أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: طفلتان

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    العمر : 39
    المشاركات : 155
    المواضيع : 4
    الردود : 155
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي طفلتان


    خرجت من المدرسة ... لمحت ابتسامته اليومية تنتظرها ...
    حمل إليها اليوم قطعة كبيرة من الشوكولا , ربت على كتفها ... شعرت بحنان غير مألوف , لا أحد يهتم بها ... لاوجود لها في البيت , وفي المدرسة سمعت معلمتها تقول عنها ... هذه طفلة ... ليس لها ملامح ...
    حتى صديقتها علياء , أخبرتها ذات يم بأن شكلها غير لائق ... ملابسها ... ورائحتها ... واتهتمتها بأنها لاتغتسل ... لذلك لم تعد تطيق السير معها... , جذبها من يدها , وتوارى بها بعيدا ....
    وفي لحظة شعرت بأن الدنيا تدور بها ... غابت عن الوعي ... كان آخر ما وقعت عليه عيناها , أنها فقدت قطعة الشوكولا ... وتلطخ كل شيء ...
    فتحت عينيها ... سمعتهم يتحدثون بحدة :
    - هي أغوتني ... تعرفون أني إبن ...
    - كيف ... هل يمكن ...
    - لابد من انتظار نتائج الفحوص الجينية ... والأمر يتطلب وقتا
    - سنطلق سراحه بضمانة مالية ...
    - كيف ... هل يمكن ...
    - بصراحة أنا مقيّد ... لاأستطيع أن أفعل شيئا ... هذه هي الاجراءات .
    وعندما عادت الى المدرسة , رفضت الناظرة عديلة أن تسمح لها بالدخول ...
    وعلى كتفها طفلة رضيعة .

    نوف

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    أختي الأديبة نوف

    أعجب ما رأيت من أمرك أنك تمكنت من خداعنا ، فأوهمتنا أنك تخطين خطواتك الأولى نحو الأدب ، والأعجب

    من ذلك أنك أتقنت ( المخادعة ) في ردودك - أيضا .

    فيا أختاه لقد انكشف الأمر ، فدعينا نحلك المنزلة اللائقة بك ، فوالله إن لك حرفا يعرف وجهته لا يخطئها و لا يقصر عنها .

    ـ ( طفلتان ) العنوان جاذب يشد القارئ إلى النص ، ومن مظاهر حذق الكاتب وتمكنه حسن اختيار العنوان ، وقد فعلتِ .

    ـ السياق هو : " .... ربت على كتفها .. ، جذبها من يدها .. ". في مثل هذه المواضع تتجلى موهبة الأديب ،

    وهذا ما كان منك ، ففصلت بـ" شعرت بحنان غير مألوف ... " ثم جاءت " جذبها " وهذا التصرف منك له

    قيمتان عاليتان أثرتا النص ؛ الأولى تشويق القارئ ، ترى ما الذي حدث بعد أن " ربت على كتفها " ،

    والأخرى لها بعد غائر شغلت به الدراسات النفسية والاجتماعية ، وها أنت تتناولينه أدبا رفيعا ،

    يجعل القارئ يعي الرسالة من وجه آخر لا يفصح عنه إلا الأدباء .

    ـ كانت لغتك معبرة موحية ، فكان لك معنى وغرض العبارة الدالة عليه :

    " كان آخر ما وقعت عليه عيناها , أنها فقدت قطعة الشوكولا " يا لبراءة تلك الطفلة المسكينة .

    " جذبها " إن انتقاء هذه الكلمة بعد " .. الشوكولا , ربت على كتفها ... شعرت بحنان غير

    مألوف " يكاد ينخلع معه القلب حنقا على ذلك ( ) وشفقة على تلك الطفلة .

    ـ ما أصدقك : " فتحت عينيها ... سمعتهم يتحدثون بحدة ... ".

    ليس من اليسير تضمين نص قصير كل هذه المعاني إلا إذا كان الكاتب ذا موهبة فذة ، ومقدرة بيانية متفردة .

    ـ بعض الأساتذة المتخصصين سيقولون : أين الرمز ؟ أين الضبابية التي هي من سمات عصرنا مع الأسف ،

    وهو رأي وجيه خليق بالنظر والاحترام بيد أني شخصيا لا تستهويني النصوص التي أقرأها وكأني أقرأ نصا

    مترجما، ما أشد حاجتنا إلى الإبداع العربي الذي لا تشوبه العجمة فكرا أو لغة ، كما أني أرى النص غارقا

    في الرمز إلى الأذقان .

