجة. قال ابن كثير:" وهو الصحيح" تفسير ابن كثير8/413.
    [8] : حديث الإمام البخاري، وحديث الإمام أحمد، وقول الإمام ابن حجز -رحمهم الله- التي ذُكرت مطلع هذا المقال.
    [9] : نيل الأوطار.
    [10] : متفق عليه.
    [11] : سير أعلام النبلاء.
    [12] : رواه مسلم رحمه الله.
    [13] : أخرجه الإمام أحمد. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
    [14] : سورة الحج: 28.
    [15] : قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في اللقاء الشهري "يسن للإنسان في عشر ذي الحجة أن يكثر من التكبير فيقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وبعض العلماء يقول: تكبر ثلاثاً فتقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والأمر في هذا واسع".
    [16] : ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه.
    [17] : متفق عليه.
    [18] : متفق عليه.
    [19] : رواه البخاري ومسلم.
    [20] : شرف أصحاب الحديث.
    [21] : رواه الإمام الترمذي، وحسنه (2032).

    يُتبـــــع


  6. #36
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    مشاعر حاج جديد
    سمير بن علي بن محمد غياث

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، رب الأرض والسماوات، واهب الخيرات والأعطيات، والصلاة والسلام على سيد البريات، المؤيد من ربه بالآيات البينات، محمد وعلى آله وصحبه ملء اللحظات والأوقات.
    أما بعد:
    فإن الحج آية من آيات الله -تعالى- الدالة على صدق دينه، وشريف رسالته، وعظيم منهجه.
    لقد حججت عام 1431هـ وهي أول حجة لي، أسأل من ربي -تعالى- أن يجعلها حجاً مبروراً، وسعياً إليه مشكوراً، وأن يزدني من فضله -سبحانه-، وأن يجزي خيراً من يسّر لي أمر هذه الحجة.
    حججت هذا العام.. فرأيت وشاهدت، وعايشت وصاحبت، وذقت وأحسست بما لا قدرة لهذا القلم على صياغته، ولا معرفة لهذه الحروف بلسانه ولغته!
    نعم:
    تلك المشاعر لا لسان بلاغة///يصف الذي قد بات في أحشائها
    كلا ولا هذي الحروف تحيطها///علماً ولا الأقلام من أصدائها

