أعيديني
أعيديني إلى نَفْسي
أعيدي شاعِرا تاهتْ
حروفُ الشِّعْرِ مِنْهُ كأنَّه يَوْمٌ
بلا أمسِ
فَثَمَّةَ ما
يُعيدُ مَلامِحَ الْوجْهِ الْمُشظّى
حينما تأتي
تُعانِقَني التي صاغَتْ
قَصيدَ الْحُبِّ في حِسّي
وأسْكَنَتِ الْمُنى حَرْفا إلى حَرْفِ
لِتَرْسِمَ صُورةً حُبْلى
بِفُرْشاةٍ
تَشُّقُ بَكارةَ الْمعنى
وتَفْتحُ بابَها الْمَسْحورَ تَعْصِفُ بي
كأسْئلةِ الْوجود إذا
تلاعَبَ ريحُها بِنوافِذِ الْأفْكارِ في هَمْسي
أعيديني
إلى الطِّفلْ الّذي سَرَقَتْ
خُطى التَّغْريبِ لُعْبَتَهُ
وأهْدَتْ مِنْ براءتِهِ
غِوايَةَ حِلْمهِ المَجنونِ للْدَنسِ
أعيدي بَسْمَةَ الأيامِ حيْثُ غَزَتْ
سَحابَةُ غُرْبَتي شَمْسي
وقَدَّتْ حِينَ غَفْلَتهِ
قَميصَ الطُّهْرِ كيْ تسْقي
جَفافَ دُروبِها أُنْسي
وساقتْ منْ
مساءِ الشّوقِ ساقِيَةً
تَصُبُّ أنينها وَجْدا على وَجْدي
لِتَكْتُبَ فَوْقَ دَفْتره
سطورَ التِّيهِ والدّرسِ
أعيديني
ولُمّي مِنْ شِتاتِ الْحَرْفِ أغْنيةً
تَردُّ الْغائبَ الْمَوءودَ
مِنْ جُبِّ الْمَدائنِ والشّوارعِ لِلأنا الْمَنْسيْ
وكوني للْغَريبِ هُدى
إذا ضلّتْ قصائدُهُ
توضّأ مِنْ سنا عَيْنيْكِ ثُمَّ أتى
تَبَتَّلَ بالليالي الْعشْر والْكُرْسيْ
وكوني في نِهاياتي بِدايَتَها
وضُمّي أسْطري مِنْ فيكِ تَلْثُمُها
لِيُسْكِرَها
لهيبُ شِفاكِ والْكأسِ
تعالي واسْكُني حُضْني
فأنّى للْرُجوعِ إذا
تَباعَدَ شَوْقُكِ المَجنونُ عَنْ مَسّي
شعر / هشام مصطفى