    لك من أخيك تحية عاطرة وسلاما جميلا

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيزة نوف..
    طفلتان..عنوان يوحي بالكثير..ولعله خير مدخل للمضمون الذي وجدته يتناسب وبقدر كبير مع فكرة العنوان.. لكون العنوان جاء ليؤكد الحدث..والمغزى من المضمون نفسه..تناسب موفق بين الفكرة .. و اللغة التعبيرية ..او ما يمكن ان نسميه اللقطة والتصوير هنا..حيث ابدعت في نقل الصورة الكاملة للحدث الينا وبتعابير قليلة لكنها دقيقة..وبسردية غير مجهدة..وبقدرة على التحكم في البناء السردي.. حضرت مجمل مكوناته بشكل مكثف وشفاف .. رغم ما كان يمكن تجاوزه من اختزال بدا أحيانا عائقا في وجه اكتمال تنامي السرد..ولكن هذا لم يقلل من شأن النص كونه وضع بين ايدينا موضوعا ذا اهمية بالغة من حيث النظرة الاجتماعية والاخلاقية..من حيث كيفية كغيان الحيوانية على الانسان في اغلب فترات حياته بالاخص فيما يخص شهوته..وهذه الحيوانية هي التي تمخض عنها حوادث وجرائم راحت ضحيتها الكثيرين.. من كلا الجنسين..ولعلي هنا اقف عند هذه اللقطة التصويرية والتي ابدعت في التعبير عنها..هي اغوتني.. تعرفون اني ابن...حيث شكلت هذه اللقطة محورا اساسيا في قرأتي للنص من حيث الدلالة والفهم والصورة والمضمون..فكأننا لم نزل نعيش تحت سطوة من انا ..ومن انت..الا تعرفني...!!!

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية كنعان محمود قاسم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2007
    الدولة : الموصل
    العمر : 42
    المشاركات : 224
    المواضيع : 27
    الردود : 224
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف السعيدي مشاهدة المشاركة

    خرجت من المدرسة ... لمحت ابتسامته اليومية تنتظرها ...
    حمل إليها اليوم قطعة كبيرة من الشوكولا , ربت على كتفها ... شعرت بحنان غير مألوف , لا أحد يهتم بها ... لاوجود لها في البيت , وفي المدرسة سمعت معلمتها تقول عنها ... هذه طفلة ... ليس لها ملامح ...
    حتى صديقتها علياء , أخبرتها ذات يم بأن شكلها غير لائق ... ملابسها ... ورائحتها ... واتهتمتها بأنها لاتغتسل ... لذلك لم تعد تطيق السير معها... , جذبها من يدها , وتوارى بها بعيدا ....
    وفي لحظة شعرت بأن الدنيا تدور بها ... غابت عن الوعي ... كان آخر ما وقعت عليه عيناها , أنها فقدت قطعة الشوكولا ... وتلطخ كل شيء ...
    فتحت عينيها ... سمعتهم يتحدثون بحدة :
    - هي أغوتني ... تعرفون أني إبن ...
    - كيف ... هل يمكن ...
    - لابد من انتظار نتائج الفحوص الجينية ... والأمر يتطلب وقتا
    - سنطلق سراحه بضمانة مالية ...
    - كيف ... هل يمكن ...
    - بصراحة أنا مقيّد ... لاأستطيع أن أفعل شيئا ... هذه هي الاجراءات .
    وعندما عادت الى المدرسة , رفضت الناظرة عديلة أن تسمح لها بالدخول ...
    وعلى كتفها طفلة رضيعة .
    نوف
    أدهشتني بهذه الكلمات لم اشعر بنفسي وانا اسبح داخل هذه القصة القصيرة لقد أخذتني الى مكان بعيد ولاكن انتها بي الموضوع الى طريق غامض وتملك وجهي العديد
    من علامات الاستفهام
    تقبل تحياتي
    النجاة بالصدق

  5. #5
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخت الأديبة الراقية / نوف السعدي ..

    مرور أول على صفحتك اثار دهشتي وأنا اغرق بين حروفك الرائعة ، والسبك القصصي الجميل ، الذي يشد المتلقي دون وعي منه ، لينجرف مع سيل مدادك حتى يصل المصب ، ليرتوي من صاف أدبك الراقي الجميل .

    مرحبا بك بيننا أختا نفخر بوجودها معنا .
    تحيتي والود وطاقة ورد .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  6. #6

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    العمر : 39
    المشاركات : 155
    المواضيع : 4
    الردود : 155
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي


    الأخ الأديب الاستاذ أحمد الرشيدي
    أولا , أشكر لك مرورك البهي , وكلماتك الرائعة المشجعة دوما
    قلت لك : أنك استاذ
    ثانيا , لقد جعلتني أبتسم حتى الضحك لما قلته :

    -أعجب ما رأيت من أمرك أنك تمكنت من خداعنا ، فأوهمتنا أنك تخطين خطواتك الأولى نحو الأدب ، والأعجب
    من ذلك أنك أتقنت ( المخادعة ) في ردودك - أيضا .
    فيا أختاه لقد انكشف الأمر ، فدعينا نحلك المنزلة اللائقة بك ، فوالله إن لك حرفا يعرف وجهته لا يخطئها و لا يقصر عنها .-

