أحدث المشاركات
صفحة 5 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 61

الموضوع: عشر ذي الحجّة

  1. #41
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    يوم عرفة .. يوم إكمال الدين
    شبكة الإسلام اليوم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
    فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تُجاب فيه الدعوات، وتُقال العثرات، ويُباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره.
    وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران.
    ويوم كهذا -أخي الحاج- حريّ بك أن تتعرّف على فضائله، وما ميّزه الله به على غيره من الأيام، وتعرف كيف كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه؟
    نسأل الله أن يُعتق رقابنا من النار في هذا اليوم العظيم.
    فضائل يوم عرفة
    1- أنّه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
    ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رجلاً من اليهود قال له:
    يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال:
    {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]
    قال عمر:
    قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
    2-أنه يوم عيد لأهل الموقف :
    قال صلى الله عليه وسلم:
    «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب» [رواه أهل السّنن]
    وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: "نزلت -أي آية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ}- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد".
    3- أنّه يوم أقسم الله به:
    والعظيم لا يُقسم إلاّ بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى:
    {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    «اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]، وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله:
    {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3]
    قال ابن عباس:
    "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة" وهو قول عكرمة والضحاك.
    4- أنّ صيامه يكفّر سنتين:
    فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن صوم يوم عرفة فقال:
    «يكفّر السنة الماضية والسنة القابلة» [رواه مسلم].
    وهذا إنّما يُستحب لغير الحاج
    أمّا الحاج فلا يُسنّ له صيام يوم عرفة؛ لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك صومه، وروي عنه أنّه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
    5- أنّه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم:
    فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-:
    «إنّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان -يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا {إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172-173]» [رواه أحمد وصححه الألباني].
    فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق!
    6- أنّه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النّار والمباهاة بأهل الموقف:
    ففي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- قال:
    «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنّه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟».
    وعن ابن عمر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    «إنّ الله تعالى يُباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً» [رواه أحمد وصححه الألباني].
    وينبغي على الحاج أن يُحافظ على الأسباب التي يُرجى بها العتق والمغفرة ومنها:
    ***حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم:
    فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصرف وجهه من خلفه، وجعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي -صلّى الله عليه وسلم-:
    «ابن أخي، إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له» [رواه أحمد].
    ***الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم:
    فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال:
    «كنا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- في غداة عرفة، فمنّا المكبر ومنا المهلل… » [رواه مسلم].
    ***الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا اليوم، فإنّه يرجى إجابة الدعاء فيه:
    فإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]
    فعلى المسلم أن يتفرّغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدعُ لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدّى في عدائه، ولا يستبطئ الإجابة، ويلحّ في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.
    ***لتحذر -أخي الحاج- من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كالإصرار على الكبائر والاختيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها، إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرة وأنت تُبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟!
    ***من آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة رافعاً يديه، متضرّعاً إلى ربّه معترفاً بتقصيره في حقه، عازماً على التوبة الصادقة.
    هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم عرفة
    قال ابن القيم -رحمه الله-:
    "لما طلعت شمس يوم التاسع سار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من منى إلى عرفة، وكان معه أصحابه منهم الملبّي ومنهم المكبّر، وهو يسمع ذلك ولا يُنكر على هؤلاء ولا على هؤلاء، فنزل بنمرة حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة، فخطب النّاس وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرّمات التي اتفقت الملل على تحريمها.
    وخطب -صلى الله عليه وسلم- خطبة واحدة، لم تكن خطبتين، فلمّا أتمها أمر بلالاً فأذن، ثم أقام الصلاة، فصلّى الظهر ركعتين أسرّ فيهما بالقراءة، ثم أقام فصلّى العصر ركعتين أيضاً ومعه أهل مكة وصلّوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب، ولم يأمرهم بالإتمام، ولا بترك الجمع.
    فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف، فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل جلّ المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر النّاس أن يرفعوا عن بطن عرنة، وأخبر أنّ عرفة لا تختص بموقفه ذلك، بل قال:
    «وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف».
    وأرسل إلى النّاس أن يكونوا على مشاعرهم ويقفوا بها، فإنّها من إرث أبيهم إبراهيم، وهنالك أقبل ناس على أهل نجد، فسألوه عن الحج فقال:
    «الحج عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع تم حجه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه»
    وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره، وأخبرهم أنّ خير الدعاء دعاء يوم عرفة.
    فلما غربت الشمس، واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصفرة أفاض إلى عرفة، وأردف أسامة بن زيد خلفه، وأفاض بالسكينة، وضمّ إليه زمام ناقته، حتى إنّ رأسها ليصيب طرف رحله وهو يقول:
    «يا أيّها النّاس، عليكم السكينة، فإنّ البر ليس بالإيضاع» أي: ليس بالإسراع.
    وكان -صلّى الله عليه وسلم- يُلبّي في مسيره ذلك، ولم يقطع التلبية
    فلما كان في أثناء الطريق نزل -صلوات الله وسلامه عليه- فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً، فقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله، فقال:
    «الصلاة- أو المصلى- أمامك».
    ثم سار حتى أتى المزدلفة، فتوضأ وضوء الصلاة، ثم أمر بالأذان فأذّن المؤذن، ثم قام فصلّى المغرب قبل حطّ الرحال وتبريك الجمال
    فلما حطوا رحالهم أمر فأُقيمت الصلاة، ثم صلّى عشاء الآخرة بإقامة بلا أذان، ولم يصلّ بينهما شيئاً ثم نام حتى أصبح، ولم يُحي تلك الليلة، ولا صحّ عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء".
    من أحوال السلف بعرفة
    أمّا عن أحوال السلف الصالح بعرفة فقد كانت تتنوع :
    فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء:
    وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما:
    اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي.
    وقال الآخر:
    ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أنّي فيهم!.
    ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء:
    قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
    العبد بين حالين
    إذا ظهر لك -أخي الحاج- حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنّه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم.
    والخوف الصادق:
    هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله -تعالى-، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
    والرجاء المحمود:
    هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راجٍ لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راجٍ لمغفرته وعفوه.
    قال تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218].
    فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه.
    هنيئاً لمن وقف بعرفة
    فهنيئاً لك -أخي الحاج- يا من رزقك الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنّار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكّه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويُباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: «ما أراد هؤلاء؟» لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.
    وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





    يُتبـــع


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #42
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    عرفـــــــــــــــات
    الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله-
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾
    [الحج: 27 - 29].
    هنالك ينكشف الغطاء، وتنفتّح أبواب السماء، فيتوجّه الحجّاج إلى الله بقلوب انزاحت عنها ظلمة الأهواء والشهوات، وأشرقت عليها الأنوار، فسمت حتى رأت الأرض ومن عليها ذرة صغيرة تحملها رياح القدرة، ثم سمت حتى سمعت تسبيح الملائكة بألسنة الطاعة، ثم سمت حتى تدبرت القرآن غضّاً غريضاً، كأنما نزل به الوحي أمس، وسمعت النداء من جانب القدس:
    (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
    فأجابت:
    لبيك اللهم لبيك
    فرددت بطاح عرفات، وأرجاء الحرم، ورددت السماوات السبع والأرضون السبع لبيك اللهم لبيك
    هنالك تتنفس الإنسانية التي خنقها دخان البارود، وعلامات الحدود، وسيّد ومسود، وعبد ومسيود، وتحيا في عرفات حيث لا كبير ولا صغير، ولا عظيم ولا حقير، ولا مأمور ولا أمير، ولا غني ولا فقير.
    هنالك تتحقق المثل العليا التي لم يعرفها الغرب إلا في أدمغة الفلاسفة وبطون الأسفار، فتزول الشرور، وترتفع الأحقاد، وتعمّ المساواة، ويسود السلام، ويجتمع الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم في صعيد واحد، لباسهم واحد، يتوجهون إلى ربّ واحد، ويُؤمنون بنبي واحد، ويدينون بدين واحد، ويصيحون بلسان واحد:
    لبيك اللهم لبيك
    هنالك تظهر المعجزة الباقية، فتُطوى الأرض ثم تُؤخذ من أطرافها، حتى تُوضع كلها في عرفات، فتلتقي شطآن أفريقيا بسواحل آسيا، ومدن أوروبا بأكواخ السودان، ونهر الكنج بنهر النيل، وجبال طوروس بجبال البلوز، فيعرف المسلم أن وطنه أوسع من أن تحدّه على الأرض جبال أو بحار، أو مرقه ألوان على المصور فوق ألوان، أو تفرقه في السياسة خرق تتميز من خرق، وأعلام تختلف عن أعلام.
    ذلك لأن وطن المسلم في القرآن، لا في التراب ولا الحجار، ولا في البحيرات والأنهار، ولا في الجبال والبحار:
    (إنما المؤمنون إخوة)
    لا (إنما المصريون...)، ولا: (إنما الشاميون... )، ولا (إنما العراقيون... ).
    هنالك يتفقّد الإخوة إخوتهم، فيُعين القوي الضعيف، ويُعطي الغني الفقير، ويُساعد العزيز الذليل، فلا ينصرفون من الحج إلا وهم أقوياء أغنياء أعزاء.
    هناك يذكر المسلم كيف مرّ سيد العالم -صلّى الله عليه وسلم- بهذه البطاح مُهاجراً إلى الله، تاركاً بلده التي نشأ فيها، وقومه الذين رُبّي فيهم
    وكيف جاء حتى وقف على الحزورة فنظر إلى مكة وقال:
    (إنك لأحبّ بلاد الله إلى الله، وإنك لأحبّ بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)
    فيستقبل هذه الصحراء الهائلة، وليس معه إلا الصديق الأمين يتلفّت كلما سار ليتزوّد بنظرةٍ من مكة حتى غابت عن الأنظار، فانطلقا يؤمان الغار.
    هل علمت هذه البطاح أن هذا الرجل الفرد سيقف وحده في وجه العالم كله، يصرع باطله بقوة الحق ويُواجهه بنور الإسلام، ويهدي ضلالته بهدي القرآن
    خرج من مكة مستخفياً، وسيعود إليها بعشرة آلاف من الأبطال، فتفتح له مكة أبوابها وتتهاوى عند قديمه أسيادها تعتو له الجزيرة، ثم يخضع لدينه نصف المعمورة
    هل علمت هذه البطاح أن هؤلاء النفر الذين هربوا من جبروت قريش وسلطانها، سيعزّون حتى تدين لهم قريش، ثم يعزّون حتى يرثوا كسرى وقيصر في أرضيهما، ثم يعزّون حتى يرثوا الأرض ومن عليها، وسيكثرون حتى يبلغوا أربعمائة مليون، وسيتفرّقون في الأرض داعين مجاهدين فاتحين، ثم يجتمعون في عرفات حاجّين مُنيبين مُلبّين:
    لبّيك اللهم لبيك
    هنالك وقف سيد العالم -صلّى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع يُعلن حقوق الإنسان، ويُقرر مبادئ السلام وينشر الأخوة والعدالة والمساواة بين الناس قبل أن تنشرها فرنسا بألف عام.
    أيها الناس:
    اسمعوا مني أُبيّن لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
    أيها الناس:
    إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.
    ألا هل بلغت؟
    اللهم فاشهد
    أيها الناس:
    إنما المؤمنون إخوة، لا يحلّ لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه
    ألا هل بلغت؟
    اللهم اشهد
    أيها الناس:
    إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربيّ فضلٌ على عجمي إلا بالتقوى
    ألا هل بلغت؟
    اللهم اشهد

