القمر العاشق _________
[B]
مثل أية خرافة قديمة تعاقبت في أفواه عجائز قريتها الصغيرة
والتي كانت تلوكها النساء حكايا على قناديلاٍ وسن فتيلها وأرتعش نورها معلنا عن أحتضاره ..
[
((بأن على الفتاة العذراء أن لا تنام تحت ضوء القمر عند إكتماله لئلا تصبح حبلى ))
لكنها تحب القمر ، تعشق إكتماله البعيد ،ووهجه وتلك الخيوط الفضية التي تلامس رفرفات أشتعالها اليومي بعد رحيل أمها الصامت أزداد الكون عتمة داكنة وبدا لها الكون أسود
كانت العصافير تحط على مقربة من ثوبها الموشى بحرا ، تطير في مهرجان من الأزرق واللازورد .
ترصع النجوم ثناياه ببريق آخاذ ، وتنثال اللالئ السحرية البيضاء على وسادتها البريئة بأحلام قلبها النابض .
كانت تحب النوم تحت وهج القمر فوق سطح بيتها الذي يغفو كطفل صغير على ترانيم أمه الملونة .
تفتح عينيها كل مساء لبوابة الأحلام والخيال والترقب ، ليكتظ عمرها الغر بفتنة الهوى ليصل بعد مشقة بالغة أقاليم البهجة.
وهكذا ...
تتحدث في همس وتبوح بسرها لأشرعة المساء الغائم وجدا لذلك الذي يتراشق معها النجوم والنيازك والأنشطارات القزحية والغموض ووهجه الآسر .
لكنه العشق..ورغبة بالوله ، ينتفضان فيها فجأة ويبهران غيثها المنهمر ،تمتشق معهما صهوة الريح وتسافر مع النور بعيدا عن عزلتها وخوفها وأبوابها المغلقة دائما.
لمحته مرة يدخل بوابة النور معها ، ويرش البلور على الشواطئ المختلجة نشوة .
تعلقت حبالها بحباله وأستحالت كزهرة عباد الشمس تدور بمحور لا يكون إلا به لم يكن ذلك إلا شعور بأنها خارجة من طقوس الخصب وتربته الحانية
- إياك والقمر لا تطيلي النظر إليه
لطالما سمعت جدتها العجوز تنهرها عندما تشاهدها تحدق بالقمر .
لكنه يعشقني ..
إنها معه لا تعبأ بالكلام ، والمشهد الليلي ينثال على عتمة السطح في سديمه السرمدي ..
- أتكون رجلا أنت يا قمر ؟؟!!!!!!!!!
كان السكون يلف المكان ، لكن قلبها أسرها .....
- ستكونين عاشقة تبحث في غابات الحب وجاذبية الليل عن من ترفلين معه بهدأة العشق والعري ، تدغدغين حواسه بزركشة الأجنحة الطليقة وفصول التحليق .
هي الأن معه يزرعان معا طلسما جديدا وحرزا من بقايا ياقوت الوهم ومقامات السكرة .
يلتحفان جموح الماء ويتدثران بغواية الرياحين ورحيق الشهوة .
وجهه ينبجس من العتمة فضيا كم تعشق تفاصيله تلك ،يغريها الهرب لأعالي التيه والأحتواء يجعلها أنثى كاملة، خارجة للتو من نار عاتية .
تتفتح الفراشات بأرديتها القزحية ، تخرج لوهج النور
تسرح برفرفات أجنحتها في فضة الجسد ، تتفتح مسامات جلده عن رائحة عبقة .
بينما تستنشق بعض من ورده
كانت تلم إنكساراتها وشظايا البلور تتهاوى أرضا ...
لكنه الموت ....
لا شيء بعده
.
.
.
.
.
مرت الأعوام ....
ومازال القمر يسرح كل ليلة يرشق الكون حلم شفيف .
[/B[/COLOR]]