إرادةُ الشعبِ
إلى الَّذينَ جَعَلوا مِنَ الخَيالِ حَقَيقَةً ، وَأزالُوا كُلَّ مَسْخٍ أَطْفَأَ بَهْجَةَ الْعِزَّةِ وَالْكَرَامَةِ
وَجَعَلوا صَفْحَةَ التَاريخِ تُضيءُ بالْعَظَمَةِ والْشُمُوخِ ، إلى الأَحْرَارِ في كُلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بِقاعِ الأَرْضِ .
اللهُ يَرْفَعُ أقْوامَاً ويَخْفِضُهُمْ
وَالشَّعْبُ لو آثَرَ العَلياءَ ينتَصِرُ
هَبَّتْ جُموعٌ فَكانَ اللهُ ناصِرَها
ليسْطَعَ النُّورُ والظَلْماءُ تَنْدَثِرُ
حُيّيتَ يا شَعْبَنا الجَبَّارَ يا بَطَلاً
يامَنْ بِعَزْمِكَ صَلْبُ القَيدِ يَنْكَسِرُ
اللهُ أَكْبَرُ ما دَامَتْ زَنازِنُهُمْ
رَغْمَ السِّياطِ الَّتي بالْحِقْدِ تسْتَعِرُ
إِرَادَةُ الشَّعْبِ لا سَفَّاحَ يَقْمَعُها
وَلا بَيَانٌ كَذُوبٌ قالَهُ (عُمَرُ)
إِرَادَةُ الشَّعْبِ كَالْبُرْكانِ ما بَرِحَتْ
حتّى أَطاحَتْ رُؤوسَاً مَلَّها البَصَرُ
هَذي نِهايَةُ مَنْ ساءَتْ سَرائِرُهمْ
وَالدَّورُ آتٍ وَبَعْضُ القَومِ يَنتَظِرُ
(خَضْراءَ تُونسَ) لا تُؤينَ مُتَّهَماً
(ولا حَنُوثاً) بِسَيفِ الغَدْرِ يَأتَزِرُ
صُبِّي عَليهِمْ جَحيمَاً من صَوامعهمْ
لَعَلَّ بَعْضَ الدُّمَى تَخْشَى وَتَعْتَبِرُ
(وَأنْتِ يامِصْرُ) يا أُمَّاً بَكَتْ أَلَمَاً
مِنْ جَورِ رَهْطٍ فَبَاتَ القَلْبُ يَنْفَطِرُ
أُهْديكِ مِنْ خافِقي المَكْلومِ أُغْنيَةً
مِدَادُها مِنْ دَمِ الشِّرْيانِ يُعْتَصَرُ
خِيانَةُ الأهْلِ والأوْطَانِ مُوبِقَةٌ
مَنْ يَرْتَضيَها جَحُودٌ سَافِلٌ قَذِرُ
خِيانَةُ الأهْلِ (يادَهْقانُ) أَصْغَرُها
جُرْمٌ عَظيمٌ وَذَنْبٌ لَيْسَ يُغْتَفَرُ
هذا مَقالي وَلا أَخْشَى مُساءَلَةً
لا دَامَ صَوتٌ ولا دَامَتْ لَكُمْ صُوَرُ
خلف كلكول