من المؤكد أن هناك مؤامرة منذ أن توعدنا أبليس و أقسم بعزة الله (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ومنذ أن قال(وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ) لذا أرسل الله الرسل برسالة واحدة بشرائع مختلفة وختمها بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم حفظها لله من التغيير والتبديل الذي أصاب النصرانية واليهودية على إيدي جنود أبليس. وجعل لنور الإسلام في شريعتنا قبسان هما القرآن والسنة لا يزيغ عنهما إلا هالك.
إن الماسونية واليسوعية و النورانيين و الصليبية والصهيونية هي قائمة طويلة ومتشعبة من خدم أبليس هدفهم واحد و إن اختلفت الأساليب والطرق و حجم الأهداف و أبعادها و هو القضاء على جميع الحكومات والأديان فلا يبقى أمن في أرض ولا دين يستقي منه الانسان قيم ومبادئ تحافظ على الحد الأدنى من الإنسانية. لذا نجد هناك منظمات و مؤسسات وجهود جبارة ومنظمة تعمل بخفاء وذكاء منذ مئات السنين لتقييض الجماعات و الإسلام ونشر الإلحاد والإستخفاف بكل القيم تحت شعارات براقة وفضفاضة كالحرية و المساواة والأخوة إستعداداً لبناء أمبراطوريتهم الشيطانية بزعامة الصهيونية وملكهم الأعور الدجال.
في عام1911 شرع الجنرال الأمريكي "وليم غاي كار" في دراسة الحروب والثورات التي تشتعل في العالم كل فترة زمنية والأسباب الخفية وراءها ورجالاتها فعكف وليم لمدة خمسين عام يدرس أهم الثورات والحروب بدءا من الثورة الإنجليزية و الفرنسية والأمريكية والروسية والحرب العالمية الأولى والثانية . وتجمعت بين يديه المئات من الوثائق والمعلومات والكتب التي أثبتت أن خلف تلك الكوارث والفوضى هم ما يسمون ب" جماعة النورانيين" أو حركة الصهيونية العالمية وفي كل فترة يقومون بتقسيم الشعوب إلى معسكرات متنابذة تتصارع مع بعضها ويتولون هم من خلف الستار عن طريق طابور طويل( من حكومات وشركات مرتزقة و بنوك و إعلاميين و أكاديميين و نوادي ثقافية) بتمويل وتسليح و إثارة كل معسكر منهم وتحريضه ضد الآخر.وقد جمع الجنرال وليم غاي هذه الوثائق في كتابه الرائع (أحجار على رقعة الشطرنج).
مشروع القرن الأمريكي الجديد للسيطرة على العالم وضرب الإسلام:
تمثل خطة (مشروع القرن الأمريكي الجديد) الوثيقة الرئيسية لتوجهات الإدارة الأمريكية وهي خطة تم وضعها في أوائل التسعينيات بعد حرب تحرير الكويت عام 1991 ومن أشهر الكتاب الأمريكيين الذين فضحوا أسرار هذا المشروع الأمريكي للسيطرة على العالم الكاتب (ويليام ريفيرز بيت) الصحفي بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والكاتب (تورمان بودهوتز) الذي نشر جوانب من الخطة في صحيفة (كومنتري) وتتلخص أهداف هذا المشروع في زيادة الهيمنة الأمريكية في العالم و القضاء على الإسلام أو تغييره بما يسمى الإسلام الأمريكي الممسوخ من روح العقيدة الإسلامية و شريعتها و تغيير الأنظمة العربية بما يتوافق مع طموحات أمريكا. و كانت الوسيلة والذريعة التي حققت هذا الهدف هو أحداث 11 سبتمبر الذي يؤمن اغلبية الأمريكان بأنها من صنع حكومتهم . و رغم ذلك كله فإن ممارسات أمريكا و احتلالها للعراق و افغانستان ليس طموحات أمريكية بالدرجة الأولى فقط و أنما أمريكا هي قطعة شطرنج أخرى تُحركها تلك القوى الخفية الماسونية التي تتحكم باقتصاد امريكا و رؤسائها و إعلامها وتدفع أمريكا لتتصادم مع العالم الإسلامي الذي يزداد بغضًا لها يومًا بعد يوم.
الثورات العربية :
الكثير تنبأ بالثورات العربية فمؤشرات انفجار الشعوب العربية التي استعبدتها الديكتاتوريات والظلم والفقر وغياب دور عقيدة موحدة تجمع الأكثريات مع الأقليات هيأت لنجاح الثورات . وبغض النظر عن وجود تلك الأيدي الخفية التي سوقت للثورات العربية وسمتها بـ (الربيع العربي) , علينا أن نعمل ما بوسعنا لاغتنام هذا التغيير الحيوي في الحكومات وجعل ذلك في صالحنا ونعمل بقوله تعالى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) وقوله (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )لقطع الطريق على مخططات الماسونية التي تعمل ما بوسعها حتى لا تلتف الشعوب التي خرجت لتوها من قمقم الاستعباد مع حكوماتها مما يجعلها في كثير من الأحيان تضيع البوصلة و تظن أنها باستمرار ثوراتها على تلك الحكومات المسلمة فإنها تعمل عملاً بطوليًا وتمنع صناعة ديكتاتور آخر . أننا نرى إلى الآن مازالت الدول التي جرت فيها الثورات ويفترض انها نجحت لم تهدأ بفعل بلبلة العامة الذين مازالوا تحركهم وسائل الإعلام و المؤسسات الصهيونية التي لا تريد الاستقرار لتلك البلدان المسلمة. وحدة المسلمين هي العامل الذي يراهن عليه الطرف الآخر من حزب الشيطان ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ). إن كل من يثير الفوضى بغض النظر عن نواياه واهدافه إنما يطرق مسمارًا في نعش وحدة المسلمين وجمع كلمتهم و يؤخر الحصول على حياة كريمة له ولأبناءه .
غصن الحربي