بعد الفاصل
كثر اللغط كثيرا حول مصطلحات مستوردة محل ريبة وخلاف ونقض في أماكنها وكثيرا ما نأخذ الاتجاه والطريق الذي يتبين أصحابه خطله وتعاليمنا السماوية تحثنا على كل ما هو نافع للإنسان والإنسانية فليس فيها ما هو ضار أو مقيد لحرية وعقل من ينشد الصواب والصلاح ويتجرد للوصول إلى الحقيقة ونحن نؤمن أن للكون إلها يتصف بصفات الكمال وأنه أنزل تعاليمه على خير خلقه لتكون دستورا ومنهجا يشمل الحياة والله غايتنا ومنتهانا ونحن نفتقر إليه في كل أمور حياتنا, وإن الذين يبعدون تعاليم الله عن أي جانب من جوانب الحياة يبعدون أنفسهم وينفون أرواحهم أنـهم يتكلمون عن إله آخر غير الله المتصف بصفات الجمال والجلال والعلم والإحاطه, ليس لدينا إشكاليات بين العقل والدين, والثنائية لدينا محسودة في التناغم التام بين الروح والجسد , المادة والجوهر, الغيب والشهادة, إنه الإيمان , العقلية المؤمنة لا العقلية الأداتية, لا الزمنية الأحادية النسبية العدمية الضائعة الغارقة في الظلام
بعد الفاصل
1-أوّل الوحي
هُبَل الحداثة قد توطّد عرشه بقلوبنا
ولقد أتانا بالجديدْ
حتى رأينا شرعه هو ثورة الفجر الذي
قد غاب من زمن بعيدْ
ولقد أفاد مُـبَـشِّـروهُ
بأن أول وحيه بَـنْد فريدْ
نرضى به من غير بحث أو دراسهْ
وبأنه أسدى لنا الرأي السديدْ
فحواه أن لا يزعج الدين السياسهْ
من حاد عنه
تجشم البهتان والنكس الشديدْ
فالدين قيدٌ
والسياسة لا تناسبها القيودْ
قالوا بأن الأمر ليس من الجديدْ
إذ كان من زمن الرشيدْ
وبأن كل الرافضين تجمّدوا
فقلوبـهم حجرٌ ومنطقهم جليدْ
بل تلك أوَّل مُـعْجِــــزاتـــهْ
فهو الممَـيَّــزُ في صفــــــاتــــهْ
بل سوف يلقى الشـــؤمَ كلُّ النــاكثينْ
الراحلين القَـهْقَـرى خلف السنينْ
من حيثما ارتابوا وشكوا في دعـــاتهْ
أنــا لي صديقٌ
حــاز فيه مكانةً تعـــدوا الولايــــهْ
وله كرامات وتنظير وتَـحْـقيقً لآيـــهْ
وبه امتثـــالٌ وانفعـــالٌ
وِفْـقَ إيمـــانٍ بغـايــــهْ
هل كـــدَّ في رضوان رب العــالمينْ
هــذا ســؤال حائرٌ
خلف الأماني والظنـونْ
وهناك أتْـبَــــاعٌ فَـنَـوْا في شَـــيْخِـهِ
هو واحــد ممن عَنَـــوْا بصــروحــهِ
و الآن يثــوي ســاكنا بضـــريحــهِ
لهـثوا من الدَوَران حول رفــاتـــــهِ
ويطرزون من اسمه خطب الدعايــهْ
*****
أمر عجيب في سلوك السالكينْ
من زاغ عن هدي الإله
يَـجِـدْ له في الزيغ دينْ
ويَـجِـدُّ فيه فوق جـدِّ العابدينْ
ولقد يزود كما يزود المتَّـقِـينْ
وحقيقة الإيمان أخطرُ
ما يؤل لها مصير الراحلينْ
فاعرف طريقك واختبرْ
ما أنت فيه من اليَـقينْ
بعض الطرائق قد ترى
في محكم التّـنْــزيل قهر أو جمودْ
وتظنُّ أن رشادها
في بث شيطان مريدْ
وهنا أقدِّم أوّلا..
شيئًا عن البند المجيدْ
إذ بعده قول وذكرى قد تُـفـيدْ
للنازحين على الحدودْ
التائهين تحَيـُّــرًا بين الجديد أو التَليدْ
عذارا إذا قصَّرت
في تقدير بعض حُدودِهِ
عذرًا يضاهي قــــــامة البند المديـــدْ
أو حـرمـــة الفكـر الرشيـــدْ
لو كنت كالغر البليدْ
2 - الدين والسياسة
بداهة الكياسهْ
أن يسْتقلَّ الدينُ ..
أن يفارق السياسةْ
فإنـها غَانيةٌ سمعتها ملوّثهْ
والدين شيخٌ ناصع القداسهْ
إنّ الزواج باطلٌ في شِرعةِ الرئاسهْ
قضيةٌ ليست بحاجةٍ إلى فَراسهْ
فالدين قطعا لا يجوز أن يمدَّ أنفَهُ
في حَلَّة السّياسهْ
*****
وعند باب شقة السّياسهْ
فلنخلع التوراة والإنجيلَ والقرآن
عن قلوبنا
ولنقفل الأبواب من ورائنا
ولنأخذ الشيطان في أحضاننا
ولنكثر الحراسهْ
ولنحكم الرتاج
كي لا تدخل الملائكهْ
قضيةٌ غامضةٌ وشائكهْ
قد يُجْفِلون الشَّابة الحسناءْ
أو يفسدون الليلة الحمراءْ
فالدين دوما يُحْرِج السياسهْ
مخدرات الدين قد أودت بنا ..