    وهنالك وقف يُعلن انتهاء الرسالة الكبرى التي بعثه الله بها إلى الناس كافة، ويتلو قوله -جل وعز-:
    (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
    ويبعث صحابته ليحملوا هذه الرسالة إلى آخر الأرض، ثم يحملوها إلى آخر الزمان.
    فحملوها فأنشأوا بها هذه الحضارة التي استظلّ بظلّها الشرق، ويستظلُّ بظلها الغرب.
    في عرفات تتجلى عظمة الإسلام، دين الحرية والمساواة والعلم والحضارة
    ومن عرفات يسمع المسلمون داعي الله يدعو:
    حي على الصلاة!
    حي على الفلاح!
    فيُجيبون:
    لبيك اللهم لبيك
    وينطلقون ليعملوا للآخرة كأنهم يموتون غداً، ويعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبداً
    فلتفسد الأرض، ولتطغ الشرور، وليعصف الحديد، ولينفجر البارود، ولتغص الإنسانية في حمأة الرذيلة إلى العنق
    فإنه لا خوف على الفضيلة ولا على الحق ولا على السلام، ما دام في الأرض عرفــــــات
    وما دام في الجو هذا الصوت القدسي المجلجل:
    لبيك اللهم لبيك




    يُتبـــــــــــع

  3. #43
  4. #44
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك
    صيـــد الفوائد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أخي الحبيب:
    نُحييك بتحية الإسلام ونقول لك:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ونهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك:
    تقبّل الله منا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله -عز وجل- أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.
    أخي المسلم:
    الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-
    لذا أحببنا أن نذكّرك ببعض الأمور التي يُستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:
    التكبيــــــــــر:
    يُشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال -تعالى-:
    ((واذكروا الله في أيام معدودات)).
    وصفته أن تقول:
    (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)
    وجهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلان بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.
    ذبح الأضحية:
    ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله -صلى عليه وسلم-:
    "من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح"رواه البخاري ومسلم
    ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
    "كل أيام التشريق ذبح". انظر: السلسلة الصحيحة برقم 2476.
    الاغتسال والتطيّب للرجال:
    ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيُشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبّرج ولا تطيّب
    فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيّب أمام الرجال.
    الأكل من الأضحية:
    كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته. زاد المعاد 1/ 441.
    الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيّسر:
    والسنة الصلاة في مصلّى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيُصلّى في المسجد لفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
    الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة:
    والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن صلاة العيد واجبة لقوله -تعالى-:
    ((فصلّ لربك وانحر))
    ولا تسقط إلا بعذر
    والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيَّض والعواتق، وتعتزل الحيَّض المصلى.
    مخالفة الطريق:
    يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- .
    التهنئة بالعيد:
    لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
    واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:
    ***التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
    ***اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.
    ***أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضحّي من أراد الأضحية لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
    ***الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله-تعالى -:
    ((ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)) الأنعام: 141.
    وختاماً:
    لا تنسَ أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
    نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام -أيام عشر ذي الحجة- عملا ًصالحاً خالصاً لوجهه الكريم.
    وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    يُتبـــــــــــــــــــع


  5. #45
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    بورك العطاء والمتابعة
    استمتعنا حقا بهذه النقول الماتعة
    تحياتي لك وتقبل الله منا ومنك

  6. #46
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة

    بورك العطاء والمتابعة
    استمتعنا حقا بهذه النقول الماتعة
    تحياتي لك وتقبل الله منا ومنك

    آميـــــــــــــــــن
    تقبّل الله منّا أجمعين
    ومنحنا المقدرة على دوام الأعمال الصالحة
    وأعاد علينا هذه المناسبة العظيمة وبلادنا الإسلامية في حال أحسن
    ....
    متّعك الله بالصحة والعافية
    وبُورك المُتابع والمُساند
    أشكرك أيها الكريم
    وجزاك الله خيرا


