معلم اللغة العربية .. ومعلم القراءة والكتابة
(1)
كنت أسمع منذ صغري أن اليابان تجعل الحاصلين على الدكتوراه يدرسون الصفوف الأولى من التعليم، وهذا الخبر لم أتيقن منه إلى هذه اللحظة، لكنني لا أصوبه.
لماذا؟
لأن تعليم اللغة بفروعها تخصص يحتاج إلى مؤهلات وخصائص، وتعليم أبجدياتها تخصص يحتاج إلى مؤهلات وخصائص مختلفة- على الرغم من وجود خصائص مشتركة لأن العمليتين تعليميتان.
كيف؟
معلم اللغة العربية يعلم قواعد علوم اللغة العربية لمن يفقه القراءة والكتابة، ولا ينشغل بمن لا يحسن القراءة والكتابة.
ومعلم القراءة والكتابة يعلم الحروف والحركات والشدة والمد والتنوين، أي الحرف كتابة ونطقا.
والموهبة فيهما مختلفة؛ ففي تعليم اللغة تكون الطاقة لغوية تهدف إلى بناء اللغة وأنماطها داخل الأذهان، وفي تعليم القراءة والكتابة تكون الطاقة تعليمية تركز في المستويات الأولى.
وقد يحتوي شخص واحد الطاقتين، ويكون هذا من فضل الله تعالى، وقد يحتوي الشخص على أحدهما من دون الآخر وهذا هو الغالب.
(2)
وقد عممت وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر أمرا بأن يدرس الصفوف الأولى الحاصلون على المؤهلات العليا، وهذا لا أراه جيدا إلا مع من لا يمتلكون طاقة لغوية يريدون التعبير عنها تأطيرا وتنفيذا.
(3)
هذا رأيي، فهل تشاركني فيه قارئي الكريم؟ أم هل تخالفني؟
أنتظر رأيك مهما كانت طبيعته؛ فهيا!