    أفسر ماذا، والهوى لا يُفسّر؟!
    إنها المشاعر.. مخبئات القلوب، ومكنونات الأفئدة..
    إنها مشاعر حاج جديد لأول مرة تدبّ قدماه على حصباء تلك المناسك العظيمة.. وبين تلك المشاعر المقدسة.. وهناك التقت المشاعر بالمشاعر.. فلا تسل عن المشاعر!!
    نعم: لقد مشيت في تلك المشاعر المقدسة.. التي مشت فيها أقدام خير نبي وأعظم مرسل من ربه -عليه الصلاة والسلام- - حبيب القلوب، وزمزم الأدواء!
    حججت هذا العام..فرأيت:
    أن الحج عبادة تدعو البشرية بندائها المميز إلى إخلاص العبادة للخالق وحده، وتحثهم على توحيده، وترشدهم إلى التسليم له جل في علاه:
    لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك
    حججت في هذا العام.. فرأيت:
    أن الحج كتاب مفتوح.. كلٌ يقرأه بلغته؛ فحروفه واضحة كالشمس.. يقرؤها الأمي كما يقرؤها المتعلم.. والمرأة كما يقرؤها الرجل.. لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
    حججت في هذا العام.. فتعلّمت:
    أن من أراد أن يكتسب خُلق الصبر فعليه بالحج..
    لأنك في الحج قد حظر الشارع الحكيم عليك أموراً لا بد أن تصبر عنها إلى الأجل المعلوم.
    ولأنك في الحج ستؤذيك حرارة الشمس، وتقلقلك برودة الليل إن كان -شتاء-
    ولأنك في الحج قد يقرصك الجوع، ويطاردك الظمأ.
    ولأنك في الحج قد تجد من يؤذيك بسبٍ، أو يعيّرك بسخرية! أو يدفعك في زحام شديد؛ فالناس يأتون من أجناس مختلفة، وأعراق متباينة، وبطبائع وعادات متفاوتة فلا بد من الصبر..
    ولأنك في الحج قد تجد من يدوسك بقدمه متعمداً.. ثم يكفهر في وجهك!
    وقد تجد من يدوسك بقدمه مخطئاً.. فيُربّت على كتفك بيده، ويعتذر بلسانه، ويبتسم لك بفمه؛ لتسامحه بقلبك فما عليك إلا أن تُطفئ حرارة تلك ببرودة هذه، وتصبر.. وتتذكّر:
    ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)
    حججت في هذا العام.. فتعلّمت:
    أن الحج يسوق المسلم سوقاً حثيثاً إلى التواضع لعباد الله...
    لأن الكل هنا بثوب واحد.. لا تميّز بين الملك والمملوك، ولا الرئيس والمرؤوس، ولا العالِم والجاهل، مناسك الجميع واحدة.. ليس للملوك والرؤساء ووجهاء الناس مناسك، ولغيرهم مناسك أخرى! لا.. لا...
    ( ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ). (1)
    تمشي وسط مئات الآلاف من الحجيج.. لا يؤبه لك!! وأنت في بلدك العالِم المحترم.. أو المفكّر الفذّ.. أو الخطيب المُصْقَع(2).. أو.. أو.. فتتعلّم هناك -في الحج- أنك مهما بلغت في الدنيا من الشرف.. فأنت عبدٌ للهِ.. ضعيفٌ صغيرٌ مسكينٌ.. واحدٌ بين ملايين من العباد.. فترفّقْ بنفسك رويداً رويداً.. واخفضْ جناحك للمؤمنين.
    حججت في هذا العام.. فتعلمت:
    أنه لا بد لك في حجك من رفيق صالح ناصح.. يُعينك على الطاعة، يكون لك معه لحظات تأمل في هذه العبادة وأسرارها.. يُنبّهك إن أخطأت، ويُذكّرك إن نسيت.
    وختاماً أقول:
    هذا شيء يسير سرقته من مشاعري فبثثته! وسأراودها علها تأذن للقلم أن يصوغها..
    وإلا فقد شاهدت في الحج مناظرا وأشياء تستهوي دموعاً بحرقة
    وتستمطر الكلمات في مدح خالقٍ له أذعنت كل النواصي وذلّت
    ولعل فيما قاله ابن داود شيء من تلك المشاعر وأشواق العودة إلى تلك المشاعر، حيث يقول عن الكعبة المشرفة:
    يا ربة الستر هل لي نحو مغناكِ///مِن عودة أجتلي فيها محياكِ
    أم هل سبيلٍ إلى لقياكِ ثانية///لمغرم ما مُناه غير لقياكِ
    له نوازعُ شوقٍ بات يضرمها///بين الجوانح والأحشاء ذكراكِ
    لم ينس طيبَ لياليكِ التي سلفت///وكيف ينساكِ صبٌّ بات يهواكِ!
    يا ربة الخال كم قد طَلَّ فيكِ دم///فما أجلَّ بعَرْض البِيد قتلاكِ(3)
    أسرْتِ بالحسن ألباب الأنام فما///أعز في ذل ذاك الأسر أسراك
    ماذا عساها ترى تنأى الديارُ بنا///لو كنتِ في مسقط الشِّعرى لجيناك
    ولو تحجبتِ بالسُّمر الذوابل عن///زوار ربعك يا سَمْرا لزرناك
    تهتكت فيك أستار الهوى ولهاً///لما بدا من خلال الستر معناك
    يا هل ترى يسمح الدهر المشت بما///أرجوه من قرب مغناك لمضناك
    وأجتلي من محياك الجميل ضحى///ما بات يحكيه لي من حسنكِ الحاكي
    من بعد خط رحالي في حمى أرَجِ الـ///أرجاء بالمصطفى الهادي الرضي الزاكي(4)
    خير الخلائق طراً عند خالقه///وخاتم الرسل ماحي كلَّ إشراك
    سبّاق غايات أقصى الفضل والشرف الـ///أعلى وراقي العلى من غير إدراك
    محمد ذي المقال الصادق الحسَن الـ///مصدوق في القول مُقْصِي كل أفّاك
    يا نفس إن بلَّغتكِ العيسُ حجرتَه///وصافحت يمنَ ذاك الربع يمناك
    وقمتِ بين يديه للسلام على///أقدامِ ذلك تذري الدمع عيناك
    عساك أن ترزقي عطفاً عليك فإن///رزقت ذاك فيا والله بشراك
    وليهنك السعد إذ حطت رحالك في///ربع به لم تزل تحدي مطاياك
    فثم أندى الورى كفاً وأعظمهم///جاهاً وأرحبهم صدراً لملقاك
    وآحر قلباه مِن شوق لرؤيته///فقد تقادم عهد الشيِّق الشاكي
    بالله يا نفس كوني لي مساعدة///حاشاك أن تخذليني اليوم حاشاك
    وجددي العزم في ذا العام واجتهدي///عسى بذلك تخبو نار أحشاك
    فإن حرمت لقاه تلك معذرة///وإن ظفرتِ به يا حسن مسعاك
    صلّى عليه إله العرش ما قطعت///كواكب الأفق ليلاً برج أفلاك
    (5)
    ـــــــــــــــــــــــ
    [1] سورة البقرة: (199).
    (2) قيل: هو من رَفْعِ الصَّوْتِ، وقيل يذهب في كل صُقْعٍ من الكلام أَي ناحية. لسان العرب: (8/ 201).
    (3) الطل هنا: هَدَرُ الدَّمِ أو أن لا يُثْأرَ به. انظر القاموس والتاج وغيرهما.
    (4)الأَرجُ: - محرّكةً -: نَفْحَةُ الرِّيحِ الطَّيّبَة. تاج العروس من جواهر القاموس: (5/ 402).
    (5) أعيان العصر وأعوان النصر: (2/ 50) في ترجمة علي بن داود، نجم الدين القحفازي، الحنفي. وقد حذفت منها بعض الأبيات التي فيها مبالغة غير مشروعة.