  7. #47
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    فضل يوم النحر( يوم العيد ):
    مناسك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لقد فضّل الله يوم النحر بأن جعله يوماً من أيامه المشهودة، وهو عيد من أعياد المسلمين، كما جاء في حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    (يومُ عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهلُ الإسلام …)[1]
    وهو أعظم أيام العام عند الله تعالى، كما جاء في حديث عبد الله بن قُرْط -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ)[2]
    ويوم القر: هو اليوم الذي يلي يوم النحر؛ لأن الناس يقرون بمنى.
    فهو أفضل أيام العام؛ كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
    "أفضل أيام العام هو يوم النحر وقد قال بعضهم: يوم عرفة
    والأول هو الصحيح لأن فيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره:
    كالوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة وحدها، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، فإن فعل هذه فيه أفضل بالسنّة واتفاق العلماء"[3]
    ويقول ابن القيم -رحمه الله-:
    "فخير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر"[4]
    وقد جاءت تسميته بـِ: "يوم الحج الأكبر" في كتاب الله وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-
    يقول الله -تعالى-:
    {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (سورة التوبة 3)
    وجاء في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقف يوم النحر في الحجة التي حجّ فيها، فقال:
    (أي يوم هذا؟)
    فقالوا: يوم النحر
    فقال:
    (هذا يوم الحج الأكبر)[5].
    في هذا اليوم المشهود يتقرّب العباد إلى ربهم بإراقة دماء الأضاحي والهدي، وهذا من أفضل القربات، وأجلّ الطاعات، فقد قرن الله الذبح بالصلاة، قال -تعالى-:
    {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (سورة الكوثر:2)
    وقال -جل وعلا-:
    {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الأنعام:161، 162).
    أعمال الحاج يوم العيد:
    - يدفع الحجاج من مزدلفة إلى منى بعد فجر يوم العيد إذا أسفر الصبح جداً قبل أن تشرق الشمس، ويجوز للضعفة وأصحاب الحاجات الدفع بعد منتصف ليلة النحر. فإذا وصل الحاج إلى منى فإنه يقوم بأعمال عديدة في هذا اليوم. وسيكون حديثنا عن أعمال الحجاج في هذا اليوم تبعاً لنسك كل حاج.
    أولا: المتمتع:
    وهو من تمتع بالعمرة إلى الحج ، فجاء بالعمرة كاملة في أشهر الحج ثم تحلل منها، ثم أحرم بالحج بعدها.
    أعمال المتمتع يوم العيد هي:
    أولا:
    رمي جمرة العقبة الكبرى -وهي الجمرة التي تلي مكة في منتهى منى- بسبع حصيات مكبّراً مع كل حصاة، ومقدار الحصاة مثل حصى الخذف؛ لحديث جابر في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    (ثم سلك الطريق التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف) رواه مسلم(2137)
    وحكم رميها واجب، ويجبر تركه بدم، وهذا قول الجمهور.
    ثانيا:
    نحر الهدي أو ذبحه، ويجوز أن ينحر في أي مكان آخر من منى أو في مكة، لحديث جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    (نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر؛ فانحروا في رحالكم...) رواه مسلم(2138).
    ثالثا:
    حلق الشعر أو تقصيره، والحلق أفضل. والمرأة تأخذ من شعرها قدر أنملة.
    رابعا:
    طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج؛ قال تعالى:
    {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (سورة الحج: 29).
    ويجوز تأخيره إلى اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو مع طواف الوداع
    لكن السُّنة أن يطوفه يوم العيد ضحى.
    خامساً:
    السعي، وهو ركن من أركان الحج، وهو سبعة أشواط، ويجوز تأخيره لليوم التالي، أو الذي يليه، أو مع طواف الوداع.
    سادساً :
    الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر
    والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج
    والسنة أن يبيت الليل كله، فإن شق عليه، فالضابط في ذلك أن يبقي في منى أكثر الليل
    فإن فعل ذلك فقد أدى الواجب سواءً كان من أول الليل أو من آخره.
    ثانيا: القارن
    وهو من أحرم في نسكه بالجمع بين الحج والعمرة، أو أدخل الحج على العمرة. أو أدخل العمرة على الحج في بعض أقوال أهل العلم.
    أعمال القارن يوم العيد هي:
    أولاً:
    رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات مكبراً مع كل حصاة.
    ثانياً:
    نحر الهدي أو ذبحه، ويستثنى من ذلك سكان الحرم، فلا هدي عليهم.
    ثالثاً:
    حلق الشعر أو تقصيره، والحلق أفضل ، والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة.
    رابعاً:
    طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، ويجوز تأخيره إلى اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو مع طواف الوداع.
    خامساً:
    السعي إن لم يسع مع طواف القدوم. فإن كان قد سعى مع طواف القدوم فلا سعي عليه.
    سادساً:
    الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر. والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج. والسنة أن يبيت الليل كله، فإن شق عليه، فالضابط في ذلك أن يبقي في منى أكثر الليل، فإن فعل ذلك فقد أدى الواجب سواءً كان من أول الليل أو من آخره.
    ثالثا: المفرد:
    وهو من أحرم بالحج وحده.
    أعمال المفرد يوم العيد هي:
    أولاً:
    رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات مكبراً مع كل حصاة.
    ثانياً:
    حلق الشعر أو تقصيره، والحلق أفضل، والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة.
    ثالثاً:
    طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج ، ويجوز تأخير طواف الإفاضة إلى اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو مع طواف الوداع.
    رابعاً:
    السعي إن لم يسع مع طواف القدوم. فإن كان قد سعى مع طواف القدوم فلا سعي عليه.
    خامسا:
    الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر. والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج. والسنة أن يبيت الليل كله، فإن شق عليه، فالضابط في ذلك أن يبقي في منى أكثر الليل، فإن فعل ذلك فقد أدى الواجب سواءً كان من أول الليل أو من آخره.
    ترتيب أعمال الحج يوم العيد:
    الأفضل ترتيب أعمال يوم العيد كما يلي:
    1- الرمي
    2- ذبح الهدي
    3- الحلق أو التقصير
    4- الطواف
    5- السعي.
    هذا هو السنة، وهو الأفضل تأسيا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فإن أخلّ بالترتيب، وقدَّم بعضها على بعض، فلا حرج
    فعن عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-:
    " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه: فقال رجل لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح قال: (( اذبح ولا حرج )) فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: (( ارم ولا حرج )) فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج "رواه البخاري ومسلم.
    وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-:
    " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير فقال لا حرج " رواه البخاري 2306 .
    يقول العلامة ابن باز -رحمه الله-:
    "السنة في يوم النحر أن يرمي الجمرات، يبدأ برمي جمرة العقبة وهي التي تلي مكة، ويرميها بسبع حصيات كل حصاة على حدة يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه إن كان عنده هدي، ثم يحلق رأسه أو يقصره، والحلق أفضل. ثم يطوف ويسعى إن كان عليه سعي هذا هو الأفضل، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. فإنه رمى ثم نحر ثم حلق ثم ذهب إلى مكة فطاف عليه الصلاة والسلام .هذا الترتيب هو الأفضل الرمي ثم النحر ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف والسعي إن كان عليه سعي، فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج، أو نحر قبل أن يرمي، أو أفاض قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يذبح كل هذا لا حرج فيه. فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن من قدم أو أخر، فقال: (لا حرج لا حرج)"[6]
    بم يكون التحلل؟
    التحلل هو خلع الإحرام، ولبس المخيط من الثياب.
    ويكون التحلل الأول:
    بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير، فيحل له كل محظورات الإحرام إلا النساء. وهذا قول الجمهور.
    وقيل يكون بعد رمي جمرة العقبة فقط، باعتبار أن الحلق ليس نسكاً وهذا خلاف الراجح.والأحوط ما ذهب إليه الجمهور.
    التحلل الثاني:
    ويكون بعد طواف الإفاضة؛ بالنسبة للمفرد والقارن إذا كانا قد أتيا بالسعي عند القدوم، وأما المتمتع يكون بعد طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، ويحل للجميع كل محظورات الإحرام حتى النساء.
    فهذا لمن قام بأعمال يوم النحر على الترتيب الوارد في السنة ، وحيث إنه يجوز التقديم والتأخير في أعمال يوم النحر ، فإن التحلل يكون بفعل ثلاثة أمور ، من فعل اثنين منها حلّ التحلل الأول، إذا رمى وحلق أو قصر، أو رمى وطاف وسعى إن كان عليه سعي، أو طاف وسعى وحلق أو قصر. ويحصل التحلل الثاني بفعل الثلاثة: برمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة وسعي الحج.
    وقت رمي جمرة العقبة:
    اتفق العلماء على أن أفضل وقت لرمي جمرة العقبة بعد طلوع شمس يوم النحر إلى الزوال، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث جابر :
    "رمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس " رواه مسلم (2290 )
    فمن رماها من طلوع الشمس إلى الزوال فقد أصاب سنتها ووقتها المختار.
    واختلفوا في أول وقت رميها على أقوال:
    الأول:
    يبدأ وقت جواز الرمي، من بعد نصف الليل الأول من ليلة النحر وبه قال الشافعي وأحمد. وذلك لما روته عائشة رضي الله عنها قالت:
    "استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبله، وكانت ثبطة، أي ثقيلة، فأذن لها" (رواه البخاري(1568) ومسلم(2271)
    وقولها أيضاً رضي الله عنها:
    " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت، وكان ذلك اليوم الذي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يعني عندها " رواه أبوداود[7]
    قال النووي -رحمه الله-:
    "قال الشافعي والأصحاب: السنة تقديم الضعفاء من النساء وغيرهم من مزدلفة قبل طلوع الفجر بعد نصف الليل إلى منى ليرموا جمرة العقبة قبل زحمة الناس.."[8]
    فلما كان منتصف الليل وقت للدفع من مزدلفة، فكان وقتاً للرمي، كبعد طلوع الشمس، وما ورد من الرمي بعد طلوع الشمس هو للاستحباب، وهذا وقت الجواز جمعاً للأحاديث.
    الثاني:
    يبدأ وقت الرمي بعد طلوع الفجر الثاني من يوم النحر، وبه قال أبو حنيفة ومالك وإسحاق وابن المنذر، ورواية عن الإمام أحمد. ومما استدلوا به حديث ابن عباس رضي اله عنهما:
    " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث به مع أهله إلى منى يوم النحر، فرموا الجمرة مع الفجر" رواه أحمد.
    الثالث:
    يبدأ من طلوع الشمس يوم العيد، ولا يجوز قبل ذلك، وبه قال مجاهد والنخعي، والثوري، وابن حزم[9]
    ودليلهم ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما-:
    " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بضعفة أهله فأمرهم ألا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس"[10]
    الرابع:
    أول وقته للضعفة من طلوع الفجر، ولغيرهم من بعد طلوع الشمس، قال به جماعة من أهل العلم، واختاره ابن القيم رحمه الله والشنقيطي[11]
    لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد طلوع الشمس كما في حديث جابر الطويل، وقال:
    (لتأخذوا مناسككم) رواه مسلم(2286)
    والإذن إنما هو للنساء والضعفة
    يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:
    "وقت الرمي بالنسبة لجمرة العقبة يوم العيد يكون لأهل القدرة والنشاط من طلوع الشمس يوم العيد، ولغيرهم من الضعفاء ومن لا يستطيع مزاحمة الناس من الصغار والنساء يكون وقت الرمي في حقهم من آخر الليل، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترتقب غروب القمر ليلة العيد فإذا غاب دفعت من مزدلفة إلى منى ورمت الجمرة، أما آخره فإنه إلى غروب الشمس من يوم العيد، وإذا كان زحام أو كان بعيداً عن الجمرات وأحب أن يؤخره إلى الليل فلا حرج عليه في ذلك، ولكنه لا يؤخره إلى طلوع الفجر من اليوم الحادي عشر"[12]
    واختلفوا في آخر وقت رمي جمرة العقبة على أقوال:
    الأول:
    غروب شمس يوم النحر، وهو قول الثوري، ومالك ووجه عند الشافعية.
    قال ابن عبدالبر -رحمه الله-:
    "أجمع أهل العلم على أن من رماها يوم النحر قبل المغيب فقد رماها في وقت لها، وإن لم يكن مستحباً لها"[13]
    الثاني:
    طلوع فجر اليوم الثاني، وهو قول أبي حنيفة، ووجه عند الشافعية أيضاً.
    الثالث:
    يمتد إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهو قول الحنابلة والمشهور عند الشافعية، وهو الذي ذكره الشافعي رحمه الله في الأم[14]
    إلا أنه عند أحمد: إذا أخر الرمي إلى أيام التشريق فإنه لا يرميها إلا بعد الزوال.
    وقد أفتى جمع من أهل العلم، ومنهم الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله بجواز الرمي وليلاً
    والدليل على ذلك عدم ورود الدليل المانع
    والأصل التوسعة على الناس فيما لم يرد فيه نص صحيح صريح ولاسيما مع شدة الزحام
    وقد تقرر في القواعد أن رفع الحرج أصل من أصول الشريعة
    وما خيّر -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً، ولا إثم في الرمي ليلاً إذ لا دليل يمنعه، والأصل عدم المنع .
    لذا فإنه لا بأس بتأخير الرمي إلى قبيل الفجر من يوم الحادي عشر
    والراجح جواز الرمي ليلاً
    وأن وقت رمي جمرة العقبة يمتد إلى طلوع الفجر من يوم الحادي عشر، فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب النسك.
    ويستدل عليه أيضاً بحديث:
    (رميت بعد ما أمسيت) فقال: (لا حرج) رواه البخاري(1608).
    وكذلك فإن من أخر رمي جمرة العقبة إلى الليل ورماها فإن رميه هذا أداء لا رمي قضاء على الصحيح من أقوال أهل العلم
    لأن القضاء فعل العبادة بعد خروج وقتها، والليل وقت للرمي، فالرمي في الليل رمي في الوقت لا رمي خارج الوقت فيكون أداءً لا قضاء والله ربنا أعلى وأعلم"[15].
    وقت نحر الهدي وذبحه:
    الصحيح في ذلك أن وقت ذبح الهدي هو وقت ذبح الأضحية
    فيبدأ وقت الذبح من بعد صلاة العيد أو بقدرها لمن لم يصلِّ، ويستمر إلى غروب شمس ليلة الثالث عشر من ذي الحجة
    وكلما بدّر بذبحه كان أفضل وأنفع للفقراء والمحتاجين
    فالأفضل ذبحه يوم العيد، ثم اليوم الحادي عشر وهكذا
    وقد قال بعض أهل العلم بجواز ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم العيد، وهذا قول ضعيف لا دليل عليه
    بل الدليل على عكس ذلك تماماً فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يذبح هديه قبل يوم العيد، مع أن الحاجة ماسة وداعية إلى ذبحه، لأنه قال:
    "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت"رواه البخاري (1541) ومسلم(2122).
    وهذا الحديث دليل على أنه لا يجوز ذبح الهدي قبل يوم العيد وقبل الصلاة، ولو كان ذلك جائزاً لذبحه النبي -صلى الله عليه وسلم- وحلّ من إحرامه
    فلما لم يفعل ذلك عُلم أن ذبح الهدي قبل صلاة العيد لا يجوز ولا يُجزئ.
    مكان نحر الهدي:
    ذهب الجمهور من أهل العلم إلى أن نحر الهدي لابد أن يكون داخل الحرم في مكة أو منى أو مزدلفة، سواء كان هدي تطوع أو هدي تمتع أو قران؛ لقوله تعالى:
    {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} سورة الحج(33)
    والمراد بذلك: الحرم كله، كما ذكر المفسرون، وقال صلى الله عليه وسلم:
    (نحرت هاهنا ومنى كلها منحر) رواه مسلم (1218).
    وفي رواية:
    (كل فجاج مكة طريق ومنحر)[16]
    وعن عطاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
    "مناحر البدن بمكة، ولكنها نزهت عن الدماء، ومنى من مكة"[17].
    وعلى هذا فلا ينحر هديه في عرفة أو غيرها من الحل؛ لأنها خارج الحرم، فلا يُجزئ على المشهور عند أهل العلم
    وبعض الناس قد يغفل عن ذلك، فينبغي التنبّه له.
    أما الهدي لفعل محظور -كحلق الرأس- فهذا يجوز أن يكون في محل فعل المحظور ويجوز أن يكون في الحرم
    لأن ما جاز في الحلّ جاز في الحرم إلا جزاء الصيد، فلابد أن يكون في الحرم؛ لقوله تعالى:
    {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} (سورة المائدة(95).
    وأما هدي الاحصار -وهو وجود مانع من الوصول إلى البيت- فإنه يذبحه في مكان الإحصار؛ لقوله تعالى:
    {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (سورة البقرة(196)
    لكن لو أراد نقله إلى مساكين الحرم فلا بأس.
    مكان تفريق لحم الهدي:
    يُفرّق لحم الهدي داخل حدود الحرم
    ثم إن كان هدي تمتع أو قران أو تطوع فله أن يأكل منه ويُهدي ويتصدّق على مساكين الحرم؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- أكل من لحم الهدي، كما في حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم
    ولأنه دم نسك فهو بمنزلة الأضاحي
    فإن أرسل منه إلى الفقراء في العالم الإسلامي فهذا عمل مشكور وجهد طيب.
    وإن كان لترك واجب -على القول به- فإنه يتصدّق بجميع لحمه على مساكين الحرم، ولا يأكل منه شيئاً[18].
    الاشتراك في الهدي:
    عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال:
    (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلّين بالحج، فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة) رواه مسلم(2323).
    وهذا دليل على جواز الاشتراك في الإبل البقر، فالواحدة منها تُجزيء عن سبعة، وسواء كان الهدي هدي تطوع أو واجباً كهدي التمتع والقران
    أما الشاة الواحدة فلا يجوز الاشتراك فيها، وقد نقل النووي الإجماع على ذلك[19].
    يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله-:
    "وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- ذبح هدي العمرة عند المروة، وهدي القران بمنى، وكذلك كان ابن عمر يفعل، ولم ينحر هديه -صلى الله عليه وسلم- قط إلا بعد أن حلّ، ولم ينحره قبل يوم العيد، ولا أحد من الصحابة البتة، ولم ينحره أيضاً إلا بعد طلوع الشمس، وبعد الرمي، فهي أربعة أمور مرتبة يوم النحر"[20].
    تقبّل الله من الحجاج حجهم وهديهم، ومن أهل الأمصار صلاتهم ودعاءهم وأضحيتهم، والحمد لله رب العالمين.

