(خاطرة فيسبوكية)
قال لها دانتي:
أنت الحياة سيدتي، فاقبليه موتاً لك، إنه بئس الموت الذي لا يوجد على ظهر الأرض ولا في بطنها قبر أكثر منه وفاءً وإخلاصاً وحباً. أنت حياة مضيئة الوجه، طوفان من الأنوثة ينهمر من عينيك، ويزحف على ما تسلق خديك من نظرته اليائسة التي لا يملك إلا أن يمتطيها حين يرغب فيك انتحاراً لمن يكون..تلك ممارسة الوجود بعيدا عن رتابة العدم. أنت اللطافة التي تخترق في تاريخه الكثافة..لتحرره من العدم، هل تذكرين؟ لولاك ما عرفناه..نحن لا نراه إلا حين يضمك إلى قدره، وتشتعلين أنوثةً من حياوات الجنة في ظلماته..نستعذب خرير شعرك المنسدل على بياض ورقته..دعيه يا بنيتي..دعيه يموتك بتفصيل، ولا تقاطعيه.
رأيته يستل ليله من غمده.. يشعل ظلامه، الذي لا يملك سواه، ليبحث عنك في غيبوبة الصباح؛ ذاك المهتريء الراقد أبداً في مستشفى هذا العصر العمومي. هل وجد بعض اللحظات من طيفك السرمدي، أم رحل العصر كله، وتركه وحيداً يتفرج على غبار الحضارات الذي احقوقف حول سنابك التواريخ العاديات..الموريات قدحاً من الأمل الراحل..البعيد عن شوارد أيامه البرية؟..على الأرجح أنك ستشرقين يوما من المغرب، مهما امتنعتِ عن مباغتة ليله من المشرق..