    يُتبـــــــــع



  7. #37
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام أحمد مشاهدة المشاركة

    3- الجلسات الحوارية الأسرية الهادئة لها أثرها البالغ في حياة الطفل، ولو كانت إحداها في شرح معاني مفردات التهليل والتحميد والتكبير، وشيء من دلالات أسماء الله وصفاته، وبيان الحكمة من الصلاة، والصوم، وإعانة المحتاجين، وأثر أيام العشر، ويوم عرفة على العباد، لكان في ذلك ترسيخ لمحبة الله سبحانه، وتعظيمه، وتوقيره، وقدره حق قدره، وترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب في أن ترتبط نفس الطفل بمولاه سبحانه، وتنمو روحه وتَسْلَمُ فِطرتَه، ويبقى مستظلاً بظلها، يعيش معناها في كِبَره شيئاً فشيئاً.
    ما أجمل هذه النقطة المضيئة في الجو الأسري
    والتي تفقدها غالب الأسر الا من رحم الله

    ما زلنا متابعين لبديع الاختيار وجميل التنسيق
    تحياتي
    وحفظك المولى

  8. #38
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة

    ما أجمل هذه النقطة المضيئة في الجو الأسري
    والتي تفقدها غالب الأسر الا من رحم الله

    ما زلنا متابعين لبديع الاختيار وجميل التنسيق
    تحياتي
    وحفظك المولى

    معك حق يا أخي الكريم
    فأغلب الأسر المسلمة -للأسف- باتت منشغلة عن تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة
    ولا أحد يُفيق من سباته العميق إلا حينما تحدث مشكلة ما تُزعزع أركان البيت
    حينئذ يتنبّه الأهل إلى الخطأ الذي ارتكبوه ولكن بعد فوات الأوان
    ....
    أخي الكريم عبدالرحيم
    متابعتك الجميلة تمنحني دافعا لأُكمل ما بدأته
    ولا أملك إلا أن أقول لك:
    جزاك الله خيرا
    وجعل متابعتك هذه في ميزان حسناتك
    وشكرا لك



