بسم الله الرحمن الرحيم
التخلي عن الحجاب ودعوة للإنتحار الحضاري
لكل تجمع بشري تقاليده التي يقوم عليها نظام الحياة , وليس هناك تجمع تقليدي وآخر حديث .. فلكل تجمع تقاليده التي يبني عليها حياته والتي يتأسس عليها الإجتماع البشري .
هذه التقاليد تتطور عبر الزمن و تأخذ أشكالا ملائمة للتغييرات الحادثة في نوعية الحياة ووسائلها .
من هنا نجد أن هناك بعض الإتجاهات التي تنادي بالمحافظة على التقاليد في شكلها الموروث من الماضي دون تغيير , وإتجاهات أخري تحاول الخروج كليا على التقاليد , وتنادي بتقاليد غريبة أو وافدة ... وليست لها جذور داخل التجمع البشري .
من هذه الإتجاهات .. دعوة البعض ومنهم الأستاذ الكاتب علي سالم بالتخلي عن الحجاب .. بحجة إنه لم يعد يلائم الحياة الراهنة , في حقيقة الأمر إن تلك الدعوة ما هي إلا محاولة للإنتحار الحضاري تعبر في النهاية عن مقدار ما تحقق من هزيمة حضارية على أرض الواقع .. أدت ببعض التيارات لحالة من الإستسلام الكامل , فهذا التيار الوافد الذي ينادي بتقليد الغرب والأخذ بتقاليده في الحياة , قد وصل إلى لحالة من الهزيمةأدت إلى اعتقاد بأن كل مالدينا من حضارة وتاريخ وثقافة وتقاليد لم يعد له دور في الحياة .. بل ذهب بعضهم إلى القول بأن مالدينا من تقاليد اجتماعية هو سبب تخلفنا .
هذا الخروج على ما هو متفق عليه من تقاليد وقيم وعادات هو في حقيقة الأمر نتاج إحساس بالإحباط وعدم الرضا ويستقر في النهاية على إحساس سلبي بأن الحياة لم تعد كما كانت .. وأن القيم تراجعت أمام الظروف والمتغيرات السلبية للحياة المعاصرة.
أتصور ان هناك قدرا من المبالغة في الحكم على التصرفات السائدة لدي الناس .. وربما نتج هذا من الحساسية الشديدة تجاه الوضع الراهن لأمتنا .. مما يدفعنا لنقد الذات لدرجة نتصور معها أهمية تغيير معظم الأنماط السلوكية السائدة .. والحقيقة أن تلك النهضة التي ينشدها البعض لا تحتاج لتغيير سابقة السلوك والتصرف الذي يميز الإنسان الشعبي ... خاصة ان تلك القواعد السلوكية المحددة ومابها من أنماط وأشكال وأساليب لم يحددها أحد ولم تفرض من جهة ... بل غلب عليها أنها تنبع من الناس عبر الوقت .
إذا نظرنا إلى الواقع الراهن للأمة سنجد إننا نتوجه إلى أهداف خاطئة وأن أولوياتنا قد إختلت .
لقد أكدت هذه الدعوة أن جدول أعمال التنمية الغربية أي التغريب له جذوره ويقدم لنا بدعم غربي من الدول والمؤسسات الغربية .
كمال عوض
Kamalawad848@hotmail.com