    ----------------------------

    [1] رواه أبو داود (2066) والترمذي (704) والنسائي (2954)، وهو في صحيح أبي داود، برقم(2090).
    [2] رواه أبو داود (1502) وهو في صحيح أبي داود، رقم(1549) وفي المشكاة (2643).
    [3] مجموع الفتاوى (25/ 288) بتصرف يسير.
    [4] زاد المعاد (1/54).
    [5] رواه أبو داوود (1945) وصححه الألباني في صحيح أبي داود، رقم(1700) )
    [6] مجموع فتاوى ابن باز(30)جزءا - (17/ 347-348).
    [7] قال النووي في المجموع ( 8 / 175 ) : رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم .
    [8] المجموع (8/125).
    [9] انظر: مختصر اختلاف العلماء ( 2/154 ) نهاية المحتاج ( 3/298)، حلية العلماء ( 3/342)، هداية السالك ( 3/1094)، الهداية ( 1/103)، المستوعب ( 4/243)، رؤوس المسائل الخلافية ( 2/634)، ا الإفصاح ( 4/66)، المبسوط ( 4/21) بدائع الصنائع ( 2/137 )، ، إرشاد السالك ( 1/301) الشرح الصغير ( 2/367)، المغني مع الشرح ( 3/449) . المحلى ( 7/176 )
    [10] قال النووي: رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم بأسانيد صحيحة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
    [11] انظر: فتاوى شيخ الإسلام ( 6/135)، زاد المعاد ( 472.471) أضواء البيان ( 5/276) .
    [12] فتاوى الحج من أركان الإسلام، ص(48) لابن عثيمين.
    [13] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد(7/268).
    [14] انظر: رسالة: "رمي الجمرات دراسة فقهية". وكذلك: مختصر اختلاف العلماء (2/156)، بداية المجتهد ( 1/378) المجموع ( 8/141، 179، 181) . البناية ( 3/717)، بدائع الصنائع ( 3/1121)، المغني مع الشرح الكبير (3/479)، الأم ( 2/214).
    [15] تبصير الناسك بأحكام المناسك (138- 139). بتصرف
    [16] رواه أبو داود (1937) وابن ماجة (3048) وأحمد (22/381). وقال الألباني: "الحديث بمجموع طرقه صحيح، ولاسيما وله شاهد من حديث ابن عباس أنه كان ينحر بمكة" انظر السلسلة الصحية حديث رقم (2464).
    [17] أخرجه البيهقي (5/239) وإسناده صحيح.
    [18] ينظر: مسائل يكثر السؤال عنها في الحج، ص(20- 21).
    [19] انظر: شرح النووي على مسلم (9/437) ونيل الأوطار(5/104).
    [20] زاد المعاد(2/315).



    يُتبـــــــــــع


  8. #48
  9. #49
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    بدع الحج و العمرة و الزيارة
    الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    قال ابن مسعود -رضي الله عنه-:
    "اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كُفيتم، عليكم بالأمر العتيق".
    وقد رأيت أن أُلحق بالكتاب ذيلاً أسرد فيه بدع الحجّ، وزيارة المدينة المنورة، وبيت المقدس -رده الله وسائر بلاد المسلمين إليهم وألهمهم العمل بأحكام دينهم- ؛ لأن كثيراً من الناس لا يعرفونها فيقعون فيها، فأحببت أن أزيدهم نصحاً ببيانها والتحذير منها، ذلك لأن العمل لا يقبله الله -تبارك وتعالى- إلا إذا توفّر فيه شرطان اثنان:
    الأول:
    أن يكون خالصاً لوجهه عز وجل.
    والآخر:
    أن يكون صالحاً، ولا يكون صالحاً إلا إذا كان موافقاً للسنة غير مخالف لها
    ومن المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادة مزعومة لم يشرّعها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله، ولم يتقرّب هو بها إلى الله بفعله فهي مخالفة لسنته، لأن السنة على قسمين:
    سنة فعلية
    و
    سنة تركية
    فما تركه -صلى الله عليه وسلم- من تلك العبادات فمن السنة تركها
    ألا ترى مثلاً، أن الأذان للعيدين ولدفن الميت مع كونه ذكراً وتعظيماً لله -عز وجل- لم يجز التقرب به إلى الله -عز وجل-
    وما ذلك إلا لكونه سنة تركها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    وقد فهم هذا المعنى أصحابه -صلى الله عليه وسلم- فكثر عنهم التحذير من البدع تحذيراً عاماً كما هو مذكور في موضعه، حتى قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-:
    "كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تعبدوها".
    وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-:
    "اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق".
    فهنيئاً لمن وفقه الله للإخلاص له في عبادته، واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولم يُخالطها ببدعة، إذاً فليبشّر بتقبّل الله -عز وجل- لطاعته، وإدخاله إياه في جنته.
    جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
    واعلم أن مرجع البدع المشار إليها إلى أمور:
    الأول:
    أحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها ولا نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة [صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم]، وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن تيمية وغيره.
    الثاني:
    أحاديث موضوعة، أو لا أصل لها، خفي أمرها على بعض الفقهاء، فبنوا عليها أحكاماً هي من صميم البدع و محدثات الأمور!.
    الثالث:
    اجتهادات واستحسانات صدرت من بعض الفقهاء، خاصة المتأخرين منهم، لم يدعموها بأي دليل شرعي، بل ساقوها مساق المسلمات من الأمور، حتى صارت سنناً تتبع!، ولا يخفى على المتبصر في دينه، أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه، إذ لا شرع إلا ما شرعه الله تعالى، وحسب المستحسن -إن كان مجتهداًـ أن يجوز له هو العمل بما استحسنه، وأن لا يؤاخذه الله به، أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا، ثم لا.فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية كما سيأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى؟
    الرابع:
    عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع، ولا يشهد لها عقل، وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم، ولم يعدموا من يؤيدهم، ولو قي بعض ذلك ممن يدعي أنه من أهل العلم، ويتزيّا بزيهم.
    ثم ليعلم أن هذه البدع ليست خطورتها في نسبة واحدة، بل هي على درجات، فبعضها شرك وكفر صريح كما سترى، وبعضها دون ذلك
    ولكن يجب أن يعلم أن أصغر بدعة يأتي الرجل بها في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة، فليس في البدع ـكما يتوهم بعضهمـ ما وهو في رتبة المكروه فقط، كيف ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
    « كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» أي صاحبها.
    وقد حقق هذا أتم تحقيق الإمام الشاطبي -رحمه الله- في كتابه العظيم (الاعتصام) ولذلك فأمر البدعة خطير جداً، لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه، ولا يعرف ذلك إلا طائفة من أهل العلم
    وحسبك دليلاً على خطورة البدعة قوله -صلى الله عليه وسلم-:
    « إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة، حتى يدع بدعته» [رواه الطبراني والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) وغيرهما بسند صحيح، وحسنه المنذري].
    وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدّمها إلى القرّاء من إمام كبير من علماء المسلمين الأولين، وهو الشيخ حسن بن علي البَرْبَهاري من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله المتوفى سنة (329)
    قال -رحمه الله تعالى-:
    "واحذر من صغار المحدثات، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً
    وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطيع المخرج منها، فعظمت، وصارت ديناً يدان به، فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن، ولا تدخل في شيء منه حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء؟ فإن أصبت أثراً عنهم فتمسك به، ولا تجاوزه لشيء، ولا تختر عليه شيء، فتسقط في النار.
    واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعاً ونصدقاً مسلماً، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كذبهم، وكفى بهذا فرقة وطعناً عليهم، فهو مبتدع ضال مضل، محدث في الإسلام ما ليس فيه".

