يجتـاحني فيـك القلـق
سَــحَرا أفتـش عن خيـول
لا تخـاف الليل كي تحمي فـؤادا
في ظـلام الهجر صـارع واحتـرق
سَــحَرا أمـدُّ عبـاءة الأحـلام والذكـرى معا
وأمشّــط الليل المسـجى
في طريق العمـر
علَّ الوصل يقتـل ما تعـاظم
من قلق
ســحرا
فهل ألقـاكَ في دربي تُطـوِّق عتمتي
وتنيـر أيامي ببسـمة عاشــق
أعيـى العـواذل وانطلـق؟
سَــحَرا
وذي الأقـداح تنتظر اصطحـابك
للجنـونِ بخــافقى
وجنـاح ليلكَ يسـتفيق على النوافـذ معلنـا
بدأ الحكاية بين قلبيـن اســتقلا
زورق الأيـام تدفعه خيـوط
من شــفق
سـَحَرا
أراك على الشــواطئ نورســا
والروح تشــهق في انتظـارك فارســا
والعمـر مذ بَدَأ الغيـاب مقيّـدا بالفقـد والأوهــام
والسّــفر البعيـد بـلا نســق
هل التقيـك تضمني
وتعيـد فرحتيَ التي
ما زال زورقهـا
يهدده الغرق؟
يجتــاحني فيـك القلـق
يجتـاح حـاضري الغيـاب كخنجــر
في الصدر تغرســه الوســاوس والظـنون وثورة
الشــك اللعينـة والحُرَق
يجتاحني أنّى اقتـربتَ أو ابتعـدتَ
لهيب شــوق كالأتـون إذا انطلـق
يــا منيتي
كمْ أشــتهيك ذُبــالة
تهب الطريق ضياءهــا
وتقودني نحو احتفــالك عاشــقا
وعلى حصــانك كم حلمت
بأن نحلق في السّــما
ويحوطنــا
ســرب النجوم مضـاحكا
ويطيــر مزهــوا
بأحــلام يزيِّنهــا الغسـق
إرجع اليَّ محــررا
كالــريح
كالصقر المحلِّـق في السّــما
كبراعم الأزهــار يغرقها النـدى
أو كالربيــع وقد تراقص منشــدا
إرجع كما تهواك روحي
ســيِّدا
أطلق جنــونك في دمي
أشــعل جنوني بافتقادك
كلمــا
غابت شــفاهك عن فمي
ويــداك عن صـدر تأوَّه واختنق
أحيي الـرّمق ..
واترك قلـوب الحاســدين
على الفواصل تحتـرق
ودع القلـق