كان مؤمنا بالله ،عارفا له ،إذا بدأ الليل يسدل اثوابه تراه وقد ساق غنيماته إلى الحظيرة، يلاقي زوجه الوفية بوحه بشوش ، يقبل ولديه ثم يأكل ما قسم الله له من طعام.
استمرت حالته هكذا سنينا طوالاً ، ولكن في ذلك اليوم حدث شيء غير مسير حياته ، بل قلب حياته رأسا على عقب
فما القصة وما البداية
البداية عندما مر على قصر رجل غني ، فلما تأمل حاله قال في نفسه: لماذا يعيش هذا الرجل في قصر واعيش انا في كوخ حقير
فعبس وجهه وانقبض صدره، فلما وصل إلى بيته لم تجد زوجته فيه ذلك الوجه البشوش ، بل وعندما تسابق ولداه اليه دفع بهما جانبا
وفي الصباح مضى إلى عمله مهموما حزينا
نسي ذكر ربه بل لقد ظن أن الله ظلمه
عندما وصل إلى المرعى وجلس في ظل شجرة والآهات ملء صدره أبصر شيئأ يلمع في المرعى فقام ليلتقطه فرآه قطعة ذهبية ، فبحث عن المزيد بعصاه الذي يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه فأصدمت عصاه بشيء صلب فبحث في الارض عنها فوجدها جرة قد ملئت ذهبا.
خبأ الرجل جرة الذهب وعاد قافلاً الى البيت وكأنه يخشى أن يراه أحد حتى أنه ما أعاد الغنمات الى الحظيرة
ما إن دخل الرجل بيته حتى اسرع الى غرفة فأقفل على نفسه بابها وأخذ يفكر في القطع الذهبية
لقد قرر هذا الرجل أن يهرب من قريته لم يفكر في زوجه ولا في ولده وفعلا هرب إلى المدينة فأشترى سيارة فارهة وبيتا فخما وأودع ما بقي من المال في البنك
هرب الرجل ولم تجد زوجه ما تنفق ولقد طال ابتعاده عنهم
وذات يوم وهو يختال مع فتاة ماجنة في شارع من شوارع المدينة فإذا بأمراة قد ظهر البؤس في عينيها تقول : اعطيني مما رزقك الله .فيضحك الرجل وتضحك الماجنة ضحكة نشازا ،بل ويركل هذه المراة الفقيرة بقدمه
فتلملم هذه البائسة ثوبها وترفع يديها إلى السماء وتقول :يا رب عليك بالظالم سالم زوجي
فيدهش الرجل الذي لم يكن الا سالما ويقول زوجتي فتلتفت اليه المرأة ببصرها الضعيف وتقول سالم ويقبل عليها سالم وهو يبكي ويقول سامحيني سامحيني فتقول :لا سامحك الله ولا عفا عنك اذهب عني انت وهذه الماجنة فكفاني ربي
ولا يؤخر الله تعالى عقابه فبينما سالم يشرب الخمر والسيجارة في فمه فتشتعل الزجاجة ويشتعل البار ويموت سالم بالحرق