لا تأت يا عيد
هل جاء عيدي نازفا لدمي
أم راحَ يرميني إلى ألَمي ؟
قد كُنتُ ألقاهُ بفرحتهِ
واليومَ يأتينا بلا حُلُم
فاليُتْمُ للأطفالِ أفزعهمْ
والموتُ يلقاهم بلا رُحُم
لا البيتُ يأويهم ولا خِيَمٌ
والقلبُ لم يهدأْ ولم ينمِ
وأمّّهم كم حرّقت ْ هدُبا
والقاتلُ المأفونُ في صَمَم
إني أصوغُ الحرفَ من وجَعي
لا خيرَ إن لم تبكِ يا قلمي
يا عيدُ لن ألقاكَ مبتهجا
حتى أرى ذُلا لذا الصََّنَم
يا عيدُ لا تحضُرْ إليَّ غداً
كي لا يُسامَى في السَّما علَمي
حتى يهابَ الأفقُ زهوَتَه
فالصقرُ لا يخشى من الحِمَم
اني بشوقِ القهرِ منتظرٌ
عيداً يلاقيني بلا سَقَم
كي يحملَ البُشرى مهلهلة ً
والفجرُ يأتيني من الهِمَم
إني جعلتُ الفخرَ يا وطني
مجداً بأيدي الفارسِ العَلَمِ
يا عيدُ فاغربْ إنني وطنٌ
كي أصنعَ التاريخَ من عَدَمِ
أو يجدلَ الشمسَ التي سطعتْ
قلبٌ تماهى في ذُرا القِمَم
قلبٌ يرى في الظلم ثورته
لا يرتقي عزّاً بغير دمِ
لا تبتئسْ يا قلبُ إنَّ لنا
فجراً يضاهي عِزّة َالأمم
هذا جبينُ الشمس يا وطني
قد جاءَ مِطواعاً بلا لََمَم ِ