سهدت و أوصاني جميل سهادي .... فأهرقت في النسيان كأس رقادي
و سامرت في جفن السهاد سرائرا .... لطافا كذكرى من عهــود وداد
و نادمت وحي الفنّ أحسو رحيقه.... و أحسّو و قلبي في الجوانح صادي
إذا رمت نوما قلقل الشوق مرقدي .... و هزّت بنات الذكريات و سـادي
و هازجني من أعين اللّيل هاتف .... من السحر في عينيه مـوج سـواد
له شوق مهجور ، و فتنه هاجر .... و أسرار حــيّ في ســكون جماد
له تارة طبع البخيل ... و تارة .... له خـلق مطواع و طــبع جـواد
تدور عليه الشهب و سنى كأنّها .... بقــيّة جـمر في غصون رمـاد
***
لك الله يا بن الشعر كم تعصر الدجى....أغاريـد عـرس أو نحيب حداد
تنوح عــلى الأوتـار حـينا و تـارة.... تغنّي وحـينا تشتكي و تنادي
كأنّـك في ظـلّ السكينه جــدول.... يغـنّي لـواد أو ينـوح لــوادي
هو الشعر لي في الشعر دنيا حدودها....وراء التـمنّي خـلف كلّ بـعاد
ألا فلتضـق عنّي البلاد فـلم يـضق.... طموحي و إن ضاقت رحاب بلادي
و لا ضاق صدري بالهــموم لأنّـهـا.... بنات فـؤاد فيــه ألف فؤادي
ولا قهرت نفسي الخطوب و كم غدت... تراوحـني أهــوالها و تغادي
***
قطعت طريق المجد و الصبر وحده.... رفيقي،و مائي في الطريق وزادي
و ما زلت أمشي الدرب و الدرب كلّه... مسـارب حيّات و كيـد أعادي
و لي في ضميري ألف دنيا من المنى... و فجر من الذكرى وروضة شادي
و لي من لهيب الشوق في حيرة السرى....دليل إلى الشأو البعيد و حادي
هو الصبر زادي في المسير لغايتي ..... و إن عدت عنها فهو زاد معادي
و لا:لم أعد عن غايتي لم أعد و لم...... يكفكف عناد العاصـفات عنادي
فجوري عليّ يا حــياة أو ارفقـي.... فلن أنثني عن وجـهتي و مرادي
فإنّ الرزايا نضج روحـي و إنّـها.... غــذاء لتـاريخي ووري زنـادي
***
سأمضي و لو لاقيت في كلّ خـطوة ..... حسام "يزيد" أو وعـيد "زياد"
ألا هكذا أمضي و أمضي و مسـلكي ..... رؤوس شيـاطين و شوك قتاد
ولو أخّرت رجلي خطاها قطـعـتها ......و ألقـيت في كفّ الرياح قيادي
فلا مهجتي منّي إذا راعها الشـقـا......و لا الرأس منّي إن حنته عوادي
و لا الروح منّي إن تباكت و إن شكا.....فؤادي أســاه فهو ليس فـؤادي
هو العمر ميدان الصراع و هـل ترى.....فتى شقّ مـيدانا بـغير جهاد ؟