أغْرت بنا عدونا
والدين ما له من خبرةٍ في مثل هذه الأمورْ
أو جاء في تقديرهِ
شيءٌ يخص ذلك الأمر الخطيرْ
والدين ينتهي نطاق علمه وحكمهِ
من قبل حـدِّ سُدَّة الرئاسهْ
وعند باب مكتب الوزيرْ
ونخبة المثقفين مفرطي الكياسهْ
الغارقين في هوى الحداثهْ
وثلة من مالكي رقابنا وراثهْ
مروجي والتعاسهْ
وأنه إذا رأى مالا يسرّ أو يريدُ ..
يرفع التماسهْ
إلى كبير الياوران كي يحيلها..
إلى مكاتب الدراسهْ
شكراً لكم لأنكم تنـزهون دينكم
وإنـها انتكاسة
إلهكم ليس الإله الخالق الخبيرْ
ومن إليه ترجع الأمورْ .. وينتهي المصيرْ
وإنه لمنحنىَ خطيرْ
3-استغفر الله الغفورْ
من كل قول شـــاردٍ
أفكارنا فيه تدورْ
و لربما دققت فيه كاشفا
عن ذلك المعنى الذي
قد يختفي بين السطورْ
هذا الذي نأتيه عن شططٍ
وقد يُؤتى بجهل أو قصورْ
نأتيه عن ضعف اليقينِ
أو اختلال في الضميرْ
وتغلب الأهواء والنزعات أو فقر الشعورْ
وخشيت فيه أننا نـهوي إلى الظلم الكبيرْ
ولقد نجور ولا نرى أنّــا نجــورْ
فإذا أردت هداية فلجــأ لبارئك الذي
مَنْ عنده علم الغيوبِ
وعلم ما تخفي الصــدورْ
إذ أننا لا نعبد الأعراضَ
من علم ولا فكرٍ أثيرْ
لكننــا نأتي لها
فرضــا ونستقصي الأمورْ
نمضي وكل حيــاتنـــــا
في هدي توجيه الخبيرْ
فكأنما الإيمان في عتم المشاعرِ
فيض نورْ
الله قد خلق الوجود على أدق تناسقٍ
كل لغايته يسيرْ
وكذلك الهدي الذي
أوحاه للهادي البشير
لاريب فيــه ولاقصــورْ
فالبحر محتدم بموج هادرٍ
يحكيه بالوجدان أمواج تمورْ
هذا يضم الدرّ في أعماقهِ
ولآليء الإيمان في القلب البصيرْ
كل إلى الرحمن ملتجئٌ فقيرْ
كل له داعٍ وأوّابٌ شكورْ
ليست هناك خصومةٌ
إن العقيدة تربة قدسيةٌ
تنموا بـها نطف المعارف والشعورْ
تنمو كما تنمو الزهورْ
إلاّ اختلال عارضٌ
كالسُقْم ينتاب الضميرْ
بل كل معنىً مخبت له خاشعٌ..
كل له قَدْرٌ بتقدير القديرْ
لكننا نجتازه ونضل فيه أو نجورْ
وغواية الشيطان تـهدي للثبورْ
يا حسرةً لا ننتهي إلا إذا أودى بنا
في سفح عادي حلمنا وهم الغرورْ
4 - المثقفون
ماذا يجدُّ من الشجنْ
ومثقفي هذا الزمنْ
هم بصمة العهد الذي
قد أفرخت فيه المحنْ
ما بالكم تتصارعـــون كأنكـــم
لستم جميعـًـا في وطنْ
ويلفُّكم في جمعِكم فيهِ مصيرٌ كالرَّسنْ
هذا يقول المسلمونَ
وذا يصيحُ المشركون وذاك يشعل في الفتنْ
وترى المُحَلِّلَ للحرامِ أو المحرِّمَ للحلالِ
ومن يُشَكِّك في السننْ
والقائمون بكل أمر في وسنْ
كلٌ يدقِّـقُ في الثمنْ
والشهرة الحمقــاء أينَ..؟
لمنْ..؟ إذنْ
والمبدعون مُـغَـيَّبُون بقَهْـــرِ أعبــاءِ الزمنْ
والخاسر الحقُّ الوطنْ
*****
تتصارعون وإنّكم أجزاءُ جسمٍ واحدٍ
تتصارع العينان فيه والأذنْ
والكفُّ تخْتَصِمُ القدمْ
أجزاء جسمٍ قد تنافر بعْضُهُ
من بعْضِهِ حتى تَورَّم واحتقنْ
فإذا توقفت الرمايةُ أو تجمَّلت التُهمْ
صرتم لكلٍ مذهبٌ في مذهبٍ
في مذهبٍ لا ينسجمْ
أخْلاط فكرٍ تشبه الماء العسرْ
ماءٌ ولكن ليس يشفي من وطرْ
يكفي دوارا قد خرجنا
عن مواثيق الهداية والجمالْ
تاه التَحَشُّم بيننا
وتَـبَـذَّلَتْ سبل الوصالْ
ولربما مَـرَّت بنا الأحداث فيها
ينبغي أن ينتهي هذا الجدالْ
والله يرقب ما يَدورُ
وما يُثَــار وما يُقالْ
آن الأوان لكي نُـقِـرَّ ونَسْـتـقِــرَّ ونلتحمْ
يكفي شجنْ
5 - إنه الله
سبحانه جلَّ علاهْ .. لعزِّه تَعنُو الجِباهْ
لا ناصرٌ يُرجى سواهْ
كل إليه مُـنْـتَـهَاهْ
وعـزُّنا فيما ارتضاه
وإنَّـنـا في قبضتـهْ
ولا غنى عن رحمتهْ
وشرعه فيه النجاهْ
وشامل كل الحياهْ
فمن أضاع الدرب تاهْ