أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: نهاية رواية

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    Post نهاية رواية

    نهاية رواية
    - ماذا تفعل؟
    - أبحث في هذه الكتب عن حل لبطل روايتي.
    - يا رجل ! توقف عن هذا الهذيان ! تضيع حياتك وحياتنا ولقمة عيشنا في الكتب.
    - الكتب تصنع الحياة ولا تضيعها.
    - الحياة تصنعها الهمم.
    - والهمم تحتاج إلى عقول مستنيرة.
    - مستنيرة !!! مثل عقلك أليس كذالك؟
    - وما به عقلي؟
    - أنت أدرى به مني.
    - آآآآه لو تذوقتِ ولو لمرة واحدة نشوة الكتابة وعرفت قيمة هذه الكتب لما كنتِ لتقولي هذا الكلام.
    - ولو عرفتَ طعم الحياة وقيمة العمر ما ضيعتَه في تقليب الأوراق.
    - أعذرُ قِصر نظركِ ، فسنوات تعليمكِ القليلة لا تسعفكِ في فهم ما أقول.
    - صحيح أني لم أكمل تعليمي ، لكني تعلمت من الحياة ما لن تجده في الكتب. وعندما أرى حالك أحمد الله أني لم أفعل.
    - حالي وما به ؟
    - أنتَ أدرى به مني.
    - أنتِ لا تقولين شيئا مفيدا.
    - وأنتَ لا تفعل ما يفيد.
    - ما أفعلهُ، لن تعرفي قيمته الآن. ولكن سيأتي اليوم الذي تشكرينني فيه، وتتأسفين على كل كلمة تفوهتِ بها.
    - حين يتقوس ظهرك ؟!! أم عندما تحمل إلى القبر؟
    - بل حين يقف المجتمع كله احتراما وتقديرا لإنجازي. حينما ستتغنى الأمة كلها باسمي كما تتغنى الآن بقصائد الشابي.
    - (ساخرة) والعالم كله سيعترف بك ، أليس كذالك؟
    - ذلك سيأتي لاحقا ، إنه تحصيل حاصل.
    - وما هو هذا الإنجاز يا عبقري زمانك؟
    - الرواية.
    - الرواية مرة أخرى !!؟
    - ستصبح مرجعا في كل شيء ، وسيكون بطلها القائد الجديد للعالم والباعث لأمجاد الأمة الضائعة.
    - على حسب ما أعرف، أمجاد الأمة لا تنبت على الأوراق وإنما على أكتاف رجالها.
    - صدقتِ، و بطل روايتي بألف رجل.
    - الأمة لا تحتاج رجالا من ورق. ثم أما آن لهذه الرواية أن تنتهي ؟ قطار الحياة لا ينتظر يا رجل !
    - (متهكما) من حسن الحظ أن القطارات في أيامنا هذه أصبحت وفيرة ، إذا فاتك قطار فستركب الآخر.
    - لكن اليوم غير اليوم والعمر واحد.
    - وما ذنبي أنا؟
    - ذنب من إذا؟
    - الذنب على شخوص الرواية.
    - ألا يمكن أن تكون واقعيا ولو لمرة واحدة وتتوقف عن الهذيان؟
    - أنا واقعي جدا ! ولكن عقلك الضيق لا يعرف من الواقع غير الرغيف، ويقصر عن فهم المعاناة التي يواجهها كاتب كبير مثلي في إنجاح رواية بهذه الضخامة. ليس من السهل التحكم في حياة عشرات الشخوص المتفاعلة على امتداد سنوات ومئات الصفحات. ليس من السهل ضبط مساراتها وكبح جماح طموحاتها ، ووضعها في الأزمنة والأمكنة المناسبة. والأصعب من ذلك أن تجبرها على العيش مع بعضها بمواقفها المتباينة ومرجعياتها المختلفة، وطباعها التي تصل حد التناقض.