    قلت: ورحم الله الإمام مالك حيث قال:
    "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ ديناً، لا يكون اليوم ديناً".
    وصلذى الله على نبينا القائل:
    « ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله، ويقربكم إلى النار، إلا وقد نهيتكم عنه».
    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    بدع ما قبل الإحرام:
    1 ـ الإمساك عن السفر في شهر صفر، وترك ابتداء الأعمال فيه من النكاح والبناء وغيره.
    2 ـ ترك السفر في محاق الشهر، وإذا كان القمر في العقرب.
    3 ـ ترك تنظيف البيت وكنسه عقب السفر المسافر.
    4 ـ صلاة ركعتين حين الخروج إلى الحج، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ*ونَ}، وفي الثانية (الإخلاص) فإذا فرغ قال: "اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت...." ، ويقرأ آية الكرسي، وسورة الإخلاص، المعوذتين وغير ذلك مما جاء في بعض الكتب الفقهية.
    5 ـ صلاة أربع ركعات.
    6 ـ قراءة المريد للحج إذا خرج من منزله آخر سورة (آل عمران) وآية الكرسي و أنا أنزلناه و (أم الكتاب)، بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة.
    7 ـ الجهر بالذكر والتكبير عند تشييع الحجاج وقدومهم.
    8 ـ الأذان عند توديعهم.
    9 ـ المحمل والاحتفال بكسوة الكعبة
    [وقد قضي على هذه البدعة والحمد لله منذ سنين، ولكن لا يزال في مكانها البدعة التي بعدها، وفي الباجوري على ابن القاسم [(1/ 41)]:
    ويحرم التفرج على المحمل المعروف، وكسوة مقام إبراهيم ونحوه].
    10 ـ توديع الحجاج من قبل بعض الدول بالموسيقى!.
    11 ـ السفر وحده أنسا بالله تعالى كما يزعم بعض الصوفية!.
    12 ـ السفر من غير زاد لتصحيح دعوى التوكل!.
    13 ـ السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين.
    14 ـ عقد الرجل على المرأة المتزوجة إذا عزمت على الحج، وليس معها مَحْرَم، يعقد عليها ليكون معها كمحرم [وهذا و الذي بعده من أخبث البدع لما فيه من الاحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما لا يخفى].
    15 ـ مؤاخاة المرأة للرجل الأجنبي ليصير بزعمهما محرماً لها، ثم تعامله كما تعامل محارمها.
    16 ـ سفر المرأة مع عصبة من النساء الثقات ـ بزعمهن ـ بدون محرم، ومثله أن يكون مع إحداهن محرم، فيزعمن أنه محرم عليهن جميعاً!.
    17 ـ أخذ المكس -أي ضريبة الجمارك- من الحجاج القاصدين لأداء فريضة الحج.
    18 ـ صلاة المسافر ركعتين كلما نزل منزلاً، وقوله: اللهم أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.
    19 ـ قراءة المسافر في كل منزل ينزله سورة الإخلاص، إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة، وآية {وَمَا قَدَرُ*وا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِ*هِ} مرة.
    20 ـ الأكل من فَحاً -يعني البصل- كل أرض يأتيها المسافر.
    21 ـ قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، مثل المواضع التي يقال: إن فيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم، كما يقال في صخرة بيت المقدس، ومسجد القدم قبليّ دمشق، وكذلك مشاهد الأنبياء والصالحين [وقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكان، فقال: "ما هذا؟" فقيل: "مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال: "هكذا هلك أصحاب الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً، من عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل، وإلا فلا يصل"].
    22 ـ شهر السلاح عند قدوم تبوك.
    بدع الإحرام والتلبية وغيرها:
    23 ـ اتخاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة في بعض الكتب.
    24 ـ الإحرام قبل الميقات.
    25 ـ الاضطباع عند الإحرام.
    26 ـ التلفظ بالنية.
    27 ـ الحج صامتاً لا يتكلم.
    28 ـ التلبية جماعة في صوت واحد.
    29 ـ التكبير والتهليل بدل التلبية.
    30 ـ القول بعد التلبية:
    "اللهم إني أريد الحج فيسره لي وأعني على أداء فرضه وتقبله مني، اللهم إني نويت أداء فريضتك في الحج، فاجعلني من الذين استجابوا لك.....".
    31 ـ قصد المساجد التي بمكة، وما حولها، غير المسجد الحرام، كالمسجد الذي تحت الصفا، وما في سفح أبي قبيس، ومسجد المولد، ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    32 ـ قصد الجبال والبقاع التي حول مكة، مثل جبل حراء، والجبل الذي عند منى، الذي يقال: إنه كان فيه الفداء، ونحو ذلك.
    33 ـ قصد الصلاة في مسجد عائشة بـ (التنعيم).
    34 ـ التصلب أمام البيت
    [وهو فيما يبدو مسح الوجه والصدر باليدين على الوجه التصليب].
    بدع الطواف:
    35 ـ الغسل للطواف.
    36 ـ لبس الطائف الجورب أو نحوه لئلا يطأ على ذرق الحمام، وتغطية يديه لئلا يمس امرأة.
    37 ـ صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد
    [وإنما تحيته الطواف، ثم الصلاة خلف المقام كما تقدم عنه -صلى الله عليه وسلم- من فعله. وانظر القواعد النورانية لابن تيمية (101)].
    38 ـ قوله:
    نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا كذا.
    39 ـ رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة.
    40 ـ التصويت بتقبيل الحجر الأسود.
    41 ـ المزاحمة على تقبيله، ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله.
    42 ـ تشمير نحو ذيله عند استلام الحجر أو الركن اليماني.
    43 ـ قولهم عند استلام الحجر: اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك.
    44 ـ القول عند استلام الحجر: اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة، مراتب الخزي في الدنيا والآخرة.
    45 ـ وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف.
    46 ـ القول قبالة باب الكعبة:
    اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وهذا مقام العائد بك من النار، مشيراً إلى مقام إبراهيم - عليه السلام -.
    47 ـ الدعاء عند الركن العراقي:
    اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك، والشقاق والنفاق، وسوء الأخلاق، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد.
    48 ـ الدعاء تحت الميزاب:
    اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك... إلخ.
    49 ـ الدعاء في الرَّمَل:
    اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، وتجارة لن تبور، يا عزيز يا غفور.
    50 ـ وفي الأشواط الأربعة الباقية:
    رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.
    51 ـ تقبيل الركن اليماني.
    52 ـ تقبيل الركنين الشاميين والمقام واستلامهما.
    53 ـ التمسح بحيطان الكعبة والمقام.
    54 ـ التبّرك بالعروة الوثقى:
    وهو موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت، تزعم العامة أن من ناله بيده، فقد استمسك بالعروة الوثقى.
    55 ـ مسمار في وسط البيت
    سموه سرَة الدنيا، يكشف أحدهم عن سرته ويتبطح بها على ذلك الموضع، حتى يكون واضعاً سرته على سرة الدنيا.
    56 ـ قصد الطواف تحت المطر، بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه.
    57 ـ التبّرك بالمطر النازل من ميزاب الرحمة من الكعبة.
    58 ـ ترك الطواف بالثوب القذر.
    59 ـ إفراغ الحاج سؤره من ماء زمزم في البئر وقوله:
    اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاء من كل داء..
    60 ـ اغتسال البعض من زمزم.
    61 ـ اهتمامهم بزمزمة لحاهم، وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل بها البركة.
    62 ـ ما ذكر في بعض كتب أنه يتنفس في شرب ماء زمزم مرات، ويرفع بصره في كل مرة وينظر إلى البيت!
    بدع السعي بين الصفا والمروة:
    63 ـ الوضوء لأجل المشي بين الصفا والمروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم سبعون ألف درجة!
    64 ـ الصعود على الصفا حتى يلصق بالجدار.
    65 ـ الدعاء في هبوطه من الصفا:
    اللهم استعملني بسنة نبيك، وتوفني على ملته، وأعذني من مضلات الفتن، برحمتك يا أرحم الراحمين.
    66 ـ القول في السعي:
    رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأغر الأكرم، اللهم اجعله حجاً مبروراً، أو عمرة مبرورة، وذنباً مغفوراً، الله أكبر ثلاثاً... إلخ
    [نعم قد صح منه موقوفاً على ابن مسعود وابن عمر: رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم كما تقدم (الفقرة 55 ص 28)].
    67 ـ السعي أربعة عشرة شوطاً بحيث يختم على الصفا.
    68 ـ تكرار السعي في الحج أو العمرة.
    69 ـ صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي.
    70 ـ استمرارهم في السعي بين الصفا والمروة، وقد أقيمت الصلاة حتى تفوتهم صلاة الجماعة.
    71 ـ التزام دعاء معين إذا أتى مِنى كالذي في [الإحياء]
    "اللهم هذه منِى فامنن علي بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك".
    وإذا خرج منها: "اللهم اجعلها خير غدوة غدوتها قط" الخ...
    بدع عرفة:
    72 ـ الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.
    73 ـ إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى.
    74 ـ الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة:
    سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله... الخ.
    75 ـ رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة.
    76 ـ الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً.
    77 ـ إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة.
    78 ـ الاغتسال ليوم عرفة.
    79 ـ قوله إذا قرب من عرفات، ووقع بصره على جبل الرحمة:
    سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
    80 ـ قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة.
    81 ـ التهليل على عرفات مئة مرة، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة، ثم الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- يزيد في آخرها:
    "وعلينا معهم مئة مرة".
    82 ـ السكوت على عرفات وترك الدعاء.
    83 ـ الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات.
    84 ـ دخول القبة التي على جبل الرحمة، ويسمونها: قبة آدم، والصلاة فيها، والطواف بها كطوافهم بالبيت.
    85 ـ اعتقاد أن الله تعالى ينزل عشية عرفة على جمل أورق، يصافح الركبان، ويعانق المشاة.
    86 ـ خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة.
    87 ـ صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة.
    88 ـ الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته.
    89 ـ قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة: أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر.
    90 ـ التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة.
    91 ـ تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة، كدعاء الخضر عليه السلام الذي أورده في [الإحياء] وأوله:
    "يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع..." وغيره من الأدعية، وبعضها يبلغ خمس صفحات من قياس كتابنا هذا!
    92 ـ إفاضة البعض قبل غروب الشمس.
    93 ـ ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة!
    94- التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع، أو في مكان خارج البلد، فيدعون، ويذكرون، مع رفع الصوت الشديد، والخطب والأشعار، ويتشبهون بأهل عرفة.
    بدع المزدلفة:
    95 ـ الإيضاع -الإسراع- وقت الدافع من عرفة إلى مزدلفة.
    96 ـ الاغتسال للمبيت بمزدلفة.
    97 ـ استحباب نزول الراكب؛ ليدخل مزدلفة ماشياً توقيراً للحرم.
