...خبأ في جيبه قصيدة..
وفي جيبه الأيسر خبأ رصاصة مؤجلة لثورة لا تأتي...
بين يديه صورة شقيفارة..يستحضر روحه التي ذهبت إلى غابات البيرو في رحلة صيد
ولم تعد بعد...
خلف مكتبه في الجريدة يدخن سجائر الحرية التي لم تبقي له سوى رئة واحدة ..
يتقاسمها التبغ والغبار...
نافذته من الطابق العاشر تطل على الشوارع المتخمة..بالجثث
صرخ فيهم وما من مجيب !!هل تستجيب المقابر..؟!
عشرون عاما وشقيفارة لم يعد..متى يعود؟
تسكن بين أضلعه علامة استفهام بحجم فجيعته..وبلون كآبته..
فقد رئته اليمنى ولم يحقق حلمه بعد .دخن السيجار الكوبي..الماريجوانا ..الحشيش..الحزن
.. ولم يحقق حلمه بعد.
وقف أمام النافذة يحصي انتصارات الآخرين..
..نزار قباني انتقم للرجال من نهود النساء..ثم مات
..المهلهل شرب الخمر حتى جف بحر العرب..ثم مات
..محمود درويش اكتشف الشعر العربي ..ثم مات
صرخ فيهم...
في الشوارع المتخمة بالجثث وعندما لم يجبه أحد
..أطلق القصيدة في الهواء ابتلع الرصاصة رمى نفسه من النافذة
ثم..