    - وما الذي يجبرك على جمع ما لا يمكن أن يجتمع؟
    - إنه قدر الرواية.
    - ماذا؟
    - نعم . فكما للحياة أقدار تسوقنا إلى ما نريد وفي الغالب ما لا نريد ، فإن للروايات أقدارا تسوق الشخصيات نحو ما يخدمها ، ثم إني أحاول أن يبقى الشمل مجتمعا والكل متلاحما حتى النهاية ، لكي يكون الإنجاز أعظم والفرحة كاملة.
    - أوتظنك فعلا قادرا على ذلك؟
    - نعم، إن طاوعتني هذه المرأة ، وسلمتني زمامها.
    - أي امرأة يارجل؟ من تكون؟ أين ومتى وكيف ؟ .... كيف عرفتها ؟ هذا ما كان ينقصني ، امرأة أخرى في حياتك ! أهذا جزاء تضحيتي معك؟
    - (ضحك حتى دمعت عيناه) إنها زوجة بطل روايتي يا جاهلة. إمرأة عنيدة متسلطة متمردة لا تلتزم بالحوارات التي ألقنها إياها ولا ترض بالمسار الذي اخترتُه لزوجها. تخرج عن النص وتحاصره بأسئلة حمقاء تشوش على أفكاره و تفسد عليه خلوته. إنها تعيق تقدمه في الحياة وتمنعه من تحقيق أحلامه العظيمة . هي باختصار قدره الأسود.
    - وهل من العدل أن تظل روايتك وحياتنا تحت رحمة هذه المتعجرفة. عليك أن تتصرف وتجد لها حلا. أنت من أقحمها في حياتنا وهذه مسؤوليتك.
    لقد سئمتُ من حياة البؤس والفقر. أُنْظرْ إلى النعيم الذي يرفل فيه أصدقاؤك. أليسوا أقل منك تعليما ؟ وماذا عن أخيك الذي تركت له الجمل بما حمل وتنازلت له عن نصيبك في تجارة المرحوم. أترى أين أصبح وأين بقيت ؟ أنظر إلى حالنا أنا وابنك: لا سكن يليق ، لا سيارة لا فسح.... لا........ لا........
    تناول لفافة تبغ من جيب قميصه ، أشعلها ، أخذ نفسا عميقا ، أسند رأسه إلى الحائط مغمضا عينيه ، حبس أنفاسه لحظة كأنما ليمنح فرصة لسم اللفافة لينفذ إلى أبعد نقطة في دماغه.
    فتح عينيه من جديد وأطلق العنان لسحابة كبيرة من الدخان لتنعتق من بين شفتيه خيطا رفيعا ينساب على مهل.
    كانت السيجارة تمضي احتراقا والدخان يقضم ملامح زوجته وصوتها يخفت تدريجيا .
    فجأة لمعت عيناه ، عدل جلسته ، سكن لحظة ثم انتفض.
    - وجدتها ..... وجدتها
    - ماذا وجدت يا رجل؟
    - سأنهي الرواية..... وجدت الحل.
    - وما هو؟
    - الطلاق
    - ماذا؟
    - أنتِ طالقققققققققققققققققققققق ققققققق
    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  2. #2
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    يا لهذا الحوار الخيالي الذي صبّ نتيجته واقعا!
    قصّة لملمت خيوطها الجاذبة في السّرد بقفلة مفاجئة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  3. #3
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    يا لهذا الحوار الخيالي الذي صبّ نتيجته واقعا!
    قصّة لملمت خيوطها الجاذبة في السّرد بقفلة مفاجئة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    أهلا بك أختي الكريمة.
    شكرا لمرورك الطيب وقراءتك القيمة.
    عيد مبارك وكل عام وأنت بألف خير.