    98 ـ التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة:
    اللهم إن هذه مزدلفة جمعت فيها ألسنة مختلفة، نسألك حوائج مؤتنفة.. الخ ما في [الإحياء].
    99 ـ ترك المبادرة إلى صلاة المغرب فور النزول في المزدلفة، والانشغال عن ذلك بلقط الحصى.
    100 ـ صلاة سنة المغرب بين الصلاتين، أو جمعها إلى سنة العشاء والوتر بعد الفريضتين كما يقول الغزالي.
    101 ـ زيادة الوقيد ليلة النحر و بالمشعر الحرام.
    102 ـ إحياء هذه الليلة.
    103 ـ الوقوف بالمزدلفة بدون بيات.
    104 ـ التزام الدعاء إذا انتهى إلى المشعر الحرام بقوله:
    اللهم بحق المشعر الحرام، والبيت الحرام، والركن والمقام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، وأدخلنا دار السلام يا ذا الجلال و الإكرام "
    هذا الدعاء مع كونه محدثاً ففيه ما يخالف السنة، وهو التوسل إلى الله بحق المشعر الحرام والبيت....، وإنما يتوسل إليه تعالى بأسمائه وصفاته، وقد نص الحنفية على كراهية القول: اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام... الخ كما في حاشية ابن عابدين وغيرها وانظر كتابنا التوسل: أنواعه وأحكامه".
    105 ـ [قول الباجوري (318)]:
    ويسن أخذ الحصى الذي يرميه يوم النحر من المزدلفة وهي سبع والباقي من الجمرات تؤخذ من وادي محسِّر.
    بدع الرمي:
    106 ـ الغسل لرمي الجمار.
    107 ـ غسل الحصيات قبل الرمي.
    108 ـ التسبيح أو غيره من الذكر مكان التكبير.
    109 ـ الزيادة على التكبير قولهم:
    رغماً للشيطان وحزبه، اللهم اجعل حجي مبروراً، وسعيي مشكوراً، وذنبي مغفوراً، اللهم إيماناً بكتابك، واتباعاً لسنة نبيك.
    110 ـ قول بعض المتأخرين:ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي
    : بسم الله، والله أكبر، صدق الله وعده... إلى قوله { وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
    111 ـ التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم:
    يضع طرف إبهامه اليمنى على وسط السبابة، ويضع الحصاة على ظهر الإبهام كأنه عاقد سبعين فيرميها. وقال آخر:
    يحلق سبابته ويضعها على مفصل إبهامه كأنه عاقد عشرة.
    112 ـ تحديد موقف الرامي: أن يكون بينه وبين المرمى خمسة أذرع فصاعداً.
    113 ـ رمي الجمرات بالنعال وغيرها.
    بدع الذبح والحلق:
    114 ـ الرغبة عن ذبح الواجب من الهدي إلى التصدق بثمنه، بزعم أن لحمه يذهب في التراب لكثرته، ولا يستفيد منها إلا القليل!
    [وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي! مع أن المسؤول عن عدم الاستفادة التامة منها إنما هم الحجاج أنفسهم، لأنهم لا يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع الحكيم كما هو مبين في (الأصل) (ص 87 ـ 88)].
    115 ـ ذبح بعضهم هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر.
    116 ـ البدء بالحلق بيسار رأس المحلوق.
    117 ـ الاقتصار على حلق ربع الرأس.
    118 ـ قول الغزالي في [الإحياء]: والسنة أن يستقبل القبلة في الحق.
    119 ـ الدعاء عند الحلق بقوله:
    الحمد لله على ما هدانا، وأنعم علينا، اللهم هذه ناصيتي بيدك فتقبل مني،... الخ.
    120 ـ الطواف بالمساجد التي عند الجمرات.
    121 ـ استحباب صلاة العيد بمنى يوم النحر.
    122 ـ ترك المتمتع السعي بعد طواف الإفاضة.
    بدع متنوعة:
    123 ـ الاحتفال بكسوة الكعبة.
    124 ـ كسوة مقام إبراهيم.
    125 ـ رابط الخرق بالمقام والمنبر لقضاء الحاجات.
    126 ـ كتابة الحجاج أسماءهم على عمد وحيطان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك.
    127 ـ استباحتهم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي يدفعهم.
    128 ـ مناداتهم لمن حج بـ (الحاج).
    129 ـ الخروج من مكة لعمرة تطوع.
    130 ـ الخروج من المسجد الحرام بعد الطواف الوداع على القهقرى.
    131 ـ تبييض بيت الحجاج بالبياض (الجير) ونقشه بالصور، وكتب اسم الحاج وتاريخ حجه عليه.
    بدع الزيارة في المدينة المنورة:
    هذا، ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى -أعاده الله إلى المسلمين قريباًـ لما ورد في ذلك من الفضل والأجر وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها تبليغاً وتحذيراً، فأقول:
    132 ـ قصد قبره -صلى الله عليه وسلم- بالسفر "
    والسنة قصد المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
    « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...» الحديث
    فإذا وصل إليه وصلي التحية زار قبره -صلى الله عليه وسلم-".
    ويجب أن يُعلم أن شد الرحل لزيارة قبره -عليه الصلاة والسلام- وغيره شيء، والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر، خلافاً لما شاع عند المتأخرين، وفيهم بعض الدكاترة، من الخلط بينهما، ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- خصوصاً، والسلفيين عموماً؛ أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهو إفك مبين.
    وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور البوطي الذي نشر تباعاً في مقالات متسلسلة في مجلة التمدن الإسلامية.
    ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان: دفاع عن الحديث النبوي... ، وقد أعيد طبعها بالأوفست قريباً والحمد لله.
    133 ـ إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتحميلهم سلامهم إليه.
    134 ـ الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.
    135 ـ القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة:
    اللهم هذا حرم رسولك، فاجعله لي وقاية من النار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب.
    136 ـ القول عند دخول المدينة:
    بسم الله وعلى ملة رسول الله:
    { رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا} [الإسراء من الآية: 80].
    137 ـ إبقاء القبر النبوي في مسجده.
    138 ـ زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة في مسجده.
    139 ـ استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعاً يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة، فريباً منه أو بعيداً عند دخول المسجد أو الخروج منه.
    140 ـ قصد استقبال القبر أثناء الدعاء.
    141 ـ قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة.
    142 ـ التوسل به -صلى الله عليه وسلم- إلى الله في الدعاء.
    143 ـ طلب الشفاعة وغيرها منه.
    144 ـ قول ابن الحاج في [(المدخل) (1/ 159)] أن من الأدب: أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه!!
    145 ـ قوله أيضاً [(1/ 264)]:
    لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته لأمته، ومعرفته بأحوالهم ونياتهم، وتحسراتهم وخواطرهم!!
    146 ـ وضعهم اليد تبركاً على شباك حُجْر قبره -صلى الله عليه وسلم- وحلف بعضهم بذلك بقوله:
    وحق الذي وضعت يدك شباكه، وقلت: الشفاعة يا رسول الله!!
    147 ـ وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه "وقد أحسن الغزالي رحمه الله تعالى حين أنكر التقبيل المذكور، وقال [(1/ 244)]: "إنه عادة النصارى واليهود. فهل من معتبر؟!.".
    148 ـ التزام صورة خاصة في زيارته -صلى الله عليه وسلم- ، وزيارة صاحبيه
    والتقيد بسلام ودعاء خاص، مثل قول الغزالي:
    "يقف عند وجهه -صلى الله عليه وسلم- ويستدبر القبلة، ويستقبل جدار القبر.... ويقول:
    السلام عليك يا رسول الله..." فذكر سلاماً طويلاً، ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريباً من ثلاث صفحات "
    والمشروع هو:
    السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر، كما كان ابن عمر يفعل، فإن زاد شيئاً يسيراً مما يلهمه ولا يلتزمه، فلا بأس عليه إن شاء الله تعالى".
    149 ـ قصد الصلاة تجاه قبره.
    150 ـ الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر.
    151 ـ قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة
    [وهذا مع كونه بدعة وغلواً في الدين، ومخالفاً لقوله -عليه الصلاة والسلام-:
    « لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني»
    فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة، وفضائل غزيرة، ألا وهي الأذكار، والأوراد بعد السلام، فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة
    فرحم الله من قال:
    "ما أُحدثت بدعة إلا وأميتت سنة"].
    152 ـ قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه.
    153 ـ رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم:
    السلام عليك يا رسول الله.
    154 ـ تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي!
    155 ـ تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر.
    156 ـ قطعهم من شعورهم، ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية.
    157 ـ مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر
    [ولا فائدة مطلقاً من هاتين النخلتين، وإنما وضعتا للزينة، ولفتنة الناس، وقد أزيلتا أخيراً والحمد لله].
    158 ـ التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في زيادة عمر وغيره.
    159 ـ التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة، لتكتب لهم براءة من النفاق، وبراءة من النار [والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينت علته في [السلسلة الضعيفة ـ 364] فلا يجوز العمل به؛ لأنه تشريع، لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي، ظناً منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح، وقد تفوته بعض الصلوات فيه، فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه].
    160 - قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها، بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مسجد قُباء.
    161- تلقين من يعرفون بــ"المزوِّرين" جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيداً عنها بالأصوات المرتفعة، وإعادة هؤلاء ما لُقنوا بأصوات أشد منها.
    162- زيارة البقيع كل يوم، والصلاة في مسجد فاطمة رضي الله عنها.
    163- تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد.
    164- ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء.
    165- التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم.
    166- الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع.
    بدع بيت المقدس:
    167 - قصد زيارة بيت المقدس مع الحج وقولهم:
    قدّس الله حجتك.
    168 - الطواف بقبة الصخرة تشبهاً بالطواف بالكعبة.
    169 - تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم، كالتمسح بها وتقبيلها، وسوق الغنم إليها لذبحها هناك، والتعريف بها عشية عرفة، والبناء عليها وغير ذلك.
    170- زعمه أن هناك على الصخرة أثر قدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأثر عمامته، ومنهم من يظن أنه موضع قدم الرب سبحانه وتعالى.
    171 - زيارتهم المكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى عليه السلام.
    172 - زعمهم أن هناك الصراط والميزان، وأن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرقي المسجد.
    174 - تعظيم السلسلة أو موضعها.
    175 - الصلاة عند قبر إبراهيم الخليل عليه السلام.
    176 - الاجتماع في موسم الحج لإنشاد الغناء، والضرب بالدف في المسجد الأقصى.
    وهذا آخر ما تيسر جمعه من بدع الحج والزيارة، أسأله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك عوناً للمسلمين على اقتفاء أثر سيد المرسلين، والاهتداء بهديه.
    و "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"