    سامحك الله
    أنا لم أخدع أحدا إنما بدأت بالتعلم منكم في الواحة , ردودكم ومستوى المواضيع والنصوص والمعاملة الأسرية الراقية ولكم أسمى الشكر والامتنان جميعا .
    وأنظر بإعجاب الى التحليل الجميل الذي أوليت قصتي , بدأت بالعنوان ثم أكّدت على بعض النقاط الناجحة في القصة بقلم الأديب البارع , وتذوقك العالي .
    وأعجبت بنقاشك الجميل في موضوع الرمز وتأكيدك على القوة والوضوح وتحريك الخيال والفكر بعيدا عن الضبابية والغموض المفرط .
    تحايا وتقدير

    نوف

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    العمر : 39
    المشاركات : 155
    المواضيع : 4
    الردود : 155
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيزة نوف..
    طفلتان..عنوان يوحي بالكثير..ولعله خير مدخل للمضمون الذي وجدته يتناسب وبقدر كبير مع فكرة العنوان.. لكون العنوان جاء ليؤكد الحدث..والمغزى من المضمون نفسه..تناسب موفق بين الفكرة .. و اللغة التعبيرية ..او ما يمكن ان نسميه اللقطة والتصوير هنا..حيث ابدعت في نقل الصورة الكاملة للحدث الينا وبتعابير قليلة لكنها دقيقة..وبسردية غير مجهدة..وبقدرة على التحكم في البناء السردي.. حضرت مجمل مكوناته بشكل مكثف وشفاف .. رغم ما كان يمكن تجاوزه من اختزال بدا أحيانا عائقا في وجه اكتمال تنامي السرد..ولكن هذا لم يقلل من شأن النص كونه وضع بين ايدينا موضوعا ذا اهمية بالغة من حيث النظرة الاجتماعية والاخلاقية..من حيث كيفية كغيان الحيوانية على الانسان في اغلب فترات حياته بالاخص فيما يخص شهوته..وهذه الحيوانية هي التي تمخض عنها حوادث وجرائم راحت ضحيتها الكثيرين.. من كلا الجنسين..ولعلي هنا اقف عند هذه اللقطة التصويرية والتي ابدعت في التعبير عنها..هي اغوتني.. تعرفون اني ابن...حيث شكلت هذه اللقطة محورا اساسيا في قرأتي للنص من حيث الدلالة والفهم والصورة والمضمون..فكأننا لم نزل نعيش تحت سطوة من انا ..ومن انت..الا تعرفني...!!!
    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

    الأديب والفيلسوف الرائع الاستاذ جوتيار تمر

    لا أدري ماذا أقول , فمرورك على عمل لي يمنحني فرحة طفل بهدية عيد
    وتحليلاتك وقراءتك للعمل شيء لايضاهى...
    تعطي الوقت...وتبذل الجهد وتستخدم مخزونك الأدبي والمعرفي لتضع بصمة
    وتمنح الكاتب فرصة التعرف على النقاط الايجابية والابداعية , وأنا أشعر عندما تغفل نقطة ما ... بأني لم أوفق في ابرازها .
    إحساسك بما أردت ايصاله أمر مدهش لايملكه إلا أديب متمكن
    دعني أشكرك على ملامستك لكل صغيرة وكبيرة في النص
    وكل الامتنان لتشجيعك وجهودك النقدية
    وتحايا قلبية

    نوف

  9. #9
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    العمر : 39
    المشاركات : 155
    المواضيع : 4
    الردود : 155
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي


    الأديب القاص كنعان محمود قاسم

    لك الشكر والامتنان على ملامستك الرقيقة للنص , وإعجابك بالعمل حيث كتبت لي :

    -أدهشتني بهذه الكلمات لم اشعر بنفسي وانا اسبح داخل هذه القصة القصيرة لقد أخذتني الى مكان بعيد ولكن انتهى بي الموضوع الى طريق غامض وتملك وجهي العديد
    من علامات الاستفهام
    تقبلي تحياتي -

    لقد منحت قصتي وساما لاينسى , حيث أوحيت لي أنك طفت في خيالك محلقا ... وهذه نقطة أفرحتني .
    لك تحايا

    نوف

  10. #10
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    العمر : 39
    المشاركات : 155
    المواضيع : 4
    الردود : 155
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    الأخت الأديبة الراقية / نوف السعدي ..
    مرور أول على صفحتك اثار دهشتي وأنا اغرق بين حروفك الرائعة ، والسبك القصصي الجميل ، الذي يشد المتلقي دون وعي منه ، لينجرف مع سيل مدادك حتى يصل المصب ، ليرتوي من صاف أدبك الراقي الجميل .
    مرحبا بك بيننا أختا نفخر بوجودها معنا .
    تحيتي والود وطاقة ورد .
    الأديبة الراقية وفاء شوكت خضر

    لأكون صريحة معك
    فقد قرأت لك بعض الأعمال وأنا معجبة بك أديبة كبيرة
    وأشكرك على هذه الكلمات الراقية ... التي أتت من الأديبة الكبيرة المتذوقة لفن القصة , وإن كان هناك من يفخر ... فأنا التي أفخر بمداد حروفك ... ونقاء نفسك ...
    وأنا فعلا أفتخر بوجودي بينكم في الواحة الكريمة
    تحايا قلبية

    نوف

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة