بوح لصهيل راحل
لمى الناصر
غافليني يا نوافذ الروح العتيقة وبعثري صدى ريح قصائدي، ورتّلي على روحي فاتحة الحياة. احرقيني برماد الخذلان فكم غيبنا المألوف الذي أغرقنا بتفاصيل البسمة الـمـوغلة في استجداء الوقت ، وكم أخفقت في مساحات الحلم الغرقى في متاهات الآه لأدثر العمر بحكايات أمطار النعاس. ماذا جنت الروح غير غربة انكسارٍ ومرارة فقدِ مسافات الاحتراق ووجع تبكي له العيون إذ تمرغت الأوجاع في ثنايا الضلوع وسكنت ببرودة خطوات الموت.
ما بال الأحلام تمنحنا مشنقة وذاكرة تشتهي دمع الريح ، وما بال تلك السنابل المثقلة بصمت الضياع تضع حملها بعد سنين عجاف متلهفة لبحر تسكنه نوارس حنين وأمنيات مكبوتة حد البكاء.
متعبة يا أنا ... متعبة حد الوصب، وصفير قطار الغربة يقضّ مضاجع أنين القلب، وهذه النوافذ المشرعة بقسوة الحنين تشعرني بأني امرأة أغرقت بــ نقطة الانكسار ، وأحرقت ببرد الأمسيات المنتمية لزمن جميل، وليل آيلٍ للتلاشي يتوارى حاملا معه قنديل الأمل وصدى غناءٍ لصهيل راحل، وأنفاسًا تغرق رويدا رويدا في متاهات الآه.
فمن يقرأ تعويذة السكون التي زرعتها في حنين أوتار القصيد ودثرتها باشتهاء الرسم على خارطة السؤال المغيب في أبجدية الروح؟! سأعبر من هنا إلى شواطئ الرمل أبعثر ألوان الخيبة لأستريح من سفر هده تعب الحنين.