    يُتبـــع


  10. #50
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    هنا تُسكب العبرات
    أبو مسلم وليد برجاس

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هنا السماوات تبدو قرب طالبها///هنا الرحاب فضاء حين يُلتمس
    هنا الطهارة تحيا في أماكنها///لا الطيب يبلى ولا الأصداء تندرس

    هنا تُسكب العبرات
    هنا مهبط الوحى ومحضن النور ومهبط الرسالة
    هنا مهوى القلوب.. ومفزع الأفئدة..هنا أطهر بقعة تحن إليها النفوس المؤمنة
    هنا طهر القلوب.. وغسل الأفئدة من الذنوب
    هنا قرب الأحبة من بيت علام الغيوب
    هنا تربّى محمد -صلى الله عليه وسلم-...هنا دعا وجاهد فى سبيله
    هنا كان الصحابة -رضوان الله عليهم- خير جيل تربى على يد خليله
    هنا تُسكب العبرات
    هنا ماضينا وسؤددنا...هنا مجدنا وتاريخنا وعزتنا
    هنا الكعبة المشرفة
    زادها الله بهاء وجمالا...وتشريفا ومهابة...وأمنا وإجلالا
    سوادها من سواد المقل...بناها من هو خير الملل
    هى أرض السلام....وقبلة الأنام
    هنا تسمع الدعوات...وتلهج الألسن والمهج بالتلبيات
    بأجمل نشيد...وأعظم تمجيد لك يارب العبيد
    لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك.. لاشريك لك
    فهل ترى يردّهم خائبين... بعد أن تجرّدوا من زينة الدنيا ذليلين خاشعين
    هجرت الخلق طراً في هواك///وأيتمت العيال لكي أراكا
    فلو قطّعتني في الحب إرباً///لما حنّ الفؤاد إلى سواكا

    هنا تُسكب العبرات
    في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
    (أفضل الأعمال إيمان بالله و رسوله ، ثم جهاد في سبيل الله ، ثم حجّ مبرور)
    قيل للحسن: الحج المبرور جزاؤه الجنة ؟
    قال : آية ذلك : أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة
    و قيل له : جزاء الحج المغفرة ؟
    قال : آية ذلك : أن يدع سيء ما كان عليه من العمل
    استلام الحجر الأسود
    هو أن لا يعود إلى معصية
    قال ابن عباس -رضي الله عنهما- :
    أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن استلمه و صافحه فكأنما صافح الله و قبل يمينه
    فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما
    من تكرر منه نقض العهد أيُوثق بمعاهدته؟!
    علامة القبول
    أن تصل بعد الطاعة إلى رضا المعبود ، وعلامة الصدود أن تبعد -بالمعصية- عن المقصود
    وللحسنة أولاد .. وللسيئة أولاد
    ما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة
    ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها
    النكسة أصعب من المرض الأول
    ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة
    كان الإمام أحمد يدعو ويقول :
    اللهم أعزّني بطاعتك ، ولا تذلّني بمعصيتك .
    ألا إنما التقوى هي العزّ والكرم///وحبّك للدنيا هو الذل والسقم
    و ليس على عبد تقي نقيصة///إذا حقق التقوى و إن حاك أو حجم

    أعظم يوم
    و قد رُوي : أن الله -تعالى- يقول لهم يوم عرفة :
    (أفيضوا مغفوراً لكم ولمن شفعتم فيه)
    و روى الإمام أحمد بإسناده عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال :
    (إن الحاج ليشفع في أربعمائة بيت من قومه ويُبارك في أربعين من أمهات البعير الذي يحمله،ويخرج من خطاياه كيوم ولدته أمه،فإذا رجع من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور ودعاؤه مستجاب)
    زمان تقضى وعيش مضى///بنفــسى والله تلك العـهود
    ألا قـل لزوار دار الحبيب///هنيئاً لكم في الجنان الخلود
    أفيضوا علينا من الماء فيضاً///فنحن عطـاش وأنتم ورود

    لقاء الأحباب لقاح الألباب...وأخبار تلك الديار أحلى عند المحبين من الأسمار
    أرواح القبول تفوح من المقبولين...وأنوار الوصول تلوح على الواصلين
    هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب؟!
    حجّ عليّ بن الموفق ستين حجة فقال :
    فلما كان بعد ذلك جلست في الحجر أفكّر في حالي و كثرة تردادي إلى ذلك المكان و لا أدري هل قُبل مني حجّي أم رد ؟!!
    ثم نمت فرأيت في منامي قائلاً يقول لي : هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب قال : فاستيقظت و قد سُرّي عني
    ما كل من حجّ قُبل///ولا كل من صلّى وصل
    حجّ رجل فتُوفّي في الطريق في رجوعه...فدفنه أصحابه و نسوا الفأس في قبره فنبشوه ليأخذوا الفأس فإذا عنقه و يداه قد جمعت في حلقة الفأس
    فردوا عليه التراب ثم رجعوا إلى أهله فسألوهم عن حاله ؟
    فقالوا :صحب رجلاً فأخذ ماله فكان يحج منه :
    إذا حججت بمالٍ أصله سحت///فما حججت و لكن حجّت العير
    لا يقبل الله إلا كل صالحة///ما كل من حج بيت الله مبرور