  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    وكانت تلك نهاية بطلة روايته - زوجته
    والتي كُشف النقاب عنها في النهاية التي جاءت مباغتة مفاجأة
    وأسلوب حواري جميل ماتع
    دام ألقك أديبنا الفاضل
    وكل عام وأنت بخير
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    وكانت تلك نهاية بطلة روايته - زوجته
    والتي كُشف النقاب عنها في النهاية التي جاءت مباغتة مفاجأة
    وأسلوب حواري جميل ماتع
    دام ألقك أديبنا الفاضل
    وكل عام وأنت بخير
    تحاياي
    الأحت آمال المصري،
    شكرا على مرورك الطيب، وهل تزهر أحرفنا إلا بقراءتكم وتفاعلكم معها.
    حياك الله.

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Oct 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 53
    المشاركات : 72
    المواضيع : 1
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.02
    من مواضيعي

    افتراضي

    أبدعت في الحوار شكلا ومضمونا والجميل قدرتك على أن تضعنا في إطار القصة بطريقة ضمنية دون الحاجة لتخصيص وقفات للإضاءات.
    أظن البطل هنا لم يكن يشتغل على رواية بقدر ما كان منشغلا بواقعه وأوجه الخلاف بينه وبين زوجته التي تتحمل نصيبا من المسؤولية فيما آلت إليه النهاية. وأنا لا أرى أنها قصة انزاحت عن بداية خيالية إلى نهاية واقعية. وإنما ابتدأت بواقع مرموز وانتهت بواقع صريح ولا مجال هنا للتداخل بين الخيال والواقع.
    كانت هذه قراءة من منظوري الخاص أرجو أن أكون قد توفقت فيها وجاورت ما ذهب إليه صاحبها.
    أعجبتني كثيرا القصة وأعجبني أكثر الحوار والفكرة ثم القفلة المفاجئة
    دمت بخير أديبنا المبدع.

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد النعمة بيروك شاعر وقاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : عيون الساقية الحمراء
    المشاركات : 1,510
    المواضيع : 102
    الردود : 1510
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    قصّة حوارية تناولت علاقة الأدب بالحياة.. الأدب وليس العلم إجمالا كما قد يوحي النص عندما بعيب البطل زوجته بالجهل، لأن الغلم لبس هو التفريط بحق الأهل.. والتدخين مثلا.. والاستهانة بالعشرة لدرجة تحطيم البيت بكلمة..

    لكن القضية من حيث المبدأ موضوع مهم، لأن الزّوج يشعر بتهديد حقيقي إذا شعر أنّ زوجته تقف بينه وبين النّجاح بأكثر من مجرّد انتقاد..

    فصة جميلة بنَفَس قصصي أخّاذ..

    شكرا لك.
    http://bairoukmohamednaama.wordpress.com/

  8. #8
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    السلام عليكم


    حقيقة أسلوب النص جد رائع ومميز

    استمعت كثيراً بالقراءة


    مودي وتحيتي لشخصك الراقي

  9. #9
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    دفعت الزوجة ثمن عدم تقديرها لطقوس زوجها غاليًا . نص مشوق متسارع النظم بنهاية غير متوقعة .دام ألقك . كل التحايا.

  10. #10
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة السفياني مشاهدة المشاركة
    أبدعت في الحوار شكلا ومضمونا والجميل قدرتك على أن تضعنا في إطار القصة بطريقة ضمنية دون الحاجة لتخصيص وقفات للإضاءات.
    أظن البطل هنا لم يكن يشتغل على رواية بقدر ما كان منشغلا بواقعه وأوجه الخلاف بينه وبين زوجته التي تتحمل نصيبا من المسؤولية فيما آلت إليه النهاية. وأنا لا أرى أنها قصة انزاحت عن بداية خيالية إلى نهاية واقعية. وإنما ابتدأت بواقع مرموز وانتهت بواقع صريح ولا مجال هنا للتداخل بين الخيال والواقع.
    كانت هذه قراءة من منظوري الخاص أرجو أن أكون قد توفقت فيها وجاورت ما ذهب إليه صاحبها.
    أعجبتني كثيرا القصة وأعجبني أكثر الحوار والفكرة ثم القفلة المفاجئة
    دمت بخير أديبنا المبدع.
    السيدة الكريمة زهرة،
    لكم سرني مرورك البهي وقراءتك التمعمقة للنص، والتي وفقت فيها أيما توفيق . توفيق ينم عن قدرتك العالية على قراءة السطور وما بينها وما خلفها.
    فعلا هي قصة بدأت واقعا وانتهت واقعا.
    حياك الله ودمت متألقة.


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نهاية المشوار
    بواسطة مروان المزيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 25-01-2023, 10:09 AM
  2. نهاية عاشقين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-03-2006, 01:27 AM
  3. نهايةُ حب ..
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 25-09-2005, 11:37 AM
  4. نهاية مشوار بطل
    بواسطة إسكندرانى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-12-2004, 03:23 PM
  5. نهاية ..
    بواسطة خميس لطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 26-12-2004, 01:18 AM