|
يَكْتَنُّ فِي الصَّدْرِ مُرْهِفٌ ثَمِلُ |
سِتْرٌ عَلَى العَالَمِينَ مُنْسَدِلُ |
وَكَانَ عَقْلِي مُكَاتِمٌ قَلَمِي |
وَأَدْمُعُ العَيْنِ مَا لَهَا بَدَلُ |
سِلاَحُهَا الصَّمْتُ لاَ تُجَرِّدُهُ |
تَلُوذُ حُزْناً بِهِ وَتَنْشَغِلُ |
وَ إِنَّمَا نَحْنُ رَهْنُ قَافِيَةٍ |
ضَلَّتْ . وَلَمْ يُثْنِ عَزْمُهَا مَلَلُ |
هَزَّتْ بِريحِ الهَوَى قَرِيحَتَنَا |
ثُمَّ اخْتَفَتْ مِنْ دُرُوبِهَا الرُّسُلُ |
أَرَقْتُ مَاءَ اليَرَاعِ مِنْ كَمَدِي |
وَهَاجَ مِنِّي الفُؤَادُ وَالمُقَلُ |
وَالقَلْبُ يُبْدِي لَنَا مَخَاوِفَهُ |
لَمْ تُعْيِهِ فِي وِصَالِهَا الحِيَلُ |
أَمَا كَفَى البَيْنُ قوْلَ مُغْتَرِبٍ |
يَجْتَمِعُ العَذْلُ فِيهِ وَ الغَزَلُ |
وَفِي فُؤَادِي لِرَبْعِهَا وَطَنٌ |
وَلَيْسَ بَينِي وَبَيْنَهُ سُبُلُ |
كَفَانِيَ الفَخْرُ أَنَّنِي رَجُلٌ |
حَفَّتْ بِهِ فِي مَدَارِهَا زُحَلُ |
يَسْتَسْهِلُ الصَّعْبَ نُصْبَ أّعْيُنِهِ |
وَيَتَّقِي حَدَّ أَنْفِهِ الأَجَلُ |
فَيَا فُؤَادِي وَأَنْتَ يَا قَلَمِي |
لَقَدْ جَفَانِي الحَبِيبُ وَ الأَمَلُ |
فَلَمْ أَلُـمْهَا عَلَى تَأَخُّرِهَا |
فَإِنَّ قَلْبِي بِقَلْبِهَا ثَمِلُ |
وَأَطْلَقَ العِيدُ سِحْرَ ضِحْكَتِهِ |
وَ لِيـبِيَــا بِالأَفْرَاحِ تَكْتَحِلُ |
فَاحْمَرَّ خَدُّ الصَّبَاحِ مُنْتَشِياً |
كَأَنَّهُ مِنْ ضِيَائِهِا خَجِلُ |
فَهَلْ كَسَانِي الهَوَى بِكِسْوَتِهِ |
أَمْ لَيْسَ فِي العَاشقِينَ لِي مَثَلُ |