    القدوم على الله تعالى
    قدوم الحاج يذكر بالقدوم على الله تعالى
    قدم مسافر فيما مضى على أهله فسروا به
    و هناك امرأة من الصالحات فبكت و قالت : أذكرني هذا بقدومه القدوم على الله -عز وجل- ، فمن مسرور و مثبور .
    قال بعض الملوك لأبي حازم : كيف القدوم على الله تعالى ؟
    فقال أبو حازم : أما قدوم الطائع على الله تعالى فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه ،وأما قدوم العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده الغضبان .
    لعلك غضبان و قلبي غافل///سلام على الدارين إن كنت راضيا
    قال عليّ -رضي الله عنه- :
    تتلقاهم الملائكة على أبواب الجنة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين
    وتلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة: أبشر فقد أعدّ الله لك من الكرامة كذا وكذا
    وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين
    فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا
    فيقلن : أنت رأيته ؟
    فيقول : نعم ، فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب
    قال أبو سليمان الداراني
    تبعث الحوراء من الحور الوصيف من وصائفها فتقول :
    ويحك انظر ما فعل بولي الله ؟
    فتستبطئه فتبعث وصيفاً آخر ، فيأتي الأول فيقول : تركته عند الميزان ، و يأتي الثاني فيقول : تركته عند الصراط ، و يأتي الثالث فيقول:
    قد دخل باب الجنة فيستخفها الفرح فتقف على باب الجنة فإذا أتاها اعتنقه فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا .
    شيشاني في الستين يحج على متن دراجة هوائية !!
    اذهب إلى الحج يا محمود.. كيف يا أماه؟ فأجابتني "لديك دراجة والله معك"
    كانت هذه الرؤيا المبرر الرئيسي الذي جعل المواطن الشيشاني "دزانار محمود علي" -63 عامًا- يقرر الذهاب بدراجته لأداء فريضة الحج هذا العام، قاطعًا 12 ألف كم، عبر خلالها 13 دولة حتى وصل إلى مكة.
    نصب خيمته أمام سفارة المملكة العربية السعودية للحصول على تأشيرة دخول للأراضي المقدسة.
    "تعجب موظفو القنصلية وظنوا أنيّ مختل؛ لأنني خططت للذهاب إلى المملكة العربية السعودية بالدراجة"
    (اصدق الله يصدقك)
    وبعد 18 يومًا من الإصرار منحوني التأشيرة وواصلت رحلتي إلى الجنوب إلى أن وصلت إلى إيران".
    وقال:
    لم يكن بحوزتي تأشيرة لدخول العراق
    لذا تعرّض لي الجنود الأمريكيون بالضرب ودمروا دراجتي وألقوها على الأرض بقوة ووصفوني بـ(خنزير روسي)
    قلت لهم إنني لست روسيًّا، بل مسلمًا فأخذوا مني جواز سفري وصوَّروا علامة الصليب على غلافه
    وتم إجباره على العودة إلى إيران ليواصل رحلته إلى جورجيا عبر أرمينيا وبعدها غادر إلى تركيا
    بيد أن تعرضه لهجوم من ذئبين في أحد الجبال التركية كان أكبر المصاعب التي تغلب عليها بإرادته القوية وبصبره وبدعواه إلى الله أن يحقق أمنيته بتأدية فريضة الحج وفقا لقوله.
    وكان إذا غلبه النعاس، كما يضيف، افترش الأرض متوجها إلى القبلة حتى إذا ما جاءته المنية "مات على نيته".
    بقي لمدة ثلاثة أيام دون طعام مكتفيا بالماء رغم قيام كل الأشخاص الذين قابلهم في رحلته بمساعدته،
    ولكن رحمة الله واسعة حيث منّ عليه بحبة جوز سقطت من فم طائر وجدها ألذ وجبة في حياته وأكثرها إشباعا على الإطلاق في حين رفض أي مساعدة مالية من أحد طلبا لمرضاة الله -عز وجل- بحسب قوله
    ثم وصل إلى سوريا والأردن
    وأخيرًا وصل إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج في رحلة قطع خلالها المسن الشيشاني 12ألف كم بدل مناً 5 آلاف كم، وهي المسافة بين مكة المكرمة ومدينة جروزني
    وبمجرد أن نزل الأراضي المقدسة نسي عناء السفر وانشغل بروحانيات الأراضي المقدسة
    وقال لوكالة الأنباء الفرنسية:
    سألت الله المغفرة لأمي ولعائلتي والحرية لبلدي الشيشان
    مؤكدًا لهم أن الرحلة جاءت استجابة لرغبة أمه التي جاءته في المنام
    إذا هَبَّتْ رياحُـك فاغتنمها///فعقبى كـلِّ خافقـة سكـون
    ولا تَغْفُل عن الإحسان فيها///فما تدري السكون متى يكون

    يحج ماشيا من غرب إفريقيا الى الكعبة سيرا !!!
    الشيخ الحاج عثمان دابو -رحمة الله– من جمهورية جامبيا في أقصى الغرب الإفريقي ، تجاوز الثمانين من عمره ،
    يحّدثنا عن رحلته الطويلة قبل خمسين عاماً إلى البيت العتيق ، ماشياً على قدميه مع أربعة من صحبه من بانجول إلى مكة قاطعين قارة إفريقيا من غربها إلى شرقها ، لم يركبوا فيها إلا فترات يسيرة متقطعة على بعض الدواب ، إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميناء جدة.
    رحلة مليئـة بالعجائب و المواقف الغريبة التي لو دوّنت لكانت من أكثر كتب الرحلات إثارة و عبرة، استمرت الرحلة أكثر من سنتين، ينزلون أحياناً في بعض المدن للتكسب و الراحة و التزود لنفقات الرحلة، ثم يواصلون المسير.
    أصابهم في طريقهم من المشقة و الضيق و الكرب ما الله به عليم
    فكم من ليلة باتوا فيها على الجوع حتى كادوا يهلكون...وكم من ليلة طاردتهم السباع، وفارقهم لذيذ النوم
    وكم من ليلة أحاط بهم الخوف من كل مكان...فقطاع الطرق يعرضون للمسافرين في كل واد
    تسأله: أليس حج البيت الحرام فرض على المستطيع وأنتم في ذلك الوقت غير مستطيعين؟!
    قال: نعم ولكننا تذكرنا ذات يوم قصة إبراهيم الخليل –عليه الصلاة والسلام– عندما ذهب بأهله إلى وادٍ غير ذي زرع عند بيت الله المحرّم
    فقال أحدنا : نحن الآن شباب أقوياء أصحاء فما عذرنا عند الله –تعالى– إن نحن قصّرنا في المسير إلى بيته المحرم، خاصة أننا نظن أن الأيام لن تزيدنا إلا ضعفاً، فلماذا التأخير؟!
    خرج الخمسة من دورهم، وليس معهم إلا قوت يكفيهم لأسبوع واحد فقط
    رب ليل بكيت منه فلما///صرت في غـيره بكيت عليه
    قال الشيخ عثمان: لدغت ذات ليلة في أثناء السفر، فأصابتني حمّى شديدة و شممت رائحة الموت تسري في عروقي
    فكان أصحابي يذهبون للعمل، و أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتوا في آخر النهار، فكان الشيطان يوسوس في صدري:
    أما كان الأولى لك أن تبقى في أرضك؟!
    لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق؟!
    ألم يُفرض الله الحجّ على المستطيع فقط؟!
    فثقلت نفسي وكدت أضعف
    فلما جاء أصحابي نظر أحدهم إلى وجهي وسألني عن حالي، فالتفت عنه ومسحت دمعة غلبتني، فكأنه أحس ما بي! فقال: قم فتوضأ و صلّ، ولن تجد إلا خيراً بإذن الله
    (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) [البقرة: ٤٥ ، ٤٦ ].
    فانشرح صدري، و أذهب الله عني الحزن، ولله الحمد.
    كان الشوق للوصول إلى الحرمين الشريفين يحدوهم في كل أحوالهم، ويخفف عنهم آلام السفر ومشاق الطريق ومخاطره
    مات واحد منهم في الطريق،ثم مات الثانى،ثم الثالث الذى مات في عرض البحر
    واللطيف في أمره أن وصيته لصاحبيه قال لهما فيها:
    إذا وصلتما إلى المسجد الحرام، فأخبرا الله –تعالى– شوقي للقائه، واسألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-
    يعلو على الموت من تسمو إرادته///وفي عزيمته صدق وإيمان
    قال الشيخ عثمان:
    لما مات صاحبنا الثالث نزلني همّ شديد وغمّ عظيم
    وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي؛ فقد كان أكثرنا صبراً وقوة
    وخشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام، فكنت أحسب الأيام والساعات على أحر من الجمر
    فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضاً شديداً وخشيت أن أموت قبل أن أصل إلى مكة المكرمة، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفناني في إحرامي،
    ويقربني قدر طاقته إلى مكة، لعل الله أن يضاعف لي الأجر، ويقبلني في الصالحين.
    أنا الفقـير إلى ربّ البريات///أنـا المسيكين في مجـموع حالاتـي
    أنـا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي///والخير إن يأتنا من عنده يأتي
    لا أستطيع لنفسي جلب منفعـة///ولا عن النفس لي دفـع المضراتِ

    مكثنا في جدة أياماً، ثم واصلنا طريقنا إلى مكة
    كانت أنفاسي تتسارع والبشر يملأ وجهي، والشوق يهزني ويشدني إلى أن وصلنا إلى المسجد الحرام
    وسكت الشيخ قليلاً .. وأخذ يكفكف عبراته، وأقسم بالله -تعالى- أنه لم ير لذة في حياته كتلك اللذة التي غمرت قلبه لما رأى الكعبة المشرفة
    ثم قال: لما رأيت الكعبة سجدت لله شكراً، وأخذت أبكي من شدة الرهبة والهيبة كما يبكي الأطفال، فما أشرفه من بيت وأعظمه من مكان
    ثم تذكّرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام، فحمدت الله –تعالى– على نعمته وفضله عليّ، ثم سألته –سبحانه– أن يكتب خطواتهم وألا يحرمهم الأجر، وأن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
    إقبال جاد على الطاعة، وإقبال لا يعرض عليه التكاسل أو التسويف، إقبال تهون فيه الآلام والأكدار
    إقبال تتساقط تحته كافة العراقيل والعقبات.. إقبال بهمة صادقة وعزيمة عالية تنبع من قلب متعلق بمحبة الله والامتثال لأمره
    فسبحان القائل:
    ( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) [الحج : ٢٧ ].
    تأمّل في حال كثير من المسلمين ممن تحققت فيهم الشروط الشرعية الموجبة لحج بيت الله الحرام، ومع ذلك يسوّفون عن الحج متباطئين
    ألا يتذكر أولئك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
    (من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة)
    فقيراً جئتُ بابك يا إلهي///ولستُ إلى عبادك بالفقيرِ
    غنياً عنهمُ بيقينِ قلبي///وأطمعُ منك في الفضلِ الكبيرِ
    إلهي ما سألتُ سواك عونا///فحسبي العونُ من ربٍ قديرِ
    إلهي ما سألتُ سواك عفوا///فحسبي العفوُ من ربٍ غفورِ
    إلهي ما سألتُ سواك هديا///فحسبي الهديُ من ربٍ بصيرِ
    إذا لم أستعن بك يا الهي///فمن عونيِ سواك ومن مجيرِ

    صفحة بيضاء
    أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
    (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)
    اللهم ارزقنا حجا مبرورا لا رياء فيه ولا سمعة
    فاضت بي الأشواق،أضناني الحنين///نحو المدينة دار خير المرسلين






    يُتبــــــــــــــــــع


صفحة 5 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رِسالَتي ذِي إِلَيها
    بواسطة عادل العاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 10-02-2020, 04:54 PM
  2. وقفات مع عشر ذي الحجة....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-12-2008, 01:13 PM
  3. فضل أيام عشر ذي الحجة والأعمال الواردة فيها.
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-12-2008, 07:45 PM
  4. فضل عشر ذي الحجة
    بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-02-2003, 10:15 PM