ثورة عاشق

ها هوَ فصلٌ آخرَ من فصولِ صمتِكِ يَذوي ...
آخذاً معهُ قطعةً جديدةً منّي .
و يأتي الشتاءُ .. و تفقدُ أشجارُ صبري المزيدَ من أوراقِها
تتسمَّرُ أنامِلي ، و يقضمُ الصَّقيعُ حروفي ، و تهاجرُ طيورُ عاطفتي بحثاً عن دفء
تفرُّ من زمهريرِِ هروبِكِ ... تغادرُ نحوَ قلبكِ لتكشفَ المستور
فتحرقً أنفاسُ لهفتِكِ أجنحَتًها، لتتساقطَ في هجيرِ الانتظار..
و تعودُ إلي مدائنِ قلبي مع نسيمِ الاشتياق ..
تمدُّني ببصيصِ نور ، و تربطُني بخيطٍ من أمل

اطمئنّي .... فأظافرُ الوقتِ لن تمزِّقَ مهجتي ...فأنا من عادتي أن أحاصرَ قلقي ،
و نبضُ قلبي لا يغيِّرُ نغمتَه .
أرنو بحبِّكِ نحوَ مكامنِ الإحساس ..
أغازلُ السكونَ برعشة ..
و أبدِّد اليأسَ بدفقةٍ من شعور .
أتوسَّدُ المنى ، و أمتطي صهوةَ الأحلام ....
أعانقُ الشُّهُب .. أسابقُ السُّحب ، و أرتدي عباءةً ترصِّعُها النُّجوم
تموجُ بي رياحُ العشقِ تحملُني لأمطركِ قلوباً ، و أرويكِ حناناً ، و أغرسَكِ في ترابِ الرُّوحِ سنبلةَ انتماء

لن يقتلني صمتُك يا مختبئةً خلفَ ستائرِ قلبِكِ .. يا هاربةً منّي نحوَ صدري
لن تموتَ زهورُ صبري ... لن يبعثرَ هجرُكِ أشواقي
رياحُ الفجرِ لا تصدُّها غيومُ الّليل ، و جنونً الحنينِ بركان
حذارِ يا أميرتي ... حذارِ فتحتَ الرَّمادِ لهيبٌ ، و خلفَ السِّتارِ جنون ، و عواصفُ حبِّي لا تبقي و لا تذر
سيجرفُكِ سيلُ دمي الثائرِ نحوَ قلبي .


أحبُّكِ ...
تيارًها يدكُّ أسوارَ الهروب ، و نارُها تخلخلُ جدرانَ الاختباء
أحبُّكِ
قالتها لكِ الأزهار ... غنَّتْها لكِ الأشجار ...عزَفَتْها لكِ روحي .. ترنَّمَتْ بها عصافيرُ الصَّباح ... ردَّدَها كلُّ الوجودِ لكِ
ألا تنتشينَ بشهدِها ؟
ألا تدغدغُ صمتَكِ ؟

ثوري لأجلِ الحبِّ و اقتحِمي حصونَ الكبرياء .
تمرَّدي ضدَّ طغيانِ السُّكوت ، هاجمي قلبي كإعصارِ الرَّبيع ..
انفضي غبارَ الانتظارِ عن شبابيكِ وجداني ...
تسربلي و توغَّلي نحوَ أعماقي ، اسري كالسُّمِّ في شراييني ، و اقتُليني من الوريدِ إلى الوريد..... اسكني بينَ سُويدائِي و مجرى دمي .
مزِّقي أستارَ الخوفِ و اقتربي ...
غيِّري كلَّ أزمنتي ... بدِّلي قوانيني
اعتريني كنوبةٍ قلبيّة ... اجعليني نهرَ عشقٍ ... و اغرقي ... و أغرقيني
و دعي نيرانَ الحبِّ تحرقُكِ ... و تكويني
أحبُّكِ

أتوسَّدُ المنى ، و أمتطي صهوةَ الأحلام ....
أعانقُ الشُّهُب .. أسابقُ السُّحب ، و أرتدي عباءةً ترصِّعُها النُّجوم
تموجُ بي رياحُ العشقِ تحملُني لأمطركِ قلوباً ، و أرويكِ حناناً ، و أغرسَكِ في ترابِ الرُّوحِ سنبلةَ انتماء

السلام عليكم
رائعة أخي محمد
إنها ثورة من جمال
أحسست بالشرر يفرقع بالأجواء لحظة قراءة هذة القصيدة الرائعة
وهل هناك جمال بعد جمال شرارات الحب المندفعة بعنف العشق وتأثيره
مقطوعة لحن جميلة جدا للحب المنفجر كالبركان
ولفت نظري أن تطلب منها اقتحام الحصون !!
لما لا تقوم أنت بذلك ؟
ربما كانت بالإنتظار
كن بخير
ماسة

ربما هي تمثل صرخة أرض و ثورة أمة يا ماستنا

بعد كل محاولات العاشق لا بد من خطوة جريئة نها

و قد اقتحمت أنا حصون الخوف و ما زالت مترددة


ما أسعدني بروعة حضورك يا راقية

باذخ ما قرأت هنا ورائع معنى وحرفا وتصويرا.
قرأت بركانا يتفجر إحساسا وغضبا وجمالا ، أبدعت في إمتاعنا وأوصلت رسالتك لمن بها صمم.
دمت مبدعا أديبنا الفاضل.

المبدع عبد السلام الهلالي

كم سرني تواجدك الراقي و الأنيق

نورتني يا عذب

جميلة التّعابير والصّور
سعدت بقراءتها وتمنّيت لو انتبهت أكثر أثناء التّشكيل
بوركت
تقديري وتحيّتي

المميزة كاملة

شكرا للمرور و الملاحظة مع العلم أنها أخطاء مطبعية نادرة و ناجمة عن سوء الكيبورد و سوء أحوالي في الغربة

متمنيا التركيز على الجوهر و المضمون أكثر من الشكل

نورتني

قرأت هنا نصا جميلا إبداعي الحرف رشيق الخطو على خلجات النفس
وكما قالت الأستاذة كاملة بدارنة تمنيت لو حظي منك بمراجعة لتشكيله قبل اعتماد نشره

ولا أخفيك أني لفت انتباهي ردك على ملاحظتها، فالجوهر بالغ الأهمية، والمضمون هو محمول النص وغايته، ولكن الشكل جزء من القالب اللغوي الذي نقدم به نصوصنا، والأصل أن نحرص على تقديم بضاعتنا في قوالب جميلة تخلو ما أمكن من العيوب

أهلا بك في واحتك

تحاياي

الفاضل / محمد الدمشقي
وكأنَّ أزهار دمشق اليانعات أراهنَّ أمامي هنا في نصك
لك أسلوبٌ جميلٌ جدا فكأن أحرفك المتعانقة سيمفونية حب تمتع السامعين
شكرا لكَ

بحثت كثيرا عن خطأ في التشكيل و لم أجده

حبذا لو تضعونه كي أعرفه و واثق أنه لا توجد أخطاء


فأتمنى أن تتمعنوا في النص جيدا

لا يوجد أي خطأ فدققوا جيدا قبل إرسال الملاحظات