على مائدة الكلام تعلمت إلقاء السلام بكل لغات الأنام ..أدمنت الفلامنغو رقصة على لوحة أقلامها الأنغام .. بدأت رواية يرويها الزمان على خطى قضاء الرحمان في كتاب البيان سطره الحي الذي لا ينام نأخد منها كريم العبر في حياة الأمم تدور أحداثها حول وفد جاء إلينا في دهرتسيل فيه الدموع بمقدار ما تراق فيه الدماء نسب ضيفنا هذا عريق في بحر عميق قد نجني منه العقيق إن لم نكن تحت إمرته رقيق ، في عالم جميل تعلمت منه كل فعل جليل وعرفت فيه محو الدليل ..أحببت فيه لغتنا العربية لغة عظيمة تسمى الضاد لعظمة حرف سمي بها إبان عصر في عولمته إكتظاظ و عشقت بلسان قلبي الانجليزية ..وهناك اكتشفت ألفة و عشرة ما بين لغات قومية فأفصحت الفرنسية عربية و تحدثوا هم الانجليزية أمريكية وفي بلد واحد تدوس التراب تسع لغات رسمية تلقى الرقيا مثل ما إلتقت اللغات في جنوب إفريقيا .. و اكتشفت آدابا ومتعة أحرف أجنبية فثاقافات وعادات ملكية و أخلاقا نبوية .. ولم تكتفي لهفتي و لم ينحبس شوقي فتفاجأ الكيان بحب عظيم يشبه الوجد في بلادي وأمثالا تقال خلتها لبرهة من تراث أجدادي ..عانقت فيهم حين ودعتهم رجلا يسمى طارق بن زياد .. بحثت عن حب جديد فتعرفت على أناس قلوبهم تشترط الحب بلا عنوان و لا تحديد والكريم عندهم كل من كان بالرأي سديد و في الكلام أكيد و في الطرح جديد .. إذ خاطبتهم قائلا يا إخوتي في الأرض لست ببليد ولا جبار عنيد فتقبلوني قبولا حسنا في مجتمعهم وعالمهم البعيد..فحفظت لهم خيرا وشاورتهم في كل حين ما كنت أريد.. وفي غربتي هته نسيت أهلي واسمي الذي رافقني مذ كنت وليد.. و خلعت عني بردتي التي ورثتها عن أبي و ورثها هو عن جده مذ عمر مديد .. وكدت هناك أنسى لغتي لولا رحمة ربي وما أبى ربي إلا حفظ لغة نزل بها قرءان مجيد و هل يرضى أهل الجنان أن تداس لغة تتلى في سماء لم ترها عين العبيد لخالق سبع سماوات و سبع أراضين فكان له الوعد و الوعيد.. لم أحتفظ هنا و هاهنا بحبي من أجل فتاة واحدة ولم أبخل بابتسامتي لأجل وفود وافدة بل إليكم بنو البشر حبي صلوات ساجدة وقلبي يوحي للشفاه بابتسامات لا لشيء لا للفائدة وإنما رضا في النفس و حبا عظيما سعى لتوحيد بلاد عائدة ..