  9. #39
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    يوم التروية (الثامن من ذي الحجة)
    موقع مناسك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يوم التروية الثامن من ذي الحجة، هو أحد أيام العشر الفاضلة، التي أقسم بها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم إذ قال:
    {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر:1-2)
    والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها، كما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((ما العمل في أيام أفضل منها في هذه)) (يعني عشر ذي الحجة)، قالوا: ولا الجهاد؟ قال:
    ((ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه، وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري برقم (916)
    وفي هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم ، ويتأهبون فيه للوقوف غداً بين يدي الله الكريم، في يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران.
    معنى يوم التروية
    معنى التروية ذكرها صاحب المصباح المنير، قال:
    "ويوم التروية ثامن ذي الحجة من ذلك؛ لأن الماء كان قليلاً بمنى فكانوا يرتوون من الماء لمِا بعد
    وروى البعير الماء يرويه، من باب: رمى حمله فهو راوية، الهاء فيه للمبالغة
    ثم أُطلقت الراوية على كل دابة يُستقى الماء عليها
    ومنه يقال: رويت الحديث إذا حملته، ونقلته، ويُعدَّى بالتضعيف، فيقال: رويت زيداً الحديث، ويبنى للمفعول فيقال: روينا الحديث"[1]
    فهذا سبب لتسميته بيوم التروية وهو قوي
    وهناك سبب آخر يذكره بعضهم، يقول مصطفى السيوطي الرحيباني الحنبلي -رحمه الله-:
    "سُمّي الثامن بذلك ، لأنهم كانوا يتروون فيه الماء لما بعده، أو لأن إبراهيم أصبح يتروّى فيه في أمر الرؤيا"[2]
    أعمال يوم التروية:
    1-إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة اُستحب للذين أحلّوا بعد العمرة وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين أن يُحرموا بالحج ضحى من مساكنهم وكذلك من أراد الحج من أهل مكة.
    أما القارن والمفرد الذين لم يُحلّوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.
    لقول جابر رضي الله عنه في صفة حجّ النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    "فحلّ الناس كلهم وقصّروا إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه هدي ، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلّوا بالحج" مسلم (2137)
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :
    "فإذا كان يوم التروية أحرم وأهلّ بالحج، فيفعل كما فعل عند الميقات، وإن شاء أحرم من مكة، وإن شاء من خارج مكة هذا هو الصواب.
    وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أحرموا كما أمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من البطحاء، والسُّنّة أن يُحرم من الموضع الذي هو نازل فيه، وكذلك المكي يحرم من أهله"[3]
    2- يُستحب لمن يريد الإحرام الاغتسال والتنظف والتطيّب وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.
    3- ينوي الحج بقلبه ويلبّي قائلاً:
    لبّيك حجاً
    وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط، فقال:
    فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني
    وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه الحجّ عن غيره، ثم قال:
    لبّيك حجّاً عن فلان أو عن فلانة أو عن أم فلان إن كانت أنثى ثم يستمر في التلبية
    " لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "
    وإن زاد:لبّيك إله الحق لبّيك، فحسن لثبوت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
    4- يُستحب للحجّاج التوجّه إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.
    5- يُصلّي الحاج بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر التاسع قصراً بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يُقصران؛ لقول جابر رضي الله عنه:
    (وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى فصلّى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس) رواه مسلم (2137)
    ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى، فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج
    لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلّى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام ولو كان واجبا عليهم لبيّنه لهم.
    6- يُستحب للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة لفعله -صلى الله عليه وسلم-
    فإذا صلّى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس
    فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبّياً أو مكبّراً لقول أنس رضي الله عنه:
    "كان يُهلّ منا المهلّ فلا يُنكر عليه، ويُكبّر منا المكبّر فلا يُنكر عليه" رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254)،
    وقد أقرّهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك
    لكن الأفضل لزوم التلبية لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لازمها.
    7- ماتم ذكره من أعمال اليوم الثامن يُسنّ للحاج فعلها تأسّياً بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وليست واجبة
    فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز ، لكن لابد أن يقف بعرفة محرماً ، سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده
    قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
    "ثم يخرج إلى منى من كان بمكة محرماً يوم التروية والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال فيصلّي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الفجر ويبيت ليلة التاسع لقول جابر رضي الله عنه:
    (وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى فصلّى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس) رواه مسلم (2137)
    وليس ذلك واجباً بل سنّة وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجباً فلو أحرم بالحج قبله أو بعده جاز ذلك، وهذا المبيت بمنى ليلة التاسع وأداء الصلوات الخمس فيها سنة وليس بواجب"[4].
    اللهم اهدنا وسددنا، وألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، و الحمد لله رب العالمين.
    -------------------------
    [1] المصباح المنير للمقري الفيومي (1/ 246).
    [2] مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (2/410).
    [3] مجموع الفتاوى (26/128-129).
    [4] الملخص الفقهي (1/242).





