دموع ُمَتاهةٍ...
القصة الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة نازك الملائكة للقصة القصيرة 2012
الليلُ_يكتم ُ أنفاسي بسوادِهِ ، يسرقُ من داخلي بقايا دفءِ النهار...لا يدعني أن أتنفس ....أشمُّ رائحة َ مسقط ِرَأسي....بَينَ طيّاتِ رَملٍ تنامُ على سَواحلٍ تُعانِدُ البِحارَ .. وَ أمواجٍ دونَ شاطئٍ يَستَضيفُها ويلغي رحلةَ ريح ٍغاضبةٍ.....أفكِّرُ حائراً.. أقفُ.. أبحثُ عن ريشٍ ليرسم َ لنا كوخاً...ومن َالألوانِ فراشاتُ وطن ٍضاعَ بين ربيع ٍتائهٍ في أحضان ِخريفٍ لا يرحلُ....وخيمة ٍعلى متاهات ِواحةٍ أحرَقَتْها أصابعُ الظلامِ...كلُّ زاويةٍ في المنزل ِلا تتَحَمَّلُ عنفوانَ اشتياقي إلى ماضٍ يُجَرْجِرُني بعَرَباتِ ذكرياتِهِ ..بُيوتٌ بلونِ الشَّمسِ وشوارعٌ تَحْتَضِنُني بدفءٍ.أسمعُ أحاديثَ الأمَّهاتِ أمامَ أبوابٍ تَبتسِمُ للحياةِ ، وَهَمَساتُ جَدَّتي في ليال ِالصَّيفِ تحتَ ضَوءِ القَمرِ, وَهْيَ تروي بشَوقٍ حِكايةَ( شنكة وبنك) ....صُوَرٌ تَملأُ مساحاتِ النَّظَرِ وأعودُ أبحثُ عن مكانٍ... عن مخبأٍ كي أعانقَ ألمي بين أحضان ِمدينةٍ هَجرَتْها حتّى الذئابُ!.. أنا أبكي ..أصرخ ُحزناً ينادي خيالَ طفولتي بين َأبيات ِقصيدةٍ لم تكتبْ بعدُ ،
و تشُدُّني عرباتُ الماضي بعجلاتِ ذِكرياتِهِ إلى أعماقِ متاهةٍ في بُركانٍ خامدٍ يَغلي فُجأةً في داخلي ... ما عُدْتُ أَعْرفُ النَّومَ بين صفحاتِ اللَّيلِ.... أحلامٌ تتَرَاقصُ في شوارع ٍرُبَّما لَم أعدْ أجدُها..ماذا افعلُ .. إلى أين أَمضي ؟ رُبَّما أُريدُ العوْدة َمَعَ الطُّيورِ المُهاجِرةِ إلى دِياري.. ولكنْ أخافُ أنْ أكونِ غريباً حتَّى في وطني.....
شينوار إبراهيم