غريب عني هذا المساء ، ظلمة حالكة ، وسجين قبو ، ومؤتمر عقد برئاسة نفسي ، وعلى تلك الطاولة المستديرة ، جسدي ،عقلي، بقاياي ، وأنا ، فرضت علينا أقنعة مرسومة عليها ابتسامة رقيقة، لغايات الأعلام والقنوات الفضائية ، وبقصاصة سرية كتب عليها لا للأعلام المحلي ، لصقت في باب القاعة ، في الحقيقة ذهلني أن أرى الابتسامة على الوجوه ، كلها لي، وكأنني في مسرح نفسي أتابع مهزلة عصرية ، بائع الخضار وصوته الجهور، وبائع الخردة المتطور، بصوت تسجيلي على مكبر الصوت ، ونشرة أخبار، وابتسامات ، ثقات بلا قرارات ، مترادفات تدور برأسي وصداع يشدني اليّ، ثم مذيعتي الحسناء تخرج من بين كل المترادفات ، تماماً ككأس ساخن ، صب عليه ماء بارد ، حطام أضلعي أفزع الحي ، ونبأ عاجل: دوي انفجار الآن في منطقة ما، سكان الحي في حالة ذهول ورعب ، فروا من منازلهم ، وأنا حملت نفسي ولحقت في فلول الهاربين ، وتركت الحسناء وحدها في تلفازي ، علها تنبأني بخبر قادم عن غرفتي ، حالة جنون في قلمي لا تلوموه ، في عصرنا توقع أي شيء ، وكل شيء ، غادروا أسطري ، تعبت من جنوني ، وذهولكم....!!