    يٌتبـــــــــع



  10. #40
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    فضل يوم عرفة
    د. راشد بن معيض العدواني

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا؛ هي محط الآجال؛ ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة تظافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله وسأوردها لك أخي القارئ حتى يسهل حفظها وتذكرها :
    1- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم
    قال الله -عز وجل- :
    (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة : 39]
    والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب
    ويوم عرفه من أيام ذي الحجة
    2- يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج
    قال الله -عز وجل- :
    (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة : 197]
    وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.
    3- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه
    قال الله -عز وجل- :
    (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28].
    قال ابن عباس -رضي الله عنهما- :
    الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة.
    4- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبّها على عظم فضلها وعلو قدرها
    قال الله -عز وجل- :
    (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر:2].
    قال ابن عباس -رضي الله عنهما- :إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.
    5- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
    (ما من عمل أزكى عند الله -عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله -عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله -عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي وحسن إسناده الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل.
    6- يوم عرفة أكمل الله فيه الملّة، وأتمّ به النعمة
    قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- :
    إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال:
    ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5]
    قال عمر -رضي الله عنه- :
    قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
    7- صيام يوم عرفة :
    فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيامها
    عن هنيدة بن خالد -رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت :
    (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر:أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
    كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع
    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن صيام يوم عرفة :
    (يُكفّر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح
    وهذا لغير الحاج
    وأما الحاج فلا يُسنّ له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
    8- أنه يوم العيد لأهل الموقف
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
    9- عظم الدعاء يوم عرفة
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة
    قال ابن عبد البر -رحمه الله- :
    وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.
    10- كثرة العتق من النار في يوم عرفة
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
    ( ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.
    11- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    ( إن الله يُباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .
    12- التكبير:
    فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين :
    التكبير المقيّد
    الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة
    قال ابن حجر -رحمه الله- :
    ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث
    وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود -رضي الله عنهم- أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) .
    وأما التكبير المطلق
    فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يُكبّرون ويُكبّر الناس بتكبيرهما
    والمقصود تذكير الناس ليكبّروا فرادى لا جماعة .
    13- فيه ركن الحج العظيم
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    (الحجّ عرفة) متفق عليه.
    هذا ما تيّسر جمعه سائلا الله أن يتقبل منا ومن المسلمين أعمالهم وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.




    يُتبــــــع


صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رِسالَتي ذِي إِلَيها
    بواسطة عادل العاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 10-02-2020, 04:54 PM
  2. وقفات مع عشر ذي الحجة....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-12-2008, 01:13 PM
  3. فضل أيام عشر ذي الحجة والأعمال الواردة فيها.
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-12-2008, 07:45 PM
  4. فضل عشر ذي الحجة
    بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-02-2003, 10:15 PM